البحث

عبارات مقترحة:

الغفار

كلمة (غفّار) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (غَفَرَ يغْفِرُ)،...

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

الصمد

كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...

غزوة بني قينقاع

غزا رسول الله بني قينقاع، وهم قوم من يهود المدينة، وذلك أنهم أظهروا البغي والحسد، ونبذوا العهد بعد وقعة بدر، لانتصار رسول الله على المشركين، وكانوا أول من غدر من اليهود، فسار إليهم رسول الله ، وحاصرهم خمس عشرة ليلة، حتى قذف الله في قلوبهم الرعب، فنزلوا على حكم رسول الله على الجلاء، أن لرسول الله أموالهم، وأن لهم النساء والذرية.

اسمها

غزوة بني قينقاع، ولم يسمها ابن هشام بغزوة وانما عنون لها بأمر بني قينقاع، وسماه كتاب السيرة المعاصرون بـ حصار بني قينقاع، إجلاء بني قينقاع. انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /46)، "حياة محمد " لمحمد حسين هيكل (ص 182)، "السيرة النبوية" لأبي الحسن الندوي (ص 317) وغيرهم.

وقتها

وقع غزو رسول الله لبني قينقاع يوم السبت للنصف من شوال، على رأس عشرين شهرًا من مقدم رسول الله المدينة، على ما ذكره ابن سعد، وذكر الواقدي أن إجلاءهم كان في شوال سنة اثنتين، يعني بعد بدر بشهر، ولم يذكر سائر أهل السيرة له تاريخًا. انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /29)، "عيون الأثر" لابن سيد الناس (1 /343). وذكرها ابن هشام ومُغُلْطاي وابن القيم بعد غزوة السويق. انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /46)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفا" لمغلطاي (ص220)، "إنسان العيون" للحلبي (2 /284)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /170)، "صحيح السيرة النبوية" لإبراهيم العلي (ص 198).

موقعها

مشى رسول والصحابة إلى أرضهم وحاصرهم في حصونهم.

عدد المسلمين

المسلمون من أهل المدينة، لم يذكر أهل السير فيه عددًا معينًا.

عدد المشركين

ذكر ابن سعد أنهم كانوا سبعمئة مقاتل، أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع، وكانوا حلفاء الخزرج. انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /28).

قائد المسلمين

كان رسول الله قائد المسلمين.

سببها

غزا رسول الله بني قينقاع، وهم قوم من يهود المدينة، حلفاء لعبد الله بن أبي ابن سلول من الخزرج، وكان لهم شجاعة وصبر، وكانوا صاغة، وكانوا قد وادعوا النبي وعاهدوه على أن لا يحاربوه ولا يظاهروا عليه عدوه، فلما كانت وقعة بدر أظهروا البغي والحسد، ونبذوا العهد والمرة، لانتصار رسول الله على المشركين، فسار إليهم رسول الله . انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /28)، "السيرة" لابن هشام (2 /47)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص220)، "إنسان العيون" للحلبي (2 /284)، "عيون الأثر" لابن سيد الناس (1 /343)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /170). وذكر ابن هشام وغيره من أهل السير سببًا آخر دعا إلى قيام غزوة بني قينقاع وحصارهم، وهو ما رواه ابن هشام قائلا: "كان من أمر بني قينقاع أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها، فباعته بسوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ بها، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوأتها، فضحكوا بها، فصاحت. فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهوديا، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فغضب المسلمون، فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع". "السيرة" لابن هشام (2 /48)، "عيون الأثر" لابن سيد الناس (1 /343). ق ال الشيخ الألباني: "إسناده مرسل معلّق.." ثم ذكر خال رحال الإسناد فقال: "فهو إسناد ضعيف ظاهر الضعف"، وقال الدكتور العمري: "وهذه الرواية ضعيفة، في إسنادها انقطاع بين ابن هشام وعبد الله بن جعفر المخرمي" ثم قال: "إنها موقوفة على تابعي صغير مجهول الحال، هو أبو عون، ولكن يستأنس بها من الناحية التاريخية". "ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية" لمحمد العوشن (ص 133).

أحداثها

كان من حديث بني قينقاع ما رواه عكرمة عن ابن عباس قال: "لما أصاب رسول الله قريشا يوم بدر، وقدم المدينة جمع اليهود في سوق بني قينقاع فقال: يا معشر يهود، أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشا، قالوا: يا محمد، لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا، لا يعرفون القتال، إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس، وأنك لم تلق مثلنا، فأنزل الله عز وجل في ذلك: ﴿قل للذين كفروا ستغلبون﴾ سورة آل عمران: 12، قرأ مصرف - راوي الحديث - إلى قوله: ﴿فئة تقاتل في سبيل الله﴾ [آل عمران: 13] ببدر ﴿وأخرى كافرة﴾ سورة آل عمران: 13". أخرجه أبو داود (3001)، وابن هشام في "السيرة" (2 /48)، كلاهما بسنده عن ابن إسحاق، وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7 /332)، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تخريجه على "سنن أبي داود": "إسناده ضعيف لجهالة محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت". فلما أظهر يهود بني قينقاع البغي ونقضوا العهد سار إليهم رسول الله ، فحاصرهم خمس عشرة ليلة إلى هلال ذي القعدة، واستخلف على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر العمري، وكان الذي حمل لواءه حمزة بن عبد المطلب، وكان لواء رسول الله أبيض. ذكر ابن سعد أن بني قينقاع أظهروا البغي ونبذوا العهد فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ﴾ [ الأنفال: 58]، فقال رسول الله : "أنا أخاف بني قينقاع"، فسار إليهم. انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /29)، "عيون الأثر" لابن سيد الناس (1 /343). وكانوا أول من غدر من اليهود. قال ابن إسحاق: "وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة: أن بني قينقاع كانوا أول يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله ، وحاربوا فيما بين بدر وأحد". "السيرة" لابن هشام (2 /47). وبذلك حاربوا رسول الله وتحصنوا في حصنهم، فحاصرهم أشد الحصار حتى قذف الله في قلوبهم الرعب، فنزلوا على حكم رسول الله ، أن لرسول الله أموالهم، وأن لهم النساء والذرية، فأمر بهم فكتفوا، واستعمل رسول الله على كتافهم المنذر بن قدامة السلمي من بني السلم رهط سعد بن خيثمة،. فكلم عبد الله بن أبي فيهم رسول الله ، وألح عليه كثيرا، فتركهم من القتل وأمر بهم أن يجلوا من المدينة، وولى إخراجهم منها عبادة بن الصامت، فلحقوا بأذرعات، فما كان أقل بقاءهم بها. قال ابن إسحاق: "وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، قال: فحاصرهم رسول الله حتى نزلوا على حكمه، فقام إليه عبد الله بن أبي بن سلول، حين أمكنه الله منهم، فقال: يا محمد، أحسن في موالي، وكانوا حلفاء الخزرج، قال: فأبطأ عليه رسول الله ، فقال: يا محمد أحسن في موالي، قال: فأعرض عنه. فأدخل يده في جيب درع رسول الله . فقال له رسول الله : أرسلني، وغضب رسول الله حتى رأوا لوجهه ظللا، ثم قال: ويحك! أرسلني، قال: لا والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي، أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع قد منعوني من الأحمر والأسود، تحصدهم في غداة واحدة، إني والله امرؤ أخشى الدوائر، قال: فقال رسول الله : هم لك". "السيرة" لابن هشام (2 /48)، قال إبراهيم العلي: " وإسناده صحيح وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث ولكنه مرسل". "صحيح السيرة النبوية" لإبراهيم العلي (ص 198). قال ابن إسحاق: "وحدثني أبي إسحاق بن يسار، عن عبادة بن الوليد بن عبادة ابن الصامت، قال: لما حاربت بنو قينقاع رسول الله ، تشبث بأمرهم عبد الله بن أبي بن سلول، وقام دونهم. قال: ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله ، وكان أحد بني عوف، لهم من حلفه مثل الذي لهم من عبد الله بن أبي، فخلعهم إلى رسول الله ، وتبرأ إلى الله عز وجل وإلى رسوله من حلفهم، وقال: يا رسول الله، أتولى الله ورسوله والمؤمنين، وأبرأ من حلف هؤلاء الكفار وولايتهم. قال: ففيه وفي عبد الله بن أبي نزلت هذه القصة من المائدة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ﴾ سورة المائدة: 51-52 أي لعبد الله بن أبي وقوله: إني أخشى الدوائر، ﴿يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ * وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ﴾ سورة المائدة: 52- 53 ثم القصة إلى قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ سورة المائدة: 55. وذكر لتولي عبادة بن الصامت الله ورسوله والذين آمنوا، وتبرئه من بني قينقاع وحلفهم وولايتهم: ﴿وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ سورة المائدة: 56". "السيرة" لابن هشام (2 /49)، قال إبراهيم العلي: " وإسناده صحيح وقد صرح بالتحديث وهو مرسل". صحيح السيرة النبوية" لإبراهيم العلي (ص 198). انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /46- 50)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /29- 30)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص220)، "عيون الأثر" لابن سيد الناس (1 /343- 344)، "إنسان العيون" للحلبي (2 /284)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /170)، "صحيح السيرة النبوية" لإبراهيم العلي (ص 198).

نتيجتها

أجلى رسول يهود بني قينقاع إلى أذرعات، وترك لهم نساءهم وأولادهم، وأخذ ما كان لهم من مال، ولم تكن لهم أرض ولا مزارع، إنما كانوا صاغة. وجد المسلمون في حصنهم سلاحا وآلة الصياغة وآلات حرب كثيرة فغنموها. ويذكر ابن سعد أن رسول الله أخذ من سلاحهم ثلاث قسي ودرعين وثلاثة أسياف وثلاثة أرماح، ووصفهم وسمى بعضهم بأسمائهم، وأن رسول الله أخذ الخمس وفض أربعة أخماس على أصحابه، فكان أول خمس خمس بعد بدر، وكان الذي ولي قبض أموالهم محمد بن مسلمة. انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /46- 50)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /29- 30)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص220)، "عيون الأثر" لابن سيد الناس (1 /343- 344)، "إنسان العيون" للحلبي (2 /284)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /170)، "صحيح السيرة النبوية" لإبراهيم العلي (ص 198).

دروس وعِبَر

اليهود وخياناتهم واعتداءاتهم ثابتة عبر التاريخ. طريقة الحزم أيضًا هو طريق للمسلمين في معالجة أمور الدولة، ومن حسن السياسة.