صالح عليه السلام

أهداف المحتوى:


  • التعرف على نبي الله تعالى : صالح عليه السلام .
  • محبة الأنبياء لصبرهم ودعوتهم .
  • الاقتداء بأسلوب الأنبياء في دعوة قومهم .

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
  • صالح عليه السلام هو نبي من الله تعالى، وقد ذكر في القرآن كثيرًا .
المادة الأساسية
  • صالح عليه السلام : هو صالح بن عبد بن ماسح بن عبيد بن حاجر بن ثمود بن عابر بن ارم بن سام بن نوح، وهو أحد الأنبياء الخمسة من العرب الذين ذكروا في القرآن الكريم وهم بالإضافة إليه هود وشعيب وإسماعيل ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .أرسله الله تعالى إلى قومه ﴿ثمود ﴾ يأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له، وينهاهم عن عبادة الأصنام .
    قبيلة صالح عليه السلام كانت مشهورة بالقوة، يُقال لهم ثمود باسم جدهم، كانوا يسكنون الحجر الذي بيْن الحجاز وتبوك : ﴿وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الحجر : 80].وقد وصفهم الله بصفات، فقد كانوا :1/ أقوياء أشداء، لهم حضارة قوية : ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ(9)﴾ [الفجر 6- 9].
    2/ أصحاب قوة عمرانية، ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا﴾ [الأعراف : 74].3/ أصحاب حصانة عسكرية : ﴿وتنحتون الجبال﴾ [الأعراف : 74].4/ أصحاب قوة اقتصادية ورفاهية مِن العيش : ﴿أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ . فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ﴾ [الشعراء : 146-148].5/ أصحاب آلهةٍ من الأوثان، يعبدونها من دون الله .
    (دعوة صالح عليه السلام لقومه ):دعاهم صالح عليه السلام إلى التوحيد : ﴿قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾  [الأعراف :73].
    ثم ذكرهم بنعم الله عليهم : ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾  [الأعراف :74].ثم نصحهم بالابتعاد عن المسرفين المفسدين، وعدم الاغترار بهم : ﴿أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ . فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ . وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ . وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ . فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ . وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ . الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ﴾  [الشعراء : 146-152].
    (موقف ثمود مِن دعوة صالح عليه السلام ):كذبوه، واتهموه بالخلل العقلي والجنون : ﴿قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا﴾  [هود : 62].اتهموه بأنه مسحور : ﴿قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ﴾  [الشعراء : 153].احتقروه وكذبوه : ﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ .
    فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ * أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ﴾  [القمر : 23-25].
    فردَّ صالح عليه السلام عليهم : ﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ﴾  [هود : 63]، ﴿إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ . فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ . وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الشعراء : 143-145].
    آمن به عليه السلام عدد قليل من قومه من المستضعفين، فحاول المشركون المستكبرون صدهم عن ذلك، وحاولوا فتنتهم؛ فأظهروا استهزاءهم بصالح عليه السلام ﴿قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ(76)﴾ [الأعراف : 75-76]، ﴿وقالوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ﴾  [النمل : 47].
    طلبهم المعجزة من صالح عليه السلام :طلب قومه منه معجزة على سبيل التحدي والتعجيز : ﴿فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾  [الشعراء : 154] وقد ذكر المفسِّرون : أن ثمود اجتمعوا يومًا في ناديهم، فجاءهم رسول الله صالح عليه السلام، فدعاهم إلى الله، فقالوا : إن أنتَ أخرجتْ لنا مِن هذه الصخرة ناقة مِن صفتها كيت وكيت ... فقال لهم : أرأيتم إن أجبتكم إلى ما سألتم، أتؤمنون بما أرسلتُ به؟ قالوا : نعم . فأخذ عهودهم ومواثيقهم على ذلك .
    ثم قام إلى مصلاه فصلى ما قدِّر له، ثم دعا ربه أن يجيبهم إلى ما طلبوا، فأمر الله عز وجل الصخرة أن تنفطر عن ناقة عظيمة عشراء على الوجه المطلوب؛ فلما عاينوها ورأوا دليلًا قاطعًا وبرهانـًا ساطعًا؛ آمن كثير منهم، واستمر أكثرهم على الكفر !"خرجت الناقة، وقال لهم صالح عليه السلام : ﴿هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الأعراف :73]، وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ﴾  [القمر :28].
    لم يؤمن قومه؛ بل كذبوا وجحدوا وطغوا، وقرروا قتل الناقة؛ بل وقتل صالح عليه السلام ﴿وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (48)
    قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ(49)
    ﴾ [النمل : 48، 49] ﴿فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَر﴾ [القمر : 29] ﴿إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا﴾ [الشمس : 12].حاول صالح عليه السلام منعهم من هذه الجريمة، وحذرهم عذاب الله : ﴿فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا(15)﴾ [الشمس 13-15].(نزول العذاب ): ﴿فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ﴾  [هود : 65].
    أحوالهم في الأيام الثلاثة : قال ابن كثير رحمه الله : "وأصبحتْ ثمود يوم الخميس -وهو اليوم الأول مِن أيام النظرة - وجوههم مصفرة كما أنذرهم صالح -عليه السلام -، فلما أمسوا نادوا بأجمعهم : ألا قد مضى يوم مِن الأجل، ثم أصحبوا في اليوم الثاني مِن أيام التأجيل ووجوههم محمرة، فلما أمسوا نادوا بأجمعهم : ألا قد مضى يومان مِن الأجل، ثم أصبحوا في اليوم الثالث مِن أيام التأجيل ووجوههم مسودة، فلما كان يوم الصيحة يوم الأحد، تحفظوا وتأهبوا وقعدوا ينتظرون ماذا يحل بهم مِن العذاب؛ فلما أشرقت الشمس جاءتهم صيحة مِن السماء مِن فوقهم، ورجفة مِن أسفل منهم؛ ففاضت الأرواح، وزهقت النفوس، وسكنت الحركات ".
ماذا نفعل بعد ذلك
  • نعرف أن سنة الله في إهلاك الظالمين لا تتغير ولا تتبدَّل .
  • ونعرف صبر الأنبياء على أقوامهم في سبيل دعوتهم إلى التوحيد، والنجاة من الشرك .
  • أن نحذر من الشرك الذي كان سببًا مباشرًا في خسارة قوم صالح لدنياهم وأخراهم، لم تنفعهم قوتهم، ولم ينفعهم جبروتهم في دفع العذاب عنهم .
  • الحذر من غضب الله وعقوبته .
  • من جحد نعمة الله عليه من الأمن والتمتع بالجنات والعيون والزروع المختلفة، والأشجر المثمرة؛ والمساكن الفخمة المنحوتة في الجبال ولم يؤدِّ شكرها، ولم يوحد الله؛ فإنها لا تنفعه حين نزول الهلاك والعذاب .