البحث

عبارات مقترحة:

الغني

كلمة (غَنِيّ) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (غَنِيَ...

العالم

كلمة (عالم) في اللغة اسم فاعل من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

العفو

كلمة (عفو) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعول) وتعني الاتصاف بصفة...

معركة فحل

في السنة الثالثة عشرة من الهجرة بعد فتح دمشق سار جيش المسلمين وقائدهم أبو عبيدة بن الجراح إلى مدينة فِحْل، وهي في بيسان بفلسطين، واستخلف على دمشق يزيد بن أبي سفيان، وبعث خالدًا على مقدمة الجيش، وعلى الناس المشاة شرحبيل بن حسنة، وتقدم شرحبيل بن حسنة فنزل فِحْلًا، وبينهم وبين الروم المياه والأوحال، فباغتهم الروم إلا أنهم كانوا حذرين، فردوا عليهم هجومهم، حتى نفذ صبر الروم وحاروا في أمرهم، وأصيب قائدهم سقلار، وهُزموا هزيمة نكراء، فانتهت بهم الهزيمة إلى الوحل فركبوه، فلحق بهم جيش المسلمين وأمطروهم بالنبال والرماح، فمات في الوحل خلق كثير، وأصيب من الروم يومئذ ثمانين ألفًا، لم يفلت منهم أحد، وغنم المسلمون أموالهم فاقتسموها.

اسم المعركة

تسمى معركة فِحْل، أو ذات الرّدَغَة وَبَيْسَان.

وقتها

ذكره أهل السير والمغازي من أحداث السنة الثالثة عشرة من الهجرة سنة 13ه /634م، في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /442)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (4 /144)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /270)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (3 /53)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /25)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 54).

موقعها

وقعت معركة فِحْل في منطقة فِحْل، بكسر أوله، وسكون ثانيه، وهي في بيسان بفلسطين. قال الحموي: «اسم موضع بالشام كانت فيه وقعة للمسلمين مع الروم، ويوم فِحْل مذكور في الفتوح وأظنه أعجميّا لم أره في كلام العرب، قتل فيه ثمانون ألفا من الروم وكان بعد فتح دمشق في عام واحد». "معجم البلدان" لياقوت الحموي (4 /237). انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /442)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /270)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /25)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 54).

الطرف الأول

جيش المسلمين بقيادة أبو عبيدة بن الجراح ومعه خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة..

الطرف الثاني

جيش الروم بقيادة سقلار وأخذ الراية منه بعد مقتله نسطورس.

سببها

بدأت الروم يجمعون قواهم للإغارة على المسلمين، وخرج أهل مدينة فِحْل قاصدين بيسان، وكان شرحبيل بن حسنة قد نزل فِحْلا، فقرر أبو عبيدة بن الجراح وهو قائد جيش المسلمين تدارك هذا الخطر، وهم ينتظرون جواب عمر في شأنهم كانت المعركة. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /442)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /270)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /25)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 54).

أحداثها

بعد أن انتهى فتح دمشق للمسلمين بإذن الله، سار قائد جيش المسلمين أبو عبيدة بن الجراح إلى مدينة فِحْل، واستخلف على دمشق يزيد بن أبي سفيان، وبعث خالدًا على المقدمة، وعلى الناس شرحبيل بن حسنة، وكان على المجنبتين أبو عبيدة وعمرو بن العاص، وعلى الخيل ضرار بن الأزور، وعلى الرجال عياض بن غنم. في هذه الأثناء كان أهل مدينة فِحْل قد خرجوا قاصدين بيسان، فنزل شرحبيل بن حسنة فِحْلا، وبينهم وبين الروم تلك المياه والأوحال، وكتبوا إلى عمر يصفون له الأمر، وبينما كان المسلمون ينتظرون ردَّ عمر هجم جيش الروم على المسلمين بقيادة سقلار، ولكن المسلمين كانوا حذرين لصد هجوم الروم، فكان شرحبيل بن حسنة لا يبيت ولا يصبح إلا على تعبية، من باب أخذ الحيطة والحذر، واشتبك الطرفان اشتباكًا عنيفًا، واقتتلوا أشد القتال، استمرَّ ليلًا ونهارًا حتَّى حل الليل مرة أخرى، وبعد قتال عنيف حار الروم في أمرهم، وأصيب قائدهم سقلار، والذي يليه فيهم نسطورس، وهُزموا هزيمة نكراء، ولم تعرف الروم مأخذهم، فانتهت بهم الهزيمة إلى الوحل فركبوه، فلحق بهم جيش المسلمين وأمطروهم بالنبال والرماح، فمات من الوحل خلق كثير، فأصيب الروم وهم ثمانون ألفا، لم يفلت منهم إلا الشريد، فكانت البثوق والوحل عونا لهم على عدوهم، وغنموا أموالهم فاقتسموها. ثم انصرف أبو عبيدة بخالد ومن معه إلى حمص كما أمر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه واستخلف أبو عبيدة على الأردن شرحبيل بن حسنة، فسار شرحبيل ومعه عمرو بن العاص فحاصر بيسان فخرجوا إليه فقتل منهم مقتلة عظيمة، ثم صالحوه على مثل ما صالحت عليه دمشق، وضرب عليهم الجزية والخراج على أراضيهم، وكذلك فعل أبو الأعور السلمي بأهل طبرية سواء. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /442- 443)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /270- 271)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /25)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 54).

نتيجتها

كانت هذه المعركة انتصارًا حاسمًا للمسلمين، وانهزم الروم وغرقوا في الوحل، ولحق بهم المسلمون ورشقوهم بالنبال والرماح ومات منهم نحو من ثمانين ألف. غنم المسلمون منهم شيئًا كثيرًا ومالًا جزيلًا. أبرزت المعركة قوَّةَ المسلمين، واستعدادهم للقتال، وصمودهم أمام العدو، حتى كانت خطوة متقدمة لهم لفتح بيسان فيما بعد. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (3 /443)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /270- 271)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /25)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 54).