القابض
كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...
قال داود عليه السلام: «ربِّ أي عبادك أبغض إليك؟ قال: عبد استخارني في أمرٍ، فخرتُ له، فلَم يرضَ به» ابن عَوْن داود عليه السلام
«اعلم أنّ العبد لن يُصيب حقيقة الرّضا، حتّى يكون رضاه عند الفقرِ والبؤس كرضاه عند الغناء والرّخاء، كيف تستقضي اللهَ في أمرك، ثمّ تسخطُ إن رأيتَ قضاءهُ مُخالفاً لهواك، ولعلَّ ما هويتَ من ذلك لو وُفّقَ لكَ لكان فيه هلكتك، وترضي قضاءه إذا وافق هواك، وذلك لقلّة علمك بالغيب، وكيفَ تستقضيه إن كنتَ كذلك؟ ما أنصفتَ من نفسكَ، ولا أصبت باب الرضا» ابن مَسْعُود أخرجه ابن أبي الدنيا في "الرضا عن الله" (69)
«إنّ الله تعالى بقسطه وعمله، جعلَ الرّوح والفرح في اليقين والرّضا، وجعل الهمّ والحزن في الشّك والسّخط» عَلْقَمَة الفَحل "مختصر منهاج القاصدين" لابن قدامة (ص337)
وقال علقمة في قوله عزّ وجل: ﴿وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾ [التغابن: 11]. قال: «هي المُصيبة تُصيب الرّجل، فيعلمُ أنّها من عند الله، فيُسلم لها ويرضى» ابن المُبَارَك "مختصر منهاج القاصدين" لابن قدامة (ص337)
«من أعطي الرضا، والتّوكل، والتفويض، فقد كفي». غيلان بن جرير أخرجه ابن أبي الدّنيا في "الرضا عن الله" (101)
«سخاء النفس عما في أيدي الناس أكبر من سخاء النفس بالإعطاء، والقناعة والرضا أكبر من مروءة الإعطاء». "المروءة" لابن المرزبان (ص82).
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".