البحث

عبارات مقترحة:

الرقيب

كلمة (الرقيب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل) أي:...

الغني

كلمة (غَنِيّ) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من الفعل (غَنِيَ...

الصمد

كلمة (الصمد) في اللغة صفة من الفعل (صَمَدَ يصمُدُ) والمصدر منها:...

معركة جلولاء

في السنة السادسة عشرة من الهجرة أرادت الفرس الانتقام من المسلمين لما منّ الله عليهم بفتح المدائن، فاجتمعوا على مهران، واحتَفَروا خندقًا واستعدُّوا للمسلمين، فاستشار سعد عمر في ذلك، فسيّر إليهم هاشم بن عتبة في اثني عشر ألف، خرج من المدائن حتى قدم جلولاء، التقى الجيشان في جلولاء واقتتلوا، وبعث الله عز وجل عليهم ريحًا أظلمت عليهم البلاد، فتهافتت فرسانهم في الخندق، ثم اقتتلوا قتالًا شديدًا لم ير مثله، وانهزموا، واتبعهم المسلمون، وقتل منهم مقتلة عظيمة، وامتلأ وجه الأرض بالقتلى، فسميت جلولاء لما جللها من قتلاهم، وأصابوا أموالًا عظيمة وسبايا، وهرب يزدجرد، وقُتِل مِهْران، وبعث سعد إلى عمر بالبشارة والفتح وبالأخماس.

اسم المعركة

تسمى معركة جلولاء، أو جلولاء الْوَقِيعَةِ.

وقتها

ذكره أهل السير والمغازي من أحداث السنة السادسة عشرة من الهجرة سنة 16ه /637م، في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في ذي القعدة في أول سنة ست عشرة، وكان بينها وبين المدائن تسعة أشهر، وقال آخرون: وذلك في صفر من هذه السنة بعد فراغهم من أمر المدائن. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (4 /32)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (4 /215)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /346)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /69).

موقعها

وقعت معركة جلولاء في منطقة جلولاء في العراق. قال الحموي: «طسوج من طساسيج السواد في طريق خراسان، بينها وبين خانقين سبعة فراسخ، وهو نهر عظيم يمتد إلى بعقوبا ويجري بين منازل أهل بعقوبا ويحمل السفن إلى باجسرا، وبها كانت الوقعة المشهورة على الفرس». "معجم البلدان" لياقوت الحموي (4 /291). وكذا انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (4 /24)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (4 /212)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /345)، "البداية والنهاية" لابن كثير (10 /20).

الطرف الأول

جيش المسلمين بقيادة هاشم بن عتبة ومعه القعقاع بن عمرو.

الطرف الثاني

جيش الفرس بقيادة مهران.

سببها

وسببها أن الفرس أرادوا الإنتقام من المسلمين، لما منّ الله على المسلمين بفتح المدائن. وذلك أن الفرس لما انتهوا بعد الهرب من المدائن إلى جلولاء، وافترقت الطرق بأهل أذربيجان والباب وأهل الجبال وفارس، قالوا: لو افترقتم لم تجتمعوا أبدا، وهذا مكان يفرق بيننا، فهلموا فلنجتمع للعرب به ولنقاتلهم، فإن كانت لنا فهو الذي نحب، وإن كانت الأخرى كنا قد قضينا الذي علينا وأبلينا عذرا. فاحتفروا خندقًا، واجتمعوا فيه على مهران الرازي، وتقدم يزدجرد إلى حلوان، وأحاطوا خندقهم بالحسك (شوك من حديد) إلا طرقهم. فبلغ ذلك سعدا فأرسل إلى عمر، فكتب إليه عمر: أن يقيم هو بالمدائن ويبعث ابن أخيه هاشم بن عتبة على الجيش الذي يبعثه إلى كسرى إلى جلولاء، ويجعل على مقدمته القعقاع بن عمرو، وإن هزم الله الفرس فيجعل القعقاع بين السواد والجبل، وليكن الجند اثني عشر ألفًا، ففعل سعد ذلك، وسار هاشم من المدائن بعد قسمة الغنيمة في اثني عشر ألفًا، منهم وجوه المهاجرين والأنصار وأعلام العرب ممن كان ارتد ومن لم يرتد، فسار من المدائن حتى قدم جلولاء. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (4 /24- 25)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (4 /213)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /345- 346)، "البداية والنهاية" لابن كثير (10 /20).

أحداثها

اجتمع الفرس بعد فتح المدائن في جلولاء، وهو مكان مُفترَق الطرق إلى أذربيجان والباب والجبال وفارس، وتَعاهَد الفرسُ على الصمود للمسلمين، واحتَفَروا خندقًا واستعدُّوا للمسلمين، وكانوا على صِلة بيزدجرد الذي كان يَمُدهم بالرجال والمال، ورمى الفرس بالحسك (شوك من حديد) في طريق المسلمين؛ ليتأذَّى منه الخيل والمشاة، فلما بلغ ذلك سعدا أرسل إلى عمر، فأمره ان يسرح هاشم بن عتبة إلى جلولاء، وأن يجعل على مقدمته القعقاع بن عمرو في اثني عشر ألف، فسار هاشم بن عتبة من المدائن حتى قدم جلولاء، فحاصرهم في خنادقهم وأحاط بهم، وطاولهم الفرس وجعلوا لا يخرجون إلا إذا أرادوا، وزاحفهم المسلمون نحو ثمانين يومًا، كل ذلك ينصر المسلمون عليهم، وجعلت الأمداد ترد من يزدجرد إلى مهران، وأمد سعد المسلمين، وخرجت الفرس وقد احتفلوا، فاقتتلوا، فأرسل الله عليهم الريح حتى أظلمت عليهم البلاد فتحاجزوا فسقط فرسانهم في الخندق، فجعلوا فيه طرقا مما يليهم يصعد منه خيلهم، فأفسدوا حصنهم، وبلغ ذلك المسلمين فنهضوا إليهم وقاتلوهم قتالًا شديدًا لم يقتتلوا مثله ولا ليلة الهرير إلا أنه كان أعجل، وانتهى القعقاع بن عمرو من الوجه الذي زحف فيه إلى باب خندقهم فأخذ به، وأمر مناديا فنادى: يا معشر المسلمين، هذا أميركم قد دخل الخندق وأخذ به، فأقبلوا إليه ولا يمنعكم من بينكم وبينه من دخوله، وإنما أمر بذلك ليقوي المسلمين، فلما سمع ذلك المجوس فروا وحمل المسلمون نحو القعقاع بن عمرو، ولا يشكون بأن هاشمًا في الخندق، فإذا هم بالقعقاع بن عمرو وقد أخذ به، فانهزم المشركون عن المجال يمنة ويسرة، فهلكوا فيما أعدوا من الحسك، فعقرت دوابهم وعادوا رجالة، واتبعهم المسلمون فلم يفلت منهم إلا من لا يعد، وقتل يومئذ منهم مائة ألف، حتى جللوا وجه الأرض بالقتلى، فلذلك سميت بجلولاء، بما جللها من قتلاهم، وكان قتلاهم قد تناثر في الساحات والتلال، فلذلك سميت بجلولاء الْوَقِيعَةِ. ولما عَلِم يزدجرد بنتيجة الحرب وكان مقيمًا في حُلوان فرَّ نحو الجبال، كما فرَّ مهران قائدُهم ببعض جنده فاتَّبعه القعقاع حتى خانقينَ فقتله، ثم وصل القعقاع إلى قصر شيرين والتقى مع دهقان حُلوان، فهزمه القعقاع وقتله في المعركة، ودخل المسلمون حلوان، وكتبوا إلى عمر بالفتح وبنزول القعقاع حلوان، وبعثوا إليه بالأخماس. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (4 /24- 34)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (4 /212- 215)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /345- 347)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /69- 70)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 61- 62).

نتيجتها

انتصر الجيش الإسلامي على الفرس، وكان جملةُ قتلى الفرس مائةَ ألفٍ، وقُتِل قائد الفرس مهران. كانت هذه المعركة تمهيدًا لدخول المسلمين حلوان وفتحها، وبذلك قضت على قوى الفرس المتبقية. وغنم المسلمون منهم أموالًا ونَعَمًا كثيرة، حتى غنموا من الأموال والسلاح والذهب والفضة قريبًا مما غنموا من المدائن قبلها، وقسمت الغنيمة، وأصاب كل واحد من الفوارس تسعة آلاف وتسعة من الدواب، وقيل: إن الغنيمة كانت ثلاثين ألف ألف. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (4 /27- 34)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (4 /213- 214)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2 /347)، "البداية والنهاية" لابن كثير (7 /70)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 61).