البحث

عبارات مقترحة:

القدوس

كلمة (قُدُّوس) في اللغة صيغة مبالغة من القداسة، ومعناها في...

الظاهر

هو اسمُ فاعل من (الظهور)، وهو اسمٌ ذاتي من أسماء الربِّ تبارك...

القهار

كلمة (القهّار) في اللغة صيغة مبالغة من القهر، ومعناه الإجبار،...

صلة الأرحام

حث الإسلام على التواصل والتآلف، ونهى عن التقاطع والتهاجر، ولذا أمر بصلة الرحم وحذر من قطعها، وجعلها سببًا لطول العمر وسعة الرزق. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف

التعريف لغة

آدَابُ جمع أَدَبُ. والأدب: حسن الأخلاق وفعل المكارم. يقال: أَدَّبْته أَدَبًا أي: عَلَّمْته رياضة النفس ومحاسن الأخلاق، والأدب يقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل، وهو ملكة تعصم من قامت به عما يشينه، والأدب كذلك استعمال ما يحمد قولًا وفعلًا، أو الأخذ أو الوقوف مع المستحسنات، أو هو: تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك. "المصباح المنير"، للفيومي: (9/1)، "تاج العروس"، للزبيدي: (12/2). صلة: الصلة ضد الهجران، وهي مصدر وصل يصل صلةً ووصلًا. وأصل الوصل ضم شيء إلى شيء حتى يعلقه. يقال: وصلت الشيء وصلًا وصلةً ووصلةً، ووصل إليه وصولًا أي: بلغ، وأوصله غيره. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (115/6)، "الصحاح"، للجوهري: (1842/5). الرحم: الرحم اسم من الفعل رحم، والرحم تدل على الرقة والعطف والرأفة، والرحم: علاقة القرابة، وقد سميت رحم الأنثى رحمًا من هذا؛ لأن منها ما يكون ما يرحم ويرق له من ولد. يقال: رحمته وترحمت عليه أي: لنت له وتعطفت عليه، وتراحم القوم: رحم بعضهم بعضًا. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (498/2)، "الصحاح"، للجوهري: (1929/5). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

صلة الرحم هي: الإحسان إلى الأقارب على حسب حال الواصل والموصول، بما تعد به واصلًا غير مقاطع ولا منافر، ويحصل ذلك تارة بالمال، وتارة بقضاء حاجته أو خدمته أو زيارته. وفي حق الغائب بنحو هذا، وبالمكاتبة، وإرسال السلام عليه، ونحو ذلك. "روضة الطالبين" للنووي (5 /390)، "شرح مسلم"، للنووي: (201/2). أو هي: مشاركة ذوي القرابة في الخيرات. "التوقيف"، للمناوي: (218). قال النووي: «واختلفوا في حد الرحم التي تجب صلتها، فقيل: هو كل رحم محرم بحيث لو كان أحدهما ذكرًا والآخر أنثى حرمت مناكحتهما، فعلى هذا لا يدخل أولاد الأعمام ولا أولاد الأخوال، واحتج هذا القائل بتحريم الجمع بين المرأة وعمتها، أو خالتها في النكاح ونحوه، وجواز ذلك في بنات الأعمام والأخوال. وقيل: هو عام في كل رحم من ذوي الأرحام في الميراث يستوي المحرم وغيره، ويدل عليه قوله : «ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ﴾». [أخرجه مسلم: (2548)] هذا كلام القاضي، وهذا القول الثاني هو الصواب ومما يدل عليه الحديث السابق في أهل مصر ﴿فإن لهم ذمة ورحمًا﴾ وحديث «إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ» [أخرجه مسلم: (2552)] مع أنه لا محرمية والله أعلم». "شرح مسلم"، للنووي: (113/16). وأما آداب صلة الرحم فنعرفها بأنها: التزام مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب في الإحسان إلى الأقارب، والبعد عن كل ما يشين الإنسان من الأقوال والأفعال. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال المعنيين اللغوي والاصطلاحي لصلة الرحم يتبين لنا الترابط بين المعنيين فإن صلة الرحم كناية عن الإحسان إلى الأقربين من ذوي النسب والأصهار، والعطف عليهم، والرفق بهم، والرعاية لأحوالهم، وكذلك إن بعدوا أو أساؤا، وقطع الرحم ضد ذلك كله، فكأنه بالإحسان إليهم قد وصل ما بينه وبينهم من علاقة القرابة والصهر، والصلة الجائزة والعطية. "لسان العرب"، لابن منظور: (4851/8). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفضل

1- أثنى الله تبارك وتعالى على عباده الذين يَصِلون ما أمرهم بوصله كالأرحام والمحتاجين، ويراقبونه، ويخشونه. قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ﴾. [الرعد: (21)]. 1- جعل الله تعالى ثواب من وصل رحمه أن يصله الله، وعقوبة من قطع رحمه أن يقطعه الله. قال : «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ، قَالَتِ الرَّحِمُ: هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَهُوَ لَكِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ﴿ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ [محمد: (22)]». [أخرجه البخاري: (5987)]. 3- عدَّ النبي صلة الرحم سببًا في توسع الرزق والبركة فيه، وإطالة العمر. قال : «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» [أخرجه البخاري: (5986)، ومسلم: (2557)]. 4- جعل النبي صلة الرحم من الأعمال التي تقرب الإنسان من الجنة وتباعده من النار، فعن أَبُي أَيُّوبَ الأنصاري رضي الله عنه أَنَّ أَعْرَابِيًّا عَرَضَ لِرَسُولِ اللهِ وَهُوَ فِي سَفَرٍ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ نَاقَتِهِ - أَوْ بِزِمَامِهَا ثُمَّ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ - أَوْ يَا مُحَمَّدُ - أَخْبِرْنِي بِمَا يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ، وَمَا يُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، قَالَ: فَكَفَّ النَّبِيُّ ، ثُمَّ نَظَرَ فِي أَصْحَابِهِ، ثُمَّ قَالَ: «لَقَدْ وُفِّقَ، أَوْ لَقَدْ هُدِيَ»، قَالَ: كَيْفَ قُلْتَ؟ قَالَ: فَأَعَادَ، فَقَالَ النَّبِيُّ : «تَعْبُدُ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ، دَعِ النَّاقَةَ». [أخرجه مسلم: (13)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

صلة الأرحام في القرآن الكريم
1- أ مر الله تبارك وتعالى بالإحسان إلى ذوي الأرحام، وقرن ذلك بالأمر بتوحيده والنهي عن الشرك به. قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَبِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كانَ مُخْتالًا فَخُوراً﴾. [النساء: (36)]. وقال تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ﴾. [البقرة: (83)]. 2- أمر الله تعالى بإعطاء ذوي القربى حقوقهم. قال تعالى: ﴿ فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾. [الروم: (38)]. وقال تعالى: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ﴾. [الإسراء: (26)]. 3- عدَّ الله تبارك وتعالى تقطيع الأرحام من الفساد في الأرض. قال تعالى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾. [محمد: (23-22)]. 4- جعل الله تعالى أولى القرابة بعضهم أولى ببعض في التوارث في حكم الله من عامة المسلمين. قال تعالى: ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ﴾. [الأنفال: (75)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

صلة الأرحام في السنة النبوية
1- أمر النبي كل من كان يؤمن بالله تعالى واليوم الآخر بأن يصل رحمه. قال : «وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ». [أخرجه البخاري: (6138)]. 2- أخبر النبي أن الله تعالى اشتق الرحم من اسمه الرحمن، وأنه وعد بوصل من وصلها، وتوعد بقطع من قطعها، فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «قَالَ اللَّهُ: أَنَا الرَّحْمَنُ وَهِيَ الرَّحِمُ، شَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنَ اسْمِي، مَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ». [أخرجه أبو داود: (1694)]. 3- عدَّ النبي الواصل لأرحامه حقيقة هو الذي يصلهم إذا قطعوه وليس من كانت صلته نوع معاوضة ومبادلة. قال : «لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا». [أخرجه البخاري: (5991)]. 4- أخبر النبي أن قطيعة الرحم أحق الذنوب وأولاها بأن يعجل الله العقوبة لمرتكبها مع ما يؤجل له من العقوبة في الآخرة. قال : «مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ تَعَالَى لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِثْلُ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ». [أخرجه أبو داود: (4902)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الإجماع

أجمع علماء المسلمين على وجوب صلة الرحم، قال القاضي عياض: «ولا خلاف أن صلة الرحم واجبة في الجملة، وقطيعتها معصية كبيرة». "شرح مسلم"، للنووي: (113/16). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحكم

ذهب جماهير العلماء إلى أن صلة الرحم واجبة، وأن قطيعتها معصية من كبائر الذنوب؛ لقول الله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾. [النساء: (1)]. وقول النبي : «وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ». [أخرجه البخاري: (6138)]. لكن الصلة درجات بعضها أرفع من بعض، وأدناها ترك المهاجرة. وصلة الرحم تكون بالكلام ولو بالسلام، ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة، فمنها واجب، ومنها مستحب. ولو وصل الإنسان بعض الصلة، ولم يصل غايتها، لا يسمى قاطعًا. ولو قصر عما يقدر عليه وينبغي له لا يسمى واصلًا. "شرح مسلم"، للنووي: (113/16). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أقوال أهل العلم

«لَدِرهمٌ أضعه في قرابةٍ، أحبُّ إليَّ مِن ألفٍ أضعُها في فاقة» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA عُمَر بن الخَطَّاب عطاء بن أبي رباح
«تعلَّموا أنسابكم، ثم صِلُوا أرحامكم، والله إنه ليكون بين الرجل وبين أخيه الشيء، ولو يعلم الذي بينه وبينه مِن داخلة الرحِم، لأوزعه ذلك عن انتهاكه» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA سَعِيد بن المُسَيَّب "الأدب المفرد"، للبخاري: (72).
«لا خير فيمن لا يجمع المال فيقضي دينه، ويصل رحمه، ويكف به وجهه» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA عائِشَة أم المُؤْمِنِين "الآداب الشرعية"، لابن مفلح: (269/3).
«إِنَّ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ عَشَرَةٌ: صِدْقُ الْحَدِيثِ، وَصِدْقُ الْبَأْسِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَإِعْطَاءُ السَّائِلِ، وَمُكَافَأَةُ الصَّنِيعِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ، وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ، وَالتَّذَمُّمُ لِلْجَارِ، وَالتَّذَمُّمُ لِلصَّاحِبِ، وَقِرَى الضَّيْفِ، وَرَأْسُهُنَّ الْحَيَاءُ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن عبَّاس "مكارم الأخلاق"، لابن أبي الدنيا: (36)
«احْفَظُوا أَنْسَابَكُمْ، تَصَلُوا أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّهُ لاَ بُعْدَ بِالرَّحِمِ إِذَا قَرُبَتْ، وَإِنْ كَانَتْ بَعِيدَةً، وَلاَ قُرْبَ بِهَا إِذَا بَعُدَتْ، وَإِنْ كَانَتْ قَرِيبَةً، وَكُلُّ رَحِمٍ آتِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمَامَ صَاحِبِهَا، تَشْهَدُ لَهُ بِصِلَةٍ إِنْ كَانَ وَصَلَهَا، وَعَلَيْهِ بِقَطِيعَةٍ إِنْ كَانَ قَطَعَهَا». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الطِّيبي "الأدب المفرد"، للبخاري: (73).
«ليست حقيقةُ الواصل ومَن يُعتدُّ بصلتِه مَن يكافئ صاحبه بمثل فعله، ولكنه مَن يتفضَّل على صاحبه» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA المَرْداوي "فتح الباري"، لابن حجر: (423/10).
وكُنْ واصلَ الأرحامِ حتَّى لِكَاشِحٍ*****تُوَفَّرُ في عُمْرٍ ورِزقٍ وتَسْعَدِ ولا تَقطَعِ الأرحامَ إنَّ قَطيعةً*****لِذِي رَحِمٍ كُبْرَى مِن اللَّهِ تُبْعَدِ فلا تَغْشَ قومًا رحمةُ اللَّهِ فيهمُ*****ثَوَى قاطعٌ قدْ جاءَ ذَا بتَوَعُّدِ "الألفية في الآداب الشرعية" (ص35).

الآداب

آداب صلة الرحم

لصلة الرحم آداب عظيمة ينبغي مراعاتها من أهمها ما يأتي: 1- أ ن يستشعر المسلم أنَّ أرحامه أولى الناس ببره وإحسانه، قال تعالى: ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [الأنفال: (75)]. وقال : «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» [أخرجه البخاري: (5986)، ومسلم: (2557)]. 2- أ ن يصبر المسلم على أذى أرحامه، وأن يتسع صدره في معاملتهم. وألا يقابل السيئة بمثلها، والقطعية بالقطيعة، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ﴾ [الرعد: (21)]. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ: «لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ». [أخرجه مسلم: (2558)]. 3- أن يصلح ذات بينهم، وأن يتجنب مقاطعتهم. قال تعالى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾. [محمد: (23-22)]. وقال : «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ، قَالَتِ الرَّحِمُ: هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَهُوَ لَكِ. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ﴿ فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾» [محمد: (22)]﴾. [أخرجه البخاري: (5987)]. 4- أن يستأذن قبل دخول البيوت عليهم. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النور: (27)]. 5- أن يقدم النصيحة لمن يحتاجها منهم، وأن يقبلها منهم. قال تعالى: ﴿ فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾. [الروم: (38)]. وقال تعالى: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ﴾. [الإسراء: (26)]. 6- أن يتجنب الخلوة بغير المحارم؛ كبنات العم والعمة والخال والخالة. فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لاَ يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ» فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، امْرَأَتِي خَرَجَتْ حَاجَّةً، وَاكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: «ارْجِعْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ» [أخرجه البخاري: (5233)]. 7- أن يدخل السرور عليهم. قال : «الصَّدَقَةُ عَلَى المِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ: صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ» [أخرجه الترمذي: (658)]. 8- أن يرشد ضالهم، ويهدي شاردهم، ويذكر غافلهم، ويدعو مُعرِضَهم. قال تعالى: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء: (214)]. 9- أن يقبَلَ أعذارَهُم، وأن ينسى عُيوبَهم. 10- أن يرحم صغيرَهم، وأن يُوقِّر كبيرَهم. 11- أن يبدأهم بالسلام، والبشاشة عند اللقاء. 12- أن يكتُم أسرارهم. 13- أن يقبَل هديتهم. 14- أن ينصُرَهم في الحق، وأن لا يخذلَهُم. 15- أن يستر عليهم عيوبهم. 16- أن يزورهم على الدوام. 17- أن يعُودَ مريضهم، وأن يُشيِّع مَيِّتَهم. 18- أن يتجنَّبَ مصافحة النساء من غير المحارم. 19- أن يتجنب الاختلاطَ الُمحرَّم بنساء الأقارب. 20- أن يتفَقَّد أحوالهم باستمرار. "موسوعة الأخلاق"، لخالد الخراز: (360) Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفوائد والمصالح

لصلة الرحم فوائد ومصالح عظيمة النفع تعود على الواصل وعلى الموصول وعلى المجتمع منها ما يأتي: 1- صلة الرحم علامة على كمال الإيمان وحسن الإسلام. 2- صلة الرحم تحقق السعة في الأرزاق والبركة في الأعمار. 3- صلة الرحم تُكسب الإنسان رضى الله سبحانه وتعالى. 4- صلة الرحم تُكسب الإنسان محبة الخلق. 5- صلة الرحم تقوي أواصر العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة. 6- صلة الرحم تقوي أواصر العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسر المرتبطة بالمصاهرة؛ فيعم ذلك المجتمع كله. 7- صلة الرحم تستصحب معية النصر، والتأييد من الله القوي العزيز للواصل. 8- صلة الرحم سبب في نشر الدعوة إلى الله ونشر الإسلام إذا كان الأرحام كفارًا، أو فجارًا، أو مبتدعة. 9- صلة الرحم تقوي الصلة بقرب العلاقة وهي للأقرب أقوى منها للأبعد. 10- صلة الرحم تجلب النعم، وتدفع النقم. 11- صلة الرحم سبب في جلب الميتة الحسنة للإنسان، ودفع ميتة السوء عنه. 12- صلة الرحم توجب للإنسان السُّؤدد. 13- صلة الأرحام من أفضل شيم الكرام. "نضرة النعيم"، لصالح بن حميد: (2632/7). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

نماذج وقصص

1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء: (214)]، دَعَا رَسُولُ اللهِ قُرَيْشًا، فَاجْتَمَعُوا فَعَمَّ وَخَصَّ، فَقَالَ: ﴿يَا بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي هَاشِمٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا فَاطِمَةُ، أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا، غَيْرَ أَنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّهَا بِبَلَالِهَا ﴾. [أخرجه البخاري: (2753)، ومسلم: (204)]. 2- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ: «لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ». [أخرجه مسلم: (2558)]. 3- قال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: «لأن أصل أخا من إخواني بدرهم أحبّ إليّ من أن أتصدّق بعشرين درهما، ولأن أصله بعشرين درهما أحبّ إليّ من أن أتصدّق بمائة درهم، ولأن أصله بمائة درهم أحبّ إليّ من أن أعتق رقبة». "إحياء علوم الدين"، للغزالي: (220/1). 4- عن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إنّ الله يوصيكم بأمّهاتكم، ثمّ يوصيكم بأمّهاتكم، ثمّ يوصيكم بأمّهاتكم، ثمّ يوصيكم بآبائكم، ثمّ يوصيكم بالأقرب فالأقرب» "الأدب المفرد"، للبخاري: (60). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA