البحث

عبارات مقترحة:

البارئ

(البارئ): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (البَرْءِ)، وهو...

الرحمن

هذا تعريف باسم الله (الرحمن)، وفيه معناه في اللغة والاصطلاح،...

الحافظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحافظ) اسمٌ...

إنكار الجن والملائكة والبعث

من الإيمانِ بالغيبِ: الإيمانُ بالملائكةِ، والجِنِّ، واليوم الآخر، وهذه من أركان الإيمان، فمن جحد شيئًا منها فقد كفر، لمخالفته صريح الكتاب والسنة والإجماع.

الأهمية

الإيمان من مقامات الدين العظام، ومن أركانه الإيمان بالملائكة واليوم الآخر، ومن الإيمان بالغيب الإيمان بالجن، وقد نزلت في ذكرهم سورة كاملة، ودلائل الإيمان بهؤلاء الثلاثة متواترة في الكتاب والسنة، قطعية الدلالة، فإنكارهم مناقضة للإيمان، وخروج منه.

التعريف

التعريف لغة

قال ابن فارس رحمه الله: «الجيم والنون أصل واحد وهو الستر» "مقاييس اللغة" (200) وقال الراغب: «أصل الجن ستر الشيء عن الحاسة، يقال: ... جن عليه كذا ستر عليه، قال سبحانه وتعالى: ﴿فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا﴾ [الأنعام: 76]، والجنان: القلب؛ لكونه مستورًا عن الحاسة، والمِجنّ والمِجنّة: الترس الذي يجنُّ صاحبه، قال سبحانه وتعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً﴾ [المجادلة:
16]» "مفردات ألفاظ القرآن" (203-204)

التعريف اصطلاحًا

خلْقٌ خلقهم الله من النار السموم، عقلاء فاعلون بالإرادة، يتناسلون ومكلفون على نحو ما هو عليه الإنسان، وليسوا صفاتٍ ولا أعراضًا قائمة بالإنسان أو غيره، لكنهم لا يرون على طبيعتهم ولا بصورتهم الحقيقية، ولهم قدرة على التشكل انظر: "مجموع فتاوى ابن تيمية" (10/19)، و"عالم الجن في ضوء الكتاب والسُّنَّة" (9)، و"العقائد الإسلامية" (113).

الأدلة

القرآن الكريم

إنكار الجن والملائكة والبعث في القرآن الكريم
1- الأدلة على إثبات الملائكة كثيرة جدًّا، منها: 1- قوله تعالى: ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾ [البقرة: 286]. 2- وقوله: ﴿وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا [النساء: 136]. 3- وقوله: ﴿مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 98]. 4- ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ﴾ [البقرة: 177]. 2- الآيات الدالة على وجود الجنّ كثيرة، منها: 1- قوله تعالى: ﴿ وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴾ [النمل: 17] 2- ﴿وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ﴾ [فصلت: 25] 3- ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ﴾ [الأحقاف: 29] 4- ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا﴾ [الجن: 1]. 3- الآيات الدالة على إثبات البعث، وكفر منكره كثيرة منها: 1- قَولِه تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ﴾ [سبأ: 3] 2- قَولِه تعالى: ﴿زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾ [التغابن: 7] (15). 3- ﴿وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ [النساء: 136]. 4- قَولِه تعالى: ﴿اللَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ [النساء: 86].

السنة النبوية

إنكار الجن والملائكة والبعث في السنة النبوية
أولًا: الأحاديث الدالة على إثبات الملائكة، وكفر منكرها: 1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: مَا الإِيمَانُ؟ قَالَ: «الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَبِلِقَائِهِ، وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ» أخرجه البخاري (50) ومسلم (9). 2- عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «تَفْضُلُ صَلاَةُ الجَمِيعِ صَلاَةَ أَحَدِكُمْ وَحْدَهُ، بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا، وَتَجْتَمِعُ مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلاَةِ الفَجْرِ» أخرجه البخاري (648) 3- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّ المَلاَئِكَةَ تَنْزِلُ فِي العَنَانِ: وَهُوَ السَّحَابُ، فَتَذْكُرُ الأَمْرَ قُضِيَ فِي السَّمَاءِ، فَتَسْتَرِقُ الشَّيَاطِينُ السَّمْعَ فَتَسْمَعُهُ، فَتُوحِيهِ إِلَى الكُهَّانِ، فَيَكْذِبُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ» أخرجه البخاري (3210) ثانيًا: الأحاديث الدالة على إثبات الجن، وكفر منكرها: 1- عَنْ أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «لاَ يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلاَ إِنْسٌ وَلاَ شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ» أخرجه البخاري (3296). 2- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِدَاوَةً لِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَتْبَعُهُ بِهَا، فَقَالَ: «مَنْ هَذَا؟» فَقَالَ: أَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: «ابْغِنِي أَحْجَارًا أَسْتَنْفِضْ بِهَا، وَلاَ تَأْتِنِي بِعَظْمٍ وَلاَ بِرَوْثَةٍ». فَأَتَيْتُهُ بِأَحْجَارٍ أَحْمِلُهَا فِي طَرَفِ [ص: 47] ثَوْبِي، حَتَّى وَضَعْتُهَا إِلَى جَنْبِهِ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مَشَيْتُ، فَقُلْتُ: مَا بَالُ العَظْمِ وَالرَّوْثَةِ؟ قَالَ: «هُمَا مِنْ طَعَامِ الجِنِّ، وَإِنَّهُ أَتَانِي وَفْدُ جِنِّ نَصِيبِينَ، وَنِعْمَ الجِنُّ، فَسَأَلُونِي الزَّادَ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ لَهُمْ أَنْ لاَ يَمُرُّوا بِعَظْمٍ، وَلاَ بِرَوْثَةٍ إِلَّا وَجَدُوا عَلَيْهَا طَعَامًا» أخرجه البخاري (3860) 3- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: «انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ، فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ، فَقَالُوا: مَا لَكُمْ؟ فَقَالُوا: حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ، قَالُوا: مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلَّا شَيْءٌ حَدَثَ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِنَخْلَةَ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ، وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلاَةَ الفَجْرِ، فَلَمَّا سَمِعُوا القُرْآنَ اسْتَمَعُوا لَهُ، فَقَالُوا: هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ، وَقَالُوا: يَا قَوْمَنَا: ﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا، يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ، فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا﴾ [الجن: 2]، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنِّ﴾ [الجن: 1] وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الجِنِّ» أخرجه البخاري (773) ومسلم (449). ثالثًا: الأحاديث الدالة على إثبات البعث، وكفر منكره: 1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قال اللهُ: كَذَّبَني ابنُ آدَمَ ولم يكُنْ له ذلك، وشتَمَني ولم يكُنْ له ذلك؛ فأمَّا تكذيبُه إيَّاي فقَولُه: لن يُعيدَني كما بدَأَني. وليس أوَّلُ الخَلقِ بأهوَنَ عليَّ من إعادتِه، وأمَّا شَتمُه إيَّاى فقولُه: اتَّخَذ اللهُ ولَدًا. وأنا الأحَدُ الصَّمَدُ لم ألِدْ ولم أُولَدْ ولم يكُنْ لي كُفْأً أحَدٌ» أخرجه البخاري (4974). 2- عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ، كَقُرْصَةِ النَّقِيِّ، لَيْسَ فِيهَا عَلَمٌ لِأَحَدٍ» أخرجه البخاري (6521) ومسلم (2790). 3- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ: مَا الإِيمَانُ؟ قَالَ: «الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَبِلِقَائِهِ، وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ» أخرجه البخاري (50) ومسلم (9).

الإجماع

أجمع المسلمون أنّ من أنكر الملائكة أو الجن أو البعث فقد كفر، وقد حكى الإجماع على ذلك جمع من أهل العلم. قال ابن بطة: «فمن أنكر الجن فهو كافر بالله، جاحد باياته، مكذب بكتابه». "الإبانة الصغرى" لابن بطة (213). وقال ابنُ عبدِ البَرِّ: «قد أجمع المُسلِمون على أنَّ من أنكر البَعثَ، فلا إيمانَ له ولا شهادةَ، وفي ذلك ما يُغني ويكفي، مع ما في القُرآنِ من تأكيدِ الإقرارِ بالبَعثِ بعد الموتِ؛ فلا وَجْهَ للإنكارِ في ذلك» "التمهيد" (9 /116). وقال ابن حزم: «فمن أنكر الجن أو تأول فيهم تأويلا يخرجهم به عن هذا الظاهر، فهو كافر مشرك حلال الدم والمال» "الفصل في الملل والأهواء والنحل" لابن حزم (9/5). وقال أيضًا: «وأن الجن حق، وأن إبليس عاص لله كافر مذ أبى السجود لادم واستخف به -عليه السلام-» "مراتب الإجماع" لابن حزم (174). قال القرطبي: «وقد أنكر جماعة من كفرة الأطباء والفلاسفة الجن. .. اجتراء على الله وافتراء». "الجامع لأحكام القران"، للقرطبي: (6/19). وقال ابن تيمية: «الإقرارُ بالملائكةِ والجِنِّ عامٌّ في بني آدَمَ، لم ينكِرْ ذلك إلَّا شَواذُّ من بعضِ الأُمَم» "النبوات" (1 /194).

العقل

من دلائل العقل على البعث: 1- أنَّ اللهَ تعالى خالق الخلق ابتداء، والقادِرُ على ابتداءِ الخَلقِ لا يَعجِزُ عن إعادتِه، قال اللهُ تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾ [الروم: 27]، وقال تعالى: ﴿كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ﴾ [الأنبياء: 104]. 2- القياس على إحياء الأرض، فالقادر على إحياء الأرض بعد موتها قادر على إحياء الناس بعد موتهم، قال اللهُ تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [فصلت: 39]. انظر: "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (9 /225) (17 /250).

وجه عده من النواقض

الوجه في عد إنكار الملائكة والجن والبعث من نواقض الإسلام ظاهر، فإنكارهم تكذيب لله جلّ وعلا الذي أخبرنا بوجودهم، وأمرنا بالإيمان بذلك في آيات وأحاديث كثيرة دلالتها قطعية، وكذا أجمع المسلمون عليه، فلا ريب أنّ جحد أحد هذه الأمور ناقضٌ من نواقض الدين، ومخرج من ملة رب العالمين. انظر: "نواقض الإيمان القولية والعملية" العبد اللطيف (ص: 210).

أقوال أهل العلم

«من قال: إنَّ هذه الخوارقَ من آثارِ مجَرَّدِ النُّفوسِ، وأنكر وجودَ الجِنِّ والشَّياطينِ، وأن يكونَ لهم تأثيرٌ في الإخباراتِ والخوارِقِ، كان مُبطِلًا باتِّفاق أهلِ المِلَلِ، واتِّفاقِ جمهورِ الفلاسِفةِ، وكان كَذِبُه معلومًا بالاضطرارِ عند من عَرَف هذه الأُمورَ بالمشاهَدةِ أو الأخبارِ المعلومةِ بالصِّدقِ، . .. من المعلومِ بالاضطرارِ أنَّ الرُّسُلَ أخبرت بالملائِكةِ والجِنِّ، وأنَّها أحياءٌ ناطقةٌ، قائمةٌ بأنفُسِها، ليست أعراضًا قائمةً بغَيرِها» القاضي عِيَاض الصفدية (1 /192)
«وإن ارتدَّ بجُحودِ فَرضٍ، لم يَسلَمْ حتى يقِرَّ بما جحده، ويُعيدَ الشَّهادتين؛ لأنَّه كذَّب اللهَ ورَسولَه بما اعتقده، وكذلك إن جَحَد نبيًّا، أو آيةً من كتابِ اللهِ تعالى، أو كتابًا من كُتُبِه، أو مَلَكًا من ملائكتِه الذين ثبت أنَّهم ملائكةُ اللهِ، أو استباح محرَّمًا؛ فلا بُدَّ في إسلامِه مِن الإقرارِ بما جحده» المغني (12 /288).
«فإنَّ مُلكَه الحَقَّ يَستلزِمُ أَمْرَه ونَهْيَه، وثوابَه وعِقابَه، وكذلك يَستلزِمُ إرسالَ رُسُلِه، وإنزالَ كُتُبِه، وبَعْثَ المعادِ ليومٍ يُجزى فيه المحسِنُ بإحسانِه، والمسيءُ بإساءتِه، فمن أنكر ذلك فقد أنكر حقيقةَ مُلكِه، ولم يُثبِتْ له المُلْكَ الحَقَّ؛ ولذلك كان مُنكِرُ البَعْثِ كافرًا برَبِّه، وإن زعم أنَّه يُقِرُّ بصانعِ العالَمِ، فلم يؤمِنْ بالملِكِ الحَقِّ الموصوفِ بصِفاتِ الجَلالِ، والمستَحِقِّ لنُعوتِ الكَمالِ» التبيان في أقسام القرآن (1 /247)
«الإيمانُ بالمعادِ ممَّا دَلَّ عليه الكِتابُ والسُّنَّةُ، والعَقلُ والفِطرةُ السَّليمةُ؛ فأخبر اللهُ سُبحانَه عنه في كتابِه العزيزِ، وأقام الدَّليلَ عليه، وردَّ على مُنكِريه في غالِبِ سُوَرِ القُرآنِ» شرح العقيدة الطحاوية (2 /589)
«من أنكر الجنَّةَ أو النَّارَ، أو البَعْثَ أو الحِسابَ أو القيامةَ؛ فهو كافِرٌ بإجماعٍ؛ للنَّصِّ عليه، وإجماعِ الأُمَّةِ على صِحَّةِ نَقلِه مُتواتِرًا» القاضي عياض الشفا (2 /290)
ابن قُدَامَة

أحاديث عن إنكار الجن والملائكة والبعث