البحث

عبارات مقترحة:

الرحيم

كلمة (الرحيم) في اللغة صيغة مبالغة من الرحمة على وزن (فعيل) وهي...

المبين

كلمة (المُبِين) في اللغة اسمُ فاعل من الفعل (أبان)، ومعناه:...

اللطيف

كلمة (اللطيف) في اللغة صفة مشبهة مشتقة من اللُّطف، وهو الرفق،...

استحلال البيت الحرام

عظّمَ اللهُ شأنَ حُرُماته، وجعلَ لمن يعتدي عليها عذابًا عظيمًا، وجعل من يستحلون البيت الحرام من أهل الكبائر، فالبيتُ الحرام حرمُ الله وبيته الآمن.

التعريف

التعريف اصطلاحًا

أن يستحل الإنسان من الكعبة والبيت الحرام ما حرمه الله تعالى من الفعل والقول. انظر "الذخائر " للسفاريني (ص407).

الأدلة

القرآن الكريم

استحلال البيت الحرام في القرآن الكريم
- حرم الله تعالى البيت الحرام حتى على الحاج، ورتب على من وقع في ذلك الكفارة، فقال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا اْلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقْتُلُواْ اْلصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٞۚ وَمَن قَتَلَهُۥ مِنكُم مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآءٞ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ اْلنَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِۦ ذَوَا عَدْلٖ مِّنكُمْ هَدْيَۢا بَٰلِغَ اْلْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّٰرَةٞ طَعَامُ مَسَٰكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامٗا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِۦۗ عَفَا اْللَّهُ عَمَّا سَلَفَۚ وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اْللَّهُ مِنْهُۚ وَاْللَّهُ عَزِيزٞ ذُو اْنتِقَامٍ﴾ [المائدة: 95] وقال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الحج: 25] نزلت كما رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس بسند فيه ابن لهيعة في عبد الله بن أنيس: «بَعَثَ مَعَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُهَاجِرِيًّا وَأَنْصَارِيًّا فَافْتَخَرُوا فِي الْأَنْسَابِ فَغَضِبَ ابْنُ أُنَيْسٍ، فَقَتَلَ الْأَنْصَارِيَّ ثُمَّ ارْتَدَّ وَهَرَبَ إلَى مَكَّةَ». والإلحاد العدول عن القصد. واختلف المفسرون فيه، فقيل: " إنه الشرك " وهو إحدى الروايات عن ابن عباس رضي الله عنهما، وهو قول مجاهد وقتادة وغير واحد، وفي رواية أخرى عن ابن عباس: " هو أن تقتل فيه من لا يقتلك أو تظلم من لا يظلمك ". وفي رواية أخرى عنه: " هو أن تستحل من الحرام ما حرم الله عليك من لسان أو قتل فتظلم من لا يظلمك وتقتل من لا يقتلك، فإذا فعلت ذلك فقد وجب العذاب الأليم ". وعن مجاهد: " بظُلمٍ تعمل فيه عملًا سيِّئًا " ، فاختلف قولُه تبعًا لاختلاف قول أستاذه، وعنه الإلحاد فيه، لا والله وبلى والله. فائدة: قوله: ﴿بِظُلْمٍ﴾ بيان أن الإلحاد ليس المراد به هنا أصل معناه وهو مطلق الميل، فإنه قد يكون إلى حق وإلى باطل، وإنما المراد به الميل المتلبس بالظلم، ومعلوم أن أصل الظلم يشمل سائر المعاصي والكبائر والصغائر، إذا لا معصية وإن صغرت إلا وهي ظلم، إذ هو وضع الشيء في غير محله، ويدل له قوله تعالى: ﴿إِنَّ اْلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٞ﴾ [لقمان: 13] فخرج بعظيم غير الشرك، فهو ظلم، لكنه ليس بعظيم كالشرك وإن كان عظيما في نفسه، وقوله: ﴿ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الحج: 25] بيان للوعيد المترتب على الإلحاد المذكور. انظر " الزواجر عن اقتراف الكبائر " للهيتمي (333/1)

السنة النبوية

استحلال البيت الحرام في السنة النبوية
1- استحلال حرمة بيت الله الحرام من الكبائر فعن ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما سُئِلَ عَنْ الْكَبَائِرِ، فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «هُنَّ تِسْعٌ: الْإِشْرَاكُ بِاَللَّهِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ وَالْفِرَارُ مِنْ الزَّحْفِ، وَالسِّحْرُ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ الْمُسْلِمَيْنِ، وَالْإِلْحَادُ بِالْبَيْتِ الْحَرَامِ قِبْلَتِكُمْ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا». أخرجه ابن الجعد في «مسنده» (3303). 2- وصح عن عبدالله بن عمر: «رأيتُ رسولَ اللَّهِ يطوفُ بالكَعبةِ ويقولُ ما أطيبَكِ وأطيبَ ريحَكِ ما أعظمَكِ وأعظمَ حرمتَكِ والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لَحُرمةُ المؤمنِ أعظَمُ عندَ اللَّهِ حرمةً منْكِ مالِهِ ودمِهِ وأن نظنَّ بِهِ إلّا خيرًا». أخرجه ابن ماجه (3932).

الإجماع

قال ابن المنذر: «وأجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن على المحرم إذا قتل صيدًا عامدًا لقتله، ذاكرًا لإحرامه الجزاء، إلا مجاهد فإنه قال: من قتله مُتعمِّدًا لقتله، ناسيًا لحرمه فهو الخطأ المكفر، فإن قتله متعمدًا لحرمه، متعمدًا له، لم يحكم عليه». "الإشراف على مذاهب العلماء " (3 /229).

أقوال أهل العلم

تعظيم شعائر الله علامة على تقوى القلوب، ومن تعظيم شعائر الله تعظيم مناسك الحج وتعظيم حرمة البيت العتيق. "نفسير ابن كثير " (109 /1).
الجَلَال السُّيُوطي "تفسير الشعراوي " (11 /541).
ابن كَثِير

الأضرار والمفاسد

1- معصية الله تعالى والوقوع في عذابه وسخطه فقد أنزلَ في أصحاب الفيل آيةً تتلى إلى قيام الساعة فيما أنزل الله بهم من العذاب بسبب استحلالهم البيت الحرام. 2- انتهاك حرمة البيت الحرام قبلة المسلمين ورمز اجتماعهم. 3- ذهاب المهابة من القلوب لهذه القبلة. 4- نشر الفوضى في الحرم الذي جعله الله آمناً. 5- مضاعفة الإثم لمن يقع فيه في البيت الحرام.

وسائل الاجتناب

1- تعظيم هيبة البيت الحرام في قلب العبد. 2- استحضار أن البيت الحرام من الأماكن المقدسة التي تضاعف فيها الحسنات وتعظم فيها الذنوب. 3- استحضار عقابِ الله عزَّ وجلَّ لكل من استحلَّ البيت الحرام. 4- تقوى الله وتذكر الآخرة وما أعدّه الله من عقاب لمن يستحلون حرماته.