البحث

عبارات مقترحة:

المجيد

كلمة (المجيد) في اللغة صيغة مبالغة من المجد، ومعناه لغةً: كرم...

المحسن

كلمة (المحسن) في اللغة اسم فاعل من الإحسان، وهو إما بمعنى إحسان...

الحكم

كلمة (الحَكَم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعَل) كـ (بَطَل) وهي من...

آداب الضيافة

تعدُّ الضيافة من مكارم الأخلاق وآداب الإسلام ومن سنن الأنبياء والمرسلين، فأول من ضيف الضيف هو نبي الله إبراهيم عليه السلام. وقد رغب الإسلام في الضيافة وعدها من أمارات صدق الإيمان، وحقًا من حقوق المسلم على أخيه المسلم. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف

التعريف لغة

آدَابُ جمع أَدَبُ. والأدب: حسن الأخلاق وفعل المكارم. يقال: أَدَّبْته أَدَبًا أي: عَلَّمْته رياضة النفس ومحاسن الأخلاق، والأدب يقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل، وهو ملكة تعصم من قامت به عما يشينه، والأدب كذلك استعمال ما يحمد قولًا وفعلًا، أو الأخذ أو الوقوف مع المستحسنات، أو هو: تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك. "المصباح المنير"، للفيومي: (9/1)، "تاج العروس"، للزبيدي: (12/2). الضيافة: مصدر ضاف وضيف، وأصلها يدل على ميل الشيء إلى الشيء. يقال: أضفت الشيء إلى الشيء: أملته. وضافت الشمس تَضِيفُ: مالت ; وكذلك تَضَيَّفَتْ، إذا مالت للغروب. والضَّيْفُ من هذا، يُقال: ضِفْتُ الرجل: تعرَّضْتُ له لِيَضِيفَنِي. وَأَضَفْتُهُ: أَنْزَلْتُهُ عليَّ وفلان يَتَضَيَّفُ النَّاس، إذا كان يتَّبِعُهُمْ لِيُضِيفُوهُ، والضَّيْفُ يكون واحدًا وجمعًا. ويقال أيضًا: أضْيَافٌ وَضِيفَانٌ وضيوف. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (380/3)، "الصحاح"، للجوهري: (1392/4). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

الضيافة: اسم لإكرام الضيف. أو هي: القيام بحاجات النازل بالدار ونحوها إذا كان من غير أهلها. "معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية"، لمحمود عبدالمنعم (417/2)، "معجم لغة الفقهاء" لقلعجي وقنيبي (ص 286). ويمكننا تعريف آداب الضيافة بأنها: التزام مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب في القيام بحاجات النازل بالدار ونحوها إذا كان من غير أهلها، مع البعد عن كل ما يشين الإنسان من الأقوال والأفعال. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال التعريف اللغوي والاصطلاحي للضيافة يتبين لنا أن التعريف الاصطلاحي مبني على التعريف اللغوي، وأن المعنى الاصطلاحي مأخوذ من المعنى اللغوي إلا أن المعنى الاصطلاحي بإكرام من نزل بالبيت ممن هو من غير أهله، وإتحافه بالطعام والشراب والمؤانسة وغيرها. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفضل

1- أثنى الله سبحانه وتعالى علي نبيه إبراهيم -عليه السلام- لأنه أكرم ضيفانه من الملائكة فقال تعالى: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴾. [الذاريات: (24-27)]. 2- جعل النبي للضيف حق على المضيف، فقال : «إِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا». [أخرجه البخاري: (1974)]. 3- وصفت السيدة خديجة رضي الله عنها النبي بأنه يقري الضيف ولذا استدلت بهذا على أن الله تعالى لا يخزيه أبدًا فقالت: «كَلَّا أَبْشِرْ، فَوَاللهِ، لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا، وَاللهِ، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتُكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ». [أخرجه البخاري: (3)، ومسلم: (252) ]. 4- عدَّ النبي جائزة الضيف وإكرامه في الليلة الأولى دينًا على المضيف، قال : «لَيْلَةُ الضَّيْفِ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، فَمَنْ أَصْبَحَ بِفِنَائِهِ فَهُوَ عَلَيْهِ دَيْنٌ، إِنْ شَاءَ اقْتَضَى وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ». [أخرجه أبو داود: (3750)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

آداب الضيافة في القرآن الكريم
1- أمر الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم أن يخبر أمته عن ضيف نبي الله إبراهيم -عليه السلام- الذين أكرمهم -وكانوا من الملائكة الكرام- حين دخلوا عليه في بيته، فحيَّوه قائلين له: سلامًا، فردَّ عليهم التحية قائلًا سلام عليكم. فعَدَلَ ومال خفية إلى أهله، فعمد إلى عجل سمين فذبحه، وشواه بالنار، ثم وضعه أمامهم، وتلَّطف في دعوتهم إلى الطعام قائلا ألا تأكلون؟ قال تعالى: ﴿وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ ﴾. [الحجر: (51)]. وقال أيضًا: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴾. [الذاريات: (24-27)]. 2- أخبرنا الله تعالى عن موقف سيدنا لوط -عليه السلام- من قومه لما أرادوا أذية أضيافه، فقد نهى قومه عن الاعتداء على ضيفه؛ وأخبرهم أنهم أضيافه وفي حمايته، وأن الاعتداء عليهم إهانة وفضيحة ومسبة لا يفعلها إلا أهل السفاهة. قال تعالى: ﴿وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ ﴾. [هود: (78)]. وقال أيضًا: ﴿ قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ ﴾. [الحجر: (68)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

آداب الضيافة في السنة النبوية
1- أمر النبي بإكرام الضيف وجعل ذلك دليلًا على صدق الإيمان بالله واليوم الآخر فقال : «وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ». [أخرجه البخاري: (6018)، ومسلم: (74)]. 2- أمر النبي بمنح الضيف جائزته وهي: الإكرام الزائد عن المعتاد بالعطية والمنحة والصلة، كما نهى النبي عن الإقامة عند المضيف بعد الثلاث إذا لم يكن عنده ما يهيئه لضيفه من الطعام حتى لا يوقعه في الإثم. قال : «الضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، وَجَائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَلَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَ أَخِيهِ حَتَّى يُؤْثِمَهُ ﴾، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يُؤْثِمُهُ؟ قَالَ: ﴿ يُقِيمُ عِنْدَهُ وَلَا شَيْءَ لَهُ يَقْرِيهِ بِهِ». [أخرجه مسلم: (48)]. 3- أمر النبي الضيف أن يأخذ حقه من المضيف إن كان مضطرًا لها ولم يقدم المضيف له حق الضيافة، فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تَبْعَثُنَا، فَنَنْزِلُ بِقَوْمٍ فَلاَ يَقْرُونَنَا، فَمَا تَرَى؟ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ نَزَلْتُمْ بِقَوْمٍ فَأَمَرُوا لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ فَاقْبَلُوا، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلُوا، فَخُذُوا مِنْهُمْ حَقَّ الضَّيْفِ الَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ». [أخرجه البخاري: (6173)، ومسلم: (1727)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الإجماع

قال النووي: «أجمع المسلمون على الضيافة وأنها من متأكدات الإسلام». "شرح مسلم"، للنووي: (30/12). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحكم

ذهب أبو حنيفة ومالك والشافعي إلى أن الضيافة سنة وليست واجبة، وذهب أحمد بن حنبل إلى أنها واجبة يومًا وليلة على أهل القرى والبادية دون المدن. "المغني"، لابن قدامة المقدسي: (431/9). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أقوال أهل العلم

«أكل الطيبات يورث الرضا عن الله». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA أَبُو سُليمان الدَّاراني "قوت القلوب"، لأبي طالب المكي: (298/2).
«كان يقال العجلة من الشيطان إلا في خمس، إطعام الطعام إذا حضر الضيف، وتجهيز الميت إذا مات، وتزويج البكر إذا أدركت، وقضاء الدين إذا وجب، والتوبة من الذنب إذا أذنب». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA حاتِم الأَصَمّ "حلية الأولياء: ، للأصبهاني: (78/8).
«إن زكاة الرجل في داره أن يجعل فيها بيتًا للضيافة». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA أَنَس بن مالِك "شعب الإيمان"، للبيهقي: (9180).
«إذا نزل بك ضيف فلا تكلف له ما لا تطيق، وأطعمه من طعام أهلك، والقه بوجه طلق، فإنك إن تكلفت له ما لا تطيق أوشك أن تلقاه بوجه يكرهه». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الرَّقِّي "شعب الإيمان"، للبيهقي: (9165).
«كَانَ إِبْرَاهِيمُ –عليه السلام- أَوَّلَ مَنْ أَضَافَ الضَّيْفَ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA سَعِيد بن المُسَيَّب "قرى الضيف"، لابن ابي الدنيا: (6).
«صحبت ابن المبارك من خراسان إلى بغداد فما رأيته أكل وحده» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الحسن البَصْري "صفة الصفوة"، لابن الجوزي: (324/2).
«ثلاث ليس فيهن انتظار: الجنازة إذا وجدت من يحملها، والأيم إذا أصابت لها كفؤا، والضيف إذا نزل لم ينتظر به كلفة». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الأحنف بن قيس "قرى الضيف"، لابن ابي الدنيا: (59).
للضيف هَيِّئْ منزلًا رحيبا*****ولاقيَنْهُ البِشْرَ والتَّرْحيبَا عنه اكْتُمِ الأكدارَ والمَصَائبْ*****وازْجُرْ أهاليك عن التَّصَاخُبْ إلى مَسيرِه. وَشَيِّع، زَوِّدِ*****بما تَيَسَّرَ. وفي السُّؤْرِ ازْهَدِ المَرْداوي حَمَّاد بن أَلَمين
وضَيْفَكَ أَكْرِمْهُ وعَجِّلْ قِراءَهُ*****وقُلْ مَرْحَبًا في ذا بأَحمدَ فاقْتَدِ ويَعرِفُ حقَّ الضيفِ كُلُّ مُعالِجِ السَّـ*****فَارِ مُطيلُ الْجَوْبِ في كلِّ فَدْفَدِ أَتَى صَرِدًا والليلُ بادٍ عُبوسُهُ*****يَؤُمُّ سَنَا نارٍ لِذِي خيرِ مُوقِدِ فَوَاسَاهُ مِنْ زَادٍ وأَبْدَى بَشاشةً*****وأَذْهَبَ عنهُ القُرَّ تَوطيدَ مَرْقَدِ فكَمْ بينَ هذا وامرِئٍ باتَ ضَيْفُهُ*****مُضَاجِعَ جُوعٍ مُسْهِرٍ وتَصَرُّدِ فلا خيرَ فيمَنْ لا يُضَيِّفُ هكذا*****رُوِيَ مُسْنَدًا عنْ خيرِ هادٍ مُحَمَّدِ أَلَا قاتَلَ اللَّهُ البخيلَ لِضَنِّهِ*****فللضَّيْفِ رِزْقٌ واصلٌ لمْ يُزَهَّدِ وبُشَّ إلى الضِّيفانِ وامْزَحْ على القِرَى*****لِتُذْهِبَ عنهُ خَجْلَةَ الْمُتنكِّدِ وكُنْ مُؤْثِرًا إنْ كانَ في الزادِ قِلَّةٌ*****ولا تَتكلَّفْ تَعْجَزَنَّ فتَفْنَدِ ومَعْ بَنِيِّ دُنْيَا إِنَ اكَلْتَ فاحْتَشِمْ*****ومعْ فُقرائِهِم أَثِرْهُمْ تُسَدَّدِ والاخْوَانُ مَعْهم إنْ أَكَلْتَ فانْبَسِطْ*****ووَانِسْ ولا تَذْكُرْ كلامًا يُنَكِّدِ ولا تَحْكِيَنَّ المضْحِكاتِ فيَشْرَقُوا*****ولا تَذْكُرَنْ بَوْلًا ولا قَذَرًا رَدِي ولا تَحْقِرَنْ شَيْئًا يُقَدَّمُ لِلْقِرَى*****وتَعجيلُ نَزْرٍ زِينةٌ للمُصَرِّدِ واخدِمْه نفسَكَ، رُوي أنَّ الخليلْ***** أوحى بذا إليه ربُّهُ الجَليلْ "الألفية في الآداب الشرعية" (ص54).

الآداب

آداب الضيافة

1- تعجيل تقديم الطعام، فهو من إكرام الضيف، ومهما حضر الأكثرون وغاب واحد أو اثنان وتأخروا عن الوقت الموعود فحق الحاضرين في التعجيل أولى من حق أولئك في التأخير. وأحد المعنيين في قوله تعالى: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ ﴾. [الذاريات: (24)]. أنهم أكرموا بتعجيل الطعام إليهم، دل عليه قوله تعالى: ﴿فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ﴾. [هود: (69)] وقوله: ﴿ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ ﴾. [الذاريات: (26)]. والروغان: الذهاب بسرعة، وقيل: في خفية. 2- ترتيب الأطعمة بتقديم الفاكهة قبل غيرها، وهذا أصلح في باب الطب، قال الله تعالى: ﴿وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ﴾. [الواقعة: (20-21)]. ثم يقدم بعد الفاكهة اللحم، وخصوصًا المشوي، ثم أفضل الطعام بعد اللحم الثريد، ثم الحلوى، وتتم هذه الطيبات بشرب الماء البارد، وتكملة الأمر صب الماء الفاتر على اليد عند الغسل. 3- أن يقدم من الألوان ألطفها حتى يستوفي منها من يريد ولا يكثر الأكل بعده. 4- أن لا يبادر إلى رفع الألوان بل يمكنهم من الاستيفاء حتى يرفعوا أيديهم عنها، فلعل منهم من يكون بقية ذلك اللون أشهى عنده مما استحضروه أو بقيت فيه حاجة إلى الأكل فيتنغص عليه بالمبادرة. 5- أن يقدم من الطعام قدر الكفاية، فإن التقليل من الكفاية نقص في المروءة والزيادة عليه تصنع. وينبغي أن يعزل لأهل البيت نصيبهم قبل تقديم الطعام؛ حتى لا تكون أعينهم طامحة إلى رجوع شيء منه، فلعله لا يرجع فتضيق صدورهم، وتنطلق في الضيفان ألسنتهم. 6- التجمُّل للضيف في غير تكلف، والقيام في خدمته بذوق وتقدير، ولا تتخذ من حسن الصحبة والألفة بينكما مسوغًا للتساهل والتبذل معه ، فقد كان السلف إذا تزاوروا تجمَّلُوا. كما رواه البخاري 'الأدب المفرد'. 7- من دعا رجلاً في غير دعوة عامَّة وعنده قومٌ أو رجل بعينه فليُعلِِمْه بمن عنده ليدخل على بصيرة، فلعلّ أن يكون عنده من يكره هذا المدعو الاجتماع معه، أو لعلَّه أن يُجيبه لأنه يحسب أن ليس عنده غيره، لأن الأكلَ مُعاشرة، وليس كلُّ إنسان يحبُّ أن يعاشر كل أحد. "مختصر منهاج القاصدين"، لابن قدامة: (74)، "موعظة المؤمنين"، للقاسمي: (98). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

آداب الضيف

1- أن لا يُطَوِّل الانتظار عليهم، ولا يَعْجَل بحيث يفاجئهم قبل تمام الاستعداد. 2- أن يجلس الضيف حيث يُجلسه صاحب البيت ولا يخالفه؛ لأنه أعرف بعورة بيته من غيره. 3- أن يتواضع في مجلسه إذا حضر، ولا يتصدر فيأخذ أحسن الأماكن، وإن عين له صاحب الدار مكانًا لا يتعداه. 4- أن لا يُضَيِّق المكان على الحاضرين بالزحمة، بل إن أشار إليه صاحب المكان بموضع لا يخالفه البتة فإنه قد يكون رتب في نفسه موضع كل واحد فمخالفته تشوش عليه. 5- أن يخص بالتحية والسؤال من يقرب منه إذا جلس. 6- أن يغير المنكر إذا رآه إن قدر على ذلك وإلا أنكر بلسانه. 7- أن لا يكون فضوليًا في الأسئلة، وذلك بأن لا يسأل صاحب البيت عن شيء من داره سوى القبلة وموضع قضاء الحاجة. 8- أن لا يشتهي على رب البيت إلا الملح والماء وألا يعيب طعامه بل ما وجد أكل وحمد. 9- ألا يقترح الزائر طعامًا يعينه، وإن خير بين طعامين يختار الأيسر ما لم يعلم أن صاحبه يسر بما اقترحه. 10- أن لا يكثر الالتفات إلى الموضع الذي يؤتى الطعام منه؛ فإن ذلك مكروه عند الناس. 11- أن لا يجلس في مقابلة باب الحجرة المخصصة للنساء ولا ينظر إلى ناحيتهن. 12- أن لا يطلق بصره في البيت فاحصًا منقبًا، وخاصة إذا عرضت مناسبة فدعاك إلى غير الغرفة المعدة للضيوف، فاقصر بصرك فيها، فقد يكون فيها ما لا يحسن أن تراه. 13- أن لا يمنع صاحب البيت إذا رآه قد تحرك بحركة. 14- أن لا يمتنع من غسل يديه. 15- أن يبادر إلى أكل الطعام، راضيًا به، ولا يعتذر بشبع. 16- أن لا يزيد على ثلاثة أيام فربما يتبرم به ويحتاج إلى إخراجه. 17- أن لا يقوم إلا بإذن رب البيت، ويراعى قلبه في قدر الإقامة. 18- أن يدعو له إذا خرج، فقد كان النبي إذا خرج يقول : ﴿ أَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَةُ ﴾. [أخرجه أبو داود: (3854)]. 19- أن يخرج طيب النفس وإن جرى في حقه تقصير، فذلك من حسن الخلق والتواضع. 20- أن يكون الضيف لطيف الظل ، خفيف الزحمة والإثقال عليه، ويراعي ظروفه وأوقات عمله، ويوجز ما استطاع من وقت الضيافة عنده، فإن لكل إنسان ارتباطات وواجبات ومسؤوليات ظاهرة وغير ظاهره، فيرفق بمضيفه، ويكون مساعدًا له على القيام بشؤن نفسه وإنجاز أعماله وأداء واجباته. "بستان العارفين"، للسمرقندي: (346/1)، "مختصر منهاج القاصدين"، لابن قدامة: (74)، "غذاء الألباب"، للسفاريني: (146/2)، "موعظة المؤمنين"، للقاسمي: (98 - 99)، "من أدب الإسلام" لأبي غدة. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

آداب المضيف

1- أن يرحب بالضيوف. لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ وَفْدَ عَبْدِ القَيْسِ لَمَّا أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ القَوْمُ؟ - أَوْ مَنِ الوَفْدُ؟» قَالُوا: رَبِيعَةُ. قَالَ: «مَرْحَبًا بِالقَوْمِ، أَوْ بِالوَفْدِ، غَيْرَ خَزَايَا وَلاَ نَدَامَى». [أخرجه البخاري: (53)]. والذي لا شك فيه أن استقبال الرجل لضيوفه بعبارات الترحيب وما شابهها، تدخل السرور والأنس عليهم، والواقع يصدقه. 2- أن يبش إلى الأضياف ويمازحهم على الطعام، ليذهب عنهم الخجل. وأن يباسطهم بالحديث الطيب، والحكايات اللائقة بالحال، وبما تميل إليه أنفسهم، ولا يشكو الزمان بحضورهم، وأن لا يتحدث بما يروعهم به، ليدخل السرور على قلوبهم بكل ما أمكن. 3- أن لا يكثر السكوت عند الأضياف فيدخل الوحشة عليهم. 4- أن لا يغيب عنهم طويلًا، فإن ذلك من الجفاء. 5- أن لا يُجلس مع الأضياف من يَثْقُل عليهم، فإن الثقيل ينغص الطعام. 6- أن يخدم أضيافه؛ لأن خدمته إياهم من المروءة، ويظهر لهم الغنى، والبسط بوجهه. 7- أن يبدأ بمن هو أكبر سنًا؛ فلا يبدأ قبله، ويقدم الأكبر فالأكبر، والأيمن فالأيمن. 8- أن لا يقدم الطعام حتى يقدم الماء ليغسلوا أيديهم فإن ذلك من المروءة. 9- أن يقدم ما حضر من الطعام من غير تكلف ولا يستأذنهم في التقديم. 10- أن يغسل صاحب المنزل يده قبل القوم، وقبل الطعام؛ لأنه يدعو الناس إلى كرمه. 11- أن يقرب إليهم الطعام ولا يقربهم إليه، وهذا أبلغ في الكرامة. أن يجلس الضيف، ثم تقرب الطعام إليه وتحمله إلى حضرته ولا تضع الطعام في ناحية، ثم تأمر ضيفك بأن يتقرب إليه. 12- أن يلاحظ ضيفه هل يأكل أم لا، ويكون ذلك بتلفت ومسارقة، لا بتحديد النظر. 13- أن يقول للضيف أحيانًا: كُلْ ، من غير إلحاح؛ لأنك إذا قلت للضيف كل كان أكله أهنأ، ولا تلح عليه فإن الإلحاح مذموم. 14- أن لا ينظر إلى لقمة غيره؛ لأن في ذلك سوء أدب. 15- أن يتأخر في آخر الطعام عنهم. 16- أن لا يغضب على الخادم عند الأضياف؛ لأنه يقال أفضل ما يبذل للضيف وأفضل ما يكرم به الوجه الطلق والقول الجميل. 17- أن يأمر بحفظ نعال أضيافه، ويتفقد غلمانهم بما يكفيهم، وأن لا ينتظر من يحضر من عشيرته إذا قدم الطعام إلى أضيافه. 18- أن يُعلم ضيفه إن أراد المبيت القبلة ومكان قضاء الحاجة، وموضع الوضوء، و إذا قدم له منديلًا للتنشيف من ماء الوضوء أو من غسل اليدين بعد الطعام أوقبله ، فليكن نظيفًا غير ما يستعمله المضيف وأولاده. 19- ولا بأس أن تقرب إلى الضيف الطيب ليتطيب منه ، والمرآة ليتجمل بالنظر إليها. ولتكن وسائل الطهارة التي يستعملها نظيفة، وقبل دخوله الحمام غيب ما فيها مما لا يحسن أن تقع عليه عين الضيف والغريب. 20- أن لا يمنعهم من الخروج إذا فرغوا من الطعام واستأذنوا؛ لأن ذلك مما يثقل عليهم. 21- أن يخرج مع الضيف إلى باب الدار، وهو من تمام الضيافة، وحسن الرعاية للضيف، وتأنيسه حتى يغادر الدار. 22- مراعاة راحة الضيف في أثناء النوم والاستراحة، بتجنيبه ضجيج الأولاد وصخب البيت قدر الاستطاعة. 23- يباعد عن نظر الضيف ملابس النساء ومايتصل بحالهن، فإن ذلك من الحشمة المطلوبة، وهو أكرم للضيف والمضيف. "بستان العارفين"، للسمرقندي: (346/1)، "مختصر منهاج القاصدين"، لابن قدامة: (74-73)، "غذاء الألباب"، للسفاريني: (146/2)، "موعظة المؤمنين"، للقاسمي: (98 - 99)، "من أدب الإسلام" لأبي غدة. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

نماذج وقصص

1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَبَعَثَ إِلَى نِسَائِهِ فَقُلْنَ: مَا مَعَنَا إِلَّا المَاءُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَضُمُّ أَوْ يُضِيفُ هَذَا»، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أَنَا، فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: أَكْرِمِي ضَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: مَا عِنْدَنَا إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي، فَقَالَ: هَيِّئِي طَعَامَكِ، وَأَصْبِحِي سِرَاجَكِ، وَنَوِّمِي صِبْيَانَكِ إِذَا أَرَادُوا عَشَاءً، فَهَيَّأَتْ طَعَامَهَا، وَأَصْبَحَتْ سِرَاجَهَا، وَنَوَّمَتْ صِبْيَانَهَا، ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجَهَا فَأَطْفَأَتْهُ، فَجَعَلاَ يُرِيَانِهِ أَنَّهُمَا يَأْكُلاَنِ، فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ، أَوْ عَجِبَ، مِنْ فَعَالِكُمَا» فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ﴾. [الحشر: (9)]. [أخرجه البخاري: (3798)]. 2- عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : كَانَ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ ضَيْفٌ ، فَأَبْطَأَ عَنْ أَهْلِهِ ، فَقَالَ : عَشَّيْتُمْ ضيفي ، قَالُوا : لاَ , قَالَ : لاَ وَاللَّهِ لاَ أَطْعَمُ اللَّيْلَةَ مِنْ عَشَائِكُمْ ، فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ : إذًا وَاللَّهِ لاَ أَطْعَمُهُ ، قَالَ : فَقَالَ الضَّيْفُ : وَأنا وَاللَّهِ لاَ أَطْعَمُهُ أَيْضًا ، قَالَ : فَقَالَ : يَبِيتُ ضَيْفِي بِغَيْرِ طَعَامٍ ، قَرِّبُوا طَعَامَكُمْ ، فَأَكَلُوا مَعَهُ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إلَى رَسُولِ اللهِ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ ، فَقَالَ : «أَطَعْت اللَّهَ وَعَصَيْت الشَّيْطَانَ». "المصنف"، لابن أبي شيبة: (12767). 3- عن جَابِر بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّا يَوْمَ الخَنْدَقِ نَحْفِرُ، فَعَرَضَتْ كُدْيَةٌ شَدِيدَةٌ، فَجَاءُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: هَذِهِ كُدْيَةٌ عَرَضَتْ فِي الخَنْدَقِ، فَقَالَ: «أَنَا نَازِلٌ». ثُمَّ قَامَ وَبَطْنُهُ مَعْصُوبٌ بِحَجَرٍ، وَلَبِثْنَا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لاَ نَذُوقُ ذَوَاقًا، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المِعْوَلَ فَضَرَبَ، فَعَادَ كَثِيبًا أَهْيَلَ، أَوْ أَهْيَمَ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي إِلَى البَيْتِ، فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي: رَأَيْتُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا مَا كَانَ فِي ذَلِكَ صَبْرٌ، فَعِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: عِنْدِي شَعِيرٌ وَعَنَاقٌ، فَذَبَحَتِ العَنَاقَ، وَطَحَنَتِ الشَّعِيرَ حَتَّى جَعَلْنَا اللَّحْمَ فِي البُرْمَةِ، ثُمَّ جِئْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالعَجِينُ قَدْ انْكَسَرَ، وَالبُرْمَةُ بَيْنَ الأَثَافِيِّ قَدْ كَادَتْ أَنْ تَنْضَجَ، فَقُلْتُ: طُعَيِّمٌ لِي، فَقُمْ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَجُلٌ أَوْ رَجُلاَنِ، قَالَ: «كَمْ هُوَ» فَذَكَرْتُ لَهُ، قَالَ: " كَثِيرٌ طَيِّبٌ، قَالَ: قُلْ لَهَا: لاَ تَنْزِعِ البُرْمَةَ، وَلاَ الخُبْزَ مِنَ التَّنُّورِ حَتَّى آتِيَ، فَقَالَ: قُومُوا " فَقَامَ المُهَاجِرُونَ، وَالأَنْصَارُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ قَالَ: وَيْحَكِ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَمَنْ مَعَهُمْ، قَالَتْ: هَلْ سَأَلَكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: «ادْخُلُوا وَلاَ تَضَاغَطُوا» فَجَعَلَ يَكْسِرُ الخُبْزَ، وَيَجْعَلُ عَلَيْهِ اللَّحْمَ، وَيُخَمِّرُ البُرْمَةَ وَالتَّنُّورَ إِذَا أَخَذَ مِنْهُ، وَيُقَرِّبُ إِلَى أَصْحَابِهِ ثُمَّ يَنْزِعُ، فَلَمْ يَزَلْ يَكْسِرُ الخُبْزَ، وَيَغْرِفُ حَتَّى شَبِعُوا وَبَقِيَ بَقِيَّةٌ، قَالَ: «كُلِي هَذَا وَأَهْدِي، فَإِنَّ النَّاسَ أَصَابَتْهُمْ مَجَاعَةٌ». [أخرجه البخاري: (4101)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA