البحث

عبارات مقترحة:

الإله

(الإله) اسمٌ من أسماء الله تعالى؛ يعني استحقاقَه جل وعلا...

المهيمن

كلمة (المهيمن) في اللغة اسم فاعل، واختلف في الفعل الذي اشتقَّ...

الحسيب

 (الحَسِيب) اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على أن اللهَ يكفي...

الإخلاص

الإخلاص: تصفيةُ العملِ من كل شوب، وقد جاءت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تأمرُ بالإخلاص، وقد رتّب الشّارع على الالتزام بهذا العمل أجرٌ عظيمٌ وفضلٌ كبير، فعلى المُسلم أن يسعى لاكتساب هذا العمل ويحرص عليه، ولنا في الصالحين خيرُ قدوة ومثال في تطبيق الإخلاص والحرص عليه.

التعريف

التعريف لغة

الإخلاص في اللغة: مأخوذ من الخَلاص، وهو الصّفاء والنّقاء. تقول: خلص الشيء خلوصاً وخلاصاً: إذا صفا وزال عنه ما يشوبه. وهو تنقية الشيء وتهذيبه. وأخلص لله دينه: أمحضَه، وقصد وجهه، وترَكَ الرّياء. انظر "مقاييس اللغة" لابن فارس (2 /208)

التعريف اصطلاحًا

قال ابن القيم: «الإخلاص: تصفيةُ العملِ من كل شوب». "مدارج السالكين" لابن القيم (2 /96). وقال ابن جزي: «هو إرادة وجه الله تعالى بالأقوال والأفعال». "القوانين الفقهية" لابن جزي (ص637). وقال بعضهم : «الإخلاص: ألا تطلب عل عملك شاهداً غير الله، ولا مجازياً سواه» "مدارج السالكين" لابن القيم (2 /95). وقيل: «أن يُخلصَ قلبَهُ لله فلا يبقى فيه شركٌ لغير الله، فيكون الله محبوب قلبه، وعبودقلبه، ومقصود قلبه فقط» "إحياء علوم الدين" للغزالي (4 /290).

الفروق

الفرق بين الإخلاص و الصدق

إنّ الفرق بين الإخلاص والصّدق: أنّ الصّدق هو الأصل، والإخلاصُ متفرعٌ عنه. وقيل: الإخلاصُ لا يكون إلا بعد الدّخول في العمل، وأمّا الصدق فيكون بالنّية قبل الدّخول فيه. انظر "التعريفات" للجرجاني (ص12_13) قال ابن القيم: «الإخلاص: التّوقي من مُلاحظة الخَلق حتى عن نفسك، والصّدق: التنقي من مُطالعة النّفس؛ فالمُخلص لا رياء له، والصّادق لا إعجاب له، ولا يتمُّ الإخلاص إلا بالصّدق، ولا الصّدق إلا بالإخلاص، ولايتمّان إلا بالصبر» "مدارج السالكين" لابن القيم (2 /91) ويُمكن القول في الفرق بينهما: أنّ الإخلاص: أن تُفرِدَ الله عزّ وجل بقصدك، وأما الصدق: فهو الموافقة بين الظاهر والباطن في الأعمال وفي الأحوال وفي الأقوال. انظر "أعمال القلوب" للسبت (1 /67) انظر: الصدق

الفضل

الإخلاص هو حقيقةُ الإسلام الذي بعث الله عزّ وجل به المُرسلين عليهم الصلاة والسلام، يقول ابن تيمية: «إخلاصُ الدّين لله هو الدّين الذي لا يقبلُ الله سواه؛ فهو الذي بعث به الأولين والآخرين من الرّسل، وأنزلَ به جميع الكُتب، واتفق عليه أئمة أهل الإيمان، وهذا هو خُلاصة الدّعوة النّبويّة، وهو قطب القرآن الذي تدور عليه رحاه» "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (10 /49) كما أنّ الإخلاص هو روح العمل؛ لأنّ العمل الذي لا إخلاص فيه كالجسد بلا روح؛ فالإخلاص من العمل بمنزلة الرّوح من الجسد، يقول ابن القيم: «ومِلاكُ ذلك كله: الإخلاصُ والصّدق، فلا يتعب الصّادق المُخلص؛ فقد أُقيمَ على الصّراط المُستقيم، فيُسار به وهو راقد، ولا يتعب من حُرِمَ الصّدق والإخلاص، فقد قُطِعت عليه الطريق، واستهوته الشياطين في الأرض حيران، فإن شاء فليعمل، وإن شاء فليترك، فلا يزيده عمله من الله إلا بعداً، وبالجُملة: فما كان لله وبالله، فهو من جُند النفس المطمئنة» الروح "لابن القيم" (2 /681) والإخلاص هو فطرة الله الّتي فطرَ النّاس عليها، وبهِ قوام الأمة؛ فإنّ الله تعالى لم يفطر الّناس على الرّياء، ولا المقاصد السّيئة، وإنّما فطرهم على التّوحيد الّذي هو إخلاصُ العمل لله، مع إفراد القصد إليه. قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56].

الأدلة

القرآن الكريم

الإخلاص في القرآن الكريم
الآيات الدّالة على الأمر بالإخلاص كثيرة؛ كقوله تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ﴾ [البينة: 5]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ﴾ [الزمر: 2]. والإخلاصُ لله شرطٌ لقبول العمل؛ فإنّ الله لا يقبل إلا ما أريد به وجهه، قال تعالى: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا﴾ [الفرقان: 23]. وذلك لأنها فقدت الشرط الشرعي، إما الإخلاص فيها وإما المتابعة لشرع الله؛ فكلُّ عملٍ لا يكون خالصاً وعلى الشرعية المرضية فهو باطل. انظر "تفسير ابن كثير" (3 /314).

السنة النبوية

الإخلاص في السنة النبوية
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي أنّه قال: «قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: أنا أغْنَى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ» أخرجه مسلم (2985). وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «ثلاثٌ لا يُغلُّ عليهنَّ قطُّ مسلمٌ : إخلاصُ العملِ للهِ ومُناصحةُ المسلمين ولُزومُ جماعتِهم فإنَّ دعوتَهم تحيطُ من ورائِهم» أخرجه ابن ماجه (236). وقال النّبي صلى الله عليه وسلّم لسعد بن أبي وقاص: «إنَّكَ لَنْ تُخَلَّفَ، فَتَعْمَلَ عَمَلًا تَبْتَغِي به وجْهَ اللَّهِ، إلَّا ازْدَدْتَ دَرَجَةً ورِفْعَةً» أخرجه البخاري (6373). وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّ النبي قال: «إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ، وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوَى، فمَن كانَتْ هِجرَتُه إلى اللهِ ورسولِه، فهِجرَتُه إلى اللهِ ورسولِه، ومَن كانَتْ هِجرَتُه لدُنْيا يُصيبُها، أو امرأةٍ يتزَوَّجُها فهِجرَتُه إلى ما هاجَرَ إليه» أخرجه البخاري (54)، ومسلم (1907).

أقوال أهل العلم

«إذا أخلصَ العبدُ انقطعت عنه كثرة الوساوس والرّياء» أَبُو سُليمان الدَّاراني "مدارج السالكين" لابن القيم (2 /96)
«تركُ العملِ من أجلِ النّاس رياء، والعملُ من أجل النّاس شرك، والإخلاصُ: أن يُعافيَك الله منهما» الفُضَيْل بن عِيَاض "الرسالة القشيرية" للقشيري (2 /446)
«الإخلاصُ سرٌّ بين الله تعالى وبين العبد، لا يعلمه ملَكٌ فيكتبه ولا شيطانٌ فيفسده، ولاهوى فيُمليه» الجُنَيد المُرِّي "الرسالة القشيرية" للقشيري (2 /446)
«العملُ بغير إخلاصٍ ولا اقتداء؛ كالمُسافر يملأ جِرابه رملاً يُثقله ولا ينفعه» ابن القَيم "الفوائد" لابن القيم (ص66)

الصور

إنّ العمل الّذي يكون خالصاً مقبولاً عند الله على صورتين: الأولى: أن يتمحّض القصدُ لإرادة الله عزّ وجل وما عنده من الثواب والجزاء، فلا يشوبه شيءٌ آخر وإن كان مُباحاً؛ فهو يُجاهُد يُريد ما عند الله فحسب، لا يُريد غنيمة، فضلاً عن المقاصد السّيئة؛ كالرّياء والسّمعة؛ فهو بصومه يُريد ما عند الله عز وجل ولا يلتفت إلى أمرٍ يجوز الالتفات إليه؛ كتخفيف الوزن، أو تحسين صحّة البدن، أو غير ذلك. الثاّنية: أن يقصدَ العبدُ بالعمل وجه الله عزّ وجل، ولكنّه يلتفت إلى معنىً يجوز الالتفات إليه؛ كالّذي يحجُّ يريد وجه الله، ويُريد أيضاً التّجارة، فهذا لا مانع منه، ولكن من التفت إليه أو إلى ما يشبهه، فهو في إخلاصه وعملِهِ دونَ من يلتفت إلى شيءٍ غير الله عزّ وجل. انظر "أعمال القلوب" للسبت (1 /77)

وسائل الاكتساب

الإخلاصُ أمرٌ شاقٌ على النّفس، وصعبٌ عليها، فيحتاجُ العبدُ في مُعالجته إلى مُجاهدةٍ عظيمة؛ من مُراقبة للخَطَرات والحركات، وكلّ ما يرِدُ على قلبه، ويصدر منه. يقول أويس القرني: «إذا قُمتَ، فادعُ الله أن يُصلح لك قلبكَ ونيّتك، فلن تُعالجَ شيئاً أشدَّ عليك منها». "صفة الصفوة" لابن الجوزي (3 /55) إلا أنّ هُناك جُملة من الأمور يُمكن للعبد أن يقوي بها إخلاصه: أوّلاً: أن يستعين بالله عزّ وجل على تحقيقه، وأن يتعوّذ بالله تبارك وتعالى من الرّياء، وأن يُراقب ربَّه، وأن يُحاسب نفسه؛ فقد جاء عن النّبي صلى الله عليه وسلّم أنّه قال: «يا أيُّها النَّاسُ اتَّقوا هذا الشِّركَ فإنَّه أخفى مِن دَبيبِ النَّملِ فقال له مَن شاء اللهُ أن يقولَ وكيف نتَّقيه وهو أخفى مِن دَبيبِ النَّملِ يا رسولَ اللهِ قال قولوا اللهمَّ إنا نعوذُ بك مِن أن نُشْرِكَ شيئًا نعلَمُه ونستغفِرُك لِما لا نعلَمُه»أخرجه أحمد (19622)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (509) ثانياً: أن يُعبد قلبه وجوارحه لله عزّ وجل؛ فهذا القلبُ لا بد أن يُملأ بالإرادات والخواطر، ولا بدّ له من أحدٍ يتوجه إليه؛ فإما أن يتوجه إلى الله عزّ وجل، وإمّا أن يتوجه إلى المخلوقين، وهذه الجوارح كذلك لا بدّ لها من عبوديّة؛ فإمّا أن يُسخر جوارحه في مرضاة الله، فيكون عبداً لله، وإمّاأن يسخرها في تحقيق شهواته وتحصيل مطلوباته القريبة العاجلة؛ فيكون عبداً لها، وإما أن يُسخرها في طلب ثناء الناس، والمنزلة في قلوبهم فيكون عبداً لهم. ثالثاً: أن يتعرف على ما يُضاد الإخلاص من آفات القلوب؛ كالعجب والرّياء والسمعة؛ ليتحرز منه؛ فإنّ العبد مُطالبٌ بمعرفة عدوّه، ومعرفة الأدواء التي تنفذ إلى قلبه. رابعاً: أن يُخفي عمله؛ ولهذا كان الصوم من أجل الأعمال؛ لأنّه يخفى على النّاس، ويحتاجُ إلى الصّبر، وكانت صدقة السّر في الجُملة أفضل من صدقة العلانية، وكانت الصلاة في جوفِ الليل أفضل الصلاة بعد المكتوبة. خامسًا: المعرفة بأن الله لا يقبل إلا الخالص، وأنه يطلع على النيات والضمائر، كما يطلع على الظواهر. انظر "القوانين الفقهية" لابن جزي (ص638)، و"أعمال القلوب" للسبت (1 /114-128).

الفوائد والمصالح

للإخلاص ثمرات وفوائد معجلة يجدها في دُنياه، ومنها ما يجده في آخرته، ومن هذه الثمرات في الدّنيا: أنّ الإخلاص هو أصل القبول عند الله، وروح القربى، ولباس التّقوى؛ بحيث أنّه إذا أُلبسه أي عمل ولو كان من المُباحات والعادات تحوّل إلى عِبادة وقُربة؛ فإذا قام العبدُ بشيء من الأمور المُباحة كالنوم أو الأكل يُريد به التّقرب إلى الله عز وجل كأن يقوي بدنه ليُجاهد في سبيل الله، أو ينام في النّهار ليقوم الليل. إلقاء القبول لصاحبه في الأرض، مع وفور المهابة في قلوب الخلق. الإخلاص هو الطّريق إلى محبّة الله عز وجل ونصره ورعايته؛ فالله يقول عن أهل بيعة الرّضوان: ﴿ لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ [الفتح: 18]. فرتب إنزال السكينة عليهم وإثابتهم فتحاَ قريباً، على علمه بما في قلوبهم من الإخلاص وصدق وصحّة إرادة وقصد. بالإخلاص يكثُر العمل ويتعاظم؛ فالإخلاص يكثر به قليل العمل، ويعظم به حقيره وصغيره؛ لأنَّ الله عزّ وجل ينمّيه لصاحبه ويُبارك له فيه، حتّى إنه ليجدُ ذلك العمل يوم القيامة فوق ما يحتسب. أنّ صاحب الإخلاص يثبُت على العمل، ويستمر فلا ينقطع عن دأبه فيه؛ فالإخلاص يمدّ أصحابه بقوّة الاستمرار؛ لأنّ الذي يعمل لغير الله سرعان ما ينقطع إذا لم يجد ما يسد شهوته، ويحصّل به بغيته، وأمّا الذي يعمل لوجه الله فوجه الله باقٍ إذا غابت الوجوه. ما يجده صاحبه من إجاية الدّعاء، وانشراح الصّدر، والسّعادة الغامرة. ومن الفوائد والآثار المؤجلة للإخلاص: دخول الجنّة والنّجاة من النّار، وتحصيل رضا الرّب تبارك وتعالى؛ فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ رسول الله قال: «تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَن جاهَدَ في سَبيلِهِ، لا يُخْرِجُهُ إلَّا الجِهادُ في سَبيلِهِ وتَصْدِيقُ كَلِماتِهِ، بأَنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، أوْ يَرْجِعَهُ إلى مَسْكَنِهِ الذي خَرَجَ منه، مع ما نالَ مِن أجْرٍ أوْ غَنِيمَةٍ». أخرجه البخاري (3123)، ومسلم (1876) أنّ الإخلاص يبلغ بصاحبه في درجات الجنّة ما لا يبلغ به عمله الّذي عمله؛ فعن سهل بن حُنيف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «مَن سأَل اللهَ الشَّهادةَ بصدقٍ بلَّغه اللهُ منازلَ الشُّهداءِ وإنْ مات على فِراشِه». أخرجه مسلم (1909) أنّ أعمال صاحبه تفضُل أعمال الآخرين؛ يقول ابن القيم: «والأعمالُ تتفاضل بتفاضلِ ما في القلوب من الإيمان، والمحبّة، والتعظيم والإجلال، وقصد وجه المعبود وحده دون شيءٍ من الحظوظ سواه، حتى لتكون صورة العملين واحدة، وبينهما في الفضل ما لا يُحصيه إلا الله تعالى، وتتفاضل أيضاً بتجريد المُتابعة، فبين العملين من الفضل بحسب ما يتفاضلان به في المتابعة، فتتفاضل الأعمال بحسب تجريد الإخلاص والمُتابعة تفاضلاً لا يُحصيه إلا الله تعالى» "المنار المنيف" لابن القيم (ص15) الظفر برحمة الله عزّ وجل، وغفران الذّنوب. السّعادة بنيل شفاعة النّبي صلى الله عليه وسلّم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال: يا رسول الله مّن أسعدُ النّاس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «لقَدْ ظَنَنْتُ، يا أبَا هُرَيْرَةَ، أنْ لا يَسْأَلَنِي عن هذا الحَديثِ أحَدٌ أوَّلُ مِنْكَ، لِما رَأَيْتُ مِن حِرْصِكَ علَى الحَديثِ، أسْعَدُ النَّاسِ بشَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ مَن قَالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، خَالِصًا مِن قِبَلِ نَفْسِهِ». أخرجه البخاري (99) انظر "أعمال القلوب" للسبت (1 /85-105)

نماذج وقصص

كان معروف الكرخي يضربُ نفسه ويقول: «يا نفسُ أخلِصي وتخلّصي» "مختصر منهاج القاصدين" لابن قدامة (ص348). وكان علي بن الحسين زين العابدين إذا كان الليل يحملُ الصّدقات والجُرُب من الطّعام على ظهره، ويوصل ذلك إلى بيوت الأرامل والفقراء في المدينة، ولا يعلمون من وضعها، وكان يقول: إنّ الصدقة في سواد الليل تُطفئ غضب الرب، وكان لا يستعين بخادمٍ ولا غيره؛ لئلا يطلع عليه أحد، وبقي على ذلك مدّة، وما كان هؤلاء الفقراء والأرامل يعلمون كيف يأتيهم هذا الطّعام، وتلك النفقات، فلما مات، وجدوا في ظهره آثاراً من سواد، فعلموا أنّ ذلك بسبب ما كان يحمله على ظهره من الطّعام إلى هؤلاء، فما انقطعت صدقة السّر في المدينة في ذلك الوقت حتى مات رحمه الله. أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3 /136) وصام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله، وكان خرّازاً يحملُ معه غداءه من عندهم، فيتصدّق به في الطّريق، ويرجع عشيّاً فيُفطر معهم. أخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3 /93). قال سبط ابن الجوزي في ترجمة العماد الحنبلي المقدسي: «ولا تحرَّك حركةً، ولا ‌مشى ‌خطوةً ولا تكلَّم كلمةً إلا لله تعالى، وكان يتعبَّد بالإخلاص، ولقد رأيته مرارًا في الحَلْقة بجامع دمشق، والخطيب يوم الجمعة على المنبر، فيقوم عماد الدين، ويأخذ الإبريق، ويضع بلبلته في فِيه على رؤوس الأشهاد يوهم النَّاس أَنَّه يشرب، وهو صائم». "مرآة الزمان" (22/220)، ونقله أبو شامة في "الذيل على الروضتين" (1/288).