البحث

عبارات مقترحة:

الرفيق

كلمة (الرفيق) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) من الرفق، وهو...

القيوم

كلمةُ (القَيُّوم) في اللغة صيغةُ مبالغة من القِيام، على وزنِ...

المقدم

كلمة (المقدِّم) في اللغة اسم فاعل من التقديم، وهو جعل الشيء...

آداب الاستئذان والسلام

الاستئذان والسلام من الآداب الإسلامية السامية التي حث عليها ديننا الحنيف؛ لما فيهما من البركة ونشر المودة والمحبة، وحفظ العورات والأمور الخاصة بالناس، وعدم الاطلاع على ما لا ينبغي. والاستئذان والسلام لهما آداب ينبغي للمسلم أن يراعِيَها في حياته وسلوكياته، وهذا ما سنبينه بإذن الله تعالى في هذه المفردة. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف

التعريف لغة

آدَابُ جمع أَدَبُ. والأدب: حسن الأخلاق وفعل المكارم. يقال: أَدَّبْته أَدَبًا أي: عَلَّمْته رياضة النفس ومحاسن الأخلاق، والأدب يقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل، وهو ملكة تعصم من قامت به عما يشينه، والأدب كذلك استعمال ما يحمد قولًا وفعلًا، أو الأخذ أو الوقوف مع المستحسنات، أو هو: تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك. "المصباح المنير"، للفيومي: (9/1)، "تاج العروس"، للزبيدي: (12/2). الاستئذان: طلب الإذن، والأصل فيه: العلم والإعلام. تقول العرب قد أذنت بهذا الأمر، أي: علمت. وآذنني فلان أعلمني، ومنه قوله تعالى: ﴿ وإذْ تَأَذَّنَ رَبَّكَ ﴾. [الأعراف: (167)]. أي: أعلم، واستأذنه: طلب منه الإذن. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (77/1)، "الصحاح"، للجوهري: (2068/5)، "تاج العروس"، للزبيدي: (163/34). السلام: أصل السلام: السلامة، يقال: سَلِمَ يَسْلَمُ سَلامًا وسَلامَة، ومنه قيل للجنة: دار السَّلام؛ لأنهَّا دار السلامة من الآفات، ودار السلامة الدائمة التي لا تنقطع ولا تفنى، وهي دار السلامة من الموت والهرم والأسقام. "جمهرة اللغة"، للأزدي: (859/2)، "الصحاح"، للجوهري: (1951 /5)، "لسان العرب"، لابن منظور: (291/12). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

الاستئذان هو: طلب الإذن في الدخول لمحل لا يملكه المستأذن. أو هو: التماس الإذن تأدبًا خشية الاطلاع على العورة، أو هو: استباحة المحظور على وجه مشروع. والاستئذان هو: هو رفع المنع وإيتاء المكنة كونًا وخَلقًا. أو هو: فك الحجر وإطلاق التصرف لمن كان ممنوعًا شرعًا. أو هو: الإعلام بإجازة الشيء والرخصة فيه. "تاج العروس"، للزبيدي: (163/34)، "القاموس الفقهي"، لسعدي أبو حبيب: (19). السلام: التحية، والسلام: الاسم من التسليم. ومعنى السَّلام الدعاء بالسلامة من الآفات. "جمهرة اللغة"، للأزدي: (859/2)، "الصحاح"، للجوهري: (1951 /5)، "أضواء البيان"، للشنقيطي: (152/2). ويمكننا تعريف آداب الاستئذان بأنها: التزام مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب في طلب الإذن في الدخول لمكان يقصده المستأذن، مع البعد عن كل ما يشين الإنسان من الأقوال والأفعال. وأما آداب السلام فهي: التزام مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب في تحية الآخرين عن لقائهم، مع البعد عن كل ما يشين الإنسان من الأقوال والأفعال. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال التعريف اللغوي والاصطلاحي للاستئذان يتبين لنا أن التعريف الاصطلاحي مبني على التعريف اللغوي، وأن المعنى الاصطلاحي مأخوذ من المعنى اللغوي إلا أن المعنى الاصطلاحي مخصص بطلب الإجازة لفعل شيء ممنوع منه. وأما العلاقة بين التعريف اللغوي والاصطلاحي للسلام فهي أن المعنى الاصطلاحي يرجع إلى التعريف اللغوي الذي يتضمن مفهوم السلامة من الآفات في الدين والدنيا. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفضل

1- أخبر الله تعالى أن من صفات ملائكته الكرام إلقاء التحية بالسلام على أنبيائه عليهم الصلاة والسلام عند اللقاء بهم، قال تعالي: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قالَ سَلامٌ﴾. [الذاريات: (25-24)]، وجاء في حديث أَبي هريرة رضي الله عنه عن النبيِّ قَالَ: «لَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولئِكَ - نَفَرٍ مِنَ المَلَائِكَةِ جُلُوس - فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ؛ فَإنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيتِكَ. فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فقالوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللهِ». أخرجه البخاري (3326) ومسلم (2841) (28). 2- أخبر الله تعالى أنه يُحَيِّي أنبياءه ورسله بتحيته الدائمة وهي السلام، قال تعالى: ﴿ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ﴾. [الصافات: (181)]. وقال تعالى: ﴿ سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴾. [الصافات: (79)]. 3- أخبر الله تعالى أن ملائكته يدخلون على أهل الجنة من كل باب، ويحيونهم بالتحية الدائمة وهي السلام، قال تعالى: ﴿ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ﴾. [الرعد: (23)]. 4- جعل النبي الاستئذان سبيلًا لحفظ البصر من أن يقع على العورات أو الحرمات، فقال : «إِنَّمَا جُعِلَ الِاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ البَصَر». [أخرجه البخاري: (6241)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

آداب الاستئذان والسلام في القرآن الكريم
1- نهى الله تعالى عباده المؤمنين عن دخول بيوت الآخرين حتى يستأذنوا ويسلموا على أهلها قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾. [النور: (27) ]. 2- أمر الله سبحانه وتعالى بتوجيه الأطفال عند بلوغ سن الاحتلام والتكاليف الشرعية إلى الاستئذان كما يستأذن الكبار، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾. [النور: (59) ]. 3- أمر الله تعالى عباده المؤمنين أن يردوا التحية لمن سلَّم عليهم بأفضل مما سلَّم لفظًا وبشاشةً، أو أن يردوا عليه بمثل ما سلَّم، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ﴾. [النساء: (86) ]، ﴿فإذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا على أنْفُسِكُمُ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً﴾ [النور: 61]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

آداب الاستئذان والسلام في السنة النبوية
1- أرشد النبي الصحابي الجليل كَلَدَة بْنِ حَنْبَلٍ رضي الله عنه إلى الاستئذان قبل الدخول وإلقاء السلام قال رضي الله عنه: دخلت على رسول الله ولم أسلم فقال: «ارْجِعْ فَقُلِ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ». [أخرجه أبو داود: (5176)]. 2- أرشد النبي المسلم إلى الاستئذان ثلاث مرات فإن أذن له وإلا فليرجع، قال : «الِاسْتِئْذَانُ ثَلَاثٌ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ، وَإِلَّا فَارْجِعْ». [أخرجه مسلم: (2153)]. 3- حث النبي على إفشاء السلام وبذله للمسلمين مبينًا أنه لا يصلح ولا يكمل إيمان المؤمنين إلا بالتحاب؛ ولذا قال أفشوا السلام بينكم، قال : «لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ». [أخرجه مسلم: (93)]. وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله يقول: «يَا أيُّهَا النَّاسُ، أفْشُوا السَّلَامَ، وَأطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الأرْحَامَ، وَصَلُّوا والنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلَام». أخرجه: ابن ماجه (1334)، والترمذي (2485) وقال: «حديث حسن صحيح». وعن الطُّفَيْل بن أُبَيِّ بن كعبٍ: أنَّه كَانَ يأتي عبد الله بن عمر، فيغدو مَعَهُ إِلَى السُّوقِ، قَالَ: فإذَا غَدَوْنَا إِلَى السُّوقِ، لَمْ يَمُرَّ عَبدُ الله عَلَى سَقَّاطٍ (1) وَلَا صَاحِبِ بَيْعَةٍ، وَلَا مِسْكِينٍ، وَلَا أحَدٍ إِلَاّ سَلَّمَ عَلَيْهِ، قَالَ الطُّفَيْلُ: فَجِئْتُ عبد الله بنَ عُمَرَ يَوْمًا، فَاسْتَتْبَعَنِي إِلَى السُّوقِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا تَصْنَعُ بالسُّوقِ، وَأنْتَ لا تَقِفُ عَلَى البَيْعِ، وَلَا تَسْأَلُ عَنِ السِّلَعِ، وَلَا تَسُومُ بِهَا، وَلَا تَجْلِسُ في مَجَالِسِ السُّوقِ؟ وَأقُولُ: اجْلِسْ بِنَا هاهُنَا نَتَحَدَّث، فَقَالَ: يَا أَبَا بَطْنٍ - وَكَانَ الطفَيْلُ ذَا بَطْنٍ - إنَّمَا نَغْدُو مِنْ أجْلِ السَّلَامِ، فنُسَلِّمُ عَلَى مَنْ لَقيْنَاهُ. أخرجه: مالك في "الموطأ" (2763) برواية الليثي، وصححه النووي في "رياض الصالحين" (ص264). 4- لما سئل الرسول أي الإسلام خير قال: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ، وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ». [أخرجه البخاري: (12)، مسلم: (63)]. فجعل النبي خير الإسلام بإطعام الطعام ونشر السلام بين المسلمين على من عرفت منهم ومن لم تعرف. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الإجماع

Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحكم

اتفق العلماء على وجوب الاستئذان قبل دخول بيوت الآخرين سواء أكان باب البيت مفتوحًا أو مغلقًا؛ لأن للبيوت حرمتها، فلا يجوز انتهاكها. كما قال العلماء بوجوب استئذان المسلم إذا أراد الدخول إلى بيته وفيه أحد محارمه، كأمه أو أخته أو نحو ذلك، ممن لا يصلح له أن يراه عريانًا، من رجل أو امرأة، فلا يحل له أن يدخل عليه بغير استئذان. وأجاز بعض العلماء للمسلم أن يدخل على محارمه الذين يسكنون معه بغير استئذان، ولكن عليه أن يشعرهم بدخوله بنحو تنحنح، وطرق نعل، ونحو ذلك، ليستتر العريان. "الآداب الشرعية"، لابن مفلح: (393/1). حكم السلام وكيفيته: ذهب أكثر أهل العلم إلى أن ابتداء السلام سنة مستحبة ليس بواجب وهو سنة على الكفاية، فإذا كان المسلم في جماعة كفى عنهم تسليم واحد منهم، ولو سلموا كلهم كان أفضل. وأما رد السلام، فإن كان المسلم عليه واحدًا تعين عليه الرد، وإن كانوا جماعة كان رد السلام فرض كفاية عليهم، فإن رد واحد منهم سقط الحرج عن الباقين، وإن تركوه كلهم أثموا كلهم، وإن ردوا كلهم فهو النهاية في الكمال والفضيلة، وإن رد غيرهم لم يسقط الرد، بل يجب عليهم أن يردّوا، فإن اقتصروا على ردّ ذلك الأجنبيّ أثموا. "الأذكار"، للنووي: (246)، "الألفية في الآداب الشرعية" للمرداوي (ص33). ويستحب أن يقول المبتدئ بالسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. فيأت بضمير الجمع، وإن كان المسلم عليه واحدًا، وإن قال: السلام عليكَ، أو سلام عليكَ، حصل أيضاً، ويقول المجيب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، فيأتي بواو العطف في قوله: وعليكم، فإن حذف الواو فقال: عليكم السَّلام أجزأه ذلك وكان جواباً. عن عِمْرَان بن الحصين رضي الله عنهما، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبيِّ - فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَرَدَّ عَلَيْهِ ثُمَّ جَلَسَ، فَقَالَ النبيُّ - : «عَشْرٌ» ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، فَرَدَّ عَلَيْهِ فَجَلَسَ، فَقَالَ: «عِشْرُونَ» ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَركَاتُهُ، فَرَدَّ عَلَيْهِ فَجَلَسَ، فَقَالَ: «ثَلاثُونَ». أخرجه: أبو داود (5195)، والترمذي (2689) وقال: «حديث حسن غريب». انظر: "الأذكار" (ص243-244) و"رياض الصالحين" (ص264) للنووي، و "الألفية في الآداب الشرعية" للمرداوي (ص33). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أقوال أهل العلم

«من ملأ عينه مِنْ قَاعَةِ بَيْتٍ قَبْلَ أَنْ يُؤْذَنَ لَهُ فقد فسق» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA عُمَر بن الخَطَّاب "الأدب المفرد"، للبخاري: (1092).
«الاستئذان ثلاثًا فمن لم يؤذن له فليرجع. أمّا الأولى: فليسمع الحيّ، وأمّا الثّانية فليأخذوا حذرهم، وأمّا الثّالثة: فإن شاءوا أذنوا وإن شاءوا ردّوا، ولا تقفنّ على باب قوم ردّوك عن بابهم. فإنّ للنّاس حاجات ولهم أشغال والله أولى بالعذر». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA قَتَاَدة بن دعامة "تفسير القرآن العظيم"، لابن كثير: (37/6).
«قال بعض المهاجرين: لقد طلبت عمري كلّه هذه الآية فما أدركتها أن أستأذن على بعض إخواني فيقول لي ارجع فأرجع وأنا مغتبط». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA قَتَاَدة بن دعامة "تفسير القرآن العظيم"، لابن كثير: (38/6).
«الاستئذان ثلاث، لا أُحب أن يزيد عليها، إِلَّا من علم أنه لا يُسمع، فلا أرى به بأسًا أن يزيد، إذا استيقن ذلك». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الإمام مالِك "المستخرج: ، لأبي عوانة: (9421).
وإفشاؤُكَ التسليمَ يُوجِبُ مَحَبَّةًمِن الناسِ مَجهولًا ومَعروفًا اقْصِدِ
المَرْداوي "الألفية في الآداب الشرعية" (ص33).

الآداب

آداب السلام

1- أن يقدم السلام قبل الاستئذان وقبل الكلام، والأحاديث الصحيحة وعمل سلف الأمة وخلفها على وفق ذلك مشهورة. 2- أن يقول في ابتداء السلام: " السلام عليكم ورحمة الله، " وأن لا يقول المبتدئ: عليكم السلام. 3 - المستحبّ أن يرفع صوته رفعًا يسمعه به المسلَّم عليه أو عليهم سماعًا محققًا، وإذا تشكك في أنه يسمعهم، زاد في رفعه، واحتاط واستظهر، أما إذا سلَّم على أيقاظ عندهم نيام، فالسنّة أن يخفضَ صوتَه بحيث يَحصل سماعُ الأيقاظ ولا يستيقظ. 3- أن يبدأ من لقيه بالسلام، وإذا سلم عليه أحد، رد عليه مثل تحيته أو أفضل منها على الفور من غير تأخير، إلا لعذر مثل حالة الصلاة، وحالة قضاء الحاجة. 4- أن يُسمع المُسَلِّم رده عليه، وأن لا يرد بيده ولا برأسه ولا بأصبعه إلا في الصلاة. 5- أن يسلم عند الدخول إلى المجلس، ويسلم عند الانصراف عنه. 6- أن يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والراكب على الماشي، والماشي على القائم، والقليل على الكثير. 7- أن يسلم على أصحابه إذا كانوا يمشون، ففرقت بينهم شجرة أو أكمة، ثم التقوا من ورائها، فيسلم بعضهم على بعض. 8- أن يسلم على أهله بالليل تسليمًا لا يوقظ النائم. ويُسمع اليقظان. 9- عند الدخول إلى المسجد يبتدئ بركعتين تحية المسجد، ثم يسلم على القوم فتكون تحية المسجد قبل تحية أهله. 10- تحريم ابتداء الكفار بالسلام؛ لنهي النبي عن ذلك، ولما فيه من الإكرام لهم. وإن مر المسلم على مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين فيجوز إلقاء السلام على المجموعة، وإن سلم علينا الكفار فنقول: وعليكم. 11- إذا بعث إنسان مع إنسان سلاماً، فقال الرسول: فلان يسلّم عليك، فقد قدّمنا أنه يجب عليه أن يردّ على الفور، ويستحبّ أن يردّ على المبلِّغ أيضاً، فيقول: وعليك وعليه السلام. 12- إذا سُلِّم عليه إنسان ثم لقيه على قرب، يُسنّ له أن يُسلِّم عليه ثانياً وثالثاً وأكثر. "زاد المعاد"، لابن قيم الجوزية: (376/2). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

آداب الاستئذان

1- أن يستأذن ثلاث مرات، فإن أُذن له وإلا رجع. 2- أن لا يستقبل الباب من تلقاء وجهه عند الاستئذان: مظنة وقوف امرأة أجنبية أثناء فتح الباب، وإنما يقف بركنه الأيمن أو الأيسر، ويقول: السلام عليكم، السلام عليكم. 3- أن لا يدق الباب بعنف، لاسيما إن كان رب المنزل أباه أو أستاذه أو ذا فضل. 4- أن يعلن عن اسمه أو صفته أو كنيته، ولا يقل أنا؛ لأن قول أنا ليس فيه تعريف بالمستأذن، فالإبهام باقٍ على حاله، وقوله أنا لم تفد شيئًا. 5- أن لا ينظر في بيت غيره إلا بإذنه، والاستئذان لم يشرع إلا من أجل البصر، ومن تعدى واطلع ببصره على ما لا يحل له بغير إذنٍ؛ ففقئت عينه، فإنه لا قصاص ولا دية. 6- أن لا يدخل المستأذن الدار إن لم يكن بها أحد؛ لأن ذلك تعدي على حقوق الآخرين. 7- إذا دعي الإنسان أو أُرسل إليه رسول، فإنه لا يحتاج إلى الاستئذان. وذلك أن توجيه الدعوة وإرسال الرسول يتضمن الإذن، فاستغني بالدعوة والرسول عن الاستئذان. 8- أن يستأذن على أمه وأخته ومن في حكمهما. وذلك لكي لا يقع البصر على عورة، أو هيئة تكره النساء أن يراهن أحد وهن على تلك الحالة. 9- أن ينبه زوجته عند الدخول؛ كي لا يرى الزوج ما يبغضه في زوجته، أو تكون الزوجة على حال لا تود أن يراها زوجها وهي عليها. 10- أن يعلم الأطفال الصغار الذين لم يبلغوا الحلم؛ أن يستأذنوا في ثلاثة أوقات وهي: قبل صلاة الفجر ، ووقت القيلولة ، وبعد صلاة العشاء. وما عداها فلا جناح عليهم. 11- أن يستأذن عند إرادة القيام والانصراف من المجلس. 12- أن يرجع إذا قال له رب المنزل ارجع: وعلى المستأذن ألا يجد في ذلك حرجًا ولا غضاضة؛ لامتثاله أمر الله سبحانه في الرجوع. قال تعالى: ﴿ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ ﴾. [النور: (28)]. "زاد المعاد"، لابن قيم الجوزية: (391/2) Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفوائد والمصالح

يترتب على السلام آثار وثمار عديدة نذكر منها ما يلي: 1- رفع الحرج عن المستأذن والمستأذن عليه. 2- نشر المودة والمحبة والألفة بين الناس. 3- إشاعة جو الأمان في المجتمع فيأمن كل عدم اقتحام البيت إلا بإذنه. 4- إشاعة الخير والبركة على البيت وأهله. 5- حفظ حرمات البيوت، وتجنيب أهلها الحرج الواقع من المفاجأة والمباغتة، والتأذي بانكشاف العورات. 6- يتيح للإنسان أن يتصرّف في بيته كما يشاء بما يرضي الله فيأذن لمن يريد ويردّ من يريد بغير حرج. 7- صيانة المرأة المسلمة عن التبذل، دون أن يراها أحد غير محرم. 8- حصول السلامة من المكاره في الدنيا والآخرة. 9- تحريم نفي الإيمان عمن ألقى السلام وتأكيد حرمة دمه. قال تعالي: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا ﴾. [النساء: (94)]. "السلام وآدابه"، د. آمال ماضي: (16)، "نضرة النعيم"، لصالح ابن حميد: (195/2). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

نماذج وقصص

1- عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «مَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ غَنَمٌ لَهُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ قَالُوا: مَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا لِيَتَعَوَّذَ مِنْكُمْ فَقَامُوا فَقَتَلُوهُ وَأَخَذُوا غَنَمَهُ، فَأَتَوْا بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا ﴾» [النساء: (94)]. [أخرجه الترمذي: (3030)]. 2- عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عَبْدِ الله بن عباس رضي الله عنهما قال: «أأستأذن عَلَى أُمِّي؟ فَقَالَ: مَا عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهَا تحب أن تراها». [أخرجه البخاري، الأدب المفرد: (1059)]. 3- «عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ: أَسْتَأْذِنُ عَلَى أُخْتِي؟ فَقَالَ: نَعَمْ، فَأَعَدْتُ فَقُلْتُ: أُخْتَانِ فِي حِجْرِي، وَأَنَا أُمَوِّنُهُمَا وَأُنْفِقُ عَلَيْهِمَا، أَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِمَا؟ قَالَ: نَعَمْ، أَتُحِبُّ أَنْ تَرَاهُمَا عُرْيَانَتَيْنِ؟». [أخرجه البخاري، الأدب المفرد: (1063)]. 4- «عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَجُلَيْنِ سَأَلَاهُ عَنِ الِاسْتِئْذَانِ فِي الثَّلَاثِ عَوْرَاتٍ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بِهَا فِي الْقُرْآنِ، فَقَالَ لَهُمَا ابْنُ عَبَّاسٍ: «إِنَّ اللهَ سِتِّيرٌ يُحِبُّ السَّتْرَ، كَانَ النَّاسُ لَيْسَ لَهُمْ سُتُورٌ عَلَى أَبْوَابِهِمْ، وَلَا حِجَالٌ فِي بُيُوتِهِمْ، فَرُبَّمَا فَاجَأَ الرَّجُلَ خَادِمُهُ، أَوْ وَلَدُهُ، أَوْ يَتِيمُهُ فِي حِجْرِهِ وَهُوَ عَلَى أَهْلِهِ، فَأَمَرَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَسْتَأْذِنُوا فِي تِلْكَ الْعَوْرَاتِ الَّتِي سَمَّى الله عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ جَاءَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بَعْدُ بِالسُّتُورِ، وَبَسَطَ عَلَيْهِمْ فِي الرِّزْقِ، فَاتَّخَذُوا السُّتُورَ، وَاتَّخَذُوا الْحِجَالَ، فَرَأَى النَّاسُ أَنَّ ذَلِكَ قَدْ كَفَاهُمْ مِنَ الِاسْتِئْذَانِ الَّذِي أَمَرَ اللهُ بِهِ». [أخرجه البيهقي، السنن الكبرى: (13559)]. 5- «عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ نَفَرًا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ قَالُوا: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ كَيْفَ تَرَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الَّتِي أُمِرْنَا فِيهَا بِمَا أُمِرْنَا، وَلَا يَعْمَلُ بِهَا أَحَدٌ؟ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ. .. قَرَأَ إِلَى ﴿عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾. [النور: (59-58)]. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ حَلِيمٌ رَحِيمٌ بِالْمُؤْمِنِينَ يُحِبُّ السَّتْرَ، وَكَانَ النَّاسُ لَيْسَ لِبُيُوتِهِمْ سُتُورٌ وَلَا حِجَالٌ، فَرُبَّمَا دَخَلَ الْخَادِمُ أَوِ الْوَلَدُ أَوْ يَتِيمَةُ الرَّجُلِ وَالرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ، فَأَمَرَهُمُ اللَّهُ بِالِاسْتِئْذَانِ فِي تِلْكَ الْعَوْرَاتِ، فَجَاءَهُمُ اللَّهُ بِالسُّتُورِ وَالْخَيْرِ، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا يَعْمَلُ بِذَلِكَ بَعْدُ ﴾». [أخرجه الترمذي: (5192)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA