البحث

عبارات مقترحة:

المنان

المنّان في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من المَنّ وهو على...

الشكور

كلمة (شكور) في اللغة صيغة مبالغة من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

القهار

كلمة (القهّار) في اللغة صيغة مبالغة من القهر، ومعناه الإجبار،...

سرية مرثد إلى الرجيع

سرية قادها الصحابي الجليل مرثد بن أبي مرثد رضي الله عنه، وذلك أن رهطا من عضل والقارة قدموا على رسول الله وطلبوا منه أن يبعث معه نفرا من أصحابه ليفقههم في الدين، ويقرئهم القرآن، ويعلمهم شرائع الإسلام، فبعث رسول الله إليهم نفرا من أصحابه، وأمر عليهم مرثد بن أبي مرثد، فلما كانوا بالرجيع غدروا بهم، فقتلوهم إلا خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة فقدموا بهما مكة، فأما زيد فابتاعه صفوان بن أمية فقتله بأبيه أمية بن خلف، وأما خبيبا فصلبوه فجاء عمرو بن أمية الضمري، فاحتمله بجذعه ليلا، فدفنه، وكان خبيب هو أول من سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبرا، وكان من بين الشهداء عاصم بن ثابت، فبعث ناس من كفار قريش إلى عاصم حين حدثوا أنه قتل، ليؤتوا بشيء منه يعرف، وكان قد قتل رجلا من عظمائهم يوم بدر، فبعث الله عز وجل على عاصم مثل الظلة من الدبر، فحمته من رسولهم، فلم يقدروا على أن يقطع من لحمه شيئا.

اسمها

سرية الرجيع

وقتها

في صفر من السنة الرابعة الهجرية، فتكون على رأس ستة وثلاثين شهرًا من مقدم النبي المدينة. انظر: "المغازي" للواقدي (1 /347)، "السيرة" لابن هشام (2 /169)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /54)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 240)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /219).

موقعها

بعث رسول الله عشرة نفر من أصحابه مع قوم من عضل والقارة، وأمر عليهم مَرثد بن أبي مَرثد الغنوي، فذهبوا معهم، فلما كانوا بالرجيع غدروا بهم. والرجيع: ماء لهذيل بناحية الحجاز بصدور الهدة، والهدة على سبعة أميال من هذيل، وعلى سبعة أميال من عسفان، وذكر ابن هشام أنها على صدور الهدأة. قال ابن حجر: "والرجيع بفتح الراء وكسر الجيم هو في الأصل اسم للروث، سمي بذلك لاستحالته، والمراد هنا اسم موضع من بلاد هذيل، كانت الوقعة بقرب منه فسميت به". "فتح الباري" لابن حجر (7 /379). انظر: "المغازي" للواقدي (1 /347)، "السيرة" لابن هشام (2 /170)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /54)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 241)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /219). "أما عُضَل؛ فبفتح المهملة ثم المعجمة بعدها لام: بطن من بني الهول بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، ينسبون إلى عضل بن الديش بن محكم، وأما القارة؛ فبالقاف وتخفيف الراء: بطن من الهول أيضًا، ينسبون إلى الديش المذكور، وقال ابن دريد: القارة أكمة سوداء فيها حجارة، كأنهم نزلوا عندها فسموا بها، ويضرب بهم المثل في إصابة الرمي". "فتح الباري" لابن حجر (7 /379).

عدد المسلمين

كان عددهم عشرة رجال، كذا قاله ابن سعد، وهو الذي يوافق ما جاء في الصحيح عند البخاري، وذكر ابن إسحاق أنه بعث معهم ستة نفر. وأخرج الواقدي الروايتين إلا أن عنده: سبعة ويقال: عشرة. قال ابن حجر: "ورجح السهيلي أن رواية البخاري أن عاصم كان أميرهم أرجح وجمع غيره بأن أمير السرية مرثد وأن أمير العشرة عاصم بناء على التعدد". "فتح الباري" لابن حجر (7 /380). انظر: "المغازي" للواقدي (1 /347)، "السيرة" لابن هشام (2 /170)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /54)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 241).

عدد المشركين

لم يذكر أهل السير في ذلك عددًا معينًا، وإنما قالوا: رهط من عضل والقارة، لكن ورد في الصحيح: "نفروا لهم قريبًا من مائتي رجل كلهم رامٍ". أخرجه البخاري (3045).

قائد المسلمين

أمر رسول الله عليهم عاصم بن ثابت كما ورد في "الصحيح" عن أبي هريرة. انظر: البخاري (3045). وفي السيرة لابن إسحاق: أن الأمير عليهم كان مَرثد بن أبي مَرثد. انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /169). قال ابن حجر: "وما في الصحيح أصح ". "فتح الباري" لابن حجر (7 /380).

سببها

قدم على رسول الله رهط من عضل والقارة، فقالوا: يا رسول الله، إن فينا إسلامًا فابعث معنا نفرًا من أصحابك يفقهوننا في الدين، ويقرئوننا القرآن، ويعلموننا شرائع الإسلام، فبعث رسول الله معهم عشرة أو ستة نفر، فيهم: عاصم بن ثابت، ومرثد بن أبي مرثد، وعبد الله بن طارق، وخبيب بن عدي، وزيد بن الدثنة، وخالد ابن أبي البكير، ومعتب بن عبيد، وأمر عليهم مرثد بن أبي مرثد، فذهبوا معهم، فلما كانوا بالرجيع، وهو ماء لهذيل بناحية الحجاز غدروا بهم. انظر: "المغازي" للواقدي (1 /347)، "السيرة" لابن هشام (2 /170)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /55)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 241)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /219). وأما البخاري في الصحيح فذكر سبب هذه الوقعة أن رسول الله بعث هؤلاء الرهط يتحسسون له أخبار قريش، فاعترضهم بنو لحيان. روى عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: "بعث رسول الله عشرة رهط سرية عينًا.." ثم ذكر الحديث. انظر: البخاري (3045).

أحداثها

قدم على رسول الله رهط من عضل والقارة وهم إلى الهون بن خزيمة فقالوا: يا رسول الله، إن فينا إسلامًا فابعث معنا نفرًا من أصحابك يفقهوننا في الدين، ويقرئوننا القرآن، ويعلمونا شرائع الإسلام، فبعث رسول الله معهم عشرة نفر: عاصم بن ثابت ومرثد بن أبي مرثد وعبد الله بن طارق وخبيب بن عدي وزيد بن الدثنة وخالد بن أبي البكير ومعتب بن عبيد وهو أخو عبد الله بن طارق لأمه، وأمر عليهم مَرثد بن أبي مَرثد. فخرجوا حتى إذا كانوا على الرجيع وهو ماء لهذيل غدروا بالقوم واستصرخوا عليهم هذيلًا، فخرج إليهم بنو لحيان فلم يرع القوم وهم في رحالهم إلا الرجال بأيديهم السيوف قد غشوهم، فأخذ أصحاب رسول الله سيوفهم ليقاتلوهم، فقالوا لهم: إنا والله ما نريد قتالكم، إنما نريد أن نصيب بكم ثمنًا من أهل مكة، ولكم العهد والميثاق ألا نقتلكم. فأما عاصم بن ثابت ومرثد بن أبي مرثد وخالد بن أبي البكير ومعتب بن عبيد فقالوا: والله لا نقبل من مشرك عهدًا ولا عقدا أبدًا، ثم قاتلوا القوم حتى قتلوا، وأما زيد بن الدثنة وخبيب بن عدي وعبد الله بن طارق فاستأسروا وأعطوا بأيديهم. فلما قتل عاصم أرادت هذيل أخذ رأس عاصم ليبيعوه من سلافة بنت سعد وكانت قد نذرت حين أصاب ابنيها مسافعًا وجلاسًا يوم أحد: لتشربن في قحف عاصم الخمر وكان قتل ابنيها، فحمته الدبر، أي الزنابير والنحل، فقالوا: أمهلوه حتى تمسي، فإنها لو قد أمست ذهبت عنه. فبعث الله الوادي فاحتمل عاصما، فذهب به، وقد كان عاصم قد أعطى الله عهدا أن لا يمسه مشرك، ولا يمس مشركا أبدا، تنجسا، فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: حين بلغه أن الدبر منعته: يحفظ الله العبد المؤمن، كان عاصم نذر أن لا يمسه مشرك، ولا يمس مشركًا أبدًا في حياته، فمنعه الله بعد وفاته، كما امتنع منه في حياته. وخرجوا بالنفر الثلاثة زيد بن الدثنة وخبيب بن عدي، وعبد الله بن طارق، حتى إذا كانوا بمر الظهران انتزع عبد الله بن طارق يده من القران وأخذ سيفه واستأخر عنه القوم فرموه بالحجارة حتى قتلوه، فقبره بمر الظهران. وأما خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة فقدموا بهما مكة، فأما زيد فابتاعه صفوان بن أمية فقتله بأبيه أمية بن خلف، وأما خبيب بن عدي فابتاعه حجير بن أبي إهاب لابن أخته عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل ليقتله بأبيه، فحبسوهما حتى خرجت الأشهر الحرم ثم أخرجوهما إلى التنعيم فقتلوهما، وصلى خبيب بن عدي ركعتين قبل أن يقتل، فكان خبيب أول من سن ركعتين عند القتل" وصلبوا خبيبا ووكلوا به من يحرس جثته، فجاء عمرو بن أمية الضمري، فاحتمله بجذعه ليلا، فذهب به، فدفنه. روى البخاري في الصحيح أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: "بعث رسول الله عشرة رهط سرية عينا، وأمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر بن الخطاب، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدأة، وهو بين عسفان ومكة، ذكروا لحي من هذيل، يقال لهم بنو لحيان، فنفروا لهم قريبا من مائتي رجل كلهم رام، فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم تمرا تزودوه من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب فاقتصوا آثارهم، فلما رآهم عاصم وأصحابه لجئوا إلى فدفد وأحاط بهم القوم، فقالوا لهم: انزلوا وأعطونا بأيديكم، ولكم العهد والميثاق، ولا نقتل منكم أحدًا، قال عاصم بن ثابت أمير السرية: أما أنا فوالله لا أنزل اليوم في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيك، فرموهم بالنبل فقتلوا عاصما في سبعة، فنزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد والميثاق، منهم خبيب الأنصاري، وابن دثنة، ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فأوثقوهم، فقال الرجل الثالث: هذا أول الغدر، والله لا أصحبكم إن لي في هؤلاء لأسوة يريد القتلى، فجرروه وعالجوه على أن يصحبهم فأبى فقتلوه، فانطلقوا بخبيب، وابن دثنة حتى باعوهما بمكة بعد وقعة بدر، فابتاع خبيبًا بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف، وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر يوم بدر، فلبث خبيب عندهم أسيرا، فأخبرني عبيد الله بن عياض، أن بنت الحارث أخبرته: أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحد بها، فأعارته، فأخذ ابنا لي وأنا غافلة حين أتاه قالت: فوجدته مجلسه على فخذه والموسى بيده، ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي، فقال: تخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذلك، والله ما رأيت أسيرًا قط خيرًا من خبيب، والله لقد وجدته يومًا يأكل من قطف عنب في يده، وإنه لموثق في الحديد، وما بمكة من ثمر، وكانت تقول: إنه لرزق من الله رزقه خبيبا، فلما خرجوا من الحرم ليقتلوه في الحل، قال لهم خبيب: ذروني أركع ركعتين، فتركوه، فركع ركعتين، ثم قال: لولا أن تظنوا أن ما بي جزع لطولتها، اللهم أحصهم عددا، ما أبالي حين أقتل مسلمًا. .. على أي شق كان لله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ. .. يُبارك على أوصال شلو ممزع فقتله ابن الحارث فكان خبيب هو سن الركعتين لكل امرئ مسلم قتل صبرًا، فاستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أصيب، فأخبر النبي أصحابه خبرهم، وما أصيبوا، وبعث ناس من كفار قريش إلى عاصم حين حدثوا أنه قتل، ليؤتوا بشيء منه يعرف، وكان قد قتل رجلا من عظمائهم يوم بدر، فبعث على عاصم مثل الظلة من الدبر، فحمته من رسولهم، فلم يقدروا على أن يقطع من لحمه شيئًا". أخرجه البخاري (3045). قال ابن إسحاق: "وأما زيد بن الدثنة فابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه، أمية بن خلف، وبعث به صفوان بن أمية مع مولى له، يقال له نسطاس، إلى التنعيم، وأخرجوه من الحرم ليقتلوه. واجتمع رهط من قريش، فيهم أبو سفيان ابن حرب، فقال له أبو سفيان حين قدم ليقتل: أنشدك الله يا زيد، أتحب أن محمدًا عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه، وأنك في أهلك؟ قال: والله ما أحب أنَّ محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وأني جالس في أهلي. قال: يقول أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحدًا يحب أحدًا كحبِّ أصحاب محمد محمدًا، ثم قتله نسطاس، يرحمه الله". "السيرة" لابن هشام (2 /172). وانظر تفصيل القصة وأحداثها في: "المغازي" للواقدي (1 /347)، "السيرة" لابن هشام (2 /169- 173)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /55- 56)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 241- 242)، "فتح الباري" لابن حجر (7 /380- 385)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /219- 220).

نتيجتها

خان المشركون رسول الله وقتلوا أصحابه رضوان الله عليهم.

دروس وعِبَر

ذكر ابن حجر في في هذا الحديث فوائد كثيرة، منها: أن للأسير أن يمتنع من قبول الأمان، ولا يمكن من نفسه ولو قتل أنفة من أنه يجري عليه حكم كافر، وهذا إذا أراد الأخذ بالشدة، فإن أراد الأخذ بالرخصة فله أن يستأمن. قال الحسن البصري: لا بأس بذلك، وقال سفيان الثوري: أكره ذلك. الوفاء للمشركين بالعهد والتورع عن قتل أولادهم والتلطف بمن أريد قتله. وإثبات كرامة الأولياء والدعاء على المشركين بالتعميم. جواز الصلاة عند القتل. جواز إنشاء الشعر وإنشاده عند القتل. قوة يقين خبيب وشدته في دينه. أن الله يبتلي عبده المسلم بما شاء كما سبق في علمه، ليثيبه، ولو شاء ربك ما فعلوه. استجابة دعاء المسلم وإكرامه حيًا وميتًا. فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول حين بلغه أن الدبر منعته: "يحفظ الله العبد المؤمن بعد وفاته كما حفظه في حياته". انظر سيرة ابن هشام (3 /190). وإنما استجاب الله له بأن حمى لحمه من المشركين ولم يمنعهم من قتله؛ لما أراد من إكرامه بالشهادة، ومن كرامته حمايته، من هتك حرمته بقطع لحمه. دلالة على ما كان عليه مشركو قريش من تعظيم الحرم والأشهر الحرم. "فتح الباري" لابن حجر (7 /384- 385).

مسائل متعلقة

الاختلاف في أول من سن صلاة ركعتين

في "الصحيح": أن خبيبًا أول من سن الركعتين عند القتل، وهو ما سار عليه أهل السير والمغازي، وما ورد في الصحيح من الحديث. ونقل أبو عمر بن عبد البر عن الليث بن سعد أنه بلغه عن زيد بن حارثة أنه صلاهما في قصة ذكرها. وقيل: بل أسامة بن زيد حين أراد المكري الغدر به. أخرجه السهيلي بسنده عن الليث بن سعد رحمه الله قال: "بلغني أن زيد بن حارثة اكترى بغلًا من الطائف، واشترط عليه المكري أن ينزله حيث شاء، قال: فمال به إلى خربة، فقال له: انزل. فنزل فإذا في الخربة قتلى كثيرة، قال: فلما أراد أن يقتله، قال: دعني أصلي ركعتين. قال: صلّ.. . " إلى آخر الخبر. وفيه: أنه دعا الله فنجاه، ولم يقل السهيلي في روايته أنه أول من صلاهما، ثم إن هذا الخبر غير متصل، وهو يعارض ما جاء في الصحيح. انظر: "زاد المعاد" لابن القيم (3 /220)، الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 242).