البحث

عبارات مقترحة:

الرءوف

كلمةُ (الرَّؤُوف) في اللغة صيغةُ مبالغة من (الرأفةِ)، وهي أرَقُّ...

الحافظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحافظ) اسمٌ...

الصمد

كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...

حروف المعاني

حروف المعاني هي الحروف التي جاءت لمعنى، كالتعقيب والظرفية، وغيرها، ومنها ما يكون حرفًا واحدًا، ومنها ما يكون أكثر من ذلك، ومن أمثلتها: (الواو) و(الفاء)، و(على)، و(حيث)، و(إلى)، ولها تطبيقات فقهية كثيرة، وقد وقع الخلاف في معاني بعضها، كالواو، هل تفيد الترتيب أو مطلق الجمع، والصحيح الثاني، وهو مذهب الجماهير.

التعريف

التعريف لغة

الحرف لغة: يطلق على معنيين: الأول: حَد كل شيء وناحيتُه، ومنه: الحَرْف، وهو الوجه، ومن ذلك قولهم: هو من أمره على حرف واحد، أي: طريقة واحدة، ويطلق الحَرْفُ على القراءة التي تقرأ على أوجه. انظر: تهذيب اللغة" للجوهري (5/10)، "مقاييس اللغة" لابن فارس (2/42). الثاني: العدول، وتقدير الشيء، يقال: فُلَان على حَرْفٍ من هَذَا الْأَمر. أَي: مائل، وتقول: انْحَرَفْتُ عَن الشَّيْء انْحِرَافًا إِذا ملت عَنهُ. انظر: "مقاييس اللغة" لابن فارس (2/42).

التعريف اصطلاحًا

الحرف في الاصطلاح يطلق على معنيين: 1- الحروف التسعة والعشرين التي هي أصل تراكيب الكلام، وتسمى حروف التهجي أو حروف المباني. 2- ما يوصل معاني الأفعال إلى الأسماء، وعلى ما يدل بنفسه على معنى في غيره، وتسمى حروف المعاني بناء على أن وضعها لمعان تتميز بها من حروف المباني، فالهمزة المفتوحة إذا قصد بها الاستفهام أو النداء فهي من حروف المعاني، وإلا فمن حروف المباني. انظر: "كشف الأسرار" للبخاري (2 /109)، "شرح التلويح" للتفتازاني (1 /187). فالمقصود بحروف المعاني: الحروف التي تأتي لمعنى، كالترتيب والتراخي وغير ذلك، بخلاف التي ليست لها معان كالجيم، والحاء، والخاء، وغيرها. انظر: "الكافي شرح البزدوي" للسغناقي (2 /861). وقد عرّف الباقلاني حروف المعاني بقوله: «اللفظ المتصل بالأسماء والأفعال، وكل جملة من القول، والداخل عليها؛ لتغيير معانيها وفوائدها، نحو (في) و(من) و(إلى)». " التقريب" للباقلاني (1 /409). و الأصل أن هذا الباب من علم النحو، لكن لمّا احتاجه الفقهاء، وكانت تدور في الكلام كثيرًا ذكرها الأصوليون. انظر: "اللمع" للشيرازي (ص: 64).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بينهما التضمن، ووجه ذلك: أنّ الحرف طرف في الكلام، وفضلة، وكذا معناه في اللغة: الطرف، ومنه: حرف الجبل، أي: طرفه. وهناك وجه آخر: وهو أنّ الحرف لا يأتي إلا على وجه واحد، وهذا أحد إطلاقات الحرف في اللغة. انظر: "الجنى الداني" للمرادي (ص: 23)

الأقسام

تنقسم حروف المعاني إلى: ما هو على حرف واحد، كالواو والباء والفاء. ما هو على حرفين، كــ (من)، و(عن). ما هو على ثلاثة أحرف فأكثر، كــ(حتى)، و(إلى). انظر: "البحر المحيط" للزركشي (3 /140).

أمثلة

أحرف المعاني كثيرة، وقد يكون لبعضها أكثر من معنى، ومن جملة ذلك: 1- (الفاء) ومن معانيها: التعقيب. ا نظر: " اللمع" للشيرازي (ص: 65)، "شرح الكوكب المنير" لابن النجار (1/233). ، مثاله: جاءني زيدٌ فعمرو، أي: جاءني عمرو بعد زيد من دون فاصل. انظر: "اللمع" للشيرازي (ص: 65). 2- (حتى) ومن معانيها: الغاية. انظر: "الواضح في أصول الفقه" (1/117)، و"نفائس الأصول" (3/1023)، و"البحر المحيط" (3/223)، ومثالها: قوله تعالى: ﴿ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ﴾ [البقرة: 230] ، فالتحريم الثابت بطلاق الثلاث، ينتهي بوطء الزوج الثاني، فوطء الزوج الثاني غاية لحل النكاح. انظر: "إعراب القرآن" للنحاس (1/115)، "تخريج الفروع" للزنجاني (ص: 288). 3- (في) ومن معانيها: الظرفية. انظر: " نفائس الأصول" للقرافي (3/1015)، " البحر المحيط" للزركشي (3/197)، ومن تطبيقاتها الفقهية: إذا قال المقرّ: لفلان عليّ ثوب في منديل، أو تمر في جراب، لم يدخل الظرف في الإقرار. انظر: "ا لعدة" لأبي يعلى (1/204). 4- (اللام)، ومن معانيها: التمليك. انظر: العدة" لأبي يعلى (1/204)، " قواطع الأدلة" للسمعاني (1/44)، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ﴾ [التوبة: 60] فاللام أفادت تمليك مال الزكاة للفقراء. انظر: " مفاتيح الغيب" للرازي (16/86)، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي (8/167).

مسائل وتنبيهات

اشتهر الخلاف في حرف الواو، هل يفيد الترتيب أو مطلق الجمع على قولين: القول الأول: أن الواو تفيد مطلق الاشتراك، وهذا قول الجمهور من الحنفية، والمالكية والشافعية والحنابلة وأهل اللغة. انظر: "كشف الأسرار" للبخاري (2/108-110)، "شرح التنقيح" للقرافي (ص: 99)، "البحر المحيط" للزركشي (3/141)، و "التحبير" للمرداوي (2/600)، و "الجنى الداني" للمرادي (ص: 158). القول الثاني: أن الواو تفيد الترتيب، وهو قول بعض الشافعية، وبعض أهل اللغة. انظر: "التبصرة" للشيرازي (ص: 231)، "الجنى الداني" للمرادي (ص: 158). والصحيح القول الأول، ومن الأدلة عليه: أنّ ا لواو قد تدخل فيما لا يمكن الترتيب فيه، كما لو قيل: تضارب زيد وعمرو، ولا يمكن أن يقع الترتيب في ذلك؛ فدل على أنها ليست للترتيب. انظر: "شرح تنقيح" للقرافي (ص: 99). وهذا الاختلاف في معنى الواو من أسباب اختلاف الفقهاء في بعض المسائل الفقهية.