البحث

عبارات مقترحة:

الغني

كلمة (غَنِيّ) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (غَنِيَ...

التواب

التوبةُ هي الرجوع عن الذَّنب، و(التَّوَّاب) اسمٌ من أسماء الله...

المنان

المنّان في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من المَنّ وهو على...

سرية أبي سفيان والمغيرة لهدم الطاغية

سرية قادها الصحابيان الجليلان أبو سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة رضي الله عنه، بعثهما رسول الله سنة تسع من الهجرة لهدم الطاغية، وهي اللات صنم ثقيف، فهدمها المغيرة وأخذ مالها وحليها، ورجعا إلى المدينة ولم يلقوا كيدا.

اسمها

سرية أبي سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة لهدم الطاغية.

وقتها

كانت سرية أبي سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة لهدم الطاغية سنة تسع من مقدم رسول الله المدينة. انظر: "المغازي" للواقدي (3 /960)، "السيرة" لابن هشام (2 /537)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /436).

موقعها

بعث رسول الله أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة لهدم الطاغية، وهي اللات، صنم ثقيف. واللات: اسم صنم كانت تعبده ثقيف وتعطف عليه العزّى. وذُكِر في قصتها أن اللات كان رجلا من ثقيف، فلما مات قال لهم عمرو بن لحيّ: لم يمت ولكن دخل في الصخرة، ثم أمرهم بعبادتها، وأن يبنوا عليها بنيانا يسمّى اللات، ودام أمر عمرو وولده بمكة نحو ثلاثمائة سنة، فلما مات استمروا على عبادتها، وخففوا التاء، ثم قام عمرو بن لحيّ فقال لهم: إن ربكم كان قد دخل في هذا الحجر، يعني تلك الصخرة، ونصبها لهم صنما يعبدونها، وكان فيه وفي العزّى شيطانان يكلمان الناس، فاتخذتها ثقيف طاغوتا، وبنت لها بيتا، وجعلت لها سدنة، وعظمته وطافت به. وقال ابن حبيب: وكانت اللات لثقيف بالطائف على صخرة وكانوا يسيرون إلى ذلك البيت ويضاهئون به الكعبة وله حجبة وكسوة وكانوا يحرّمون واديه فبعث رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة فهدماه. انظر: "معجم البلدان" للحموي (5 /4).

عدد المسلمين

ذكر الواقدي أن المغيرة دخل في بضعة عشر رجلا يهدمون الطاغية. انظر: "المغازي" للواقدي (3 /971).

قائد المسلمين

كان أبو سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة قائدها.

سببها

بعث رسول الله أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة لهدم الطاغية. انظر: "المغازي" للواقدي (3 /971- 297)، "السيرة" لابن هشام (2 /541- 542)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 342)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /438).

أحداثها

قدم وفد ثقيف المدينة، وأتوا رسول الله وأسلموا، فلما فرغوا من أمرهم وتوجهوا إلى بلادهم راجعين، بعث رسول الله معهم أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة في هدم الطاغية، وهي اللات صنم ثقيف، فخرجا مع القوم، حتى إذا قدموا الطائف أراد المغيرة بن شعبة أن يقدم أبا سفيان، فأبى ذلك عليه أبو سفيان، وقال: بل تقدم أنت على قومك! فتقدم المغيرة، وأقام أبو سفيان بماله بذي الهدم، فلما دخل المغيرة بن شعبة علاها يضربها بالمعول، وقام وقام قومه بنو معتب دونه، خشية أن يرمى أو يصاب كما أصيب عروة، وخرج نساء ثقيف حسرا يبكين على الطاغية، ويقول أبو سفيان -والمغيرة يضربها بالفأس-: واها لك! آها لك! فلما هدمها المغيرة وأخذ مالها وحليها أرسل إلى أبي سفيان وحليها مجموع، وما لها من الذهب والجزع. انظر: "المغازي" للواقدي (3 /971- 297)، "السيرة" لابن هشام (2 /541- 542)، "الإشارة إلى سيرة المصطفى وتاريخ من بعده من الخلفاء" لمغلطاي (ص 342)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /438).

نتيجتها

هدم أبو سفيان والمغيرة بن شعبة الطاغية، وأخذا مالها وحليها، ورجعا إلى المدينة ولم يلقوا كيدا.

أحداث متعلقة

قصة قدوم وفد ثقيف. وقدم رسول الله المدينة من تبوك في رمضان، وقدم عليه في ذلك الشهر وفد ثقيف، وكان من حديثهم أن رسول الله لما انصرف عنهم اتبع أثره عروة بن مسعود حتى أدركه قبل أن يدخل المدينة، فأسلم، وسأله أن يرجع إلى قومه بالإسلام، فقال له رسول الله : إنهم إذن قاتلوك، وعرف رسول الله أن فيهم نخوة الامتناع الذي كان منهم، فقال عروة: يا رسول الله، أنا أحب إليهم من أبكارهم، وكان فيهم كذلك محببا مطاعا، فخرج يدعو قومه إلى الإسلام رجاء ألا يخالفوه لمنزلته فيهم، فلما أشرف لهم على علية له، وقد دعاهم إلى الإسلام، وأظهر لهم دينه رموه بالنبل من كل وجه، فأصابه سهم فقتله، فقيل لعروة: ما ترى في دمك؟ قال: كرامة أكرمني الله بها، وشهادة ساقها الله إلي، فليس فِيّ إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله قبل أن يرتحل عنكم، فادفنوني معهم، فدفنوه معهم، فزعموا أن رسول الله قال فيه: «إن مثله في قومه كمثل صاحب يس في قومه». ثم أقامت ثقيف بعد قتل عروة أشهرا، ثم إنهم ائتمروا بينهم، ورأوا أنه لا طاقة لهم بحرب من حولهم من العرب، وقد بايعوا وأسلموا، فأجمعوا أن يرسلوا إلى رسول الله رجلا، كما أرسلوا عروة، فكلموا عبد ياليل بن عمرو بن عمير، وكان في سن عروة بن مسعود، وعرضوا عليه ذلك، فأبى أن يفعل، وخشي أن يصنع به كما صنع بعروة، فقال: لست بفاعل حتى ترسلوا معي رجالا، فأجمعوا أن يبعثوا معه رجلين من الأحلاف، وثلاثة من بني مالك فيكونون ستة، فخرج بهم، فلما دنوا من المدينة ونزلو قناة لقوا بها المغيرة بن شعبة، فاشتد ليبشر رسول الله بقدومهم عليه فلقيه أبو بكر، فقال: أقسمت عليك بالله لا تسبقني إلى رسول الله حتى أكون أنا أحدثه ففعل، فدخل أبو بكر على رسول الله فأخبره بقدومهم عليه، ثم خرج المغيرة إلى أصحابه، فروح الظهر معهم، وأعلمهم كيف يحيون رسول الله فلم يفعلوا إلا بتحية الجاهلية، فلما قدموا على رسول الله ضرب عليهم قبة في ناحية مسجده كما يزعمون. وكان خالد بن سعيد بن العاص هو الذي يمشي بينهم وبين رسول الله حتى اكتتبوا كتابهم، وكان خالد هو الذي كتبه، وكانوا لا يأكلون طعاما يأتيهم من عند رسول الله حتى يأكل منه خالد حتى أسلموا. فلما أسلموا وكتب لهم رسول الله كتابا أمّر عليهم عثمان بن أبي العاص، وكان من أحدثهم سنا، وذلك أنه كان من أحرصهم على التفقه في الإسلام وتعلم القرآن. فلما فرغوا وتوجهوا إلى بلادهم راجعين بعث رسول الله معهم أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة لهدم الطاغية، فكان من أمرهم ما كان إلى آخر أحداث السرية. انظر: "المغازي" للواقدي (3 /960)، "السيرة" لابن هشام (2 /537-540)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /436- 438). مفاوضة أهل ثقيف رسول الله في إبقاء اللات لهم. وكانت وفد ثقيف قد سألوا رسول الله أن يدع لهم الطاغية، وهي اللات، لا يهدمها ثلاث سنين، فأبى رسول الله عليهم، فما برحوا يسألونه سنة سنة ويأبى عليهم، حتى سألوه شهرا واحدا بعد قدومهم، فأبى عليهم أن يدعها شيئا مسمى، وإنما يريدون بذلك فيما يظهرون أن يسلموا بتركها من سفهائهم ونسائهم وذراريهم، ويكرهون أن يروعوا قومهم بهدمها، حتى يدخلهم الإسلام، فأبى رسول الله إلا أن يبعث أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة يهدمانها، وقد كانوا يسألونه مع ترك الطاغية أن يعفيهم من الصلاة، وأن لا يكسروا أوثانهم بأيديهم. فقال رسول الله : «أما كسر أوثانكم بأيديكم فسنعفيكم منه، وأما الصلاة فلا خير في دين لا صلاة فيه». انظر: "المغازي" للواقدي (3 /968)، "السيرة" لابن هشام (2 /540)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /437). قصة أبو مليح بن عروة وقارب بن الأسود الثقفيان، وقضاء دينهما من مال الطاغية. وقد كان أبو مليح بن عروة، وقارب بن الأسود، قدما على رسول الله قبل وفد ثقيف حين قتل عروة، يريدان فراق ثقيف، وأن لا يجامعاهم على شيء أبدا فأسلما، فقال لهما رسول الله : توليا من شئتما، قالا: نتولى الله ورسوله، فقال رسول الله : وخالكما أبا سفيان بن حرب، فقالا: وخالنا أبا سفيان. فلما أسلم أهل الطائف، سأل أبو مليح رسول الله أن يقضي عن أبيه عروة دَيْنا كان عليه من مال الطاغية، فقال له رسول الله : نعم، فقال له قارب بن الأسود: وعن الأسود يا رسول الله فاقضه، وعروة والأسود أخوان لأب وأم، فقال رسول الله : إن الأسود مات مشركا، فقال قارب بن الأسود: يا رسول الله لكن تصل مسلما ذا قرابة، يعني نفسه، وإنما الدَّيْن علَيّ، وأنا الذي أطلب به، فأمر النبي أبا سفيان أن يقضي دين عروة والأسود من مال الطاغية، ففعل. انظر: "المغازي" للواقدي (3 /971)، "السيرة" لابن هشام (2 /542)، "الطبقات الكبرى" لابن سعد (5 /505)، "زاد المعاد" لابن القيم (3 /438- 439).