البحث

عبارات مقترحة:

القدير

كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...

الرزاق

كلمة (الرزاق) في اللغة صيغة مبالغة من الرزق على وزن (فعّال)، تدل...

القريب

كلمة (قريب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فاعل) من القرب، وهو خلاف...

صفة النور

هي صفة ذاتية من صفات الله تعالى الثابتة له على وجه الحقيقة بالكتاب والسنة، قال تعالى: ﴿اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ﴾ [النور: 35]، وقال النبي في الدعاء: « ولَكَ الحمدُ أنتَ نور السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ» البخاري ( 7499 ) ومسلم (769) . وخالف في هذه الصفة أهل التعطيل فقالوا معناه المنوّر أو الهادي أو المصلح.

التعريف

التعريف لغة

(النور) في اللغة هو الضياء، وجمعه أنوار. "الصحاح" للجوهري (2/838)، وقال ابن فارس في معناها: «النون والواو والراء أصل صحيح يدل على إضاءة واضطراب وقلة ثبات. منه النور والنار، سُمِّيا بذلك من طريقة الإضاءة، ولأن ذلك يكون مضطربًا سريع الحركة» "المقاييس" (5 /368).

التعريف اصطلاحًا

هي صفة ذاتية من صفات الله تعالى الثابتة له بالكتاب والسنة، فهو من صفاته العظيمة جل جلاله، فإنه ذو الجلال والإكرام، وذو البهاء والسُّبُحات، الذي لو كُشِف الحجاب عن وجهه الكريم لأحرقت سُبُحاتُه ما انتهى إليه بصره من خلقه، وهو الذي استنارت به العوالم كلها، فبنور وجهه أشرقت الظلمات، واستنار به العرش والكرسي والسبع الطِّباق وجميع الأكوان. ويجب التفريق بين نور الصفات وبين أنوار الإيمان والمعارف؛ فإنَّ مِن بعض ضلالات الصوفية أنهم لمّا تألّهوا وتعبّدوا من غير فرقان وعلم كامل، ولاحت أنوار التعبد في قلوبهم - لأنّ العبادات لها أنوار في القلوب - ظنّوا هذا النور هو نور الذات المقدسة، فحصل منهم من الشطح والكلام القبيح ما هو أثر هذا الجهل والاغترار والضلال. وأما أهل العلم والإيمان والفرقان فإنهم يُفَرِّقون بين نور الذات والصفات، وبين النور المخلوق الحسي منه والمعنوي، فيعترفون أن نور أوصاف الباري ملازم لذاته لا يفارقها، ولا يحلّ بمخلوق، تعالى اللَّه عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا. وأما النور المخلوق فهو الذي تتصف به المخلوقات بحسب الأسباب والمعاني القائمة بها. انظر للاستزادة " الحق الواضح المبين" للسعدي (ص93-95).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

ما دلت عليه اللغة موافق لما في الاصطلاح، إلا أن المعنى الثابت لله لا يماثله ولا يشابهه شيء مما يثبت لسواه.

الأدلة

القرآن الكريم

صفة النور في القرآن الكريم
صفة النور ثابتة لله عز وجل في مواضع عدة، منها: قوله تعالى: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [التوبة: 36]. وقوله تعالى: ﴿اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ﴾ [النور: 35]. وقوله تعالى: ﴿وَأَشْرَقَتِ الأرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا﴾ [الزمر: 69].

السنة النبوية

صفة النور في السنة النبوية
وردت صفة النور في حديث دعاء النبي الذي يرويه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «اللَّهمَّ لَكَ الحمدُ أنتَ ربُّ السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ، ولَكَ الحمدُ أنتَ قيُّومُ السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ، ولَكَ الحمدُ أنتَ نور السَّمواتِ والأرضِ ومن فيهنَّ ، أنتَ الحقُّ، وقولُكَ الحقُّ، ووعدك حقٌّ...» البخاري (7499) ومسلم (769) وكذا في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، عن النبي : «إنَّ الله تبارك وتعالى خلق خلقه في ظلمة، فألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النور؛ اهتدى، ومن أخطأه؛ ضلَّ» صحيح سنن الترمذي (2130).

أقوال أهل العلم

«النص في كتاب الله وسنة رسوله قد سمّى الله نور السماوات والأرض، وقد أخبر النص أنَّ الله نور، وأخبر أيضاً أنه يحتجب بالنور؛ فهذه ثلاثة أنوار في النص، وقد تقدم ذكر الأول، وأمَّا الثاني؛ فهو في قوله: ﴿وَأَشْرَقَتِ الأرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا﴾ [الزمر: 69] وفي قوله: ﴿مَثَلُ نُورِهِ﴾ [النور: 35]». ابن أَبي زَمَنِين "مجموع الفتاوى" (6/386)
«النور الذي هو من أوصافه قائم به، ومنه اشتق له اسم النور الذي هو أحد الأسماء الحسنى، والنور يضاف إليه سبحانه على أحد وجهين: إضافة صفة إلى موصوفها، ومفعول إلى فاعله، فالأول كقوله عز وجل: ﴿وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا﴾ [الزمر: 69]، فهذا إشراقها يوم القيامة بنوره تعالى إذا جاء لفصل القضاء». "اجتماع الجيوش الإسلامية" (ص14)
«فهو تبارك وتعالى نور السماوات والأرض كما أخبر عن نفسه، وله وجه ونفس وغير ذلك مما وصف به نفسه ويسمع ويرى ويتكلم... فهذه صفات ربنا التي وصف بها نفسه في كتابه، ووصفه بها نبيه، وليس في شيء منها تحديد ولا تشبيه ولا تقدير، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11]، لم تره العيون فتحدَّه كيف هو، ولكن رأته القلوب في حقائق الإيمان» "أصول السنة" (ص60-74)

مذاهب المخالفين

خالف في هذه الصفة معطّلة الصفات من الأشاعرة وغيرهم، وأوّلوا قوله تعالى ﴿اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ﴾ [النور: 35] بالمنوّر أو الهادي أو المنوِّر. وإبطال هذه الشبهة في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فقد جاء هذا التأويل في كلام الرازي بذريعة أن «كل عاقل يعلم بالبديهة أن إله العالم ليس هو هذا الشيء المنبسط على الجدران والحيطان وليس هو هذا النور الفائض من جرم الشمس والقمر والنار». "أساس التقديس" (1/67). ورد ابن تيمية هذا فقال: «الله أخبَر أنه نورُ السماوات والأرض، وليس شيءٌ ممَّا ذكرتَه نورَ السماوات والأرض؛ فإن النارَ جُملةً وتفصيلًا؛ كالموجود في السُّرُج والمصابيح وغير ذلك، إنما يكون في بعض الأرض، أو بعض ما بين السماء والأرض، فضلًا عن أن تكون هذه النيران نورَ السماوات والأرض، وكذلك ضوء الشمس والقمر ليسا نورَ السماوات والأرض، وإن كانا موجودَيْنِ في بعض السماوات، ومُنوِّرَيْنِ لبعض الأرض، فإنَّا نَعلَمُ أن نورَ الشمس التي هي أعظمُ من نور القمر، ليس هو نورَ جميع السماوات والأرض، فإذا كانت هذه الأمور ليست نورَ السماوات والأرض، والله قد أخبَر أنه هو نورُ السماوات والأرض، لم يكن ظاهرُ كلامِه أنَّ الله هو هذه الأنوار، حتى يَجعَل ظاهرَ كلامِ الله باطلًا ومُحالًا وكفرًا وضلالًا بالبُهتان وتحريفِ الكلم عن مواضعه؛ بل لو كان الخطاب: الله هو النور الذي تَشهَدونه في السماوات والأرض، أو الله هو النور الذي في السماوات والأرض - لكان لكلامه وجهٌ، بل قال : هو نور السماوات والأرض، فالمحرِّف لهذه الآية ظنَّ أن مُسمَّى نور السماوات والأرض هي هذه الأنوار المشهودة المخلوقة مِن القمرين والنار، فاعتقَد أن ظاهرَ القرآن هو هذا الباطل». "بيان تلبيس الجهمية" (5 /486-493).