البحث

عبارات مقترحة:

القريب

كلمة (قريب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فاعل) من القرب، وهو خلاف...

المقيت

كلمة (المُقيت) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أقاتَ) ومضارعه...

فتح بخارى

وفي سنة تسعة وثمانين من الهجرة خرج قتيبة إلى بُخارى وحاصرها، فلم يظفر بشيء، ثم تركها لشدة أهلها، فأتاه كتاب من الحجاج شديد اللهجة يأمره فيه بالتوبة عن انصرافه عن ملك بخارى، وأمره أن يَصِف له البلدة كأنه يراها ففعل قتيبة، فأتاه الرد من الحجاج يُعرِّفه الموضع الذي يأتي البلد منه ويدخله، فتجهَّز قتيبة وخرج غازيًا إلى بخارى سنة تسعين للهجرة، وجمع وردان حوله الجموع من أعوانه الترك، وأتى بجموع هائلة، لكن قتيبة وصل إلى بخارى قبل أن يَصِل وردان بجموعه فحاصرها، واقتتلوا قتالا شديدا، وهرب الترك، فأمر قتيبة بني تميم بالتصدي لهم وكانوا عشرة آلاف بقيادة وكيع، وفصل بينهم وبين الترك النهر، فعبره المسلمون، وقاتلهم قتال المستميت حتى طردوهم من التلال والمرتفعات، وهُزِموا شرَّ هزيمة، ثم فتح الله على المسلمين، وكتب قتيبة بالفتح إلى الحجاج.

اسم المعركة

فتح بخارى.

وقتها

ذكره أهل السير والمغازي من أحداث سنة تسعين من الهجرة 90ه /708م، في خلافة الوليد بن عبد الملك الأموي. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (6 /442)، "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم" لابن الجوزي (6 /294)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (4 /23)، "البداية والنهاية" لابن كثير (9 /77)، "تاريخ ابن خلدون" (3 /77).

موقعها

كانت فتح بخارى في منطقة بخارى التي تقع حالياً في اوزبكستان. قال الحموي: «بُخَارى: بالضم: من أعظم مدن ما وراء النهر وأجلّها، يعبر إليها من آمل الشّطّ، وبينها وبين جيحون يومان من هذا الوجه». "معجم البلدان" لياقوت الحموي (1 /353).

الطرف الأول

جيش المسلمين بقيادة قُتيبة بن مسلم الباهلي، ومعه ثلاثون ألفًا.

الطرف الثاني

جيش الترك بقيادة ملك بُخارى وردان خذاه، ومعه جموع كثيرة.

سببها

وفي سنة تسعة وثمانين من الهجرة أتى قتيبة كتاب الحجاج يأمره بقصد وَرْدَان خُذَاهْ ملك بُخارى، فعبر قتيبة النهر من زم، فلقي الصغد وأهل كش ونسف في طريق المفازة فقاتلوه، فظفر بهم، ثم مضى إلى بخارى، فنزل خرقانة السفلى عن يمين وردان، فلقوه في جمع كثير، فقاتلهم يومين وليلتين فظفر بهم، ثم غزا وَرْدَان خُذَاهْ ملك بخارى، وحاصرها، فلم يظفر بشيء، فتركها لشدة أهلها، ورجع إلى مرو وكتب إلى الحجاج بخبره، فأتاه كتاب من الحجاج شديد اللهجة يأمره فيه بالتوبة عن انصرافه عن ملك بخارى، ثم أمره أن يَصِف له البلدة كأنه يراها، فبعث إليه بصورتها، فكتب إليه الحجاج أن أتها من مكان كذا وكذا، وإياك والتحويط، ودعني من ثنيات الطريق، فتجهَّز قتيبة وخرج غازيًا إلى بخارى ثانية سنة تسعين للهجرة. انظر: "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (4 /17)، "تاريخ ابن خلدون" (3 /77)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 74).

أحداثها

فلما ورد الكتاب من الحجاج على قتيبة أمره فيه بالتوبة عن انصرافه عن ملك بخارى، ويعرفه الموضع الذي يأتي بلده منه، تجهَّز قتيبة وخرج غازيًا إلى بخارى سنة تسعين للهجرة، وجمع وردانُ حوله الجموع من أعوانه الترك، وأتى بجموع هائلة، لكن قتيبة وصل إلى بخارى قبل أن يَصِل وردانُ بجموعه فحاصرها. ثم خرج أهل بخارى يقاتلون قتيبة بعد أن رأَوا جيشَ وردان، فقاتلهم قُتيبة أشدَّ قتال ثم هزمهم، فوقف الترك على المرتفعات، فأمر قتيبة بني تميم بالتصدي لهم وكانوا عشرة آلاف بقيادة وكيع، فعبر إليهم النهر وقاتلهم قتال المستميت حتى طردهم من المرتفعات، وهُزِموا شرَّ هزيمة، ثم فتح الله البلد على قتيبة. فاستجاش وَرْدَان خُذَاهْ بالصغد والتُّرْك من حوله فأتوه، وقد سبق إليها قتيبة فحاصرها، فلما جاءتهم أمدادهم خرجوا إلى المسلمين يقاتلونهم، فتقدمت الأزد وقاتلوهم قتالا شديدا، ثم إن الأزد انهزموا حتى دخلوا العسكر، وركبهم المشركون فحطموهم حتى أدخلوهم عسكرهم، وجازوه حتى ضرب النساء وجوه الخيل وبكين، فكروا راجعين، فانطوت مجنبتا المسلمين على الترك، فقاتلوهم حتى ردوهم إلى مواقفهم، فوقف الترك على نشز، فقال قتيبة: من يزيلهم عن هذا الموضع؟ فلم يقدم عليهم أحد من العرب، فأتى بني تميم، فقال لهم: يوم كأيامكم، فأخذ وكيع اللواء وقال: يا بني تميم أتسلمونني اليوم؟ قالوا: لا يا أبا مطرف، وكان هريم بن أبي طحمة على خيل تميم، ووكيع رأسهم، فقال وكيع: يا هريم قدم خيلك، ودفع إليه الراية، فتقدم هريم وتقدم وكيع في الرجالة، فانتهى هريم إلى نهر بينهم وبين الترك، فوقف فقال وكيع: تقدم يا هريم، فنظر هريم وانكر عليه متعجبا من رايه ثم عبر في الخيل، وانتهى وكيع إلى النهر، فعمل عليه جسرا من خشب وقال لأصحابه: من وطن نفسه على الموت فليعبر، وإلا فليثبت مكانه. فما عبر معه إلا ثمانمائة رجل، فلما عبر بهم ودنا من العدو قال لهريم: إني مطاعنهم، فاشغلهم عنا بالخيل، فحمل عليهم حتى خالطهم، وحمل هريم في الخيل فطاعنوهم، ولم يزالوا يقاتلونهم حتى حدروهم من التل، ونادى قتيبة: ما ترون العدو منهزمين؟ فلم يعبر أحد النهر حتى انهزموا، وعبر الناس، ونادى قتيبة: من أتى برأس فله مائة، فأتي برءوس كثيرة، فجاء يومئذ أحد عشر رجلا من بني قريع، وجرح خاقان وابنه، وفتح الله عليهم، وكتب قتيبة بالفتح إلى الحجاج. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (6 /442- 445)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (4 /23- 24)، "البداية والنهاية" لابن كثير (9 /77)، "تاريخ ابن خلدون" (3 /77).

نتيجتها

انتصر المسلمون على وَرْدَان خُذَاهْ ملك بخارى، وفتحت منطقة بخارى ودخل الإسلام فيها. انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (6 /442- 445)، "الكامل في التاريخ" لابن الأثير (4 /23- 24)، "البداية والنهاية" لابن كثير (9 /77)، "تاريخ ابن خلدون" (3 /77).