الأعلى
كلمة (الأعلى) اسمُ تفضيل من العُلُوِّ، وهو الارتفاع، وهو اسمٌ من...
16] | » "مفردات ألفاظ القرآن" (203-204) |
«من قال: إنَّ هذه الخوارقَ من آثارِ مجَرَّدِ النُّفوسِ، وأنكر وجودَ الجِنِّ والشَّياطينِ، وأن يكونَ لهم تأثيرٌ في الإخباراتِ والخوارِقِ، كان مُبطِلًا باتِّفاق أهلِ المِلَلِ، واتِّفاقِ جمهورِ الفلاسِفةِ، وكان كَذِبُه معلومًا بالاضطرارِ عند من عَرَف هذه الأُمورَ بالمشاهَدةِ أو الأخبارِ المعلومةِ بالصِّدقِ، . .. من المعلومِ بالاضطرارِ أنَّ الرُّسُلَ أخبرت بالملائِكةِ والجِنِّ، وأنَّها أحياءٌ ناطقةٌ، قائمةٌ بأنفُسِها، ليست أعراضًا قائمةً بغَيرِها» القاضي عِيَاض الصفدية (1 /192)
«وإن ارتدَّ بجُحودِ فَرضٍ، لم يَسلَمْ حتى يقِرَّ بما جحده، ويُعيدَ الشَّهادتين؛ لأنَّه كذَّب اللهَ ورَسولَه بما اعتقده، وكذلك إن جَحَد نبيًّا، أو آيةً من كتابِ اللهِ تعالى، أو كتابًا من كُتُبِه، أو مَلَكًا من ملائكتِه الذين ثبت أنَّهم ملائكةُ اللهِ، أو استباح محرَّمًا؛ فلا بُدَّ في إسلامِه مِن الإقرارِ بما جحده» المغني (12 /288).
«فإنَّ مُلكَه الحَقَّ يَستلزِمُ أَمْرَه ونَهْيَه، وثوابَه وعِقابَه، وكذلك يَستلزِمُ إرسالَ رُسُلِه، وإنزالَ كُتُبِه، وبَعْثَ المعادِ ليومٍ يُجزى فيه المحسِنُ بإحسانِه، والمسيءُ بإساءتِه، فمن أنكر ذلك فقد أنكر حقيقةَ مُلكِه، ولم يُثبِتْ له المُلْكَ الحَقَّ؛ ولذلك كان مُنكِرُ البَعْثِ كافرًا برَبِّه، وإن زعم أنَّه يُقِرُّ بصانعِ العالَمِ، فلم يؤمِنْ بالملِكِ الحَقِّ الموصوفِ بصِفاتِ الجَلالِ، والمستَحِقِّ لنُعوتِ الكَمالِ» التبيان في أقسام القرآن (1 /247)
«الإيمانُ بالمعادِ ممَّا دَلَّ عليه الكِتابُ والسُّنَّةُ، والعَقلُ والفِطرةُ السَّليمةُ؛ فأخبر اللهُ سُبحانَه عنه في كتابِه العزيزِ، وأقام الدَّليلَ عليه، وردَّ على مُنكِريه في غالِبِ سُوَرِ القُرآنِ» شرح العقيدة الطحاوية (2 /589)
«من أنكر الجنَّةَ أو النَّارَ، أو البَعْثَ أو الحِسابَ أو القيامةَ؛ فهو كافِرٌ بإجماعٍ؛ للنَّصِّ عليه، وإجماعِ الأُمَّةِ على صِحَّةِ نَقلِه مُتواتِرًا» القاضي عياض الشفا (2 /290)
ابن قُدَامَة
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".