البحث

عبارات مقترحة:

السميع

كلمة السميع في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...

البارئ

(البارئ): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (البَرْءِ)، وهو...

السيد

كلمة (السيد) في اللغة صيغة مبالغة من السيادة أو السُّؤْدَد،...

غزوة الطائف

سار رسول الله بعد حنين إلى الطائف، فلما انهزمت ثقيف يوم أوطاس دخلوا حصنهم، وأغلقوه عليهم، وتهيأوا للقتال، وقد كانوا أصلحوا حصنهم وأدخلوا فيه ما يصلحهم لسنة، فحاصرهم رسول الله ، وقاتلهم قتالًا شديدًا، وتراموا بالنبل، ونصب عليهم المنجنيق، وقتل منهم جماعة، واستشهد من المسلمين اثنا عشر رجلا، ولم يؤذن لرسول الله في فتح الطائف، فرجع إلى المدينة، وفي هذه الغزوة أسلم عبيد لأهل الطائف، نزلوا من الحصن واستأمنوا برسول الله فأعتقهم.

اسمها

غزوة الطائف.

وقتها

كانت غزوة الطائف بعد حنين في شوال سنة ثمان من مقدم رسول الله المدينة. انظر: "السيرة" لابن هشام (2 /478)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /158)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 322)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /433)، "صحيح السيرة النبوية" لإبراهيم العلي (ص 447).

موقعها

خرج رسول الله إلى الطائف. والطائف؛ بعد الألف همزة في صورة الياء ثم فاء: هو وادي وجّ، وهو بلاد ثقيف، بينها وبين مكة اثنا عشر فرسخا، ذات مزارع ونخل وأعناب وموز وسائر الفواكه وبها مياه جارية وأودية تنصبّ منها إلى تبالة، وجلّ أهل الطائف ثقيف وحمير وقوم من قريش، وهي على ظهر جبل غزوان، وبغزوان قبائل هذيل. "معجم البلدان" للحموي (4 /9).

قائد المسلمين

رسول الله

سببها

خرج رسول الله في أثر المنهزمين من حنين من أهل ثقيف الذين هربوا إلى الطائف، حيث كانوا قد أغلقوا عليهم أبواب مدينتها، وأدخلوا فيه ما يصلحهم لسنة، وتجهزوا للقتال، فخرج رسول الله بعد غزوة حنين إليهم. انظر: "المغازي" للواقدي (3 /923)، "السيرة" لابن هشام (2 /478)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /158)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /434)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 322)، "صحيح السيرة النبوية" لإبراهيم العلي (ص 447).

أحداثها

خرج رسول الله إلى الطائف حين فرغ من حنين، وقدّم خالد بن الوليد على مقدمته، وكان رسول الله قد أمر بالسبي أن يوجهوا إلى الجعرانة، واستعمل عليهم بديل بن ورقاء الخزاعي، وأمر بالغنائم فسيقت إلى الجعرانة. وسار رسول الله فنزل قريبا من حصن الطائف وعسكر هناك، فرموا المسلمين بالنبل رميا شديدا كأنه رجل جراد، حتى أصيب ناس من المسلمين بجراحة، واستشهد منهم اثنا عشر رجلا فيهم عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة وسعيد بن العاص، ورمي عبد الله بن أبي بكر الصديق يومئذ فاندمل الجرح ثم انتفض به بعد ذلك فمات منه، فلما أصيب أولئك النفر من أصحابه بالنبل وضع عسكره عند مسجده الذي بالطائف اليوم، وكان معه من نسائه أم سلمة وزينب فضرب لهما قبتين، وكان يصلي بين القبتين حصار الطائف كله. وحاصرهم رسول الله ثمانية عشر يوما، قاله الواقدي وابن سعد، وقال ابن إسحاق: فحاصرهم بضعا وعشرين ليلة، وقال ابن هشام: ويقال سبع عشرة ليلة، وقيل: خمسة عشر، وقيل: عشرون، وقال ابن حزم: بضع عشرة ليلة. والذي في صحيح مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أنه حاصرهم أربعين يوما. قال أنس بعد ذكر غزوة حنين: «. . ثم انطلقنا إلى الطائف فحاصرناهم أربعين ليلة، ثم رجعنا إلى مكة فنزلنا، قال: فجعل رسول الله يعطي الرجل المائة من الإبل». أخرجه مسلم (1059)، والنسائي في "السنن الكبرى" (897). فحاصرهم رسول الله ، وقاتلهم قتالًا شديدًا، وتراموا بالنبل، ونصب عليهم المنجنيق، وهو أول منجنيق رمي به في الإسلام، وكان قدم به الطفيل الدوسي معه. ثم أخذ رسول الله يحث أصحابه رضي الله عنهم على الرمي. قال أبو نجيح السلمي: «حاصرنا مع رسول الله حصن الطائف أو قصر الطائف، فقال: من بلغ بسهم في سبيل الله عز وجل، فله درجة في الجنة، فبلغت يومئذ ستة عشر سهما، ومن رمى بسهم في سبيل الله عز وجل، فهو له عدل محرر، ومن أصابه شيب في سبيل الله عز وجل فهو له نور يوم القيامة، وأيما رجل أعتق رجلا مسلما جعل الله عز وجل وقاء كل عظم من عظامه عظما من عظام محرره من النار، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فإن الله عز وجل جاعل وقاء كل عظم من عظامها عظما من عظام محررها من النار». أخرجه أبو داود (3965)، والترمذي (1638)، وقال فيه: «هذا حديث حسن صحيح وأبو نجيح هو عمرو بن عبسة السلمي، وعبد الله بن الأزرق هو عبد الله بن زيد»، والنسائي (3143)، وابن ماجه (2812)، وأحمد (4336)، طبعة الرسالة، واللفظ لأحمد، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريجه على مسند أحمد: «إسناده صحيح على شرط مسلم». قال ابن إسحاق: «حتى إذا كان يوم الشدخة عند جدار الطائف، دخل نفر من أصحاب رسول الله تحت دبابة، ثم زحفوا بها إلى جدار الطائف ليخرقوه، فأرسلت عليهم ثقيف سكك الحديد محماة بالنار، فخرجوا من تحتها، فرمتهم ثقيف بالنبل، فقتلوا منهم رجالا، فأمر رسول الله بقطع أعناب ثقيف، فوقع الناس فيها يقطعون». "السيرة" لابن هشام (1 /483). قال ابن سعد: «وأمر رسول الله بقطع أعنابهم وتحريقها فقطع المسلمون قطعا ذريعا، ثم سألوه أن يدعها لله وللرحم، فقال رسول الله : فإني أدعها لله وللرحم». "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /158). ونادى منادي رسول الله : «أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر»، فنزل من الحصن من العبيد بضعة عشر رجلا، منهم أبو بكرة، وكني أبو بكرة بذلك لأنه نزل من الحصن في بكرة، فأعتقهم رسول الله ، ودفع كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يمونه فشق ذلك على أهل الطائف مشقة شديدة. قال أبو عثمان: سمعت سعدا، وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وأبا بكرة، وكان تَسَوَّرَ حصن الطائف في أناس، فجاء إلى النبي فقالا: «سمعنا النبي يقول: من ادعى إلى غير أبيه، وهو يعلم فالجنة عليه حرام. وقال هشام: وأخبرنا معمر، عن عاصم، عن أبي العالية أو أبي عثمان النهدي، قال: سمعت سعدا وأبا بكرة عن النبي قال عاصم: قلت: لقد شهد عندك رجلان حسبك بهما، قال: أجل، أما أحدهما: فأول من رمى بسهم في سبيل الله، وأما الآخر: فنزل إلى النبي ثالث ثلاثة وعشرين من الطائف». أخرجه البخاري (4326). وقاتل رسول الله في هذه الغزوة بنفسه، ولم يؤذن له في فتح الطائف. قال ابن سعد: «واستشار رسول الله نوفل بن معاوية الديلي، فقال: ما ترى؟ فقال: ثعلب في جحر، إن أقمت عليه أخذته، وإن تركته لم يضرك، فأمر رسول الله عمر بن الخطاب فأذن في الناس بالرحيل، فضج الناس من ذلك، وقالوا: نرحل ولم يفتح علينا الطائف؟ فقال رسول الله : فاغدوا على القتال، فغدوا فأصابت المسلمين جراحات، فقال رسول الله : إنا قافلون إن شاء الله، فسروا بذلك وأذعنوا، وجعلوا يرحلون، ورسول الله يضحك». "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /159). قال عبد الله بن عمر: «حاصر النبي أهل الطائف فلم يفتحها، فقال: إنا قافلون غدا إن شاء الله، فقال المسلمون: نقفل ولم نفتح، قال: فاغدوا على القتال، فغدوا فأصابتهم جراحات، قال النبي : إنا قافلون غدا إن شاء الله، فكأن ذلك أعجبهم فتبسم رسول الله ». أخرجه البخاري (7480). ثم خرج رسول الله حين انصرف عن الطائف حتى نزل الجعرانة فيمن معه من الناس، ومعه من هوازن سبي كثير، وقد سأله رجل من أصحابه أن يدعو عليهم، فأبى ودعا لهم. قال جابر: «قالوا: يا رسول الله أخرقتنا نبال ثقيف، فادع الله عليهم. قال: اللهم اهد ثقيفا». أخرجه الترمذي (3942)، وقال فيه: «هذا حديث حسن غريب»، وأحمد (14702)، طبعة الرسالة، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريجه على مسند أحمد: «إسناده قوي على شرط مسلم». قال مغلطاي: «فرجع إلى المدينة بعد غيبته شهرين وستة عشر يوما، فقدم عليه وفدهم وهو بها فأسلموا». "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 324). انظر: "المغازي" للواقدي (3 /923- 938)، "السيرة" لابن هشام (1 /433- 436)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (2 /158- 160)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /433- 434)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 322- 324)، "صحيح السيرة النبوية" لإبراهيم العلي (ص 447- 449).

نتيجتها

حاصر رسول الله أهل الطائف، وقاتلهم قتالًا شديدًا، وتراموا بالنبل، ونصب عليهم المنجنيق، وفي هذه الغزوة كانت أول منجنيق رمي به في الإسلام. استشهد من المسلمين اثنا عشر رجلا. لم يؤذن لرسول الله في فتح الطائف، فرجع إلى المدينة. أسلم في هذه الغزوة عبيد لأهل الطائف، نزلوا من الحصن واستأمنوا برسول الله فأعتقهم.

أحداث متعلقة

نبش قبر أبي رغال. مر رسول الله وأصحابه وهم في طريقهم إلى الطائف بقبر أبي رغال، وهو أبو ثقيف فيما يقال، فاستخرجوا منه غصنا من ذهب. انظر: "المغازي" للواقدي (3 /930)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 322). قال عبد الله بن عمرو: «سمعت رسول الله يقول حين خرجنا معه إلى الطائف، فمررنا بقبر، فقال رسول الله : هذا قبر أبي رغال، وكان بهذا الحرم يدفع عنه، فلما خرج أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان، فدفن فيه، وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب، إن أنتم نبشتم عنه أصبتموه معه، فابتدره الناس، فاستخرجوا الغصن». أخرجه أبو داود (3088)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريجه على سنن أبي داود: «إسناده ضعيف لجهالة بجير بن أبي بجير، وقد تفرد بوصل هذا الحديث كما قال ابن كثير في "تفسيره" 3 /440، وقال: وعلى هذا يخشى أن يكون وهم في رفع هذا الحديث، وإنما يكون من كلام عبد الله بن عمرو، مما أخذه من الزاملتين، ثم قال: قال شيخنا أبو الحجاج [يعني المزي]، بعد أن عرضت عليه ذلك: وهذا محتمل، والله أعلم». ذكر ابن إسحاق أن أهل الطائف بعثوا مع أبرهة أبا رغال، لما مرّ بهم وهو يريد هدم الكعبة، ليدله على الطريق إلى مكة، فخرج حتى أنزله المغمس، فلما أنزله به مات أبو رغال هنالك، فرجمت قبره العرب، فهو القبر الذي يرجم الناس بالمغمس. انظر: "السيرة" لابن هشام (1 /47- 48). قصة المخنث. قالت أم سلمة رضي الله عنها: «دخل علي النبي ، وعندي مخنث، فسمعته يقول لعبد الله بن أبي أمية: يا عبد الله، أرأيت إن فتح الله عليكم الطائف غدا، فعليك بابنة غيلان، فإنها تقبل بأربع، وتدبر بثمان، وقال النبي لا يدخلن هؤلاء عليكن». أخرجه البخاري (4324). قال ابن حجر معقبا على حديث أم سلمة في قصة المخنث: «ويستفاد منه حجب النساء عمن يفطن لمحاسنهن، وهذا الحديث أصل في إبعاد من يستراب به في أمر من الأمور». "فتح الباري" لابن حجر (10 /421).

دروس وعِبَر

ذكر ابن كثير أن الحكمة الإلهية كانت تقتضي أن يؤخر الفتح عامئذ لئلا يستأصلوا قتلا، لأنه لما كان خرج إلى الطائف في أول الدعوة بعد موت عمه أبي طالب دعاهم إلى الله تعالى وإلى أن يؤووه فردوا عليه قوله وكذبوه، فناسب قوله: بل أستأني بهم، ألا يفتح حصنهم لئلا يقتلوا عن آخرهم، وأن يؤخر الفتح ليقدموا بعد ذلك مسلمين في رمضان من العام المقبل. انظر: "السيرة" لابن كثير (3 /665- 666).