البحث

عبارات مقترحة:

القيوم

كلمةُ (القَيُّوم) في اللغة صيغةُ مبالغة من القِيام، على وزنِ...

الرب

كلمة (الرب) في اللغة تعود إلى معنى التربية وهي الإنشاء...

القوي

كلمة (قوي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من القرب، وهو خلاف...

الصدق

الصدق أحد أعمال القلوب؛ ويُراد به: مطابقة القول الضمير والمخبَر عنه معًا، ومتى انخرم شرط من ذلك لم يكن صدقًا تامًّا. وقد أمر الله عزّ وجل المُسلمين أن يكونوا من الصّادقين في مواطن عديدة في القرآن الكريم والسّنة النبوية، ورتّب على ذلك أجراً وفضلاً عظيماً لمن تحلى بالصّدق، وقد ضرب لنا الصلحين أمثلةً تدلل على كون الصدق منجاة وفرجاً.

التعريف

التعريف لغة

الصّدق لغةً: ضدّ الكذب. وقيل: مُطابقةُ الحُكم للواقع. انظر "القاموس المُحيط" للفيروز آبادي (3 /261)، "مختار الصحاح" للرازي (ص359)، "التعريفات" للجرجاني (ص137)

التعريف اصطلاحًا

يقول ابن القيم: «اسمٌ لحقيقة الشيء بعينه حصولاً ووجوداً» «وهو حصولُ الشيء، وتمامه، وكمالُ قوّته، واجتماعُ أجزائه». "مدارج السالكين" لابن القيم (2 /290) وقال الرّاغب الأصفهاني: «الصدق مطابقة القول الضمير والمخبَر عنه معًا، ومتى انخرم شرط من ذلك لم يكن صدقًا تامًّا» "المفردات في غريب القرآن" للأصفهاني (ص478)

الفضل

الصدق من صفات الله تعالى، قال تعالى: ﴿قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْـمُشْرِكِينَ﴾ [آل عمران: 95]، وقال جل شأنه: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا﴾ [النساء: 122]، وقال جل ذكره: ﴿اللَّهُ لا إلَهَ إلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا﴾ [النساء: 87] كما أنّه من صفات الرّسل عليهم السّلام، قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إبْرَاهِيمَ إنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا﴾ [مريم: 41]، وقال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إسْمَاعِيلَ إنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا﴾ [مريم: 54]، وقال سبحانه: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إدْرِيسَ إنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا 56 وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾ [مريم: 56، 57]، وفي كتابه العزيز: ﴿يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِيقُ أَفْتِنَا﴾ [يوسف: 46]. الصّدق أساس الإيمان، كما أنّ الكذب أساس النّفاق، ولهذا قال الحسن: «الكذبُ جِماع النّفاق» انظر "الزهد" لأحمد بن حنبل (ص339) وهو الفارقُ بين المؤمنِ والمُنافق، فلا يكون العبد مؤمناً حقاً حتّى يكون صادقاً، ولا يكون العبد مُنافقاً حتّى يكون كاذباً. انظر "التحفة العراقية" لابن تيمية (ص132) وقد أخبرَ الله تعالى عن أهل البرّ وأثنى عليهم بأحسن أعمالهم من الإيمان، والإسلام، والصدقة، والصّبر. قال تعالى: ﴿وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: 177] فهذا صريح في أنّ الصدق بالأعمال الظاهرة والباطنة، وأنّ الصدق هو مقام الإسلام والإيمان. انظر "مدارج السالكين" (2 /280) كما أنّ الصّدق ركنٌ يقوم عليه توحيد الله عزّ وجل؛ فإنّ توحيد الله جلّ وعلا يقوم على ركنين عظيمين، وأساسين متينين، هما: الصدق والإخلاص كما قال ابن القيم في "نونيته":
والصّدق والإخلاص ركنا ذلك التــ ـوحيد كالركنين للبُنيان انظر "نونية ابن القيم" (ص219)

الأدلة

القرآن الكريم

الصدق في القرآن الكريم
إذا ذكرَ الله حقيقة الإيمان نعته بالصّدق، قال تعالى: ﴿۞ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحجرات] وقد قسّم الله المُظهرين للإسلام إلى كافر ومُنافق، قال تعالى: ﴿لِّيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ [الأحزاب: 24] وأمر الله المؤمنين بأن يكونوا مع الصّادقين، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: 119] وأخبر الله أنّ من صدقه فهو خيرٌ له: ﴿طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ ۚ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ﴾ [محمد: 21] انظر "التحفة العراقية" لابن تيمية (ص132_133)

السنة النبوية

الصدق في السنة النبوية
ثبتَ في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنّه قال: «عليكم بالصِّدْقِ ، فإنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتَّى يَكونَ صِدِّيقًا. وإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا» أخرجه البخاري (6094) وفي صحيح مُسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبي صلى الله عليه وسلّم قال: «آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ» أخرجه البخاري (6095)

أقوال أهل العلم

«أربعٌ من كنَّ فيه فقد ربح: الصّدق، والحياء، وحسن الخُلق والشّكر» ابن عبَّاس "إحياء علوم الدين" للغزالي (4 /354)
«حقيقةُ الصّدق: أن تصدق في موطنٍ لا ينجيك منه إلا الكذب» الجُنَيد المُرِّي "الرسالة القشيرية" للقشيري (2 /451)
«الصّدق سيف الله، ما وضع على شيءٍ إلا قطعه» بِشْر الحافي يوسف بن أسباط
«من عاملَ الله بالصّدق، استوحش من الناس» "مختصر منهاج القاصدين" لابن قدامة (ص351)

الصور

أوّلاً: الصّدق في القول: وهو استواء اللسان على الأقوال؛ كاستواء السّنبلة على ساقها. وحقٌّ على كل عبدٍ أن يحفظَ ألفاظه، ولا يتكلّم إلا بالصّدق، والصّدق باللسان هو أشهر أنواع الصّدق وأظهرها. وينبغي أن يُراعي معنى الصّدق في ألفاظه الّتي يُناجي بها ربّه؛ كقوله: وجّهت وجهي للذي فطرَ السماوات والأرض. فإن كان قلبه منصرفاً عن الله مشغولاً بالدّنيا فهو كاذب. ثانياً: الصّدق في الأعمال: وهو استواء الأفعال على الأمر والمُتابعة، كاستواء الرّأس على الجسد. وذلك بأن تستوي سريرته وعلانيته، حتّى لا تدلّ أعماله الظاهرة من الخشوع ونحوه على أمرٍ في باطنه، ويكون الباطن بخلاف ذلك. ثالثاً: الصدقُ في الأحوال: وهو استواء القلبِ والجوارح على الإخلاص، واستفراغ الوسع، وبذل الطّاقة، فبذلك يكون العبد من الّذين جاؤووا بالصدق، وبحسب كمال هذه الأمور فيه وقيامها به: تكون صدّيقيّته. رابعاً: الصدق في العزم والوفاء به: أمّا الأول: فنحو أن يقول: إن آتاني الله مالاً تصدّقت بجميعه، فهذه العزيمة قد تكون صادقة، وقد يكون فيها تردد. وأما الثاني: فنحو أن يصدق في العزم وتسخو النّفس بالوعد؛ لأنّه لا مشقة في إلا إذا تحققت الحقائق وانجلت العزيمة، وغلبت الشهوة. خامساً: الصدق في مقامات الدّين: وهو أعلى الدّرجات؛ كالصّدق في الخوف والرّجاء والزّهد والرّضا والحبّ والتّوكل؛ فإنّ هذه الأمور لها مبادئ ينطلق عليها الاسم بظهورها، ثمّ لها غايات وحقائق؛ فالصادق المحقق من نال حقيقتها، وإذا غلب الشيء وتمت حقيقته سمي صاحبه صادقاً. انظر "مختصر منهاج القاصدين" لابن قدامة (ص351-352)، "الإكسير" لمجموعة من الباحثين (ص172)

الفوائد والمصالح

أوّلاً: طمأنينة القلب: ومن علامات الكذب: حصول الرّيبة، فعن الحسن بن علي رضي الله عنه عن النّبي صلى الله عليه وسلّم قال: «دعْ ما يَريبُكَ إلى مَا لا يَريبُكَ فإنَّ الصدقَ طمَأْنِينَةُ والكذِبَ رِيبَةٌ» أخرجه الترمذي (2518)، وأحمد (1723) باختلاف يسير انظر "مدارج السالكين" لابن القيم (2 /284) ثانياً: أنّ الله يُطلق ألسنة العباد بالثّناء على الصّادق انظر "مدارج السالكين" لابن القيم (2 /283) ثالثاً: أنّه منجاة للعبد يوم القيامة: فيوم القيامة لا ينفع العبد ولا ينجيه من عذاب الله إلا صدقه، قال تعالى: ﴿هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [المائدة: 119] رابعاً: أنّ الله مع الصّادقين، ولهم منزلة القرب منه إذ درجتهم منه ثاني درجة النّبيين، قال تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء: 69] خامساً: الصدق منجاة للعبد من فتن الدّنيا، وشدائدها، وأهوالها، ومصائبها قال تعالى: ﴿ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ ﴾ [محمد: 21]

نماذج وقصص

قصة الثلاثة النفر الّذين أطبقت عليهم صخرة في الغار ممن كانوا قبلنا فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: «بيْنَما ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ يَمْشُونَ، إذْ أصَابَهُمْ مَطَرٌ، فأوَوْا إلى غَارٍ فَانْطَبَقَ عليهم، فَقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: إنَّه واللَّهِ يا هَؤُلَاءِ، لا يُنْجِيكُمْ إلَّا الصِّدْقُ، فَليَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنكُم بما يَعْلَمُ أنَّه قدْ صَدَقَ فِيهِ، فَقالَ واحِدٌ منهمْ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه كانَ لي أجِيرٌ عَمِلَ لي علَى فَرَقٍ مِن أرُزٍّ، فَذَهَبَ وتَرَكَهُ، وأَنِّي عَمَدْتُ إلى ذلكَ الفَرَقِ فَزَرَعْتُهُ، فَصَارَ مِن أمْرِهِ أنِّي اشْتَرَيْتُ منه بَقَرًا، وأنَّهُ أتَانِي يَطْلُبُ أجْرَهُ، فَقُلتُ له: اعْمِدْ إلى تِلكَ البَقَرِ فَسُقْهَا، فَقالَ لِي: إنَّما لي عِنْدَكَ فَرَقٌ مِن أرُزٍّ، فَقُلتُ له: اعْمِدْ إلى تِلكَ البَقَرِ، فإنَّهَا مِن ذلكَ الفَرَقِ فَسَاقَهَا، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ مِن خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَانْسَاحَتْ عنْهمُ الصَّخْرَةُ، فَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه كانَ لي أبَوَانِ شيخَانِ كَبِيرَانِ، فَكُنْتُ آتِيهِما كُلَّ لَيْلَةٍ بلَبَنِ غَنَمٍ لِي، فأبْطَأْتُ عليهما لَيْلَةً، فَجِئْتُ وقدْ رَقَدَا وأَهْلِي وعِيَالِي يَتَضَاغَوْنَ مِنَ الجُوعِ، فَكُنْتُ لا أسْقِيهِمْ حتَّى يَشْرَبَ أبَوَايَ فَكَرِهْتُ أنْ أُوقِظَهُمَا، وكَرِهْتُ أنْ أدَعَهُمَا، فَيَسْتَكِنَّا لِشَرْبَتِهِمَا، فَلَمْ أزَلْ أنْتَظِرُ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ مِن خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَانْسَاحَتْ عنْهمُ الصَّخْرَةُ حتَّى نَظَرُوا إلى السَّمَاءِ، فَقالَ الآخَرُ: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه كانَ لي ابْنَةُ عَمٍّ، مِن أحَبِّ النَّاسِ إلَيَّ، وأَنِّي رَاوَدْتُهَا عن نَفْسِهَا فأبَتْ، إلَّا أنْ آتِيَهَا بمِئَةِ دِينَارٍ، فَطَلَبْتُهَا حتَّى قَدَرْتُ، فأتَيْتُهَا بهَا فَدَفَعْتُهَا إلَيْهَا، فأمْكَنَتْنِي مِن نَفْسِهَا، فَلَمَّا قَعَدْتُ بيْنَ رِجْلَيْهَا، فَقالَتْ: اتَّقِ اللَّهَ ولَا تَفُضَّ الخَاتَمَ إلَّا بحَقِّهِ، فَقُمْتُ وتَرَكْتُ المِئَةَ دِينَارٍ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ مِن خَشْيَتِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا، فَفَرَّجَ اللَّهُ عنْهمْ فَخَرَجُوا» أخرجه البخاري (3465) وقال إسماعيل بن عبيدالله: «لما حضرت أبي الوفاة جمع بنيه فقال لهم: يا بَنِي عليكم بتقوى الله، وعليكم بالقرآن فتعاهدوه، وعليكم بالصدق حتى لو قَتَل أحدكم قَتيلاً، ثم سئل عنه أقر به، والله ما كذبت كذبة قط مذ قرأت القرآن». "حلية الأولياء وطبقات الأصفياء" للأصبهاني (6 /85). وخطَب الحجاج في يوم الجمعة فأطالَ الخطبة، فقام إليه رجلٌ فقال: إنَّ الوقت لا ينتظرك والرَّبُ لا يعذرك. فأمَرَ به إلى الحبس فأتاه آل الرجل، فقالوا: إنَّه مجنون، فقال: إن أقرَّ على نفسه بما ذكرتم خليت سبيلَه، فقال الرجل: لا والله لا أزعُم أنَّه ابتلاني وقد عافاني، فبلغ ذلك الحجاج فعفا عنْهُ لصدقه. "العقد الفريد" لابن عبد ربّه الأندلسي (4 /211).