البحث

عبارات مقترحة:

الرب

كلمة (الرب) في اللغة تعود إلى معنى التربية وهي الإنشاء...

القوي

كلمة (قوي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من القرب، وهو خلاف...

المجيد

كلمة (المجيد) في اللغة صيغة مبالغة من المجد، ومعناه لغةً: كرم...

إساءة الظن بالله تعالى

حرّمَ الإسلامُ أن يُظنَّ بالله غيرُ الخير، فهو الحكيم الرحيم، الذي أحسنَ للعبادِ أيّما إحسانِ في خلقهم ابتداءً وفي ما أنعمَ عليهم بعدَ ذلك، من هنا عُدّ إساة الظنِّ به واعتقادُ الشرّ منه من الكبائر.

التعريف

التعريف لغة

أمّا الظّنّ فهو الاعتقاد الرّاجح مع احتمال النّقيض، والظّنين: الرّجل المتّهم، والظّنّة: التّهمة، والجمع: الظّنن. والظّنون: الرّجل السّيّىء الظّنّ، وقيل السّيّىء الظّنّ بكلّ أحد، وقيل: هو قليل الخير. وفي الحديث: «إيّاكم والظّنّ؛ فإنّ الظّنّ أكذب الحديث» أراد الشّكّ يعرض لك في الشّيء فتحقّقه وتحكم به وقيل: أراد إيّاكم وسوء الظّنّ. انظر: "الصحاح للجوهري" (6 /2260)، "التعريفات " للجرجاني (ص14)، "لسان العرب "(13 /272)

التعريف اصطلاحًا

تغليب ثبوت القبيح من أمرين متغايرين ليس أحدهما في الثبوت أقوى من الآخر. انظر : "الزواجر عن اقتراف الكبائر" للهيتمي (ص114)، "الداء والدواء" لابن القيم (1 /138)، "العدة في أصول الفقه" للفرَّاء (1 /83).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

كلاهما يتّفق في ترجيح أمرين متغايرين، والكبيرة مقترنةبترجيح ما هو قبيح في حقّ اللهِ عزَّ وجلَّ.

الأدلة

القرآن الكريم

إساءة الظن بالله تعالى في القرآن الكريم
ذمَّ اللهُ عزَّ وجلَّ من يسيءُ الظنَّ به، كما في قول الله تعالى: ﴿ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ﴾ [آل عمران: 154] وقوله: ﴿ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ﴾ [الفتح: 6]. وقوله تعالى : ﴿ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ [ يوسف: 87]

السنة النبوية

إساءة الظن بالله تعالى في السنة النبوية
جاءت الأحاديث الكثيرة تدعو إلى حُسن الظنِّ بالله عزَّ وجلَّ: 1- عن واثلة بن الأسقع الليثي أبي فسيلة: قال الله تعالى: «أنا عندَ ظنِّ عبدي بي فلْيظُنَّ بي ما شاء». صحيح ابن حبان (635) 2- عن أنس بن مالك: «دخلَ على شابٍّ وَهوَ في الموتِ، فقالَ: كيفَ تَجدُكَ؟ قالَ: أرجو اللَّهَ يا رسولَ اللَّهِ وأَخافُ ذنوبي، فقالَ رسولُ اللَّهِ : لا يجتَمعانِ في قَلبِ عَبدٍ في مثلِ هذا الموطنِ، إلّا أعطاهُ اللَّهُ ما يَرجو، وآمنَهُ مِمّا يخافُ». أخرجه الترمذي (983) 3- عن جابر بن عبدالله: «لا يَموتَنَّ أحدُكُم إلّا وهو يُحسِنُ باللهِ الظنَّ ؛ فإنَّ قَومًا قد أرْداهُم سُوءُ ظَنِّهم باللهِ، فقال اللهُ: ﴿وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ﴾ [فصلت: 23]». أخرجه مسلم (2877) 4- عن أبي هريرة: «إنَّ حُسنَ الظَّنِّ باللَّهِ مِن حُسنِ عبادةِ اللَّهِ». أخرجه أبو داود (4993)

الأضرار والمفاسد

1 - سبب للوقوع في الشرك والبدعة والضلال: قال ابن القيم: «الشرك والتعطيل مبنيان على سوء الظن بالله تعالى. . لأن الشرك هضم لحق الربوبية، وتنقيص لعظمة الإلهية، وسوء ظن برب العالمين، ولهذا قال إبراهيم إمام الحنفاء لخصمائه من المشركين: ﴿أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللهِ تُرِيدُونَ فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 86 - 87]». "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان" لابن القيم (1 /60 - 62). 2 - صفة من لا يحبهم الله تعالى: قال تعالى: ﴿وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾[فصلت: 23]. 3-سبب في استحقاق لعنة الله وغضبه: قال تعالى: ﴿وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [الفتح: 6]. قال ابن القيم: «توعد الله سبحانه الظانين به ظن السوء بما لم يتوعد به غيرهم، كما قال تعالى: ﴿عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا﴾ [الفتح: 6]). "الداء والدواء" لابن القيم (ص 138). 4 - يورث الإنسان الأخلاق السيئة: قال ابن عباس: «الجبن والبخل والحرص غرائز سوء يجمعها كلها سوء الظن بالله عز وجل». "الآداب الشرعية والمنح المرعية " لابن مفلح (1 /47) 5 - من أساء الظن أساء العمل: «تلا الحسن: ﴿وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ ﴾ فقال: إنما عمل الناس على قدر ظنونهم بربهم، فأما المؤمن فأحسن بالله الظن، فأحسن العمل، وأما الكافر والمنافق، فأساءا الظن فأساءا العمل». "جامع البيان في تأويل القرآن " للطَّبري (21 /456 - 457).

وسائل الاجتناب

1- معرفةُ الخطرِ العظيم الذي يكونُ عليهِ مسيءُ الظنّ بالله، وكونُ معتقد ذلك من أصحاب الكبائر. 2-معرفة أسماء الله وصفاته على منهج السلف الصالح: قال ابن القيم: «أكثر الناس يظنون بالله غير الحق ظن السوء فيما يختص بهم وفيما يفعله بغيرهم، ولا يسلم عن ذلك إلا من عرف الله وعرف أسماءه وصفاته، وعرف موجب حمده وحكمته، فمن قنط من رحمته وأيس من روحه، فقد ظن به ظن السوء». "زاد المعاد في هدي خير العباد " لابن القيم (3 /206). 3 - حسن الظن بالله ورجاء رحمته: قال السفاريني: «حال السلف رجاء بلا إهمال، وخوف بلا قنوط، ولابد من حسن الظن بالله تعالى». "غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب " للسفاريني (1 /466). 4 - تعلق القلب بالله والثَّقة به: فلا يليق بالمسلم أن ييأس من روح الله ولا يقنط من رحمته، ولا يكون نظره مقصورًا على الأمور المادية والأسباب الظاهرة، بل يكون متلفتًا في قلبه في كل وقت إلى مسبب الأسباب، إلى الكريم الوهاب، متحرِّيًا للفرج، واثقًا بأن الله سيجعل بعد العسر يُسرًا، ومن هنا ينبعث للقيام بما يقدر عليه من النصح والإرشاد والدعوة، ويقنع باليسير إذا لم يمكن الكثير، وبزوال بعض الشر وتخفيفه إذا تعذر غير ذلك. ا نظر: "الهمة العالية" لمحمد الحمد (1 /50). 5 - أن يكون العبدُ بين الخوفِ والرَّجاءِ: قال تعالى في مدح عباده المؤمنين: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الأنبياء: 90]