الغفور
كلمة (غفور) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) نحو: شَكور، رؤوف،...
وتَستغفِرُ اللَّهَ العظيمَ بتَوبةٍ*****وتَرفعُ كفَّ المُسْتَغِيثِ الْمُجَهَّدِ وتَدْعُو دُعاءَ الْمُخبِتينَ برَغبةٍ*****دُعاءَ غَريقٍ في دُجَا اللَّيْلِ مُفْرَدِ فإنَّ الذي تَدْعُوهُ يَرْزُقُ مَنْ عَصَى*****وفاتحُ بابٍ للمُطِيعِ ومُعْتَدِي ولكنَّما صِدْقُ الرجاءِ مَفاتِحُ الـ*****خَزائنِ فادْعُ وابْتَغِ الفضلَ واجْهَدِ وقُلْ بانكسارٍ قارِعًا بابَ راحِمٍ*****قريبٍ مُجيبٍ بالفَوَاضِلِ يَبْتَدِي إِلَهِي أتى العَاصُونَ بَابَكَ مَلْجَأً*****يُرَجُّونَ عَفْوًا مِنكَ رَبِّي وسَيِّدِي إليكَ فَرَرْنا مِنْ عذابِكَ رَهْبَةً*****فلا تَطْرُدَنَّا عنْ جَنَابِكِ واسْعِدِ دَعَوْنَاكَ للأمرِ الذي أنتَ ضامِنٌ*****إجابتَهُ يا غيرَ مُخْلِفِ مَوْعِدِ إليكَ مَدَدْنا بالرَّجاءِ أَكُفَّنَا*****فَحَاشَاكَ مِنْ رَدِّ الْفَتَى صَافِرَ الْيَدِ ومَنْ يَنتحِبْ مِنْ خَشيَةِ اللَّهِ قُلْ لَهُ*****طَفَأْتَ لَظَى وَاحْرَزْتَ كلَّ التَّعَبُّدِ فعَينٌ بَكَتْ مِنْ خشيَةِ اللَّهِ حُرِّمَتْ*****على النارِ في نَصِّ الحديثِ الْمُسَدَّدِ المَرْداوي "الألفية في الآداب الشرعية" (ص66-67).
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".