البارئ
(البارئ): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (البَرْءِ)، وهو...
«مَن عرَفَ ربّه أحبه، ومَن أحبَّ غير الله تعالى، لا من حيث نسبته إلى الله، فذلك لجهله وقصوره عن معرفته؛ فأمّا حب الرّسول صلى الله عليه وسلّم، فذلك لا يكون إلّا عن حُب الله تعالى، وكذلك حبُّ العُلماء والأتقياء؛ لأنّ محبوبَ المحبوبِ محبوب، بل إنّ ما يفعل المحبوب محبوب، ورسول المحبوب محبوب، وكلّ ذلك يرجعُ إلى حبِّ الأصل، ولا محبوب في الحقيقة عند ذوي البصائر إلا الله تعالى، ولا مُستحقَّ للمحبّة سواه» الحسن البَصْري "مختصر منهاج القاصدين" لابن قدامة (ص323)
«ومتى رأيتَ القلبَ قد ترحّل عن حبّ الله، والاستعداد للقائه، وحلَّ فيه حبُّ المخلوق، والرّضا بالحياة الدّنيا، والطّمأنينة بها، فاعلم أنّهُ قد خُسِفَ به» ابن القَيم "بدائع الفوائد" لابن القيم (3 /1200)
«محبّة الله وسيلة إلى أن يُعامله العبد مُعاملة المُحب لحبيبه في المُبادرة لطاعته، والمُسارعة إلى كلّ ما يُرضيه، واجتناب كلّ ما يُسخطه، والتحرز من أسباب سخطه، والاحتياط لأسباب رضاه». العز بن عبد السلام "شجرة المعارف والأحوال" للعز بن عبد السلام (ص45_46)
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".