البحث

عبارات مقترحة:

الرب

كلمة (الرب) في اللغة تعود إلى معنى التربية وهي الإنشاء...

البصير

(البصير): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على إثباتِ صفة...

السيد

كلمة (السيد) في اللغة صيغة مبالغة من السيادة أو السُّؤْدَد،...

معركة عين جالوت

خرج الملك المظفَّر قُطُزْ بجيش مصر والشّام إلى لقاء التَّتار، وكان كَتْبُغَا نُويَانْ من كبار قادة هولاكو بالبقاع، فلما بلغ كَتْبُغَا الخبر استشار الأشرف صاحب حمص الَّذِي استنابه هولاكو على الشّام والمجير ابن الزكي، وتفرقت الآراء، فاقتضى رأيه هُوَ الملتقى، وسار من فوره فكان اجتماعهم على عَينُ الجَالُوت يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان، فاقتتلوا قتالا عظيما، فانكسرت ميسرة المسلمين كسرةً شنيعة، فحمل الملك المظفَّر فِي التّتار، وحمل معه خَلْقٌ فكان النصر، قُتِل كَتْبُغا ومُعظم أعيان التّتار، وقتِل منهم مقتلة عظيمة، وهرب من هرب، وولْت التَّتر الأدبار، وطمع الناس فيهم يتخطفونهم وينهبونهم، وجاء كتاب المظفَّر بالنَّصر، فطار الناس فرحًا، وضرب المظفر رؤوس الاعوان المنافقن والطغاة الجبابرة، وعفا عن بعض اخرين، وعمل على توزيع المناطق على أهلها.

اسم المعركة

وقعة عَينُ الجَالُوت.

وقتها

ذكره أهل السير والمغازي من أحداث سنة ثمان وخمسين وستمائة من الهجرة 658ه /م، وكان اجتماعهم على عَينُ الجَالُوت يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان، وهرب من هرب منهم يوم الأحد السابع والعشرين من رمضان. انظر: "تاريخ الإسلام" للذهبي (14 /679)، "البداية والنهاية" لابن كثير (13 /220)، "تاريخ ابن خلدون" (5 /424).

موقعها

عَينُ الجَالُوت. قال الحموي: «اسم أعجميّ لا ينصرف، وهي بليدة لطيفة بين بيسان ونابلس من أعمال فلسطين، كان الروم قد استولوا عليها مدة ثم استنقذها منهم صلاح الدين الملك الناصر يوسف بن أيوب في سنة 579ه». "معجم البلدان" لياقوت الحموي (4 /177).

الطرف الأول

جيش المسلمين بقيادة الملك المظفر قُطُزْ ومعه الأمير بِيبَرْسُ الْبُنْدُقْدَارِيُّ وجاءهم مددا الملك المنصور صاحب حماة والأمير فارس الدين أَقْطَايْ.

الطرف الثاني

جيش التتار بقيادة كَتْبُغَا نُويَانْ من كبار قادة هولاكو.

سببها

وسبب هذه المعركة أن المظفر قُطُزْ لما بلغه ما كان من أمر التتار بالشام المحروسة وأنهم عازمون على الدخول إلى ديار مصر بعد تمهيد ملكهم بالشام، بادرهم قبل أن يبادروه وبرز إليهم وأقدم عليهم قبل أن يقدموا عليه، فخرج في عساكره وقد اجتمعت الكلمة عليه، حتى انتهى إلى الشام واستيقظ له عسكر المغول وعليهم كَتْبُغَا نُويَانْ. انظر: "تاريخ الإسلام" للذهبي (14 /679)، "البداية والنهاية" لابن كثير (13 /220)، "تاريخ ابن خلدون" (5 /424).

أحداثها

لما بلغ المظفر قُطُزْ ما كان من أمر التتار بالشام وأنهم عازمون على الدخول إلى ديار مصر بعد تمهيد ملكهم بالشام، بادرهم قبل أن يبادروه وبرز إليهم وأقدم عليهم قبل أن يقدموا عليه، فخرج في عساكره وقد اجتمعت الكلمة عليه، حتى انتهى إلى الشام واستيقظ له عسكر المغول وعليهم كَتْبُغَا نُويَانْ، وكان إذ ذاك في البقاع، فاستشار الأشرف صاحب حمص الَّذِي استنابه هولاكو على الشّام والمجير ابن الزكي، فأشاروا عليه بأنه لا قبل له بالمظفر حتى يستمد هولاكو فأبى إلا أن يناجزه سريعا، فساروا إليه وسار المظفر إليهم، فكان اجتماعهم على عَينُ الجَالُوت يوم الجمعة الخامس والعشرين من رمضان، فاقتتلوا قتالا عظيما، فانكسرت ميسرة المسلمين كسرةً شنيعة، فحمل الملك المظفَّر فِي التّتار، فكانت النصرة ولله الحمد للإسلام وأهله، فهزمهم المسلمون هزيمة هائلة، وقُتِل أمير المغول كَتْبُغَا نُويَانْ وجماعة من بيته ومُعظم أعيان التّتار، وقتِل منهم مقتلة عظيمة، وهرب من هرب، وقد قيل إن الذي قتل كَتْبُغَا نُويَانْ الأمير جمال الدين آقُوشُ الشَّمْسِيُّ، واتبعهم الجيش الإسلامي يقتلونهم في كل موضع، وقد قاتل الملك المنصور صاحب حماة مع الملك المظفر قتالا شديدا، وكذلك الأمير فارس الدين أَقَطَايَ الْمُسْتَعْرِبُ، وكان أتابك العسكر، وقد أسر من جماعة كَتْبُغَا نُويَانْ الملك السعيد بن العزيز بن العادل، فأمر المظفر بضرب عنقه. واستأمن الأشرف صاحب حمص وكان مع التتار، وقد جعله هولاكو خان نائبا على الشام كله، فأمنه الملك المظفر ورد إليه حمص، وكذلك رد حماة إلى المنصور وزاده المعرة وغيرها، وأطلق سلمية للأمير شرف الدين عيسى بن مهنا بن مانع أمير العرب. واتبع الأمير بِيبَرْسُ الْبُنْدُقْدَارِيُّ وجماعة من الشجعان التتار يقتلونهم في كل مكان، إلى أن وصلوا خلفهم إلى حلب، وهرب من بدمشق منهم يوم الأحد السابع والعشرين من رمضان، فتبعهم المسلمون من دمشق يقتلون فيهم ويستفكون الأسارى من أيديهم، وجاءت بذلك البشارة ولله الحمد، فجاوبتها دق البشائر من القلعة وفرح المؤمنون بنصر الله فرحا شديدا، وأيد الله الإسلام وأهله تأييدا، وكبت الله النصارى واليهود والمنافقين، وظهر دين الله وهم كارهون. فتبادر عند ذلك المسلمون إلى كنيسة النصارى التي خرج منها الصليب فانتهبوا ما فيها وأحرقوها وألقوا النار فيما حولها، فاحترق دور كثيرة إلى النصارى، وملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا، وقُتل منهم جماعة، واختفى سائرُهم، وأخربوا فِي كنيسة اليعاقبة، وأحرقوا كنيستهم الكبرى، كنيسة مريم، حتى بقيت كوْمًا، وبقيت النار تعمل فِي أخشابها أيَّامًا، وهمت طائفة بنهب اليهود، فقيل لهم إنه لم يكن منهم من الطغيان كما كان من عبدة الصلبان، وقتلت العامة وسط الجامع شيخا رافضيا كان مصانعا للتتار على أموال الناس يقال له الفخر محمد بن يوسف بن محمد الكنجي، كان خبيث الطوية مشرقيا ممالئا لهم على أموال المسلمينه، وقتلوا جماعة مثله من الأعوان المنافقين، ﴿فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ﴾ الأنعام: 45. ولما كسر الملك المظفر قُطُزْ عساكر التتار بعَينُ الجَالُوت ساق وراءهم ودخل دمشق في أبهة عظيمة وفرح به الناس فرحا شديدا ودعوا له دعاء كثيرا، وأقر صاحب حمص الملك الأشرف عليها، وكذلك المنصور صاحب حماه، واسترد حلب من يد هولاكو، وعاد الحق إلى نصابه ومهد القواعد، وكان قد أرسل بين يديه الأمير ركن الدين بِيبَرْسُ الْبُنْدُقْدَارِيُّ ليطرد التتار عن حلب ويتسلمها ووعده بنيابتها، فلما طردهم عنها وأخرجهم منها وتسلمها المسلمون استناب عليها غيره وهو علاء الدين ابن صاحب الموصل، وكان ذلك سبب الوحشة التي وقعت بينهما واقتضت قتل الملك المظفر قُطُزْ سريعا، ولله الأمر من قبل ومن بعد. وسير الملك الأشرف ابن صاحب حمص يطلب من السُّلطان أمانًا على نفسه وبلاده، وكان قد هرب مع التّتار من دمشق، ثم انملَسَ منهم وقصد قلعة تدمر، فأمنه وأعطاه بلاده، فحضر إلى الخدمة، ثم توجَّه إلى حمص، وتوجَّه صاحب حماه إلى حماة، واستعمل السُّلطان على حلب علاء الدين ابن صاحب الموصل، واستعمل على دمشق الأمير علم الدين سنجر الحلبي والأمير مجير الدين ابن حبرون، وعزل القاضي ابن الزكي عن قضاء دمشق، وولى ابن سنى الدولة، ورتب أمور الشام وشنق حسينًا الكردي طبردار الملك النّاصر الَّذِي خدعه وأوقعه فِي أسْر التّتار، وعزل عن خطابة دمشق ابن الحَرَسْتانيّ، ووليها أصيل الدين الإسْعرديّ إمام السّلطان قُطُز، وقُرئ تقليده، ثم عُزِل بعد شهر وأعيد عمادُ الدّين ابن الحَرَسْتاني، وأقام المظفر نحو الشهر، وسار إلى الديار المصريّة، والعساكر الإسلامية في خدمته، وعيون الأعيان تنظر إليه شزرا من شدة هيبته. انظر: "تاريخ الإسلام" للذهبي (14 /679)، "البداية والنهاية" لابن كثير (13 /220- 222)، "تاريخ ابن خلدون" (5 /424- 425).

نتيجتها

كانت النصرة ولله الحمد للإسلام وأهله، فهزمهم المسلمون هزيمة هائلة، وقُتِل أمير المغول كَتْبُغَا نُويَانْ وجماعة من بيته ومُعظم أعيان التّتار، وقتِل منهم مقتلة عظيمة، وهرب من هرب، واتبعهم الجيش الإسلامي يقتلونهم في كل موضع، وقد قاتل الملك المنصور صاحب حماة مع الملك المظفر قتالا شديدا، وكذلك الأمير فارس الدين أَقَطَايَ الْمُسْتَعْرِبُ، وكان أتابك العسكر، وقد أسر من جماعة كَتْبُغَا نُويَانْ الملك السعيد بن العزيز بن العادل، فأمر المظفر بضرب عنقه، وفرح المؤمنون بنصر الله فرحا شديدا، وأيد الله الإسلام وأهله تأييدا، وكبت الله النصارى واليهود والمنافقين، وظهر دين الله وهم كارهون. بعد النصر بادر المسلمون إلى كنيسة النصارى التي خرج منها الصليب فانتهبوا ما فيها وأحرقوها وألقوا النار فيما حولها، فاحترق دور كثيرة إلى النصارى، وملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا، وقُتل منهم جماعة، واختفى سائرُهم، وأخربوا فِي كنيسة اليعاقبة، وأحرقوا كنيستهم الكبرى، كنيسة مريم، حتى بقيت كوْمًا، وبقيت النار تعمل فِي أخشابها أيَّامًا، وهمت طائفة بنهب اليهود، فقيل لهم إنه لم يكن منهم من الطغيان كما كان من عبدة الصلبان، وقتلت العامة وسط الجامع شيخا رافضيا كان مصانعا للتتار على أموال الناس يقال له الفخر محمد بن يوسف بن محمد الكنجي، كان خبيث الطوية مشرقيا ممالئا لهم على أموال المسلمينه، وقتلوا جماعة مثله من الأعوان المنافقين، ﴿فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ﴾ الأنعام: 45.