البحث

عبارات مقترحة:

الوهاب

كلمة (الوهاب) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) مشتق من الفعل...

المتين

كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...

الآخر

(الآخِر) كلمة تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...

التوكل

التّوكل نصف الدّين ومنزلته أوسع المنازل وأجمعها، ويُقصد به: اعتماد القلبِ على الوكيل وحده، وذلك لا يُناقض حركة البدن في التّعلق بالأسباب ولا ادخار المال، فيكون التّفويض فيما لا وسع فيه ولا طاقة. وقد جاء الأمر به والحث عليه في كثير من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، لما له من فوائد ومصالح عظيمة، منها: أنّه يبعث العبد على التزام حدود الله، وأنّ الله يكفي المتوكل في أموره كلها، كما أنّ التوكل يبعث الطّمأنينة في نفس المتوكل. ومما يُعين المسلم على تحقيق التوكل: معرفة الله بأسمائه وصفاته، والثّقة بالله تعالى، ومعرفة الإنسان بنفسه وعجزه. كذلك فإن للتوكل عدة صور، وهي: توكل العبد في إقامة نفسه وإصلاح قلبه وعمله،وتوكُّلٌ على الله تعالى في إقامة دين الله تعالى في الأرض، وأن يتوكّل على الله عز وجل في تحصيل حظوظ النّفس الدّنيويّة، ودفع المكروهات.

التعريف

التعريف لغة

التوكل في اللغة: إظهار العجز والاعتماد على الغير. انظر "مختار الصحاح" للرازي (ص734)

التعريف اصطلاحًا

عرّفه البعض بأنّه: اعتماد القلبِ على الوكيل وحده، وذلك لا يُناقض حركة البدن في التّعلق بالأسباب ولا ادخار المال، فيكون التّفويض فيما لا وسع فيه ولا طاقة. انظر "تلبيس إبليس" لابن الجوزي (ص228) وقيل: هو اعتمادُ القلب على الله وثقته به وأنّه كافيه. انظر "معارج القبول" للحافظ أحمد حكمي (1 /405) وقيل: هو ألا تتشرّف نفسه إلى أحدٍ من النّاس، بل يعلم أنّه لا يرزق سواه، ولا يضر ولا ينفعُ شيءٌ إلا بإذنه. انظر "التوكل" للفراء (ص37) وقال أحمد بن حنبل: «ألا يكونَ في قلبه أحدٌ من الآدميين يطمع أن يجيئه بشيء» رواه أبو بكر الخلال في كتاب "الحث على التجارة" (118) وقيل في حقيقة التوكل أنّه: صدق اعتماد القلب على الله عزّ وجل في استجلاب المصالح والمنافع ودفع المضار والمخاوف من أمور الدّنيا والآخرة كلها، وخصوصًا في شأن الرزق. انظر "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (ص409)، و"القوانين الفقهية" لابن جزي (ص637).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

يقول الشّنقيطي: «المعاني مُتقاربة، ومرجعها إلى شيءٍ واحد، وهو أنّ الوكيل: من يُتوكَّلُ عليه، فتُفوَّض الأمور إليه؛ ليأتي بالخير، ويدفع الشّر، وهذا لا يصحُّ إلا لله وحده جلَّ وعلا، ولهذا حذّر من اتّخاذ وكيل دونه؛ لأنّه لا نافع ولا ضارّ، ولا كافي إلا هو وحده جلّ وعلا» "أضواء البيان" للشنقيطي (3 /481)

الفروق

الفرق بين التوكل و الرّاحة

قد يلتبس التّوكل بالرّاحة، والواقع أنّ المتوكل مجتهد، مجدٌّ في تحصيل الأسباب والقيام بما أمره الله عزّ وجل به؛ فهو ينصَب ويتعب في نيل الزُّلفى عند الله تعالى؛ لأنّ التوكل يكون مما يتّصل بأمور الآخرة والنّجاة، ويكون أيضاً مما يتعلق بأمور المعاش في هذه الدّنيا. فالمتوكّل ممتثلٌ لقول النبي : «فاتقوا اللهَ وأجملِوا في الطلبِ» أخرجه ابن ماجة (2144)، لا يتهافت على الدّنيا، ولكنه يبذل السبب، فيعمل لآخرته كأنه سيموت غداً، ويعمل لدنياه كأنّه يعيشُ أبداً. وأمّا من التبس عليه التّوكل بالرّاحة؛ فإنه يخلُدُ إلى الأرض، ويترك الجِدَُ والعمل في سعي الآخرة والدّنيا، ثمّ بعد ذلك ينتظر ما يحصلُ به المطلوب. انظر "أعمال القلوب" للسبت (1 /449)

الفضل

التّوكل نصفُ الدّين ونصفه الثّاني الإنابة؛ فإنّ الدّين استعانةٌ وعبادة؛ فالتّوكل هو الاستعانة، والإنابة هي العبادة. ومنزلته أوسع المنازل وأجمعها، ولا تزال معمورة بالنّازلين؛ لسعة متعلق التوكل، وكثرة حوائج العالمين، وعموم التوكل، ووقوعه من المؤمنين والكفّار، والأبرار والفجّار، والطّير والوحش والبهائم؛ فأهل السماوات والأرض المكلفون وغيرهم في مقام التوكل، وإن تباين متعلق توكلهم. انظر "الإكسير" لمجموعة من الباحثين (145) يقول السعدي: «التّوكل على الله من أعظم واجبات التّوحيد والإيمان، وبحسب قوة توكل العبد على الله يقوى إيمانه، ويتمُّ توحيده، والعبد مضطر إلى التوكل على الله والاستعانة به، في كلّ ما يريد فعله أو تركه، من أمور دينه أو دُنياه» "القول السديد" للسعدي (ص120) ويقول ابن القيم: «فالعبدُ آفتهُ: إمّا من عدم الهداية، وإمّا من عدم التّوكل؛ فإذا جمع التوكل إلى الهداية، فقد جمع الإيمان كلّه» "مدارج السالكين" لابن القيم (2 /127)

الأدلة

القرآن الكريم

التوكل في القرآن الكريم
أمرَ الله تعالى عباده المؤمنين بالتّوكل عليه في مواضع من كتابه عزّ وجل؛ كقوله تعالى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين﴾ [المائدة: 23]، وقال تعالى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: 51] وقال تعالى لرسوله : ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ [آل عمران: 159] وقال له: ﴿فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ﴾ [النمل: 79]

السنة النبوية

التوكل في السنة النبوية
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنَّ رسول الله كان يقول: «اللهمَّ لكَ أسلمتُ وبكَ آمنتُ وعليكَ توكلتُ وإليكَ أنبتُ وبكَ خاصمتُ أعوذُ بعزَّتِكَ لا إلهَ إلا أنتَ أن تُضِلَّني أنت الحيُّ الذي لا تموتُ والجنُّ والإنسُ يموتونَ» أخرجه مسلم (2717) وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «لو أنَّكم كنتُم توَكلونَ علَى اللهِ حقَّ توَكلِه لرزقتُم كما يرزقُ الطَّيرُ تغدو خماصًا وتروحُ بطانًا» أخرجه الترمذي (2344) وفي حديث عبد الله بن عباس عن الرسول صلى الله عليه وسلّم أنه قال: «هُمُ الَّذِينَ لا يَسْتَرْقُونَ، ولَا يَتَطَيَّرُونَ، ولَا يَكْتَوُونَ، وعلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» أخرجه البخاري (5707)

حِكَم وأمثال

قال لقمان عليه السلام لابنه: «يا بُني الدّنيا بحرٌ عميق، قد غرق فيها أناسٌ كثير، فإن استطعت أن تكون سفينتك فيها الإيمان بالله عز وجل، وحشوها العمل بطاعة الله سبحانه وتعالى، وشراعها التوكل على الله لعلك تنجو» أخرجه ابن أبي الدنيا في "التوكل" (8) قال ابن يسار البصري: «العزُّ والغنى يجولان في طلب التّوكل فإذا ظفرا أوطنا» أخرجه ابن أبي الدنيا في "التوكل" (14) قال أحمد بن حنبل: «التوكل عملُ القلب» "الإكسير" لمجموعة من الباحثين (ص146) قال ابن تيمية: «التّوكل من الأمور الدّينيّة الّتي لا تتم الواجبات والمُستحبات إلا بها» "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (10 /21)

الصور

للتوكل على الله عز وجل أربع صور: الأولى: توكل العبد في إقامة نفسه، وإصلاح قلبه وعمله، وتقويم سلوكه، وما إلى ذلك، دون أن يحاول التأثير في الآخرين. الثانية : توكل على الله تعالى في إقامة دين الله تعالى في الأرض، ودفع الفساد، وقمع البدع، وجهاد الكفار والمنافقين، والاهتمام بمصالح المسلمين، والأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر، والتأثير في الآخرين حتى يُعبد الله وحده. وهذا توكّل الأنبياء، وتوكّل ورثتهم من بعدهم من العلماء، وما انتشر دين الله عز وجل إلا بهذه الدعوة. الثالثة : وهي أن يتوكّل على الله عز وجل في تحصيل حظوظ النّفس الدّنيويّة، ودفع المكروهات؛ كمن يتوكل في حصول رزق أو عافية، أو زوجة أو ولد، فهذا يؤجر على هذا التّوكل؛ لأنه عبادة، وعلى تفويض الأمر إلى الله عز وجل، وأما تلك الأمور فإنه لا يُؤجر عليها إلا إذا قصد بها الاستعانة على طاعة الله تبارك وتعالى. الرابعة : التوكل على الله عز وجل في جلب الأمور المحرمة وتحصيلها، أو دفع الأمور المأمور بها. وهذا الأمر لا يجوز. وتسمية هذا النوع بالتوكل فيه نص ظاهر، وكيف يُقال: إن الكفار يوم أحدٌ كان معهم نوع توكلٍ على الله؛ هذا من تسمية الكفر بالإيمان، والعصيان بالطّاعة، والفساد بالصلاح. انظر "أعمال القلوب" للسبت (1 /478-480)

وسائل الاكتساب

يُمكننا تحقيق التوكل بعدّة أمور، منها: أوّلاً: معرفة الله بأسمائه الحسنى: فمن عرف ربّه رحماناً رحيماً، عزيزاً حكيماً، حيّاً قيّوماً، غنيّاً حميداً، لا يخفى عليه شيء ولا يعجزه شيء، فعّالاً لما يريد، ما شاء كان، وما لم يشأ لَم يكُن، وجدَ نفسه مدفوعاً إلا الاستناد إليه، والتّوكل عليه. ثانياً: الثقة بالله تعالى: وهي ثمرة المعرفة؛ فإذا عرف الله حقّ معرفته وثق به ثقةً مُطلقة، تسكُن إليها نفسه ويطمئن بها قلبه، ويعلم أن الأمور كلها بيد الله، وأن الخلق كلهم تحت قهره وفي قبضته، وأنه الله لا يضيع من توكل عليه. ومن ذلك: الثقة بشمول علمه وكمال حكمته، وسعة رحمته، وعموم قدرته، وطلاقة مشيئته، وأنه أرحم بعباده من الوالدة بولدها، بل أبر بهم من أنفسهم، وأعلم بمصالحهم من ذواتهم. ومن ذلك: الثقة بوعده الّذي سجله في كتابه وعلى لسان رسوله: أنّه ولي الذين آمنوا والمُدافع عنهم، والمُنجي لهم، وأنّه ناصرهم على عدو الله وعدوهم، وأنه معهم بتأييده وعنايته، وأنه لا يُخلفُ الميعاد. ومن ذلك: الثقة بما تكفّل به من الرزق لخلقه. ثالثاً: معرفة الإنسان بنفسه وعجزه: فمعرفة الإنسان بضعفه الفطري، وعجزه الذّاتي، ومحدودية علمه وإرادته وقدرته، فقد خلقه الله ضعيفاً، وأخرجه من بطن أمه لا يعلم شيئاً، وأعطاه أدوات السمع والبصر والفؤاد، ليتعلم ما لك يكُن يعلم، كما منحه من الإرادة والقدرة ما يمكنه من أداء رسالته في الأرض؛ فوجوده وحياته وعلمه وكينونته كلها ليست بذاته ولا من ذاته، بل بربه ومن ربه عزّ وجل. رابعاً: المعرفة بفضل التّوكل وأحوال المتوكلين ومعايشهم: فالمعرفة بفضل التوكل وأهله وما خصهم به من حُسن الثّناء، وما وعدهم به من حُسن الجزاء في الدّنيا والآخرة، وما يعقبه التوكل من أطيب الثمرات في حياة الفرد والجماعة تبعث الفرد على التوكل على الله. انظر "التوكل" (ص108-118)، "القوانين الفقهية" لابن جزي (ص637).

الفوائد والمصالح

من ثمرات التّوكل وفوائده: أنّه يبعث العبد على التزام حدود الله تعالى، ومُجانبة الحرام: وذلك أنّ الإنسان إذا علم أنّ رزقه مقسوم، وأنّ ما كتب الله عز وجل له كائنٌ لا محالة، وأنّه مهما بذل، ومهما جدَّ واجتهد، ومهما احتال على طلب المال والرّزق، وما تطمح إليه نفسه، فإنه لا يأتيه إلا ما قدّر الله عز وجل له، فيكون مفوضاً إلى الله عزّ وجل أمره كله. طمأنينة النفس، وارتياح القلب، وطرد الهم: فإذا توكّل العبد على ربه حق التوكل، كفاه همه، وأراحه مما أهمه، وأنزل عليه سكينته، فاطمأن إلى حُكمه الديني الشرعي، واطمأنَّ إلى حُكمه الكوني القدري. ما يحصلُ من كفاية الله عز وجل للمتوكل عليه في أموره كلها، قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾ [الطلاق: 3] أنّ التوكل من أقوى الأسباب في جلب المنافع، ودفع المضار: فالعبدُ يدفع به ما لا يطيق من أذى الخلق وظُلمهم وعدوانهم، وهو من أقوى الأسباب في ذلك؛ فإن الله هو حسبه، ومن كان الله حسبه كافيه ووافيه فلا مطمع فيه لعدوه، ولا يضره إلا أذىً لا بد منه؛ كالحر والبرد والجوع والعطش. أنّه يورث محبة الله عز وجل للعبد: فقد وعد الله المتوكلين عليه بالمحبة، قال تعالى: ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ [آل عمران: 159] أنّه يورث قوة القلب وشجاعته وثباته: فيكون صاحبه رابط الجأش قويّاً، يقوم بأمر الله عز وجل، لا يخاف في ذلك لومة لائم؛ فالتوكل على الله من أقوى الأسباب التي يحصلُ بها ثبات القلب. أنّه يورث الصبر والتحمل: فالله تبارك وتعالى قد قرن بين الصبر والتوكل في أكثر من آية، وما ذاك إلا لأنَّ الصبر والتّوكل مِلاكُ الأمور كلها. أنّه يورث النصر والتّمكين: ولهذا قرَن الله عز وجل بين النصر والتوكل، قال تعالى: ﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [آل عمران: 160] أنّه يقي بإذن الله تسلّط الشّيطان، قال تعالى: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99)﴾ [النحل] انظر "أعمال القلوب" للسبت (1 /553-569)

نماذج وقصص

يقول أبو وائل: «خرجنا في ليلة مخوفة، فمررنا بأجمةٍ فيها رجلٌ نائم، وقيّد فرسه، فهي ترعى عند رأسه، فأيقظناه، فقلنا له: تنامُ في هذا المكان؟ قال: فرفع رأسه، فقال: إني أستحيي من ذي العرش أن يَعلَمَ أنّي أخافُ شيئاً دونه». أخرجه البيهقي في "الشعب" (941) وقال الحكم بن عمر: «شهدتُ عمر يعني: ابن عبد العزيز يقول لحرسه: إنَّ بي عنكم غنىً، كفى بالقدرِ حاجزاً، وبالأجل حارساً، ولا أطرَحُكم من مراتبكم؛ ليجري لكم سنةً بعدي، من أقام منكم فله عشرة دنانير، ومن شاء فليلحق بأهله» أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (45 /218_219) وأصاب محمد بن كعب القرظي مالاً، فقيل له: ادّخر لولدِكَ من بعدك، قال: «لا ولكن أدّخرُ لنفسي عند ربي، وأدّخرُ ربّي لولدي». أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (55 /145).