البحث

عبارات مقترحة:

الحكيم

اسمُ (الحكيم) اسمٌ جليل من أسماء الله الحسنى، وكلمةُ (الحكيم) في...

الواحد

كلمة (الواحد) في اللغة لها معنيان، أحدهما: أول العدد، والثاني:...

الآخر

(الآخِر) كلمة تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...

آداب الطبابة والتداوي

عنيت الشريعة الإسلامية بالإنسان عناية كبيرة، واهتمت بصحته وقوته؛ باعتباره مستخلفًا في هذه الأرض. وأول مقتضيات هذه الخلافة سلامة العقل وصحة الجسد، ولا يخلو حال الإنسان من مرض يصيبه، صغيرًا كان أو كبيرًا، وقد أمر الإسلام بالطبابة والتداوي، فما هي آداب الطبابة والتداوي؟ Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف

التعريف لغة

آدَابُ جمع أَدَبُ. والأدب: حسن الأخلاق وفعل المكارم. يقال: أَدَّبْته أَدَبًا أي: عَلَّمْته رياضة النفس ومحاسن الأخلاق، والأدب يقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل، وهو ملكة تعصم من قامت به عما يشينه، والأدب كذلك استعمال ما يحمد قولًا وفعلًا، أو الأخذ أو الوقوف مع المستحسنات، أو هو: تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك. "المصباح المنير"، للفيومي: (9/1)، "تاج العروس"، للزبيدي: (12/2). الطبابة: من الطَبُّ مُثَلَّثَة الطَّاءِ هُوَ علَاجُ الجِسْمِ والنَّفْس واقْتَصَرَوا على الكَسْرِ فِي الاسْتِعْمال. والفَتْح والضَّمُّ لُغَتَان فِيهِ، والجمع الطِباب. تقول منه: طَبَبْتُ السِقاء أطُبُّه، وطبَّبْتُه. والطِبابة: الطريقة. قال ابن فارس: «الطاء والباء أصلان صحيحان، أحدهما يدل على علم بالشيء ومهارة فيه. والآخر على امتداد في الشيء واستطالة. فالأول الطب، وهو العلم بالشيء. يقال: رجل طب وطبيب، أي: عالم حاذق. وأما الأصل الآخر: فالطبة: الخرقة المستطيلة من الثوب، والجميع طبب. وطبب شعاع الشمس: الطرائق الممتدة ترى فيها حين تطلع. والطبابة: السير بين الخرزتين. والطبة: مستطيل من الأرض دقيق كثير النبات». والطَّبِيبُ فِي الأَصْلِ: الحَاذِقُ بالأُمُورِ العَارِفُ بِهَا، وبِهِ سُمِّيَ الطَّبِيبُ الَّذِي يُعَالجُ الَمرْضَى، والمتطبِّب: الذي يتعاطى عِلم الطِّب. وفلان يستطبّ لوجعه، أي يستوصف الدواءَ أيُّه يصلُح لدائه. وَقَد تَطَبَّبَ لَهُ: سَأَل لَهُ الأَطِبَّاءَ. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (407/3)، "الصحاح"، للجوهري: (171/1)، "تاج العروس"، للزبيدي: (258/3). التداوي: مصدر تداوى أي: تعاطى الدواء، وأصله دوى يدوي دويًا أي مرض، وأدوى فلانًا يدويه بمعنى: أمرضه، وبمعنى عالجه أيضًا. والدواء معروف، تقول: داويته أداويه مداواة ودواء. والداء من المرض، يقال: دوي يدوى، ورجل دو وامرأة دوية. وداءت الأرض، وأداءت، ودويت دوى، من الداء. وتركت فلانا دوى ما أرى به حياة. ودُووِيَ الشَّيءُ: أَي عُولِجَ، وتداوى بالشئ: أي تعالج به. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (309/2)، "الصحاح"، للجوهري: (2342/6)، "تاج العروس"، للزبيدي: (74/38). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

الطبابة هي: علاج الجسم والنفس، أو هي: طريقة في العلاج، أو هي: حرفة الطبيب. "الصحاح"، للجوهري: (171/1)، "تاج العروس"، للزبيدي: (258/3). التداوي هو: تناول الدواء، أو هو: استعمال ما يكون به شفاء المرض -بإذن الله تعالى- من عقار، أو رقية، أو علاج طبيعي؛ كالتمسيد ونحوه. أو هو: تعاطي الدواء بقصد معالجة المرض أو الوقاية منه. "معجم لغة الفقهاء"، لقلعجي وقنيبي: (126)، " الموسوعة الطبية الفقهية"، لأحمد محمد كنعان: (193). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال المعنيين اللغوي والاصطلاحي لكلمة الطبابة يتبين لنا أن المعنى الاصطلاحي لا يخرج عن المعنى اللغوي. من خلال المعنيين اللغوي والاصطلاحي لكلمة التداوي يتبين لنا أن المعنى الاصطلاحي لا يخرج عن المعنى اللغوي القائم على تناول الدواء وتعاطيه، ومعالجة الأدواء. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفضل

1- ذكر الله تعالى في كتابه الكريم ثناء نبيه إبراهيم - عليه السلام- على ربه تبارك وتعالى بأنه إذا أصابه مرض فهو الذي يَشْفيه ويعافيه منه. قال تعالى: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ [الشعراء: (80)]. 2- أخبر الله تعالى أنه يخرج من بطون النحل عسلًا مختلف الألوان مِن بياض وصفرة وحمرة وغير ذلك، فيه شفاء للناس من الأمراض. قال تعالى: ﴿يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ﴾ [النحل: (69)]. 3- أخبر الله تعالى أن ينزل من آيات القرآن العظيم ما يشفي القلوب مِنَ الأمراض، كالشك والنفاق والجهالة، وما يشفي الأبدان برُقْيتها به، وما يكون سببًا للفوز برحمة الله بما فيه من الإيمان. قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [الإسراء: (82)]. 4- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً» [أخرجه البخاري: (5678)]. 5- قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَصَبَّحَ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً، لَمْ يَضُرَّهُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ سُمٌّ وَلاَ سِحْرٌ» [أخرجه البخاري: (5445)]. 6- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «العَجْوَةُ مِنَ الجَنَّةِ وَفِيهَا شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ، وَالكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ» [أخرجه الترمذي: (2066)]. 7- عَنْ أَبِي هُرَيْرِةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِمَّا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ خَيْرٌ فَالْحِجَامَةُ» [أخرجه أبو داود: (3857)]. 8- عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» [أخرجه مسلم: (2204)]. 9- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: «احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَعْطَى الحَجَّامَ» [أخرجه البخاري: (2278)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

آداب الطبابة والتداوي في القرآن الكريم
1- أخبرنا الله تعالى في كتابه عن نبيه أيوب –عيه السلام- إذ ابتلاه بضر وسقم عظيم في جسده، وفقد أهله وماله وولده، فصبر واحتسب، ونادى ربه عز وجل أني قد أصابني الضر، وأنت أرحم الراحمين، فاكشفه عني. قال تعالى: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [الأنبياء: (83)]. 2- نفي الله تعالى الإثم والحرج عن الأعمى والأعرج والمريض في أن يتخلَّفوا عن الجهاد مع المؤمنين؛ لعدم استطاعتهم. قال تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ﴾ [الفتح: (17)]. 3- نفى الله تعالى الإثم والحرج عن أصحاب الأعذار من العُمْيان وذوي العرج والمرضى في ترك الأمور الواجبة التي لا يقدرون على القيام بها، كالجهاد ونحوه، مما يتوقف على بصر الأعمى أو سلامة الأعرج أو صحة المريض، كما نفى الإثم والحرج عن المؤمنين في أن يأكلوا من البيوت التي فيها أزواجهم وعيالهم، فيدخل فيها بيوت الأولاد، أو من بيوت آبائهم، أو أمهاتهم، أو إخوانهم، أو أخواتهم، أو أعمامهم، أو عماتهم، أو أخوالهم، أو خالاتهم، أو من البيوت التي وُكِّلْوا بحفظها في غيبة أصحابها بإذن منهم، أو من بيوت الأصدقاء. قال تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ﴾ [النور: (61)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

آداب الطبابة والتداوي في السنة النبوية
1- قال : «عَلَامَ تَدْغَرْنَ أَوْلَادَكُنَّ بِهَذَا الْعِلَاقِ؟ عَلَيْكُنَّ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ، فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ، مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ، يُسْعَطُ مِنَ الْعُذْرَةِ وَيُلَدُّ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ» [أخرجه البخاري: (5713)، ومسلم: (2214)]. 2- عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، أَنَّ طَارِقَ بْنَ سُوَيْدٍ الْجُعْفِيَّ رضي الله عنه، سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَمْرِ، فَنَهَاهُ - أَوْ كَرِهَ - أَنْ يَصْنَعَهَا، فَقَالَ: إِنَّمَا أَصْنَعُهَا لِلدَّوَاءِ، فَقَالَ: «إِنَّهُ لَيْسَ بِدَوَاءٍ، وَلَكِنَّهُ دَاءٌ» [أخرجه مسلم: (1984)]. 3- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدَّوَاءِ الْخَبِيثِ» [أخرجه أبو داود: (3870)]. 4- عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ، وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً فَتَدَاوَوْا وَلَا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ» [أخرجه أبو داود: (3874)]. 5- عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفَرٌ مِنْ عُكْلٍ، فَأَسْلَمُوا، فَاجْتَوَوْا المَدِينَةَ «فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَأْتُوا إِبِلَ الصَّدَقَةِ، فَيَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا» فَفَعَلُوا فَصَحُّوا فَارْتَدُّوا وَقَتَلُوا رُعَاتَهَا، وَاسْتَاقُوا الإِبِلَ، فَبَعَثَ فِي آثَارِهِمْ، فَأُتِيَ بِهِمْ «فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَلَ أَعْيُنَهُمْ، ثُمَّ لَمْ يَحْسِمْهُمْ حَتَّى مَاتُوا» [أخرجه البخاري: (6802)]. 6- عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الحُمَّى مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ» [أخرجه البخاري: (3263)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الإجماع

أجمع العلماء على إباحة التداوي بالحجامة والكي، وأجمعوا على أنه لا يحل لأحد أن يقتل نفسه، ولا أن يقطع عضوًا من أعضائه، ولا أن يؤلم نفسه في غير التداوي بقطع العضو والألم خاصة. وأجمع العلماء على أن السموم القتالة حرام، وأن إكثار المرء مما يقتله حرام. "الإقناع في مسائل الإجماع"، لابن القطان: (305-304/2) Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحكم

الأصل في التداوي أنه مشروع، لما فيه من حفظ النفس الذي هو أحد المقاصد الكلية من التشريع. وذهب مجمع الفقه الإِسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإِسلامي إلى القول بوجوب التداوي إذا كان تركه يفضي إلى تلف النفس أو أحد الأعضاء أو العجز، أو كان المرض ينتقل ضرره إلى غيره، كالأمراض المعدية. ويمكننا تقسيم التداوي إلى قسمين: الأول: إذا غلب على الظن نفع الدواء مع احتمال الهلاك بتركه؛ فالتداوي واجب، فيدخل في ذلك إيقاف النزيف، وخياطة الجروح، وبتر العضو التالف المؤدي إلى تلف بقية البدن، ونحو ذلك مما يجزم الأطباء بنفعه وضرورته، وأن تركه يؤدي إلى التلف أو الهلاك. الثاني: إذا غلب على الظن نفع الدواء، ولكن ليس هناك احتمال للهلاك بترك الدواء، فالتداوي أفضل. وتختلف أحكام التداوي باختلاف الأحوال والأشخاص: فيكون واجبًا على الشخص إذا كان تركه يفضي إلى تلف نفسه، أو أحد أعضائه، أو عجزه، أو كان المرض ينتقل ضرره إلى غيره؛ كالأمراض المعدية. ويكون مندوبًا إذا كان تركه يؤدي إلى ضعف البدن، ولا يترتب عليه ما سبق في الحالة الأولى. ويكون مباحًا إذا لم يندرج في الحالتين السابقتين. ويكون مكروهًا إذا كان بفعل يخاف منه حدوث مضاعفات أشد من العلة المراد إزالتها. "مجلة مجمع الفقه الإسلامي"، العدد السابع: (563/3)، "الفقه الإسلامي وأدلته"، لوهبه الزحيلي: (5205/7)، "الفقه الميسر"، لعبد الله الطيار وآخرون: (6-5/12). ويحرم التداوي بالمحرمات؛ لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدَّوَاءِ الْخَبِيثِ» [أخرجه أبو داود: (3870)]، وحديث عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ، وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً فَتَدَاوَوْا وَلَا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ» [أخرجه أبو داود: (3874)]. وقد ثبت عنه النهي عن التداوي بالخمر؛ كما في " صحيح مسلم "، وغيره. وفي " البخاري عن ابن مسعود، أنه قال: «إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ»، وقد ذهب إلى تحريم التداوي بالأدوية النجسة والمحرمة الجمهور. ولا يعارض هذا إذنه بالتداوي بأبوال الإبل؛ كما في " الصحيح "؛ لأنها لم تكن نجسة ولا محرمة، ولو سلمنا تحريمها؛ لكان الجمع ممكنا ببناء العام على الخاص. "الروضة الندية"، لمحمد صديق خان: (155-153/3) Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أقوال أهل العلم

«إن ترك التداوي توكلًا، فهو فضيلة». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA النَّوَوِي "المجموع"، للنووي: (95/5).
«المعدة بيت الداء، والحمية رأس الطب، والعادة طبع ثان». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA علي بن أبي طالِب "الطب النبوي"، للذهبي: (103).
«والطبيب الحاذق من يراعي نوع المرض وسببه، وقوة المريض هل تقاوم المرض فإن قاومته تركه، ومزاج البدن الطبيعي ما هو، والمزاج الحادث على غير المجرى الطبيعي، وسن المريض وبلده وعادته وما يليق بالوقت الحاضر من فصول السنة، وحال الهواء وقت المرض، والدواء وقوته وقوة المريض وإزالة العلة مع أمن حدوث أصعب منها» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA السَّفَّارِيني "غذاء الألباب"، للسفاريني: (457/1).
«علم الطب فرض كفاية، ولا يجوز ترك المداواة» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الغَزالي "الآداب الشرعية"، لابن مفلح: (350/2)
ولا بَأْسَ شَرعًا أنْ يَطَبَّكَ مسْلِمٌ*****وتَشكو الذي تَلْقَا وبالحمدِ فابْتَدِ وتَرْكُ الدَّوا أَوْلَى وفِعلُكَ جَائِزٌ*****بما لمْ تَيَقَّنْ فيهِ حُرمَةُ مُفْرَدِ ففي السُّقْمِ والآفاتِ أَعظمُ حِكْمَةٍ*****مُيَقِّظَةٍ ذا اللُّبِّ عندَ التَّفَقُّدِ يُنادِي لِسانُ الحالِ جِدُّوا لِتَرحَلُوا*****عن المنزِلِ الغَثِّ الكثيرِ التَّنَكُّدِ أَتاكَ نذيرُ الشَّيْبِ بالسُّقْمِ مُخْبِرًا*****بأنَّكَ تَتْلُو القومَ في اليومِ أوْ غَدِ فخُذْ أُهْبَةً في الزادِ فالموتُ كائنٌ*****فما منهُ مَنْجَا ولا عنهُ عَنْدَدِ Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA المَرْداوي "الآداب الشرعية" (ص42).
«شيئان أغفلهما الناس: العربية والطب». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الإِمَام الشَّافِعي "الآداب الشرعية"، لابن مفلح: (350/2)

الآداب

آداب الطبابة والتداوي

1- أن يقصد المريض بالطبابة والتداوي الاستشفاء من المرض بهدف المحافظة على صحته وقوته لأجل التقوي على طاعة الله تعالى. 2- أن يستعمل الأدوية المشروعة التي ورد ذكرها في كتاب الله تعالى أو سنة رسوله ومنها: · عسل النحل؛ لقول الله تعالى: ﴿يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ﴾ [النحل: (69)]. · الحبة السوداء قال : «إِنَّ فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ، إِلَّا السَّامَ وَالسَّامُ الْمَوْتُ وَالْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ الشُّونِيزُ» [أخرجه البخاري: (5688)، ومسلم: (2215)]. · الحجامة والقسط البحري، قال : «إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الحِجَامَةُ، وَالقُسْطُ البَحْرِيُّ» [أخرجه البخاري: (5696) ]. · الحناء فعَنْ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدَّتِهِ سَلْمَى، وَكَانَتْ تَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: «مَا كَانَ يَكُونُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرْحَةٌ وَلَا نَكْبَةٌ إِلَّا أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَضَعَ عَلَيْهَا الحِنَّاءَ» [أخرجه الترمذي: (2054)]. 3- أن يتطبب ويتداوى بالرقى الشرعية من القرآن والسنة، فعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: كُنَّا نَرْقِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ تَرَى فِي ذَلِكَ فَقَالَ: «اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ» [أخرجه مسلم: (2200)]، وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْمُرُهَا أَنْ تَسْتَرْقِيَ مِنَ الْعَيْنِ» [أخرجه البخاري: (5738)، ومسلم: (2195)]. 4- أن يتطبب ويتداوى بالحجامة في أيام السابع عشر، أو التاسع عشر، أو الواحد والعشرين من كل شهري هجري، فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْتَجِمُ فِي الأَخْدَعَيْنِ وَالكَاهِلِ، وَكَانَ يَحْتَجِمُ لِسَبْعَ عَشْرَةَ وَتِسْعَ عَشْرَةَ وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ» [أخرجه الترمذي: (2051)]. 5- أن يتجنب الطبابة والتداوي بالأدوية المحرمة؛ كالرقى الشركية والخمر وغيرها فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الدَّوَاءِ الْخَبِيثِ» [أخرجه أبو داود: (3870)]، وعَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَائِلٍ، عَنْ أَبِيهِ وَائِلٍ الْحَضْرَمِيِّ، أَنَّ طَارِقَ بْنَ سُوَيْدٍ الْجُعْفِيَّ رضي الله عنه، سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَمْرِ، فَنَهَاهُ - أَوْ كَرِهَ - أَنْ يَصْنَعَهَا، فَقَالَ: إِنَّمَا أَصْنَعُهَا لِلدَّوَاءِ، فَقَالَ: «إِنَّهُ لَيْسَ بِدَوَاءٍ، وَلَكِنَّهُ دَاءٌ» [أخرجه مسلم: (1984)]. 6- أن يصف المريض ألمه ووجعه للطبيب المعروف بعلمه وتقواه، قال تعالى: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: (43)]، وعَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ الْمُرَادِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَتَدَاوَى؟ قَالَ: «تَعَلَمَنَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً غَيْرَ دَاءٍ وَاحِدٍ» قَالُوا: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: «الْهَرَمُ». [أخرجه الحاكم، المستدرك: (7427)]. 7- أن يعتقد المريض أن الشفاء بيد الله تعالى ومنه، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ [الشعراء: (80)]. "موسوعة الآداب الإسلامية"، لعبد العزيز ندا: (183-180/1). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

نماذج وقصص

1- في حديث الراهب والملك والغلام الذر رواه صُهَيْبٌ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَكَانَ الْغُلَامُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ، وَيُدَاوِي النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الْأَدْوَاءِ، فَسَمِعَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ كَانَ قَدْ عَمِيَ، فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ، فَقَالَ: مَا هَاهُنَا لَكَ أَجْمَعُ، إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي، فَقَالَ: إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا إِنَّمَا يَشْفِي اللهُ، فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللهِ دَعَوْتُ اللهَ فَشَفَاكَ، فَآمَنَ بِاللهِ فَشَفَاهُ اللهُ، فَأَتَى الْمَلِكَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ كَمَا كَانَ يَجْلِسُ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ؟ قَالَ: رَبِّي، قَالَ: وَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي؟ قَالَ: رَبِّي وَرَبُّكَ اللهُ، فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الْغُلَامِ، فَجِيءَ بِالْغُلَامِ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: أَيْ بُنَيَّ قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ مَا تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ، وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ، فَقَالَ: إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا، إِنَّمَا يَشْفِي اللهُ» [أخرجه مسلم: (3005)]. 2- عن عَطَاء بْن أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: «أَلاَ أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: هَذِهِ المَرْأَةُ السَّوْدَاءُ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ، وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي، قَالَ: «إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ» فَقَالَتْ: أَصْبِرُ، فَقَالَتْ: إِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لاَ أَتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا» [أخرجه البخاري: (5652)، ومسلم: (2576)]. 3- عن حُصَيْن بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: «كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الَّذِي انْقَضَّ الْبَارِحَةَ؟ قُلْتُ: أَنَا، ثُمَّ قُلْتُ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَكُنْ فِي صَلَاةٍ، وَلَكِنِّي لُدِغْتُ، قَالَ: فَمَاذَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: اسْتَرْقَيْتُ، قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟ قُلْتُ: حَدِيثٌ حَدَّثَنَاهُ الشَّعْبِيُّ فَقَالَ: وَمَا حَدَّثَكُمُ الشَّعْبِيُّ؟ قُلْتُ: حَدَّثَنَا عَنْ بُرَيْدَةَ بْنِ حُصَيْبٍ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّهُ قَالَ: لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ، أَوْ حُمَةٍ، فَقَالَ: قَدْ أَحْسَنَ مَنِ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ، وَلَكِنْ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ، وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ، وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ، إِذْ رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِي، فَقِيلَ لِي: هَذَا مُوسَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَوْمُهُ، وَلَكِنْ انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَقِيلَ لِي: انْظُرْ إِلَى الْأُفُقِ الْآخَرِ، فَإِذَا سَوَادٌ عَظِيمٌ، فَقِيلَ لِي: هَذِهِ أُمَّتُكَ وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ»، ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ فَخَاضَ النَّاسُ فِي أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: فَلَعَلَّهُمُ الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الْإِسْلَامِ وَلَمْ يُشْرِكُوا بِاللهِ، وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَا الَّذِي تَخُوضُونَ فِيهِ؟» فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: «هُمُ الَّذِينَ لَا يَرْقُونَ، وَلَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ»، فَقَامَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ، فَقَالَ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: «أَنْتَ مِنْهُمْ؟» ثُمَّ قَامَ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: «سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ» [أخرجه البخاري: (5752)، ومسلم: (220)]. 4- عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي العَاصِ قَالَ: «أَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِي وَجَعٌ قَدْ كَادَ يُهْلِكُنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «امْسَحْ بِيَمِينِكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَقُلْ: أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ» قَالَ: فَفَعَلْتُ، فَأَذْهَبَ اللَّهُ مَا كَانَ بِي، فَلَمْ أَزَلْ آمُرُ بِهِ أَهْلِي وَغَيْرَهُمْ» [أخرجه الترمذي: (2080)]. 5- عن عروة أو عمرو بن سودة قال: «جلس المأمون للناس مجلسًا عامًا، فكان فيمن حضره منجه وهنجه طبيبا الروم والهند إلى أن قال: فأقبل المأمون على إسحاق بن راهويه فقال: ما ترى؟ فقال: ذكر هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها: «أن النبي دخل عليها وهي تشتكي فقال لها: يا عائشة الحمية دواء، والمعدة بيت الأدواء: وعودوا بدنا ما اعتاد» فأقبل المأمون على منجه وهنجه فقال: ما تقولان؟ فقال: هذا كلام جامع وهو أصل الطب». "الآداب الشرعية"، لابن مفلح: (353/2). 6- عن الأصمعي قال: «جمع هارون الرشيد أربعة من الأطباء: عراقي ورومي وهندي وسوادي، فقال: ليصف كل واحد منكم الدواء الذي لا داء فيه، فقال الرومي: هو حب الرشاد الأبيض. وقال الهندي: الماء الحار. وقال العراقي: الهيلج الأسود، وكان السوادي أبصرهم فقال له تكلم، فقال: حب الرشاد يولد الرطوبة، والماء الحار يرخي المعدة، والهيلج الأسود يرق المعدة. فقالوا له: فأنت ما تقول؟ قال: أقول الدواء الذي لا داء فيه أن تقعد على الطعام وأنت تشتهيه، وتقوم عنه وأنت تشتهيه». "الآداب الشرعية"، لابن مفلح: (353/2). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA