البحث

عبارات مقترحة:

السبوح

كلمة (سُبُّوح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فُعُّول) من التسبيح،...

القادر

كلمة (القادر) في اللغة اسم فاعل من القدرة، أو من التقدير، واسم...

الوارث

كلمة (الوراث) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَرِثَ يَرِثُ)، وهو من...

كتم العلم عن أهله

جعلَ اللهُ عزَّ وجلَّ العلماءَ ورثةً للأنبياء، وأعطاهم الأجر العظيم، كما أناط بهم مهمة عظيمة وهي توصيل العلم لكلِّ طالبٍ له يريدُ رفعَ الجهل عن نفسه ويتقرب إلى الله، فكان كتمانُ العلمِ - ولو كان آيةً - من الكبائر.

التعريف

التعريف لغة

الكِتمان: إِخفاء الشّيءِ وسِتره، يقال: كتم السِر، يكتمه، كتمًا وكِتمانا، أي: أخفاه عن النّاسِ وستره ولم يفشِهِ. وانكتم السِر فهو مكتومٌ: إذا اختفى، والتّكتِيم: المبالغة في الإِخفاءِ، وضِدّ الكِتمانِ: الإِعلان والإِظهار والإِفشاء، والاستِكتام: طلب إِخفاءِ الشّيءِ، ومِن معاِني الكِتمانِ أيضًا: التّخبِئة والطّمس والتّغطِية والحِفظ. "التعريفات" للجرجاني (ص 448)، "العين" (5/343)، "تهذيب اللغة" (10/90)، "مقاييس اللغة" (5/157).

التعريف اصطلاحًا

كتمان العلوم الشرعية وما يتوقف عليها من علوم العربية عن شخصٍ طالبِ الهدايةِ بتعلُّم العلم، ليعلم العلم الواجب عليه، والمسنون والمباح والحرام والمكروه. انظر " الذخائر بشرح منظومة الكبائر " للسفاريني (ص358)

الأدلة

القرآن الكريم

كتم العلم عن أهله في القرآن الكريم
توعّدَ الله عزَّ وجلَّ من يكتمُ العلم بعذابٍ شديد فهو ملعونٌ لا يكلمه الله ولا ينظر إليه: 1- قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ [البقرة: 159]. وهذه الآية قال فيها أبو هريرة رضي الله عنه: «لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم». 2- و قال : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [البقرة: 174] 3- و قال : ﴿ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا﴾ [النساء: 37] وقد أمرَ بتبليغِ هذا الكتاب، فقال: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾ [آل عمران: 187]

السنة النبوية

كتم العلم عن أهله في السنة النبوية
توعّدَ النبيُّ صلّى الله عليه وسلم كاتم العلم: عن أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «مَن سُئِلَ عن عِلمٍ فكَتَمَه أُلجِمَ بلِجامٍ من نارٍ». أخرجه أبو داود (3658). قال ابن رسلان في "شرح سنن أبي داود" (15/107-108): «في هذا بيان تعظيم تحريم كتمان العلم المحتاج إليه، فإن التحريم يزيد بزيادة الاحتياج، كمن يرى رجلًا حديث عهد بالإسلام ولا يحسن الصلاة وقد حضر وقتها فيقول: علمني أصلي. ومقتضى هذا الحديث أن الكاتم للعلم يفعل به ما فعل بالناس في الدنيا، فكما ألجم نفسه في الدنيا بلجام السكوت، يلجمه الله يوم القيامة بلجام من نار؛ ليظهر للناس في الآخرة كتمه للعلم الذي تفضل الله عليه به في الدنيا فكتمه عن خلقه، فيجمع له يوم القيامة بين العقوبة بلجام النار، ومذمة الناس له في الموقف، وشهرته بذلك. كما أن من أظهر العلم ونشره للناس ورفع بعضهم به في الدنيا بتعليمه يرفعه الله تعالى يوم القيامة على منابر من نور؛ ليظهروا للناس ويقصدوهم بالشفاعة؛ فإنهم يشفعون بعد الأنبياء، جعلنا الله تعالى منهم». وقد أمرَ الرّسول صلّى الله عليه وسلّم بتبلغ هذا الدين ولو كان آيةً: عن عبدالله بن عمرو: «بلِّغوا عنِّي ولو آيةً ، وحدِّثوا عن بني إسرائيلَ ولا حرجَ، مَن كذَبَ عليَّ متعمِّدًا فَليتبوَّأ مقعدَه مِنَ النّارِ». أخرجه البخاري (3461).

الأضرار والمفاسد

1- توعّدَ الله عزَّ وجلَّ من يكتمُ العلم بعذابٍ شديد فهو ملعونٌ لا يكلمه الله ولا ينظر إليه: قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ﴾ [البقرة: 159]. 2- توعّدَ النبيُّ صلّى الله عليه وسلم كاتم العلم: عن أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «مَن سُئِلَ عن عِلمٍ فكَتَمَه أُلجِمَ بلِجامٍ من نارٍ». أخرجه أبو داود (3658). 3- يعرّض الأمّة للهلاك والوقوع في الجهالات والبدع والشّركيّات، ولا يُصلح حال الأمّة إلّا العلم. 4- كاتمُ العلمِ يحرمُ نفسَه من الأجر العظيم الذي يعودُ إليه بسبب هذا العلم، فهو من الصّدقات الجارية.

وسائل الاجتناب

1- أن يعلمَ كاتمُ العلمِ ما أعدَّه الله له من عقوبةٍ في الآخرة، فعليه لعنة الله ولا ينظرُ إليه ليرحمه ولا يكلّمه. 2- أن يعلمَ كاتمُ العلمِ الخيرَ العظيمَ الذي فوّته على نفسه، فقد صحّ عن أبي أمامة الباهلي: «فضلُ العالمِ على العابِدِ، كفَضْلِي على أدناكم، إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وملائِكتَهُ، وأهلَ السمواتِ والأرضِ، حتى النملةَ في جُحْرِها، وحتى الحوتَ، ليُصَلُّونَ على معلِّمِ الناسِ الخيرَ» أخرجه الترمذي (2685). 3- النّظر في القلب وأمراضه وعلاجها، فمن الدوافع لكتم العلم، الحسَد والحقد والتكبّر وغير ذلك من أمراض القلوب. 4- أن لا يستقلَ العلمَ الذي يعلمه ولو كان قليلًا، ولا يستحقر من ذلك شيئًا. 5- أن يعلمَ أنَّ اللهَ الذي وهبه العقل والعلم قادرٌ على أن يسلبه إيّاهما متى شاء، فليبادر إلى شكر النعمة ولا يكفرها.

مسائل متعلقة

حالات لا يحرم فيها كتمان العلم

1- ما كان من العلوم غير نافع في الدين جاز كتمه، لا سيما إن كان مع ذلك خوف، فإن ذلك آكد في الكتمان، فقد كتم أبو هريرة راوي الحديث حين خاف فقال: حفظت من رسول الله وعاءين، فأما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم. أخرجه البخاري (120). قال العلماء: وهذا الذي لم يبثثه وخاف على نفسه فيه الفتنة أو القتل إنما هو فيما يتعلق بأمر الفتن، والنص على أعيان المرتدين والمنافقين، ونحو ذلك. 2- فيما لا يحتمله عقل الطالب، ويخشى عليه من إعلامه به فتنة يجب الكتم عنه، وفي غيره إن وقع - وهو فرض عين أو في حكمه - وجب الإعلام، وإلا ندب ما لم يكن وسيلة لمحظور. 3- ما لا ينتفع به في الدين لا يجب إظهاره ولا تعليمه، فلا يجوز تعليم الكافر القرآن والعلم حتى يسلم، وكذلك لا يجوز تعليم المبتدع الجدال والحجاج ليجادل به أهل الحق، ولا يعلم الخصم على خصمه حجة يقتطع بها ماله، ولا يعلم المفتي المستفتي حيلًا يتوصل بها إلى أكل مال غرمائه بالباطل، ولا يعلم السلطان تأويلًا يتطرق به على مكاره الرعية، ولا تنشر الرخص عند السفهاء؛ فيجعلوا ذلك طريقًا إلى ارتكاب المحذورات وترك الواجبات. قال ابن حجر الهيتمي: «والحاصل: أن التعليم وسيلة إلى العلم فيجب في الواجب عينا في العين، وكفاية فيما هو على الكفاية، ويندب في المندوب كالعروض، ويحرم في الحرام كالسحر والشعبذة». "الزواجر عن اقتراف الكبائر" للهيتمي (1 /155). وانظر: " شرح سنن أبي داود" لابن رسلان (15/107).