البحث

عبارات مقترحة:

المقتدر

كلمة (المقتدر) في اللغة اسم فاعل من الفعل اقْتَدَر ومضارعه...

الخبير

كلمةُ (الخبير) في اللغةِ صفة مشبَّهة، مشتقة من الفعل (خبَرَ)،...

وقعة الأصنام

وفي سنة خمس وعشرين ومائة من الهجرة التقى جيوش المسلمين بقيادة حنظلة بن صفوان الكلبي بجيوش البربر بقيادة عكاشة بن أيّوب الفزاريّ، يساعده عبد الواحد بن يزيد الهوّاري، وكانت مقتلة عظيمة لم يسمع بمثلها، وانتصر المسلمين وهزم البربر وقتل عبد الواحد، وأسر عكاشة، وأتي به حنظلة فقتله.

اسم المعركة

يسمى وقعة الأصنام أو وقعة القرن والأصنام.

وقتها

ذكره أهل السير والمغازي من أحداث سنة خمس وعشرين ومائة من الهجرة 125ه /742م، في خلافة هشام بن عبد الملك الأموي. انظر: "فتوح مصر والمغرب" لابن عبد الحكم (ص 251)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (3 /356)، "المقفى الكبير" للمقريزي (3 /393).

موقعها

وقعت معركة الأصنام في منطقة الأصنام، وهو موضع على نحو فرسخ من القيروان، ثلاثة أميال منها. انظر: "فتوح مصر والمغرب" لابن عبد الحكم (ص 251)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (3 /356)، "المقفى الكبير" للمقريزي (3 /393)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 85). قال الحموي: «إقليم الأصنام بالأندلس من أعمال شذونة، وفيه حصن يعرف بطبيل في أسفله عين غزيرة الماء عذبة». "معجم البلدان" لياقوت الحموي (1 /212).

الطرف الأول

جيش المسلمين بقيادة حنظلة بن صفوان الكلبي.

الطرف الثاني

جيش العدو بقيادة عكاشة بن أيّوب الفزاريّ الخارجي وعبد الواحد بن يزيد الهوّاري، وكانا من الخارجين على طاعة الخليفة، ويعيثون في الأرض الفساد.

سببها

وسبب هذه الغزوة أن البربر كانت تنتقض العهد بين حين واخر بينها وبين المسلمين، ولم يثبتوا على الاسلام، كما انتشر بينهم فكر الخوارج وشق عصا طاعة الخليفة، فقاموا باعمال شنيعة، وكانت الصُّفْرِيَّة منهم قد عاثت بالمغرب الفساد، واستباحوا النساء واستحلوا دماء المسلمين، وحاصروا قابس ونصبوا عليها المجانيق، وضيقوا على واليها، ولما بلغ الخليفة هشام بن عبد الملك ما فعله هؤلاء بعث على المغرب كلثوم بن عياض، لكنه قتل هناك ولم يظفر، وكانوا قد انزلوا بالعرب وفرسانهم نكبة كبيرة في موقعة الاشراف، فلما بلغ الخليفة قتل كلثوم ارسل جيشا عظيما بقيادة حنظلة بن صفوان الكلبي في طلبهم. انظر: "تاريخ الإسلام" للذهبي (3 /356)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 85).

أحداثها

كانت الفتن شديدة بالمغرب ونيران الحرب تستعر، وعليها الأمير حنظلة بن صفوان، وأخرج عبد الرحمن بن عقبة الغفارى إلى عكاشة بن أيّوب الفزاريّ، وقد جمع جمعا وافرا بعد انهزامه من قابس، فلقيه وهزمه وقتل عامّة أصحابه. فجمع عكاشة جمعا آخر فلقيه عبد الرحمن وهزمه، فجمع جمعا ثالثا في جيش عظيم من البربر، وأتاه عبد الواحد بن يزيد الهواري المدهميّ وكان صفريّا عونا له على حنظلة، فقاتلهما عبد الرحمن، فقُتِل عبد الرحمن بن عقبة وأصحابه، وذلك سنة أربع وعشرين ومائة. ومضى عبد الواحد فأخذ تونس واستولى عليها، وسلّم عليه بالخلافة، ثم خرج يريد القيروان، ومضى الفزاريّ إليها أيضا، كلّ منهما يبادر أن يسبق صاحبه، فلمّا رأى حنظلة ما غشيه من جموع البربر احتفر على القيروان خندقا، وزحف عبد الواحد إليهم، وكتب إلى حنظلة يأمره أن يخلّي له القيروان ومن فيه، فأسقط في يده، وظنّ أهل القيروان أنّهم سيسبون، حتى إن كان حنظلة ليبعث الرسول منهم ليأتيه بالخبر فما يخرج إلى مسيرة ثلاثة أميال إلّا بخمسين دينارا. فلمّا غشيه عبد الواحد نزل من القيروان على نحو مرحلة، بمكان يقال له: الأصنام، ونزل الفزاريّ على ستّة أميال، فكتب حنظلة إلى الفزاريّ كتابا يثبّطه ويمنّيه، رجاء أن لا يجتمعا عليه فلا يطيقهما، وكان عكاشة أقرب إلى حنظلة. فصبح عبد الواحد الأصنام بجموعه، وزحف حنظلة إلى الفزاريّ لقربه منه، ومعه أهل القيروان، وقد أيسوا من الحياة لما كانوا يتخوّفونه من سبي الذاريّ وذهاب النساء والأموال، فجهز حنظلة لملتقاه أربعين ألفا، وكان جيوش عبد الواحد فيما قيل في ثلاثمائة ألف، فبذل حنظلة الأموال والسلاح وعبأ عشرة آلاف، فخرجوا ومعهم القراء والوعاظ، وكثر الدعاء والاستغاثة بالله، وضج النساء والأطفال، وكانت ساعة مشهودة، وسار حنظلة بين الصفوف يحرض على الجهاد، واستسلمت النساء للموت لما يعلمن من رأي هؤلاء الصُّفْرِيَّة، ثم كبر المسلمون وصدقوا الحملة وكسروا أغماد سيوفهم، والتحم الحرب، وثبت الجمعان، ثم انكسرت ميسرة الإسلام ثم تراجعوا وحملوا فهزموا العدو، فكانت بينهم وقعة لم يسمع بمثلها، وقُتِل عبد الواحد الهواري وأتي برأسه، وانهزم البربر وقُتِل منهم عشرون ألفا، ومقتلة عظيمة لا يحصى، فانكسروا وولوا الأدبار، فلمّا فتح لحنظلة عاجل عكاشة الفزاريّ من ليلته فقاتله بالقرن وهو على غرّة لم يبلغه ما أصاب عبد الواحد، فهزمه الله ومن معه وأخذ أسيرا فقتله حنظلة، وأمر بإحصاء القتلى بالقصب بأن طرح على كل قتيل قصبة، ثم جمع القصب فبلغت مائة ألف وثمانين ألفا. وهذه ملحمة مشهودة ما سمعنا بمثلها قط، وهؤلاء الصُّفْرِيَّة يستبيحون سبي نساء المسلمين وذريتهم ودماءهم ويكفرون أهل القبلة، وتعرف بغزوة الأصنام باسم قرية هناك. وعن الليث بن سعد قال: ما غزوة كان أحب إلي أن أشهدها بعد غزوة بدر من غزوة الغرب بالأصنام. وكان قتل عكاشة وعبد الواحد سنة خمس وعشرين ومائة، وقد كان حنظلة قد التقى بعبد الواحد بالأصنام وعكاشة بالقرن وقربا من القيروان. وكان حنظلة كتب إلى معاوية بن صفوان عامله على أطرابلس يأمره أن يخرج إليه بمن معه، فسار إلى قابس، فبلغه خبر الوقعة، فكتب إليه حنظلة أن يسير إلى بربر خرجوا بنفزاوة وسبوا أهل الذمّة، فمضى بمن معه وقاتلهم فقتل بعد ما قتل الصفريّة واستنقذ ما كانوا أصابوا من أهل الذمّة، فبعث حنظلة زيد بن عمرو الكلبيّ إلى جيش معاوية فعاد بهم إلى إطرابلس. انظر: "فتوح مصر والمغرب" لابن عبد الحكم (ص 250- 251)، "تاريخ الإسلام" للذهبي (3 /356)، "المقفى الكبير" للمقريزي (3 /392- 393)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 85- 86).

نتيجتها

انتصر المسلمون انتصاراً حاسماً، وانهزم البربر ومن معهم من الخارجين على طاعة الخليفة، وقُتِل عبد الواحد الهواري، وقتل البربر مقتلة لم يسمع بمثلها، وأُسِر عكاشة وأتي به فقتله حنظلة. انظر: "تاريخ الإسلام" للذهبي (3 /356)، "معارك إسلامية خالدة" لمحمد الجنباز (ص 86).