البحث

عبارات مقترحة:

القهار

كلمة (القهّار) في اللغة صيغة مبالغة من القهر، ومعناه الإجبار،...

المقتدر

كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...

المنان

المنّان في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من المَنّ وهو على...

ترك الحج للمستطيع

الحج ركنٌ من أركان الإسلام، وهو واجب على من استطاع إليه السبيل، بتوفر أسبابه الشرعية، ومن تركه مع الاستطاعة عليه فقد رتع في محارم الله، وأقدم على كبيرةٍ من الكبائر.

التعريف

التعريف اصطلاحًا

ترك الحج الواجب وهو قادر على الزاد والراحلة الصَّالِحَيْن لمثلِه بعد نفقاته الواجبة. انظر "الذخائر " للسفاريني (297).

الأدلة

القرآن الكريم

ترك الحج للمستطيع في القرآن الكريم
أوجب الله تعالى الحج على المسلم المستطيع مرةً في العمر فقال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: 97] ، ولنهاية الآية توجيه سيأتي بيانه.

السنة النبوية

ترك الحج للمستطيع في السنة النبوية
1- الحج ركنٌ من أركان الإسلام ف عن عبدالله بن عمر: «بُني الإسلامُ على خمسٍ، شهادةِ أن لا إله إلا اللهُ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصيامِ رمضانَ». أخرجه النسائي (5016). 2- ورَدَ عن غير واحد من الصحابة القول بالتغليظ على تارك الحج مع الاستطاعة حتى شبهوه باليهودي أو النصراني ف عن علي بن أبي طالب: «مَن مَلك زادًا وراحلةً تُبَلِّغُه إلى بيتِ اللهِ ولم يَحُجَّ، فلا عليه أن يموتَ يهوديًّا أو نصرانيًّا». أخرجه الترمذي (812).

أقوال أهل العلم

«إنّ عرى الدّين وقوامه الصّلاة والزّكاة، لا يفرق بينهما، وحجّ البيت، وصيام رمضان. وإنّ من أصلح الأعمال الصّدقة والجهاد». عَبْد الله بن عُمَر "المصنف" لابن أبي شيبة (11 /46)
«وأما من ترك الحجَّ مع الاستطاعةِ تَهاوُنًا أو بُخْلًا أو تسويفًا، فهو عاصٍ بفعله، وليس بكافرٍ، بإجماع المسلمين، إلا الحسنَ». ابن نُور الدِّين "تيسير البيان " (2 /196).
في قوله تعالى: ﴿وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ دليل على أن ترك الحج ممن أستطاع إليه سبيلاً يكون كفرًا، ولكنه كفر لا يخرج من الملة على قول جمهور العلماء، لقول عبد الله بن شقيق: «كان أصحاب رسول الله لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة». ابن عُثَيْمِين "شرح ثلاثة الأصول " (78).
«مات لي جار موسر لم يحج فلم أُصلِّ عليه». سَعيد بن جُبَير "الزواجر " للهيتمي (1 /331)

الأضرار والمفاسد

ترك الحج مع الاستطاعة ذنبٌ عظيم من الكبائر وبحسب فاعله من الذم والعقاب أن بعض العلماء قالوا بكفره، ومن تركه مع القدرة عليه فقد فوت مقاصد الحج وثوابه. فمن مقاصد الحج الفوز بالجنة والنجاة من النار فثواب الحاج عند الله تعالى الذي ترك ماله وعمله ملبياً لله تعالى كبيرٌ عند الله تعالى، ومن تركه فقد فوت الجنة وعرض نفسه للنار. ومن ترك الحج فقد عصى الرحمن وأطاع الشيطان. انظر "نضرة النعيم " (4 /1552).

وسائل الاجتناب

أصل كل معصية تكون بالابتعاد عن الله، ومجانبة السنة المطهرة، فعلى المسلم الاعتصام بكتاب الله وسنة نبيه ، والتوبة من كل ذنب ومعصية والسعي لإرضاء الله تعالى والتزام أوامره، ومن الأمور المساعدة على تجنب هذا الذنب تذكر ثواب الله تعالى الذي رتبه للحاج، واستحضار القلب عند تذكر الوعيد الذي جعله الله تعالى لمن ترك الحج. وفي ذلك يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: «أيّها المسلمون كيف تطيب نفس المؤمن أن يترك الحج مع قدرته عليه بمالِه وبدنِه، وهو يعلم أنّه من فرائض الإسلام وأركانه؟ كيف يبخل بالمال على نفسه في أداء هذه الفريضة، وهو ينفق المال الكثير في ما تهواه نفسه؟ كيف يوفر نفسه عن التعب في الحج، وهو يرهق نفسه في التعب في أمور دنياه؟ كيف يتثاقل فريضة الحج، وهو لا يجب في العمر إلاّ مرةً واحدة؟ كيف يتراخى في تأخيره وهو لا يدري لعله لا يستطيع الوصول إليه بعد؟ فاتقوا الله عباد الله وأدوا ما فرض الله عليكم من الحج تعبداً لله ورضاً بحكمه وسمعاً وطاعةً لأمره إن كنتم مؤمنين، ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 36]».

مسائل متعلقة

حكم ترك الحج للمستطبع

ترك الحج للمستطيع كبيرة من الكبائر، ولكن جماهير أهل العلم على أنه لا يكفر بذلك، وقد روي عن الحسن وغيره القول بكفره للآثار المروية عن عمر وعلي رضي الله عنهما، ولكن هذا الآثار فيها الضعيف الذي لا يثبت، وما ثبت منها له توجيه بأنه على التغليظ بحق من ارتكب هذه الكبيرة. انظر"الزواجر " (1 /331)، "تيسير البيان " (2 /196)، "مجموع فتاوى ابن عثيمين " (6 /76).