البحث

عبارات مقترحة:

الجميل

كلمة (الجميل) في اللغة صفة على وزن (فعيل) من الجمال وهو الحُسن،...

القدوس

كلمة (قُدُّوس) في اللغة صيغة مبالغة من القداسة، ومعناها في...

الحكيم

اسمُ (الحكيم) اسمٌ جليل من أسماء الله الحسنى، وكلمةُ (الحكيم) في...

سرية زيد بن حارثة إلى العيص

سرية قادها الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه، بعثه رسول الله إلى العِيص، ليعترض فيها عيرا لقريش قد أقبلت من الشام تريد مكة، فسار زيد بن حارثة وسبعين ومائة من أصحابه إليها، فأصابوا العير، فأخذوها وما فيها، وأسروا ناسا ممن كان في العير، قم قدموا على رسول الله المدينة.

اسمها

سرية زيد بن حارثة إلى العِيص.

وقتها

كانت سرية زيد بن حارثة إلى العِيص في جمادى الأولى سنة ست من مقدم رسول الله المدينة. انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /87)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 269)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /251).

موقعها

بعث رسول الله زيد بن حارثة إلى العِيص. والعِيص: بينها وبين المدينة أربع ليال، وبينها وبين ذي المروة ليلة. انظر: "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /87)

عدد المسلمين

خرج زيد بن حارثة إليهم في سبعين ومائة راكب، ويقال في سبعين راكب. انظر: القول الأول: "المغازي" للواقدي (2 /553)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /87)، "فتح الباري" لابن حجر (7 /498)، والقول الثاني: "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 269).

قائد المسلمين

زيد بن حارثة رضي الله عنه

سببها

بلغ رسول الله أن عيرًا لقريش قد أقبلت من الشام تريد مكة، فبعث رسول الله زيد بن حارثة إليها في سبعين ومائة راكب يتعرض لها، وكان العير فيها أموال كثيرة لصفوان بن أمية. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /553)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /87)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 269).

أحداثها

لما بلغ رسول الله أن عيرًا لقريش قد أقبلت من الشام بعث زيد بن حارثة في سبعين، ويقال: في سبعين ومائة راكب يتعرض لها، فأخذوها وما فيها، وأخذوا يومئذ فضة كثيرة لصفوان بن أمية، وأسروا ناسًا ممن كان في العير، منهم أبو العاص بن الربيع والمغيرة بن معاوية بن أبي العاص، وقدموا بهم المدينة. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /553- 555)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /87)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 269)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /251).

نتيجتها

أصاب المسلمون العير، فأخذوها وما فيها. أسر المسلمون ناسًا ممن كان في العير، وكان منهم أبو العاص بن الربيع على اختلاف الأقوال فيه.

أحداث متعلقة

قصة أسر أبي العاص بن الربيع، واستجارة زينب بنت رسول الله لها. ويذكر أهل السير والمغازي أن في هذه السرية أخذت الأموال التي كانت مع أبي العاص بن الربيع زوج زينب بنت رسول الله مرجعه من الشام، وكانت أموال قريش. قال ابن إسحاق: «وأقام أبو العاص بمكة، وأقامت زينب عند رسول الله بالمدينة، حين فرق بينهما الإسلام، حتى إذا كان قبيل الفتح، خرج أبو العاص تاجرًا إلى الشام، وكان رجلًا مأمونًا، بمالٍ له وأموال لرجال من قريش، أبضعوها معه، فلما فرغ من تجارته وأقبل قافلًا، لقيته سريَّةٌ لرسول الله ، فأصابوا ما معه، وأعجزهم هاربًا، فلما قدمت السرية بما أصابوا من ماله، أقبل أبو العاص تحت الليل حتى دخل على زينب بنت رسول الله ، فاستجار بها، فأجارته، وجاء في طلب ماله، فلما خرج رسول الله إلى الصبح- كما حدثني يزيد بن رومان- فكبر وكبر الناس معه، صرخت زينب من صفة النساء: أيها الناس، إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع. قال: فلما سلم رسول الله من الصلاة أقبل على الناس، فقال: أيها الناس، هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا: نعم، قال: أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعت ما سمعتم، إنه يجير على المسلمين أدناهم. ثم انصرف رسول الله ، فدخل على ابنته، فقال: أي بنية، أكرمي مثواه، ولا يخلصن إليك، فإنك لا تحلين له". قال ابن إسحاق: «وحدثني عبد الله بن أبي بكر: أنَّ رسول الله بعث إلى السرية الذين أصابوا مال أبي العاص، فقال لهم: إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم، وقد أصبتم له مالًا، فإن تُحسنوا وتردوا عليه الذي له، فإنا نحب ذلك، وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم، فأنتم أحق به، فقالوا: يا رسول الله، بل نرده عليه، فردُّوه عليه، حتى إن الرجل ليأتي بالدلو، ويأتي الرجل بالشنة وبالإداوة، حتى إن أحدهم ليأتي بالشظاظ، حتى ردوا عليه ماله بأسره، لا يفقد منه شيئا. ثم احتمل إلى مكة، فأدى إلى كل ذي مال من قريش ماله، ومن كان أبضع معه، ثم قال: يا معشر قريش، هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه، قالوا: لا. فجزاك الله خيرًا، فقد وجدناك وفيًّا كريمًا قال: فأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبدُه ورسوله، والله ما منعني من الإسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم، فلما أداها الله إليكم، وفرغت منها أسلمت، ثم خرج حتى قدم على رسول الله ". "السيرة" لابن هشام (1 /657- 658)، وانظر كذلك: "المغازي" للواقدي (2 /553- 554). قال ابن القيم: «وهذا القول من الواقدي وابن إسحاق يدل على أن قصة أبي العاص كانت قبل الحديبية، وإلا فبعد الهدنة لم تتعرض سرايا رسول الله لقريش، ولكن زعم موسى بن عقبة أن قصة أبي العاص كانت بعد الهدنة، وأن الذي أخذ الأموال أبو بصير وأصحابه، ولم يكن ذلك بأمر رسول الله ، لأنهم كانوا منحازين بسيف البحر، وكانت لا تمر بهم عير لقريش إلا أخذوها، هذا قول الزهري". "زاد المعاد" لابن القيم (3 /252). قال موسى بن عقبة عن ابن شهاب في قصة أبي بصير: «ولم يزل أبو جندل وأبو بصير وأصحابهما الذين اجتمعوا إليها هنالك حتى مر بهم أبو العاص بن الربيع - وكان تحته زينب بنت رسول الله - من الشام في نفر من قريش، فأخذوهم وما معهم وأسروهم ولم يقتلوا منهم أحدًا لصهر أبي العاص رسول الله ، وأبو العاص يومئذ مشرك، وهو ابن أخت خديجة بنت خويلد لأمها وأبيها، وخلوا سبيل أبي العاص، فقدم المدينة على امرأته، وهي بالمدينة عند أبيها، كان أذن لها أبو العاص حين خرج إلى الشام أن تقدم المدينة، فتكون مع رسول الله ، فكلمها أبو العاص في أصحابه الذين أسر أبو جندل وأبو بصير وما أخذوا لهم، فكلمت رسول الله في ذلك، فزعموا أن رسول الله قام فخطب الناس، فقال: «إنا صاهرنا ناسًا، وصاهرنا أبا العاص، فنعم الصهر وجدناه، وإنه أقبل من الشام في أصحاب له من قريش، فأخذهم أبو جندل وأبو بصير، فأسروهم، وأخذوا ما كان معهم، ولم يقتلوا منهم أحدا، وإن زينب بنت رسول الله سألتني أن أجيرهم، فهل أنتم مجيرون أبا العاص وأصحابه؟ فقال الناس: نعم، فلما بلغ أبا جندل وأصحابه قول رسول الله في أبي العاص وأصحابه الذين كانوا عنده من الأسرى رد إليهم كل شيء أخذ منهم حتى العقال، وكتب رسول الله إلى أبي جندل وأبي بصير يأمرهم أن يقدموا عليه، ويأمر من معهما ممن اتبعهما من المسلمين أن يرجعوا إلى بلادهم وأهليهم، ولا يعترضوا لأحد مر بهم من قريش وعيرانها، فقدم كتاب رسول الله - زعموا - على أبي جندل وأبي بصير، وأبو بصير يموت، فمات وكتاب رسول الله في يده يقرؤه، فدفنه أبو جندل مكانه، وجعل عند قبره مسجدًا، وقدم أبو جندل على رسول الله معه ناس من أصحابه، ورجع سائرهم إلى أهليهم وأمنت عيرات قريش…" وذكر باقي الحديث. "دلائل النبوة" للبيهقي (4 /174-175). قال ابن القيم: "وقول موسى بن عقبة أصوب، وأبو العاص إنما أسلم زمن الهدنة، وقريش إنما انبسطت عيرها إلى الشام زمن الهدنة، وسياق الزهري للقصة بَيِّنٌ ظاهرٌ أنها كانت في زمن الهدنة". "زاد المعاد" لابن القيم (3 /253). واختلف العلماء هل رد رسول الله ابنته زينب لأبي العاص على النكاح الأول أم بنكاح جديد؟ قال ابن إسحاق: «وحدثني داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: رد عليه رسول الله زينب على النكاح الأول لم يحدث شيئًا بعد ست سنين". "السيرة" لابن هشام (1 /658- 659). لكن قال السهيلي: «ويعارض هذا الحديث ما رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي : ردها عليه بنكاح جديد. وهذا الحديث هو الذي عليه العمل، وإن كان حديث داود بن الحصين أصح إسنادًا عند أهل الحديث، ولكن لم يقل به أحد من الفقهاء فيما علمت، لأن الإسلام قد كان فرق بينهما قال الله تعالى: ﴿لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ﴾ 60: 10، ومن جمع بين الحديثين قال في حديث ابن عباس: معنى ردها عليه على النكاح الأول، أي على مثل النكاح الأول في الصداق والحباء، لم يحدث على ذلك من شرط ولا غيره". "الروض الأنف" للسهيلي (5 /200).