البحث

عبارات مقترحة:

الباسط

كلمة (الباسط) في اللغة اسم فاعل من البسط، وهو النشر والمدّ، وهو...

المصور

كلمة (المصور) في اللغة اسم فاعل من الفعل صوَّر ومضارعه يُصَوِّر،...

الحافظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحافظ) اسمٌ...

سرية كرز بن جابر إلى العرنيين

سرية قادها الصحابي الجليل كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ رضي الله عنه، وذلك أن ناسًا من عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ غدروا برسول الله بعد أن أظهروا الإسلام، وأغاروا على سرح النبي بذِي الجَدْرِ، وقتلوا راعِيَه واستاقوا لقاحه، فبعث رسول الله كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ مع عشرين رجلًا إليهم، فأدركوهم فأحاطوا بهم، وأسروهم بأجمعهم، لم يفلت منهم إنسان، فربطوهم وأردفوهم على الخيل حتى قدموا بهم المدينة، فأمرَ بهم رسول الله ، فقطّعت أيديهم، وأرجلُهم، وسُمِلت أعينهم، فصُلِبُوا هناك، وتركهم في الحرة حتى ماتوا.

اسمها

سرية كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ إلى العُرَنِيّين

وقتها

كانت سرية كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ إلى العرنيين في شوال سنة ست من مقدم رسول الله المدينة. انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /617)، "المغازي" للواقدي (2 /568)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /93)، "عيون الأثر" لابن سيد الناس (2 /125)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفا" لمغلطاي (ص 274)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /254).

موقعها

أغارت عُكْلٍ وَعُرَينَة على لقاح النبي بذِي الجَدرِ، فخرج كُرْز بنُ جَابِرٍ إليهم في عشرين رجلًا. ذِي الجَدْرِ: ذكر الواقدي أنها على ثمانية أميال من المدينة، وذكر ابن سعد أنها ناحية قُبَاءَ، قريبًا من عَيْرٍ، على ستة أميال من المدينة. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /568)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /93). وعُكْل؛ بضم المهملة وإسكان الكاف: قبيلة من تيم الرباب. وَعُرَيْنَةَ؛ بالعين والراء المهملتين والنون مُصغَّرًا: حي من بَجِيلَةَ. انظر: "فتح الباري" لابن حجر (1 /337).

عدد المسلمين

خرج كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ إلى العرنيين في عشرين رجلًا. "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /93)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 274).

عدد المشركين

قدم على رسول الله ثمانية نفر من عُكْلٍ وعُرينةَ، ويقال: سبعة. انظر: "المغازي" للواقدي (2 /568)، "السيرة" لابن هشام (2 /640)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /93)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 274). وقد شك الرواة هل كانوا من عُكْل وَعُرَيْنَةَ أم من عُرَيْنَةَ فقط، روى ابن حجر عن قتادة قوله: أن ناسًا من عُكْل وَعُرَيْنَةَ بالواو العاطفة، فقال: "وهو الصواب، ويؤيده ما رواه أبو عوانة والطبري من طريق سعيد بن بشير عن قتادة عن أنس قال: كانوا أربعة من عُرَيْنَةَ وثلاثة من عُكْل، ولا يخالف هذا ما عند المصنف في الجهاد من طريق وهيب عن أيوب وفي الديات من طريق حجاج الصواف عن أبي رجاء، كلاهما عن أبي قلابة عن أنس: أن رهطا من عُكْلٍ ثمانية، لاحتمال أن يكون الثامن من غير القبيلتين، وكان من أتباعهم فلم ينسب". "فتح الباري" لابن حجر (1 /337).

قائد المسلمين

كُرْزُ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيُّ رضي الله عنه، انظر: "المغازي" للواقدي (2 /568)، "السيرة" لابن هشام (2 /640)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /93)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 274)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /254). ويقال: أن أميرهم كان جرير بن عبد الله البجلي، فقد وقع في رواية أخرجها الطبري في التفسير، وفيه نظر، لأن إسلام جرير كان بعد هذه بنحو أربع سنين، وإسناده ضعيف كما قال ابن حجر في الفتح. انظر: "جامع البيان" للطبري (6 /207)، "فتح الباري" لابن حجر (1 /340). ونقل ابنُ سيد الناس عن ابن قتيبة أن سعيد بن زيد كان أميرَهم. انظر: "عيون الأثر" لابن سيد الناس (2 /125).

سببها

وسبب ذلك أن ناسًا من عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ غدروا برسول الله ، وقتلوا راعيه، واستاقوا لقاحه. وتفصيل ذلك: أن رسول الله أصاب في غزوة محارب وبني ثعلبة عبدًا يقال له يسار، فجعله في لقاح له كانت ترعى في ناحية الجماء، فقدم على رسول الله نفر من عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ، فأظهروا الإسلام، وبايعوا رسول الله ، ثم إنهم اجتووا المدينة، أي: أصابهم الجوى وهو المرض. ذكر ابن حجر عن ابن فارس: اجتويت البلد إذا كرهت المقام فيه، وإن كنت في نعمة، وقيده الخطابي بما إذا تضرر بالإقامة، وقال ابن العربي: الجوى داء يأخذ من الوباء، وقال غيره الجوى داء يصيب الجوف. قال ابن حجر: "والظاهر أنهم قدموا سقامًا، فلما صحوا من السقم كرهوا الإقامة بالمدينة لوخمها، فأما السقم الذي كان بهم فهو الهزال الشديد، والجهد من الجوع، فعند أبي عوانة عن أنس رضي الله عنه أنه قال: كان بهم هزال شديد، مصفرة ألوانهم". "فتح الباري" لابن حجر (1 /337). فشكوا ذلك إلى رسول الله ، فأمر بهم النبي إلى لقاحه، يشربون من ألبانها وأبوالها، فكانوا بها حتى صحوا وسمنوا، ثم كفروا بعد إسلامهم، وقتلوا راعي رسول الله ومثلوا به وسمروا عينيه، واستاقوا اللقاح، فجاء الخبر رسولَ الله فبعث في آثارهم عشرين فارسًا، بقيادة كرز بن جابر الفهري. وانظر تفصيل القصة وأحداثها في: "السيرة" لابن هشام (2 /617- 618)، "المغازي" للواقدي (2 /568- 570)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /90-91)، "عيون الأثر" لابن سيد الناس (2 /151)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 272)، "فتح الباري" لابن حجر (1 /337- 341)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /254). وقصة ذلك في الصحيحين، روى قتادة، أن أنسًا رضي الله عنه حدثهم: "أن ناسًا من عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ قدموا المدينة على النبي وتكلموا بالإسلام، فقالوا يا نبي الله: إنا كنا أهل ضرع، ولم نكن أهل ريف، واستوخموا المدينة، فأمر لهم رسول الله بِذَوْدٍ وَرَاعٍ، وأمرهم أن يخرجوا فيه فيشربوا من ألبانها وأبوالها، فانطلقوا حتى إذا كانوا ناحية الحَرَّةِ كفروا بعد إسلامهم، وقتلوا راعي النبي ، واستاقوا الذَّوْدَ، فبلغ النبي ، فبعث الطلب في آثارهم، فأمر بهم فسمروا أعينهم، وقطعوا أيديهم، وتركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم. قال قتادة: بلغنا أن النبي بعد ذلك كان يحث على الصدقة وينهى عن المثلة". أخرجه البخاري (4192- 6804- 6805)، مسلم (1671)، واللفظ للبخاري.

أحداثها

لما بلغ رسول الله أن القوم الذين قدموا المدينة من عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ استاقوا اللقاح، وقتلوا يسار مولى رسول الله ، ومثلوا به، فقطعوا يده ورجله وغرزوا الشوك في لسانه وعينيه حتى مات، بعث رسول الله في إثرهم عشرين فارسًا، واستعمل عليهم كرز بن جابر الفهري، وبعث معهم قائفًا يقتصُّ آثارهم، فأدركوهم فأحاطوا بهم، وأسروهم بأجمعهم، لم يفلت منهم إنسان، فربطوهم وأردفوهم على الخيل حتى قدموا بهم المدينة، وكان رسول الله بالغابة فخرجوا بهم نحوه، فلقوه بِالزّغَابَةِ بمجتمع السيول، فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم، وتركهم في الحرة حتى ماتوا، فصلبوا هناك. وذكر ابن سعد أن اللقاح كانت خمس عشرة لقحة غزارًا، فردوها إلى المدينة، ففقد رسول الله منها لقحة، فسأل عنها، فقيل نحروها. قال الواقدي: قال أبي هريرة: "لما قطع النبي أيدي أصحاب اللقاح وأرجُلَهم، وسمل أعيُنَهم، نزلت هذه الآية: ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ…﴾ الآية (5: 33)، قال: فلم تسمل بعد ذلك عين". "المغازي" للواقدي (2 /570). قال أنس: "إنما سَمَل النبي أعين أولئك، لأنهم سملوا أعين الرعاء". أخرجه مسلم (1671). وقال أبو قلابة: "هؤلاء قوم سرقوا وقتلوا وكفروا بعد إيمانهم، وحاربوا الله ورسوله". أخرجه البخاري (6805). انظر: "المغازي" للواقدي (2 /568- 570)، "السيرة" لابن هشام (2 /640-641) "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /93)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 274- 275)، "فتح الباري" لابن حجر (1 /337- 341)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /254- 255).

نتيجتها

خرج كرز بن جابر وأصحابه في أثر القوم الذين أغاروا على رسول الله من عُكْلٍ وَعُرَيْنَةَ، فقتلوا راعيه واستاقوا لقاحه، فأدركوهم فأحاطوا بهم، وأسروهم بأجمعهم، لم يفلت منهم إنسان، فربطوهم حتى قدموا بهم المدينة، فأمر رسول الله بهم، فقطعت أيديهم وأرجلهم، وسمل أعينهم، وتركهم في الحرة حتى ماتوا.

دروس وعِبَر

في القصة مسائل هامة، منها: هل يجوز التداوي بأبوال الإبل؟ وهذه من المسائل التي تثار حولها الشبهات ويكثر فيها الجدل. وفيه من المسائل أيضًا هل أبوال الإبل نجسة؟ وهل التداوي بها عام أم خاص؟ هل المثلة بقيت على النهي الأول أم تجوز في أحوال مخصوصة؟ وهي مسائل يُنظر تفصيلها في كتب الفقه والحديث. وقد ذكر ابن حجر في "فتح الباري" وابن القيم في "زاد المعاد" فوائد لقصة العرنيين، وهي: 1 - قدوم الوفود على الإمام، ونظره في مصالحهم. 2 - وفيه مشروعية الطب والتداوي بألبان الإبل وأبوالها. 3 - وفيه أن كل جسد يطبّ بما اعتاده. 4 - وفيه قتل الجماعة بالواحد سواء قتلوه غيلة أو حرابة إن قلنا إن قتلهم كان قصاصًا. 5 - وفيه المماثلة في القصاص، وأنه يفعل بالجاني كما فعل، فإنهم لما سملوا عين الراعي سمل أعينهم، وليس ذلك من المثلة المنهي عنها. 6 - وفيه جواز استعمال أبناء السبيل إبل الصدقة في الشرب وفي غيره قياسًا عليه بإذن الإمام. 7 - وفيه العمل بقول القائف، وللعرب في ذلك المعرفة التامة. 8 - وفيه جواز شرب أبوال الإبل، وطهارة بول مأكول اللحم. 9- وفيه الجمع للمحارب إذا أخذ المال وقتل بين أن يقطع يده ورجله، وبين أن يقتل. انظر: "فتح الباري" لابن حجر (1 /337)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /255).