البحث

عبارات مقترحة:

المؤخر

كلمة (المؤخِّر) في اللغة اسم فاعل من التأخير، وهو نقيض التقديم،...

الحميد

(الحمد) في اللغة هو الثناء، والفرقُ بينه وبين (الشكر): أن (الحمد)...

العالم

كلمة (عالم) في اللغة اسم فاعل من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

النوح

أمَرَ الإسلام بالصّبر على المصائب، وكان من أركان الإيمان الإيمان بالقضاء والقدر، الذي يصبّر المؤمن على فقد الميّت، لذا كان من الكبائر النّوح عند الموت، وما يتبع ذلك من شق للجيوب ولطم للخدود، ولا يعتبرُ البكاءُ من النوح لأنه من عطف الإنسان ورحمته فقد بكى صلّى الله عليه وسلم عند وفاة ابنه إبراهيم.

التعريف

التعريف لغة

البُكاءُ بصوتٍ عالٍ، والنّائحةُ : الباكيةُ، وتُطلقُ النّياحةُ بمعنى الصّياح والصُّراخ، وأصل التّناوُح: التّقابُل، وسُمي بُكاءُ النّساء في الجاهلية نياحةً لأنّهُنّ كُنّ يُقابل بعضُهُنّ بعضًا فيبكين الميت. "تهذيب اللغة" للأزهري (165/5)، "مقاييس اللغة" (5 /367).

التعريف اصطلاحًا

رَفعُ الصَّوتِ بالبكاء، والصراخ، والعويل على الميت، وندبه مع ذكر محاسنه. انظر : "الزَّواجر عن اقتراف الكبائر " (1 /161)، "كشاف القناع " للبهوتي (2 /163)

الأدلة

السنة النبوية

النوح في السنة النبوية
1- تبرَّأَ صلّى الله عليه وسلّم من النّوح وأفعاله عند الموت: عن عبدالله بن مسعود: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «ليسَ مِنّا مَن ضَرَبَ الخُدُودَ ، وشَقَّ الجُيُوبَ، ودَعا بدَعْوى الجاهِلِيَّةِ». أخرجه البخاري (1296). عن أبي موسى الأشعري: وَجِعَ أبو مُوسى وجَعًا فَغُشِيَ عليه، ورَأْسُهُ في حِجْرِ امْرَأَةٍ مِن أهْلِهِ فَصاحَتِ امْرَأَةٌ مِن أهْلِهِ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أنْ يَرُدَّ عليها شيئًا، فَلَمّا أفاقَ قالَ: أنا بَرِيءٌ ممّا بَرِئَ منه رَسولُ اللهِ ، فإنَّ رَسولَ اللهِ بَرِئَ مِنَ الصّالِقَةِ ، والْحالِقَةِ، والشّاقَّةِ. أخرجه البخاري (1296). الصّالقةِ: هي الرّافعةُ صَوْتَها في المصيبةِ، والحالقةِ: الَّتي تحلِقُ شعرَها، والشّاقَّةِ: الَّتي تشُقُّ ثَوْبَها. 2- وصفَ صلّى الله عليه وسلّم هذا الفعل بالكفر: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «اثْنَتانِ في النّاسِ هُما بهِمْ كُفْرٌ: الطَّعْنُ في النَّسَبِ والنِّياحَةُ على المَيِّتِ». أخرجه ابن حبان (1465). عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «ثلاثةٌ من الكُفرِ باللهِ : شَقُّ الجيبِ ، والنِّياحةُ، والطَّعنُ في النَّسَبِ». أخرجه ابن حبان (1465). 3- لعنَ صلّى الله عليه وسلّم صوت النياحة: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «صوتانِ مَلْعُونانِ في الدُّنيا والآخرَةِ مِزْمارٌ عندَ نعْمَةٍ ورَنَّةٌ عندَ مُصِيبَةٍ». أخرجه البزار (7513). 4- ولا تصلّي الملائكةُ على النّائحة: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «لا تُصلِّي الملائِكَةُ على نائِحةٍ ، ولا عَلى مُرنَّةٍ». أخرجه أحمد (8746). 5- وقد أخذَ النبيُّ صلّى الله عليه وسلم عهدًا مع النساء عدم النوح: أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ : «أَخَذَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه و سلم عِنْدَ البَيْعَةِ أَنْ لاَ نَنُوحَ». أخرجه البخاري (1306).

الإجماع

وأجمعوا أنه لا يجوز النوح على الميت للرجال، ولا للنساء. " الإقناع في مسائل الإجماع" لابن القطان (ص190).

الأضرار والمفاسد

1- أَنَّهَا مخالفَةٌ لِلصَّبرِ باللّسانِ. 2- أنها لا تزيد النائح إلا شدةً وحُزنًا وعذابًا. 3-أنها تَسخُّطٌ من قضاء الله وقدره واعتراض عليه. 4-أنها تهيج أحزان غيره. انظر" مجموع فتاوى العثيمين " (10 /603).

وسائل الاجتناب

يقول المنبجيّ رحمه الله: «واعلم - رحمك الله - أن المطلوب في المصيبة السكون والصبر، والرضا بقضاء الله تعالى، والحمد والاسترجاع، والصدقة عن المصاب به والدعاء له، وأما الندب والنياحة، وشق الجيوب، ولطم الخدود، وقول المنكر، كل هذا ينافي ما ذكر». "تسلية أهل المصائب " للمنبجي (ص47). وبتحقيق الصبر على المصاب يحصل الفرح الشرعي بالمصيبة، وما يدانيها، لا الفرح الطبعي، فإن الكراهة بالطبع لا شك فيها، ولا يلام المُصاب على حزن قلبه، ودموع عينيه، وإنما النياحة ونحوها من القول والفعل تحرم عليه. انظر: "برد الأكباد عند فقد الأولاد" (ص69).