البحث

عبارات مقترحة:

المقتدر

كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...

الواحد

كلمة (الواحد) في اللغة لها معنيان، أحدهما: أول العدد، والثاني:...

الباسط

كلمة (الباسط) في اللغة اسم فاعل من البسط، وهو النشر والمدّ، وهو...

غزوة بني قريظة

كانت غزوة بني قريظة بقيادة رسول الله ، لما رجع رسول الله من الخندق ووضع السلاح واغتسل، أتاه جبريل فأمره أن يغزو قريظة، فأمر رسول الله مؤذنا أن ينادي: "لا يصلّينّ أحدٌ العصر إلّا في بني قريظة"، فحاصرهم رسول الله خمسا وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصار وقذف في قلوبهم الرعب، فلما أصبحوا نزلوا على حكم رسول الله ، فأرادت أوس أن تشفع لهم وفاء لحليفها، فحَكّم فيهم رسول الله من يرضونه، فنزلت بنو قريظة على حكم سعد بن معاذ سيد الأوس، فقال فيهم سعد: فإني أحكم أن تقتل المقاتلة، وأن تسبى الذرية، فقال رسول الله : "لقد حكمت فيهم بحكم الملك"، وأنفذ رسول الله الحكم، فضرب أعناقهم وهم ستمائة أو يزيدون، وقسم أموالهم ونساءهم وأبناءهم على المسلمين بعد ما أخرج الخمس.

اسمها

غزوة بني قريظة

وقتها

كانت غزوة بني قريظة سنة خمس من الهجرة. "السيرة" لابن هشام (3 /183).

موقعها

نزل رسول الله على بئر من آبار بني قريظة من ناحية أموالهم يقال لها بئر أنى. انظر: "السيرة" لابن كثير (3 /230)، "السيرة" لابن هشام (3 /184).

قائد المسلمين

رسول الله

سببها

إن قريظة كانت أشد اليهود عداوة لرسول الله وأغلظهم كُفرًا، ولذلك جرى عليهم ما لم يجر على إخوانهم، وكان سبب غزوهم أن رسول الله لما خرج إلى غزوة الخندق والقوم معه صلح، جاء حُيي بن أخطب إلى بني قريظة في ديارهم، فقال: قد جئتكم بعزّ الدهر، جئتكم بقريش على ساداتها، وغطفان على قادتها، وأنتم أهل الشوكة والسلاح، فهلُمَّ حتى نناجز محمدًا ونفرغ منه، فقال له رئيسهم: بل جئتني والله بذل الدهر، جئتني بسحاب قد أراق ماؤه فهو يرعد ويبرق، فلم يزل حُيَيّ يخادعه ويعده ويمنيه حتى أجابه، ونقضوا عهد الرسول ، وأظهروا سبَّه، فبلغ الرسول الخبر، فأرسل يستعلم، فوجدهم قد نقضوا العهد، فكبَّر وقال: "أبشِروا يا معْشر المسلمين". انظر: "السيرة" لابن كثير، (3 /225)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /117).

أحداثها

لما رجع النبي من الخندق ووضع السلاح واغتسل، أتاه جبريل فقال: قد وضعت السلاح! والله ما وضعناه! فاخرج إليهم، قال: فإلى أين؟ قال: ها هنا، وأشار إلى بني قريظة، فخرج النبي . أخرجه البخاري (2602). فأمر رسول الله مؤذنًا، فأذن في الناس، فعن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي قال يوم الأحزاب: "لا يصلّينّ أحدٌ العصر إلّا في بني قريظة"، فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصلي حتى نأتيها، وقال بعضهم بل نصلي لم يرد منا ذلك، فذُكِر ذلك للنبي ، فلم يُعنفْ واحدًا منهم. أخرجه البخاري (3810). واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم. انظر: "السيرة" ابن كثير، (3 /224). عن أنس بن مالك قال: "كأنّي أنظر إلى الغبار ساطعًا في زقاق بني غَنْم موكب جبريل، حين سار رسول الله إلى بني قريظة". أخرجه البخاري (3809). وقدّم رسول الله علي بن أبى طالب برايته إلى بني قريظة، فابتدرها الناس، فقاموا وما شاء الله من المسلمين فانطلقوا إلى بنى قريظة، حتى إذا دنا على بن أبى طالب من الحصن سمع منها مقالة قبيحة لرسول الله وأزواجه رضي الله عنهن، فلمّا رأى رسول الله مقبلا تلقاه وقال: ارجع يا رسول الله، فإن الله كافيك اليهود، وكان علي قد سمع منهم قولا سيئًا، فكره أن يسمع ذلك رسول الله ، فقال رسول الله : لِمَ تأمرني بالرجوع ؟ فكتمه ما سمع منهم فقال: أظنك سمعت في منهم أذى، فامض فإن أعداء الله لو رأوني لم يقولوا شيئًا مما سمعت، فلما نزل رسول الله بحصنهم، وكانوا في أعلاه، نادى بأعلى صوته نفرا من أشرافهم حتى أسمعهم فقال: أجيبوا يا معشر يهود يا إخوة القردة، قد نزل بكم خزي الله عزوجل. وتلاحق به الناس، فأتى رجالٌ منهم من بعد العشاء الآخرة، ولم يصلوا العصر لقول رسول الله لا يصلين أحد العصر إلا ببني قريظة فشغلهم ما لم يكن منه بد في حربهم، فصلوا العصر بها العشاء الآخرة فما عابهم الله بذلك في كتابه ولا عنفهم به رسول الله . فحاصرهم رسول الله بكتائب المسلمين خمسًا وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصار، وقذف في قلوبهم الرعب. وقد كان حيي بن أخطب دخل معهم حصنهم حين رجعت عنهم قريش وغطفان، وفاءً لكعب بن أسد بما كان عاهده عليه، فلما أيقنوا أن رسول الله غير منصرفٍ عنهم حتى يناجزهم، قال كعب بن أسد: يا معشر يهود! قد نزل بكم من الأمر ما ترون، وإني عارضٌ عليكم خلالًا ثلاثًا، فخذوا بما شئتم منها، قالوا: وما هنّ؟ قال: نتابع هذا الرجل ونصدقه، فوالله لقد تبيّن لكم أنه لنبيُّ مرسل، وأنه للذي تجدونه في كتابكم، فتأمنون به على دمائكم وأموالكم وأبنائكم ونسائكم، قالوا: لا نفارق حكم التوراة أبدًا ولا نستبدل به غيره، قال: فإذا أبيتم على هذه فهلم فلنقتل أبناءنا ونساءنا، ثم نخرج إلى محمد وأصحابه رجالا مصلتين بالسيوف، لم نترك وراءنا ثقلا حتى يحكم الله بيننا وبين محمد، فإن نهلك نهلك ولم نترك وراءنا نسلًا نخشى عليه، وإن نظهر فلعمري لنجدن النساء والأبناء، قالوا: أنقتل هؤلاء المساكين؟ فما خير العيش بعدهم؟! قال: فإن أبيتم على هذه، فالليلة ليلة السبت، وإنه عسى أن يكون محمد وأصحابه قد أمنونا فيها، فانزلوا لعلنا نصيب من محمد وأصحابه غرة، قالوا: أنفسد سبتنا ونحدث فيه ما لم يحدث فيه من كان قبلنا إلا من قد علمت، فأصابه ما لم يخف عنك من المسخ، فقال: ما بات رجل منكم منذ ولدته أمه ليلة من الدهر حازمًا. واشتد عليهم الحصار، ثم إنهم بعثوا إلى رسول الله أن ابعث إلينا أبا لبابة بن عبد المنذر أخا بنى عمرو بن عوف، وكانوا حلفاء الأوس، نستشيره في أمرنا، فقال أبو لبابة: لا آتيهم حتى يأذن لي رسول الله ، فقال له رسول الله : قد أذنت لك، فأتاهم أبو لبابة فلما رأوه قام إليه الرجال وجهش إليه النساء والصبيان يبكون في وجهه، فرقّ لهم، وقالوا: يا أبا لبابة ماذا ترى وماذا تأمرنا؟ فإنه لا طاقة لنا بالقتال، فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقه وأمر عليه أصابعه، يريهم أنما يراد بهم القتل. فلما انصرف أبو لبابة سقط في يده، ورأى أنه قد أصابته فتنة عظيمة وأنه قد خان الله ورسوله، فقال: والله لا أنظر في وجه رسول الله حتى أحدث لله توبة نصوحًا يعلمها الله من نفسي، فرجع إلى المدينة فربط يديه إلى جذع من جذوع المسجد، وعاهد الله ألا يطأ بني قريظة أبدا ولا يُرى في بلدٍ خان الله ورسوله، وزعموا أنه ارتبط قريبا من عشرين ليلة، فقال رسول الله حين غاب عليه أبو لبابة: أما فرغ أبو لبابة من حلفائه؟ فذكر له ما فعل، فقال: لقد أصابته بعدي فتنة، ولو جاءني لاستغفرت له، وإذ قد فعل هذا، فلن أحركه من مكانه حتى يقضى الله فيه ما يشاء. قال ابن هشام: "وقد أنزل الله في أبي لبابة من سورة الأنفال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [ الانفال: 27]". "السيرة" لابن هشام (3 /187). قال ابن هشام: "أقام أبو لبابة مرتبطًا بالجذع ست ليال، تأتيه امرأته في كل وقت صلاة، فتحله للصلاة، ثم يعود فيرتبط بالجذع، فيما حدثني بعض أهل العلم، والآية التي نزلت في توبته قول الله عز وجل: ﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [ التوبة: 102]". "السيرة" لابن هشام (3 /188). وأنزل الله توبته على رسوله من آخر الليل، وهو في بيت أم سلمة، فجعل يبتسم، فسألته أم سلمة فأخبرها بتوبة الله على أبي لبابة، فاستأذنته أن تبشره فأذن لها، فخرجت فبشرته، فثار الناس إليه يبشرونه، وأرادوا أن يحلوه من رباطه فقال: والله لا يحلني منه إلا رسول الله ، فلما خرج رسول الله إلى صلاة الفجر حله من رباطه، رضي الله عنه وأرضاه. فلما أصبحوا نزلوا على حكم رسول الله ، فتواثبت الأوس فقالوا: يا رسول الله إنهم كانوا موالينا دون الخزرج، وقد فعلت في موالي إخواننا بالأمس ما قد علمت، يعنون عفوه عن بني قينقاع حين سأله فيهم عبدالله ابن أبي، فلما كلمته الأوس، قال رسول الله : يا معشر الأوس ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم ؟ قالوا: بلى، قال: فذلك إلى سعد بن معاذ. قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: " لما نزلت بنو قريظة على حكم سعد هو ابن معاذ، بعث رسول الله وكان قريبًا منه، فجاء على حمار، فلما دنا قال رسول الله : قوموا إلى سيدكم، فجاء، فجلس إلى رسول الله ، فقال له: إن هؤلاء نزلوا على حكمك، قال: فإني أحكم أن تقتل المقاتلة، وأن تسبى الذرية، قال: لقد حكمت فيهم بحكم الملك". أخرجه البخاري (3043)، مسلم (1768). وقد كان سعد أصيب يوم الخندق، رماه رجل من قريش يقال له حبان ابن العرقة، رماه في الأكحل، فضرب النبي خيمة في المسجد ليعوده من قريب". أخرجه البخاري (463). انظر: "السيرة" لابن هشام (3 /186-191)، "السيرة" لابن كثير، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (261-262)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /71-72). وقد قال حينما انتفخت يده فنزفه: اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عينى من بنى قريظة، فاستمسك عرقه فما قطر قطرة حتى نزلوا على حكم سعد، فأرسل إليه فحكم، فلما فرغ من قتلهم انفتق عرقه فمات. انظر: "السيرة" ابن كثير (3 /234).

نتيجتها

خرج إلى سوق المدينة فخندق بها خنادق، ثم بعث إليهم فضرب أعناقهم في تلك الخنادق، فخرج بهم إليه أرسالًا، وفيهم عدو الله حيى بن أخطب، وكعب بن أسد رأس القوم، وهم ستمائة أو سبعمائة، والمكثر لهم يقول: كانوا ما بين الثمانمائة والتسعمائة. "السيرة" لابن كثير (3 /239). وقد قالوا لكعب بن أسد وهم يذهب بهم إلى رسول الله أرسالا: يا كعب ما تراه يصنع بنا؟ قال: أفي كل موطن لا تعقلون! ألا ترون الداعي لا ينزع ومن ذهب به منكم لا يرجع، هو والله القتل! فلم يزل ذلك الدأب حتى فرغ منهم، وأتى بحيى بن أخطب وعليه حلة له فقاحية، أي موشومة، قد شقها عليه من كل ناحية قدر أنملة لئلا يسلبها، مجموعة يداه إلى عنقه بحبل، فلما نظر إلى رسول الله قال: أما والله ما لمت نفسي في عداوتك، ولكنه من يخذل الله يخذل! ثم أقبل على الناس فقال: أيها الناس، إنه لا بأس بأمر الله، كتاب وقدر وملحمة كتبها الله على بنى إسرائيل ! ثم جلس فضربت عنقه. "السيرة" لابن هشام (3 /202). ثم إن رسول الله قسم أموال بني قريظة ونساءهم وأبناءهم على المسلمين بعد ما أخرج الخمس، وقسم للفارس ثلاثة أسهم، سهمين للفرس وسهما لراكبه وسهما للراجل، وكانت الخيل يومئذ ستًا وثلاثين، وكان أول فئ وقعت فيه السهمان وخمس. انظر: "السيرة" ابن هشام (3 /194)، "السيرة" ابن كثير (3 /194). وبعث رسول الله سعيد بن زيد بسبايا من بني قريظة إلى نجد فابتاع بها خيلًا وسلاحًا، كان رسول الله قد اصطفى من نسائهم ريحانة بنت عمرو بن خنافة إحدى نساء بنى عمرو بن قريظة، وكان عليها حتى توفي عنهما وهي في ملكه، وقد كان رسول الله عرض عليها الإسلام فامتنعت ثم أسلمت بعد ذلك فسر رسول الله بإسلامها. انظر: "السيرة" ابن هشام، (3 /194)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (263). واستشهد من المسلمين يوم بني قريظة خلاد بن سويد بن ثعلبة بن عمرو الخزرجي طرحت عليه رحا فشدخته شدخًا شديدًا، فزعموا أن رسول الله قال: " إن له لأجر شهيدين"، وكان الذى ألقى عليه الرحى تلك المرأة التى لم يقتل من بنى قريظة امرأة غيرها. انظر: "السيرة" لابن كثير (3 /242).