البحث

عبارات مقترحة:

القاهر

كلمة (القاهر) في اللغة اسم فاعل من القهر، ومعناه الإجبار،...

الأكرم

اسمُ (الأكرم) على وزن (أفعل)، مِن الكَرَم، وهو اسمٌ من أسماء الله...

النصير

كلمة (النصير) في اللغة (فعيل) بمعنى (فاعل) أي الناصر، ومعناه العون...

غزوة الغابة

كانت غزوة الغابة بقيادة رسول الله ، حيث أغار عيينة بن حصن الفزاري على لقاح رسول الله التي بالغابة، فاستاقها، وكان يرعى السرح رجلا من بني غفار وامرأة له، فقتلوا الرجل، واحتملوا المرأة في اللقاح، وكانت لقاحه عشرين لقحة، فخرج رسول الله في طلبهم بخمسمائة من الصحابة، حتى لحقوا بهم من خلفهم، وأخذوا تلك الإبل وكل شيء استنقذته من المشركين، وكل رمح وبردة، ولم يكن هناك قتال، ورجع رسول الله قافلًا إلى المدينة، وفيه قال رسول الله : "كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة".

اسمها

غزوة الغابة ويقال لها أيضًا: غزوة ذي قَرَد، بفتح القاف والراء.

وقتها

اختلف العلماء في وقت غزوة الغابة على قولين: فمن قائل أنها قبل خيبر بثلاث ليال، أي بعد الحديبية. وهو قول للإمام البخاري وجزم بذلك، فقال في (كتاب المغازي، باب غزوة ذي قرد): "وهي الغزوة التي أغاروا على لقاح النبي قبل خيبر بثلاث". قال ابن حجر: "ومستنده -أي البخاري- في ذلك حديث إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه، فإنه قال في آخر الحديث الطويل الذي أخرجه مسلم من طريقه…" "فتح الباري" لابن حجر (7 /460)، وهو حديث مسلم الذي رواه سلمة بن الأكوع، فقال في آخره بعد ذكره خبر الاغارة على لقاح رسول الله ورجوعهم إلى المدينة: "… فوالله، ما لبثنا إلا ثلاث ليال حتى خرجنا إلى خيبر مع رسول الله . ..". أخرجه مسلم (1807)". ورجح ذلك ابن حجر، وأيده البيهقي وابن القيم. انظر: "فتح الباري" لابن حجر (7 /461)، "دلائل النبوة" للبيهقي (4 /178)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /248). ومن قائل أنها قبل الحديبية. وهو قول أصحاب المغازي والسير، وعلى ذلك ابن إسحاق، وابن سعد، والواقدي. قال الواقدي: "لثلاث خلون من ربيع الآخر سنة ست". "المغازي" للواقدي (2 /537)، وقال ابن سعد: "في شهر ربيع الأول سنة ست من مهاجره". "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /80)، وانظر: السيرة" لابن هشام (2 /281). قال ابن القيم: "وهذه الغزوة كانت بعد الحديبية، وقد وهم فيها جماعة من أهل المغازي والسير، فذكروا أنها كانت قبل الحديبية". "زاد المعاد" لابن القيم (3 /249). وقال مغلطاي بعد ذكره قول البخاري: " وفي ذلك نظر، لإجماع أهل السير على خلافهما". وقال إبراهيم العلي: "وما في الصحيح أصح من قول أصحاب المغازي والسير؛ لأن له مستند من حديث سلمة بن الأكوع الذي أخرجه مسلم. ..". "صحيح السيرة النبوية" لإبراهيم العلي (ص 330). ونقل ابن حجر ما قاله القرطبي شارح مسلم في الحديث، وهو قوله: "لا يختلف أهل السير أن غزوة ذي قرد كانت قبل الحديبية، فيكون ما وقع في حديث سلمة ابن الأكوع من وهم بعض الرواة، قال: ويحتمل أن يجمع بأن يقال: يحتمل أن يكون النبي كان أغزى سرية فيهم سلمة بن الأكوع إلى خيبر قبل فتحها، فأخبر سلمة عن نفسه، وعمن خرج معه، يعني حيث قال: خرجنا إلى خيبر…". ثم عقب عليه قائلا: "وسياق الحديث يأبى هذا الجمع، فإن فيه بعد قوله وحين خرجنا إلى خيبر مع رسول الله ، فجعل عامر يرتجز بالقول، وفيه قول النبي مَنْ السائق؟ وفيه مبارزة علي لمرحب، وقتل عامر، وغير ذلك مما وقع في غزوة خيبر حين خرج إليها النبي ، فعلى هذا ما في الصحيح من التاريخ لغزوة ذي قرد أصح مما ذكره أهل السير، ويحتمل في طريق الجمع أن تكون إغارة عيينة بن حصن على اللقاح وقعت مرتين الأولى التي ذكرها ابن إسحاق، وهي قبل الحديبية، والثانية بعد الحديبية قبل الخروج إلى خيبر…" ثم قال: "ويؤيده أن الحاكم ذكر في الإكليل أن الخروج إلى ذي قرد تكرر، ففي الأولى خرج إليها زيد بن حارثة قبل أحد، وفي الثانية خرج إليها النبي في ربيع الآخر سنة خمس، والثالثة هذه المختلف فيها. انتهى. فإذا ثبت هذا قوي هذا الجمع الذي ذكرته، والله أعلم". "فتح الباري" لابن حجر (7 /460- 461).

موقعها

الغابة: موضع قريب من المدينة على بريد منها، من ناحية الشام، فيه أموال لأهل المدينة. انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /80)، "معجم البلدان" للحموي (4 /182). وذو قَرَد، بفتح القاف والراء: "ماء على ليلتين من المدينة بينها وبين خيبر، وكان رسول الله انتهى إليه لما خرج في طلب عيينة حين أغار على لقاحه". "معجم البلدان" للحموي (4 /321).

عدد المسلمين

كان رسول الله قد خرج بخمسمئة من الصحابة، وقيل: سبعمائة. انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /81)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 267).

قائد المسلمين

أَمّر رسول الله على من انتهى إليه من الفرسان حين سمعوا بالخبر لأول وهلة: سعد بن زيد الأشهلي، وقيل: المقداد بن عمرو، ثم قال : "اخرج في طلب القوم حتى ألحقك في الناس". قال ابن سعد: "والثبت عندنا أن رسول الله أمر على هذه السرية سعد بن زيد الأشهلي، ولكن الناس نسبوها إلى المقداد، لقول حسان بن ثابت: غداة فوارس المقداد". "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /81).

قائد المشركين

أغار عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري على لقاح رسول الله بالغابة، وعند مسلم أن الذي أغار هو عبد الرحمن الفزاري، وعبد الرحمن هو ابن عيينة بن حصن الفزاري. انظر: مسلم (1641).

سببها

وكان سبب هذه الغزوة أن عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري أغار على المدينة في خيل من غطفان على لقاح لرسول الله بالغابة، وعند مسلم كما سيأتي أن الذي أغار هو عبد الرحمن الفزاري، وعبد الرحمن هو ابن عيينة بن حصن الفزاري. انظر: مسلم (1641). وكان يرعى السرح رجلٌ من بني غفار وامرأة له، فقتلوا الرجل، واحتملوا المرأة في اللقاح، وصرح ابن سعد باسمه فقال: "وقتلوا ابن أبي ذر". "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /80)، وقال مغلطاي: "وقتل ابن أبي ذر وآخر من غفار، وسبوا امرأته". "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 266)، لكن الحافظ في "الفتح" نقل عن ابن سعد: أنهم قتلوا ابن أبي ذر وأسروا امرأته. وفي صحيح مسلم: "وقتل راعيه". انظر: السيرة" لابن هشام (2 /281)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /80- 81)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /248).

أحداثها

أغار عيينة بن حصن الفزاري في بني عبد الله بن غطفان على لقاح النبي التي بالغابة، فاستاقها، وقتل رجلا من عسفان يقوم عليها، واحتملوا امرأته، فخرج رسول الله في طلبهم. قال ابن سعد: "وجاء الصريخ فنادى: الفزع الفزع، فنودي: يا خيل الله اركبي وكان أول ما نودي بها وركب رسول الله ، فخرج غداة الأربعاء في الحديد مقنعا فوقف، فكان أول من أقبل إليه المقداد بن عمرو وعليه الدرع والمغفر شاهرا سيفه، فعقد له رسول الله لواء في رمحه، وقال: امض حتى تلحقك الخيول، إنا على أثرك". "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /80) وكانت لقاحه عشرين لقحة، خرج رسول الله بخمسمائة من الصحابة، وقيل: سبعمائة، واستخلف رسول الله على المدينة ابن أم مكتوم، وخلّف سعد بن عبادة في ثلثمائة من قومه يحرسون المدينة، وصلى رسول الله بذي قرد صلاة الخوف، وأقام يوما وليلة، ورجع إلى المدينة، وقد غاب خمس ليال. انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /81)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 267). انظر تفصيل القصة وأحداثها في: السيرة" لابن هشام (2 /281- 285)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /80- 81)، زاد المعاد" لابن القيم (3 /248- 249)، "فتح الباري" لابن حجر (7 /461- 463). أما حديث الصحيحين المتفق عليها فهو ما رواه يزيد بن أبي عبيد قال: سمعت سلمة بن الأكوع يقول: "خرجت قبل أن يؤذن بالأولى، وكانت لقاح رسول الله ترعى بذي قرد، قال: فلقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف، فقال: أخذت لقاح رسول الله ، قلت: من أخذها؟ قال: غطفان، قال: فصرخت ثلاث صرخات يا صباحاه، قال فأسمعت ما بين لابتي المدينة، ثم اندفعت على وجهي حتى أدركتهم، وقد أخذوا يستقون من الماء، فجعلت أرميهم بنبلي، وكنت راميا، وأقول: أنا ابن الأكوع. .. واليوم يوم الرضع. .. وأرتجز، حتى استنقذت اللقاح منهم، واستلبت منهم ثلاثين بردة، قال: وجاء النبي والناس، فقلت: يا نبي الله، قد حميت القوم الماء وهم عطاش، فابعث إليهم الساعة، فقال: يا ابن الأكوع، ملكت فأسجح. قال: ثم رجعنا ويردفني رسول الله على ناقته حتى دخلنا المدينة". أخرجه البخاري (4194)، مسلم (1806). وحديث مسلم هو ما رواه إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه في حديث طويل، ذكر في أوله صلح الحديبية، ثم قال: "... ثم خرجنا راجعين إلى المدينة، فنزلنا منزلا بيننا وبين بني لحيان جبل، وهم المشركون -أي أن يبيتوهم ويغيروا عليهم لقربهم منهم-، فاستغفر رسول الله لمن رقي هذا الجبل الليلة، كأنه طليعة للنبي وأصحابه، قال سلمة: فرقيت تلك الليلة مرتين أو ثلاثا، ثم قدمنا المدينة، فبعث رسول الله بظهره مع رباح غلام رسول الله ، وأنا معه، وخرجت معه بفرس طلحة أنديه مع الظهر، فلما أصبحنا إذا عبد الرحمن الفزاري قد أغار على ظهر رسول الله ، فاستاقه أجمع، وقتل راعيه، قال: فقلت: يا رباح، خذ هذا الفرس فأبلغه طلحة بن عبيد الله، وأخبر رسول الله أن المشركين قد أغاروا على سرحه، قال: ثم قمت على أكمة، فاستقبلت المدينة، فناديت ثلاثا: يا صباحاه، ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل وأرتجز، أقول: أنا ابن الأكوع. .. واليوم يوم الرضع … فألحق رجلا منهم فأصك سهما في رحله، حتى خلص نصل السهم إلى كتفه، قال: قلت: خذها، وأنا ابن الأكوع. .. واليوم يوم الرضع. .. قال: فوالله، ما زلت أرميهم وأعقر بهم، فإذا رجع إلي فارس أتيت شجرة، فجلست في أصلها، ثم رميته فعقرت به، حتى إذا تضايق الجبل، فدخلوا في تضايقه علوت الجبل فجعلت أرديهم بالحجارة، قال: فما زلت كذلك أتبعهم حتى ما خلق الله من بعير من ظهر رسول الله إلا خلفته وراء ظهري، وخلوا بيني وبينه، ثم اتبعتهم أرميهم حتى ألقوا أكثر من ثلاثين بردة، وثلاثين رمحا، يستخفون ولا يطرحون شيئا إلا جعلت عليه آراما من الحجارة يعرفها رسول الله وأصحابه، حتى أتوا متضايقا من ثنية، فإذا هم قد أتاهم فلان بن بدر الفزاري، فجلسوا يتضحون - يعني يتغدون - وجلست على رأس قرن، قال الفزاري: ما هذا الذي أرى؟ قالوا: لقينا من هذا البرح، والله، ما فارقنا منذ غلس يرمينا حتى انتزع كل شيء في أيدينا، قال: فليقم إليه نفر منكم أربعة، قال: فصعد إلي منهم أربعة في الجبل، قال: فلما أمكنوني من الكلام، قال: قلت: هل تعرفوني؟ قالوا: لا، ومن أنت؟ قال: قلت: أنا سلمة بن الأكوع، والذي كرم وجه محمد ، لا أطلب رجلا منكم إلا أدركته، ولا يطلبني رجل منكم فيدركني، قال أحدهم: أنا أظن، قال: فرجعوا، فما برحت مكاني حتى رأيت فوارس رسول الله يتخللون الشجر، قال: فإذا أولهم الأخرم الأسدي، على إثره أبو قتادة الأنصاري، وعلى إثره المقداد بن الأسود الكندي، قال: فأخذت بعنان الأخرم، قال: فولوا مدبرين، قلت: يا أخرم، احذرهم لا يقتطعوك حتى يلحق رسول الله وأصحابه، قال: يا سلمة، إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر، وتعلم أن الجنة حق، والنار حق، فلا تحل بيني وبين الشهادة، قال: فخليته، فالتقى هو وعبد الرحمن، قال: فعقر بعبد الرحمن فرسه، وطعنه عبد الرحمن فقتله، وتحول على فرسه، ولحق أبو قتادة فارس رسول الله بعبد الرحمن، فطعنه فقتله، فوالذي كرم وجه محمد ، لتبعتهم أعدو على رجلي حتى ما أرى ورائي من أصحاب محمد ، ولا غبارهم شيئا حتى يعدلوا قبل غروب الشمس إلى شعب فيه ماء يقال له: ذو قرد ليشربوا منه وهم عطاش، قال: فنظروا إلي أعدو وراءهم، فخليتهم عنه - يعني أجليتهم عنه - فما ذاقوا منه قطرة، قال: ويخرجون فيشتدون في ثنية، قال: فأعدو فألحق رجلا منهم فأصكه بسهم في نغض كتفه، قال: قلت: خذها، وأنا ابن الأكوع. .. واليوم يوم الرضع. .. قال: يا ثكلته أمه، أكوعه بكرة؟ قال: قلت: نعم يا عدو نفسه، أكوعك بكرة، قال: وأردوا فرسين على ثنية، قال: فجئت بهما أسوقهما إلى رسول الله ، قال: ولحقني عامر بسطيحة فيها مذقة من لبن، وسطيحة فيها ماء، فتوضأت وشربت، ثم أتيت رسول الله وهو على الماء الذي حلأتهم عنه، فإذا رسول الله قد أخذ تلك الإبل وكل شيء استنقذته من المشركين، وكل رمح وبردة، وإذا بلال نحر ناقة من الإبل الذي استنقذت من القوم، وإذا هو يشوي لرسول الله من كبدها وسنامها، قال: قلت: يا رسول الله، خلني فأنتخب من القوم مائة رجل فأتبع القوم، فلا يبقى منهم مخبر إلا قتلته، قال: فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه في ضوء النار، فقال: يا سلمة، أتراك كنت فاعلا؟ قلت: نعم، والذي أكرمك، فقال: إنهم الآن ليقرون في أرض غطفان، قال: فجاء رجل من غطفان، فقال: نحر لهم فلان جزورا فلما كشفوا جلدها رأوا غبارا، فقالوا: أتاكم القوم، فخرجوا هاربين، فلما أصبحنا قال رسول الله : كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة، قال: ثم أعطاني رسول الله سهمين سهم الفارس، وسهم الراجل، فجمعهما لي جميعا، ثم أردفني رسول الله وراءه على العضباء راجعين إلى المدينة، قال: فبينما نحن نسير، قال: وكان رجل من الأنصار لا يسبق شدا، قال: فجعل يقول: ألا مسابق إلى المدينة؟ هل من مسابق؟ فجعل يعيد ذلك قال: فلما سمعت كلامه، قلت: أما تكرم كريما، ولا تهاب شريفا، قال: لا، إلا أن يكون رسول الله ، قال: قلت: يا رسول الله، بأبي وأمي، ذرني فلأسابق الرجل، قال: إن شئت، قال: قلت: اذهب إليك وثنيت رجلي، فطفرت فعدوت، قال: فربطت عليه شرفا - أو شرفين - أستبقي نفسي، ثم عدوت في إثره، فربطت عليه شرفا - أو شرفين -، ثم إني رفعت حتى ألحقه، قال: فأصكه بين كتفيه، قال: قلت: قد سبقت والله، قال: أنا أظن، قال: فسبقته إلى المدينة، قال: فوالله، ما لبثنا إلا ثلاث ليال حتى خرجنا إلى خيبر مع رسول الله . .." وذكر بقية الحديث. أخرجه مسلم (1807).

نتيجتها

وقتل يومئذ من المسلمين محرز بن نضلة، وذكر غير واحد من أهل العلم وقاص بن مجزز المدلجي. انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /283)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /81). وقتل عكاشة بن محصن أثار بن عمرو، وذكر ابن إسحاق أنه أوبار، فرآه عكاشة وابنه عمرو بن أوبار وهما على بعير واحد، فانتظمها بالرمح، فقتلهما جميعًا، وقتل أبو قتادة وهو المقداد بن عمرو: حبيب بن عيينة، وغشاه برده، ثم لحق بالناس. انظر: السيرة" لابن هشام (2 /284)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /80- 81). قال ابن إسحاق: "فإذا حبيب مسجى ببرد أبي قتادة، فاسترجع الناس، وقالوا: قُتِل أبو قتادة، فقال رسول الله : ليس بأبي قتادة، ولكنه قتيل أبي قتادة، وضع عليه برده، لتعرفوا أنه صاحبه". "السيرة" لابن هشام (2 /284). قسم رسول الله في أصحابه في كل مائة رجل جزورًا، وأقاموا عليها ينحرونها. انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /285)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /81). رجع رسول الله قافلًا حتى قدم المدينة.

أحداث متعلقة

قصة المرأة المسلمة التي أسرت مع ناقة رسول الله العضباء وقد استطاعت المرأة التي أسرت في هذه الغزوة أن تفلت من وثاقها، فأتت الإبل، فجعلت كلما دنت إلى بعير رغا -وهو صوت الإبل- فتتركه، حتى انتهت إلى العضباء ناقة رسول الله ، فلم ترغ، ثم ركبتها ووجهتها قبل المدينة، ونذرت إن نجاها الله عليها لتنحرنها. وقصتها عند مسلم: قال عمران بن حصين: "وأسرت امرأة من الأنصار وأصيبت العضباء، فكانت المرأة في الوثاق وكان القوم يريحون نعمهم بين يدي بيوتهم، فانفلتت ذات ليلة من الوثاق، فأتت الإبل، فجعلت إذا دنت من البعير رغا فتتركه حتى تنتهي إلى العضباء، فلم ترغ، قال: وناقة منوقة فقعدت في عجزها، ثم زجرتها فانطلقت، ونذروا بها فطلبوها فأعجزتهم، قال: ونذرت لله إن نجاها الله عليها لتنحرنها، فلما قدمت المدينة رآها الناس، فقالوا: العضباء ناقة رسول الله ، فقالت: إنها نذرت إن نجاها الله عليها لتنحرنها، فأتوا رسول الله ، فذكروا ذلك له، فقال: سبحان الله، بئسما جزتها، نذرت لله إن نجاها الله عليها لتنحرنها، لا وفاء لنذر في معصية، ولا فيما لا يملك العبد". أخرجه مسلم (1641).

دروس وعِبَر

وذكر ابن حجر في هذا الحديث بعض الفوائد، وهي: جواز العدو الشديد في الغزو. وجواز الإنذار بالصياح العالي. وجواز تعريف الإنسان نفسه إذا كان شجاعًا ليرعب خصمه. واستحباب الثناء على الشجاع ومن فيه فضيلة، لا سيما عند الصنع الجميل، ليستزيد من ذلك، ومحله حيث يؤمن الافتتان. وفيه جواز المسابقة على الأقدام، ولا خلاف في جوازه بغير عوض، وأما بالعوض فالصحيح لا يصح، والله أعلم. انظر: "فتح الباري" لابن حجر (7 /463). قال محمد أبو شهبة: وإن هذه القصة لترينا حسن العهد، وغاية الوفاء اللذين كان يتخلق بهما رسول الله ، هذا الوفاء الذي شمل بني الإنسان والحيوان، وقد كان هذا درسا علمه رسول الله هذه المرأة ليكون عبرة للأجيال، إن صاحب الخلق العظيم يعلمنا أن نقابل الإحسان بالإحسان، والجميل بالجميل، والنعم بالشكر، لا بالجحود والكفران، وأن الوفاء لازم حتى للحيوان، وبعد أن بين لها الرسول أن هذا وإن كان لا يليق خلقًا ومروءة، فهو لا يجوز شرعًا، إذ لا نذر في معصية ولا فيما لا يملكه الإنسان". " السيرة النبوية" لأبي شهبة (2 /369).