تعظيم الحرمات

مصطلحات ذات علاقة:


الْحُرُمَات


جمع حرمة، وهي ما يجب احترامه، وحفظه، من الحقوق، والأشخاص، والأزمنة، والأماكن، وحرمات الله : مغاضبه، وما أمر به، وما نهى عنه، وهي ما يجب القيام به، ويحرم التفريط فيه، وتعظيمها توفيتها حقها، وحفظها من الإضاعة، وترك ملابستها، قال تَعَالَى : ﱫﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡﱪالحج : 30.
انظر : مدارج السالكين لابن القيم، 2/73. 168. النهاية في غريب الحديث لابن الأثير، 5/137

أهداف المحتوى:


  • أن يعرف معنى تعظيم الحرمات .
  • أن يتعرف على أهمية تعظيم الحرمات .
  • أن يذكر عددا من فوائد تعظيم الحرمات .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن تعظيم الحرمات
  • عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن الحلال بيِّن وإن الحرام بين، وبينهما أمور مُشْتَبِهَاتٌ لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشُّبُهات فقد اسْتَبْرَأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحِمى يوشك أن يَرْتَع فيه، ألا وإن لكل مَلِك حِمى، ألا وإن حِمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مُضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب». شرح وترجمة الحديث
  • عن عطية بن عروة السعدي -رضي الله عنه- قالَ: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا يَبْلُغُ العبدُ أنْ يكونَ من المتقينَ حتى يَدَعَ ما لا بَأسَ بِهِ، حَذَرًا مِمَّا به بَأسٌ". شرح وترجمة الحديث

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة :
المادة الأساسية
  • (تعظيم الحرمات ): ورد فيها أقوال، منها :تعظيم الحرمات يعني اجتناب المرء ما أمر الله باجتنابه في حال إحرامه تعظيما منه لحدود الله أن يواقعها وحرمه أن يستحلّها، وقيل : تعظيم الحرمات : العلم بوجوبها والقيام بحقوقها، وقيل : تعظيم الحرمات : العلم بأنّها واجبة المراعاة والحفظ، والقيام بمراعاتها .(درجات تعظيم الحرمات ):الأولى : تعظيم الأمر والنّهي، بحيث لا يعارضا بترخّص جاف، ولا يعارضا بتشدّد غال، ولا يحمل الأمر والنّهي على علّة توهن الانقياد لهما .الثانية : تعظيم الحكم الكونيّ القدريّ بألّا يطلب له عوجا أو يرى فيه عوجا؛ بل يراه كلّه مستقيما، لأنّه صادر عن عين الحكمة، فلا عوج فيه .الثالثة : تعظيم الحقّ سبحانه، وهو أن لا يجعل دونه سببا، ولا يرى عليه حقّا، أو ينازع له اختيارا .
    قال الله تعالى : {ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ (31) ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ }. [الحج 30: 31]وعن النّعمان بن بشيررضي الله عنهم قال : سمعت رسول الله ﷺ يقول : (الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما مشتبهات لا يعلمهنّ كثير من النّاس .
    فمن اتّقى الشّبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشّبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإنّ لكلّ ملك حمى ألا وإنّ حمى الله في أرضه محارمه ألا وإنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه، وإذا فسدت فسد الجسد كلّه، ألا وهي القلب .
    ) [متفق عليه ](المثل التطبيقي من حياة النبي ﷺ في (تعظيم الحرمات ):عن عائشة - رضي الله عنها -: (أنّ قريشا أهمّهم شأن المرأة الّتي سرقت في عهد النّبيّ ﷺ في غزوة الفتح . فقالوا : من يكلّم فيها رسول الله ﷺ؟ فقالوا ومن يجترأ عليه إلّا أسامة بن زيد، حبّ رسول الله ﷺ . فأتي بها رسول الله ﷺ : فكلمّه فيها أسامة بن زيد فتلوّن وجه رسول الله ﷺ، فقال : أتشفع في حدّ من حدود الله؟ فقال أسامة : استغفر لي يا رسول الله . فلمّا كان العشيّ قام رسول الله ﷺ فاختطب فأثنى على الله بما هو أهله .
    ثمّ قال : (أمّا بعد فإنّما أهلك الّذين من قبلكم، أنّهم كانوا إذا سرق فيهم الشّريف تركوه وإذا سرق فيهم الضّعيف أقاموا عليه الحدّ، وإنّي والّذي نفسي بيده لو أنّ فاطمة بنت محمّد سرقت لقطعت يدها )، ثمّ أمر بتلك المرأة فقطعت يدها .
    ) [مسلم 1688](أسس تعظيم الحرمات ):الأساس الأول لها تعظيمُ الله ـ تعالى ـ، الذي له الخَلْق والأمر، وهو المعبود المطاع وحده لا شريك له، وإنّ تعظيم أحكامه وشرعه أمراً ونهياً هو تعظيم وعبودية له سبحانه . تعظيم الأمر والنهي، وهو مقتضى الخضوع لحُكْمه ـ تعالى ـ، وتحكيم شرعه في جميع شؤون الحياة، ومدار العبادة وتحقيق معنى ﴿لا إله إلا الله ﴾ على هذا الأصل .
    عدم معارضة الأمر والنهي، سواء كان ذلك بما يناقضهما من أهواء وأحكام وموازين البشر، أو بالعدول عن منهجهما الوسطي إلى ترخُّص جافٍّ، أو تشدُّد غالٍ، أو كان بتأويلٍ فاسد يخرج الأمر والنهي والأحكام عن مواردها التي أرادها الله وأرادها رسوله ﷺعدم المعارضة بين حُكْمه القدري وحُكْمه الشرعي؛ فما اقتضت حكمته أن يكون معظَّماً فهو المعظَّم؛ من الأماكن والأوقات والأشخاص، وهو مقتضى حُكْمه الشرعي، وكل ذلك مستقيم لا عوجَ له؛ لأنه صادر عن عين الحكمة . ومن عارضَ القدر بالشرع أو عارضَ الشرع بالقدر فهو على ضلالة، والخلق والأمر كله لله تعالى . (من فوائد تعظيم حرمات الله ):دليل قوّة الإيمان وتمام الإذعان وكمال العبوديّة . يتّسع مدلوله حتّى يشمل ما لله  وأنبيائه وسائر الخلق حتّى الكافر المعاهد .أسباب التّعظيم منها ما يرجع للإنسان أو الزّمان أو المكان .ما يجتمع فيه أكثر من سبب من أسباب التّعظيم حرمته أعظم ممّا يجتمع فيه أقلّ .سبب لنيل أعلى الدّرجات .يباعد بين الإنسان وبين ارتكاب المعاصي بدافع الحبّ .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • أن نستشعر أنه سبيل لزيادات الحسنات، ورفعة الدرجات .
  • أن نستشعر أنه امتثال لأمر الله جل في علاه .
  • أن نستشعر أن تعظيم الحرمات دليل تقوى العبد المؤمن .
  • أن نستشعر أنه أحد الأسباب المعينة على ترك المعاصي، والتزام الطاعات .

المحتوى الدعوي: