البحث

عبارات مقترحة:

الخلاق

كلمةُ (خَلَّاقٍ) في اللغة هي صيغةُ مبالغة من (الخَلْقِ)، وهو...

السيد

كلمة (السيد) في اللغة صيغة مبالغة من السيادة أو السُّؤْدَد،...

الوكيل

كلمة (الوكيل) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (مفعول) أي:...

الغلول

حرّمَ الشّارعُ أخذَ الأموال بغير الحقّ، ومن ذلك التعدّي على أموال المسلمين التي يستحقّونها بالحرب، وهو ما يعرف بالغلّ أو الغلول، وجعل الشّارع ذلك من الكبائر.

التعريف

التعريف لغة

الغلول: الخيانةُ، يُقال: غلّ، يغلُّ، غلولاً، أي: خان، وكُلُّ من خان في شيءٍ خفيةً فقد غلّ. وأصله من الغلّ: وهو التّخلُّل بين الشّيء، يُقال: تغلغل الماءُ في الشّجر: إذا تخلّلها، ومنه سُمي المسروقُ من الغنيمة غلولاً؛ كأنّ صاحبهُ قد غلّهُ بين ثيابه، وقيل: سُمي غلولاً؛ لأنّ الأيدي فيه مغلولةٌ، أي: مُقيدةٌ بالأغلال. انظر "العين " للخليل (4 /348)، "تهذيب اللغة " للأزهري (8 /22)، "مقاييس اللغة " لابن فارس (4 /376).

التعريف اصطلاحًا

الأخذ مِنَ الْغَنِيمَةِ خفية قبل قسمتها، بحيث لا يطلع الإمَامُ على ذلك. انظر "المبسوط" للسرخسي (10/5) "كشاف القناع" للبهوتي (3 /92).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

الغُلول في اللغة الخيانة خفيةً مُطلقًا، وفي الاصطلاح الأخذ من الغنيمة خفيةً، وبهذا يكون المعنى اللغوي أعم من المعنى الاصطلاحي، وبينهما العموم والخصوص المطلق.

الأدلة

القرآن الكريم

الغلول في القرآن الكريم
- نهى الله تعالى عن الغلول، ونفاه عن الأنبياء عليهم الصلوات والسلام، وبيّن عقاب من يغل، وأنه سيجازى على عمله يوم القيامة فقال تعالى: ﴿وَ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ ۚ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ [آل عمران: 161] - وجاء عن الحسن البصري في قوله تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: 7] قال: «كان يؤتيهم الغنائم، وينهاهم عن ‌الغُلول». أخرجه ابن أبي شيبة (33536).

السنة النبوية

الغلول في السنة النبوية
1- من يغُل شيئًا - مهما صغر في عين صاحبه - فإنه يكون سببًا في دخول النار ف عن عبدالله بن عمرو: «كانَ على ثَقَلِ النبيِّ ، رَجُلٌ يُقالُ له كِرْكِرَةُ، فَماتَ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ : هو في النّارِ، فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ إلَيْهِ، فَوَجَدُوا عَباءَةً قدْ غَلَّها». أخرجه البخاري (3074). 2- و عن زيد بن خالد الجهني: «أنَّ رَجُلًا من أصحابِ النَّبيِّ توُفِّيَ يَومَ خَيبَرَ فذَكَروا ذلك لرَسولِ اللهِ ، فقال: صَلُّوا على صاحِبِكم ، فتَغَيَّرت وجوهُ النّاسِ لذلك، فقال: إنَّ صاحِبَكم غَلَّ في سَبيلِ اللهِ، ففَتَّشْنا متاعَه، فوَجَدْنا خَرَزًا مِن خَرَزِ يَهودَ لا يُساوي دِرهَمينِ!» أخرجه أبو داود (2710). 3- ولعظم إثم الغال: فإن من يعلم به، ويسكت عنه؛ فإنه مثله ف عن سمرة بن جندب: «قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: من يكتمُ غالًّا فإنَّهُ مثلُهُ». "تخريج مشكاة المصابيح " لابن حجر (4 /85). 4- و عن رجل: «أنَّهُ أخبَرَهُ مَن سَمِعَ النَّبيَّ وهو بِوادي القُرى وهو على فَرَسِهِ، وَسَألَهُ رَجُلٌ مِن بُلقينٍ، فقالَ : يا رَسولَ اللهِ، مَن هؤلاء؟ قالَ: هؤلاء المَغضوبُ عليهم. فأشارَ إلى اليَهودِ، فقالَ : مَن هؤلاء؟ قالَ: هؤلاء الضّالُّونَ، يَعني النَّصارى. قالَ: وجاءَهُ رَجُلٌ ، فقالَ : استُشهِدَ مَولاكَ، أو قالَ: غُلامُكَ فُلانٌ، قالَ: بل هو يُجَرُّ إلى النّارِ في عَباءَةٍ غَلَّها». أخرجه أحمد (20366). 5 - والغلول تمنع شفاعة الرسول صلة الله عليه وسلم ف عن أبي هريرة رضي الله عنه : «قامَ فِينا النبيُّ ، فَذَكَرَ الغُلُولَ فَعَظَّمَهُ وعَظَّمَ أمْرَهُ ، قالَ: لا أُلْفِيَنَّ أحَدَكُمْ يَومَ القِيامَةِ على رَقَبَتِهِ شاةٌ لَها ثُغاءٌ، على رَقَبَتِهِ فَرَسٌ له حَمْحَمَةٌ، يقولُ: يا رَسولَ اللَّهِ أغِثْنِي، فأقُولُ: لا أمْلِكُ لكَ شيئًا، قدْ أبْلَغْتُكَ، وعلى رَقَبَتِهِ بَعِيرٌ له رُغاءٌ، يقولُ: يا رَسولَ اللَّهِ أغِثْنِي، فأقُولُ: لا أمْلِكُ لكَ شيئًا قدْ أبْلَغْتُكَ، وعلى رَقَبَتِهِ صامِتٌ، فيَقولُ: يا رَسولَ اللَّهِ أغِثْنِي، فأقُولُ لا أمْلِكُ لكَ شيئًا قدْ أبْلَغْتُكَ، أوْ على رَقَبَتِهِ رِقاعٌ تَخْفِقُ، فيَقولُ: يا رَسولَ اللَّهِ أغِثْنِي، فأقُولُ: لا أمْلِكُ لكَ شيئًا، قدْ أبْلَغْتُكَ» أخرجه البخاري (3073).

الإجماع

«وأجمع العلماء على أن الغلول من الغنيمة من كبائر الذنوب التي توجب فسق صاحبها وسقوط عدالته ورد شهادته، وتوجب تعزير صاحبه، فلا يصلي الإمام العام عليه». "شرح زاد المستقنع " للشنقيطي (84 /7).

أقوال أهل العلم

«لو كنت مستحلًا من الغلول القليل لاستحللت منه الكثير، ما من أحد يغل غلولًا إلا كلف أن يأتي به من أسفل درك جهنم». عَبْد الله بن عَمْرو "الدر المنثور " للسيوطي (1 /164)
«ما ظهر الغلول في قوم قط إلا ألقي في قلوبهم الرعب، ولا فشا الزنا في قوم قط إلا كثر فيهم الموت. ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا قطع عنهم الرزق، ولا حكم قوم بغير الحق إلا فشا فيهم الدم، ولا ختر قوم بالعهد إلا سلط الله عليهم العدو». ابن عبَّاس "الموطأ " للإمام مالك (2 /447- 448)
«فالظالم والغاضب إذا أخذ مالاً فالله هو أيضًا مالكه، وقد ملَّكَه إياه قدرًا لا شرعًا ودينًا، ولو أنفقَ منه لم يتقبل الله منه». ابن تَيْمِيَّة "جامع المسائل" لابن تيمية (4/265)
«من استغنى بالله اكتفى، ومن انقطع إلى غير الله يعمى، ومن كان من قليل الدنيا لا يَشبع، لم ينفعه كثير ما يَجمع، فاكتف منه بالكفاف، وألزم نفسك بالعفاف، ودع الغلول فإن حسابها غدًا يطول». عَبْد الله بن عُمَر "الزهد الكبير " للبيهقي (88).

العقوبة

عقوبة الغال أن يحرق متاعه الذي كان معه عند غله، قيل أنه حدٌ يجب التزامه وقيل هو من باب التعزير يجتهد فيه الإمام حسب المصلحة وهو الأظهر، ومع حرق متاعه فإن الغال يُعزر بالضرب ليكون رادعاً له ولغيره. انظر "كشاف القناع " للبهوتي (3 /92).

الأضرار والمفاسد

1- الغلول كبيرةٌ تجلب غضب الله تعالى ويعاقب صاحبه بالنار. 2- الغلول فضيحةٌ لصاحبه في الدنيا والآخرة، ينشر لصاحبه السمعة السيئة، ويجلب له العار وكُره الناس له. 3- صدقة الغلول لا تقبل عند الله تعالى. 4- الغلول علامة من علامات النفاق. 5- يحرم الفقراء والمحتاجين من جزءٍ من حقوقهم. 6- يجلب لصاحبه العقوبة الدنيوية. انظر "نضرة النعيم " (11 /5141).

وسائل الاجتناب

1- تقوى الله عز وجل والمخافة من عقابه. 2- التسلح بالعلم الشرعي النافع والعمل به. 3- الرضا بما قسمه الله تعالى للعبد. 4- الخوف من إبطال ثواب الجهاد. 5- الاقتداء بسيرة الرسول ، وإطالة النظر في أحوال السلف وقَصصهم. انظر "تلبيس إبليس " لابن الجوزي (132)، "الدار الآخرة " لعمر عبد الكافي (5 /12).