البحث

عبارات مقترحة:

المؤخر

كلمة (المؤخِّر) في اللغة اسم فاعل من التأخير، وهو نقيض التقديم،...

القيوم

كلمةُ (القَيُّوم) في اللغة صيغةُ مبالغة من القِيام، على وزنِ...

الإحسان إلى اليتيم

يعدُّ الإحسان إلى اليتيم، والتلطف في معاملته، ورعاية مصالحه، والقيام بشؤونه من الأعمال الصالحة التي حث عليها الشرع الحنيف؛ لأن اليتيم من الشرائح الضعيفة في المجتمع التي يصيبها الذل بفقد عائلها، ولذا حذرت الشريعة الإسلامية من التعرض لحقوق اليتامى، وتوعدت عليه بالعذاب الشديد. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف

التعريف لغة

الإحسان: الحاء والسين والنون أصل واحد يدل على الحسن الذي هو ضد القبح. يقال رجل حسن وامرأة حسناء وحسانة، والمحاسن من الإنسان وغيره: ضد المساوي. والإحسان مأخوذ من الحسن، وهو عبارة عن كل مبهج مرغوب فيه، وذلك ثلاثة أضرب مستحسن من جهة العقل، ومستحسن من جهة الهوى، ومستحسن من جهة الحس. والإحسان هو: فعل ما ينبغي أن يفعل من الخير. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (57/2)، "تاج العروس"، للزبيدي: (418/34)، "المفردات"، للراغب الأصفهاني: (235). اليَتيم: اليُتْمُ في الناس من قبل الأب، وفي البهائم من قبل الأم. يقال أَيْتَمَتِ المرأةُ فهي موتِمٌ، أي صار أولادها أيْتامًا. وكلُّ شيء مفرد يعز نظيره فهو يَتيمٌ، يقال دُرَّةٌ يَتيمةٌ. ويَتَّمَهُمْ الله تَيْتيمًا: جعلهم أيْتامًا. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (154/6)، "الصحاح"، للجوهري: (2064/5). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

الإحسان: هو فعل ما ينفع غيره بحيث يصير الغير حسنًا به؛ كإطعام الجائع، أو يصير الفاعل به حسنًا بنفسه. أو هو: أن يُعطى أكثر مما عليه، ويأخذ أقل مما له، فتحري العدل واجب، وتحري الإحسان ثواب وتطوع. "المفردات"، للراغب الأصفهاني: (235)، "التعريفات"، للجرجاني: (7)، "الكليات"، لأبي البقاء: (53)، "معجم الألفاظ والمصطلحات الفقهية"، لمحمود عبد المنعم: (82/1). اليتيم هو: الصبي الذي مات أبوه وهو صغير، وهو يتيمٌ إِلى الاحتلام. أو هو: المنفرد عن الأب؛ لأن نفقته عليه لا على الأم. "شمس العلوم"، للحميري: (7341/11)، "التعريفات"، للجرجاني: (258). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال التعريف اللغوي والاصطلاحي للإحسان يتبين لنا أن التعريف الاصطلاحي مبني على التعريف اللغوي، وأن المعنى الاصطلاحي لا يخرج عن المعنى اللغوي. وأما اليتيم فكذلك لا يخرج المعنى الاصطلاحي عن المعنى اللغوي. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفضل

1- أثنى الله تعالى على أصحاب رسول الله بأنهم يُطعمون الطعام مع حبهم له وحاجتهم إليه، للطفل الذي مات أبوه، وهو دون سن البلوغ، ولا مال له. قال تعالى: ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ﴾. [الإنسان: (8)]. 2- نبه الله تعالى على تأكيد حقوق اليتامى ومزيد الاعتناء بها. قال تعالى: ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا﴾. [النساء: (9)]. 3- بين النبي أن منزلة كافل اليتيم الذي يقوم بأموره من النفقة والتأديب والكساء وغيرها مع النبي صلى لله عليه وسلم في الجنة فقال : ﴿ أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلًا ﴾. [أخرجه مسلم: (2983)]. 4- جعل النبي الإحسان إلى اليتيم بإطعامه، والمسح على رأسه علاجًا لقسوة قلب الإنسان. قال : «إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ، فَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ وَأَطْعِمْهُ». [أخرجه البيهقي، شعب الإيمان: (10524)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

الإحسان إلى اليتيم في القرآن الكريم
ورد ذكر اليتيم في القرآن الكريم اثني عشر مرة، خمس مرات مفردًا بلفظ "اليتيم"، وخمس مرات جمعًا بلفظ "اليتامى"، ومرتين مصدرًا بلفظ "يتيمًا" 1- عدَّ الله تعالى من يقهر اليتيم ويظلمه حقه، ولا يطعمه، ولا يحسن إليه مكذبًا بالمعاد والجزاء والثواب. قال تعالى: ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ* فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ﴾. [الماعون: (2-1)]. 2- أوصى الله تعالى عباده بالإحسان إلى اليتامى حتى يصيروا كمن لم يفقد والديه، قال تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ ﴾. [البقرة: (220). 3- نهى الله تعالى عن إساءة المعاملة لليتيم. قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ﴾. [الضحى: (9)]. 4- غلظ الله تعالى العقوبة على الذين يعتدون على أموال اليتامى، فيأخذونها بغير حق، بأنهم سيأكلون نارًا تتأجّج في بطونهم يوم القيامة، وسيدخلون نارًا يقاسون حرَّها. قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾. [النساء: (10)]. 4- قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ﴾. يقول ابن الجوزي: «﴿ وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ في الأكل بالمعروف أربعة أقوال: أحدها: أنه الأخذ على وجه القرض، وهو مروي عن عمر، وابن عباس، وابن جبير، وأبي العالية، وعبيدة، وأبي وائل، ومجاهد، ومقاتل. والثاني: الأكل بمقدار الحاجة من غير إسراف، وهذا مروي عن ابن عباس والحسن وعكرمة وعطاء والنخعي وقتادة والسدي. والثالث: أنه الأخذ بقدر الأجرة إذا عمل لليتيم عملًا. روي عن ابن عباس وعائشة. والرابع: أنه الأخذ عند الضرورة فإن أيسر قضاه، وإن لم يوسر فهو في حل. وهذا قول الشعبي». " زاد المسير"، لابن الجوزي: (16/2). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

الإحسان إلى اليتيم في السنة النبوية
1- عدَّ النبي دخول الجنة ثوابًا لمن ضم يتيمًا من أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يستغني. قال : «مَنْ ضَمَّ يَتِيمًا بَيْنَ أَبَوَيْنِ مُسْلِمَيْنِ إِلَى طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ حَتَّى يَسْتَغْنِيَ عَنْهُ، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ الْبَتَّةَ». [أخرجه أحمد: (19025)]. 2- حذ ر النبي تحذيرًا بليغًا. وزجر زجرًا أكيدًا من إضاعة حق الضعيفين المرأة واليتيم. فقال : «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ: الْيَتِيمِ، وَالْمَرْأَةِ». [أخرجه ابن ماجه: (3678)]. 3- عدَّ النبي الاعتداء على أموال اليتامى وأكلها بغير وجه حق من المهلكات التي تودي بصاحبها إلى نار جهنم. قال : «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَأَكْلُ الرِّبَا، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصِنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ». [أخرجه البخاري: (2766)، ومسلم: (145)]. 4- بين النبي ثواب من مسح على رأس يتم مخلصًا لله تعالى بأن له حسنات كثيرة لا تعد ولا تحصى. قال : «مَنْ مَسَحَ رَأْسَ يَتِيمٍ لَمْ يَمْسَحْهُ إِلَّا لِلَّهِ كَانَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مَرَّتْ عَلَيْهَا يَدُهُ حَسَنَاتٌ، وَمَنْ أَحْسَنَ إِلَى يَتِيمَةٍ أَوْ يَتِيمٍ عِنْدَهُ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، وَقَرَنَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى». [أخرجه أحمد: (22153)]. وعن أبي هريرة أنَّ رجلاً شكا إلى رسولِ الله قَسوةَ قلبهِ، فقال له: «إن أرَدْتَ تليينَ قلبِكَ؛ فأطعم المسكيَن، وامسَح رأسَ اليتيم» أخرجه أحمد وغيره، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (854). وعن أبي الدرداء، عن النبي قال: «أدنِ اليتيمَ منكَ، وألطفهُ، وامسَحْ برأسِهِ، وأطعمهُ من طعامِكَ، فإنَّ ذلك يلينُ قلبَكَ، ويُدركُ حاجتَكَ». أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق"، وابن عساكر، "صحيح الجامع الصغير" (250). وفي رواية عنه، عن النبيِّ قال: «أتحبُّ أن يَلينَ قلبُكَ، وتُدرِكَ حاجَتَكَ؟ ارحم اليتيمَ، وامسَحْ رأسَهُ، وأطعِمْهُ من طعامِكَ، يلِنْ قلبُكَ، وتُدرِك حاجَتَكَ». أخرجه الطبراني في الكبير وصححه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (80). قاله لرجلٍ أتاه يشكو إليه قَسوة القلب. 5-بين النبي فضل من يكفلُ يتيماً ويسعى على رعايته وتربيته والنفقة عليه، وما له من أجرٍ وثوابٍ: فعن سهل بن سعد السَّاعدي، عن النبيِّ قال: «أنا وكافِلُ اليتيمِ في الجنَّةِ هكَذا»؛ وأشارَ بالسَّبَّابةِ والوسطى، وفرَّجَ بينهما شيئاً. أخرجه البخاري. قال ابن بطال: «حق على من سمع هذا الحديث- يعني قول الرسول : «أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ» أن يعمل به ليكون رفيق النبي في الجنّة، ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك». "فتح الباري"، لابن حجر: (436/10). وعن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله : «كافِلُ اليتيمِ، له أو لغيره، أنا وهو كهاتينِ في الجنةِ» وأشارَ مالِكٌ بالسَّبَّابةِ والوُسْطَى. أخرجه مسلم. قال الحكيم الترمذي: «أَنا وكافل الْيَتِيم لَهُ وَلغيره إِذا اتَّقى الله فِي الْجنَّة كهاتين» إِنَّمَا فاق هَذَا سَائِر الْأَعْمَال؛ لِأَن الْيَتِيم افْتقدَ بر أَبِيه ولطفه وتعاهده ومصالح أُمُوره وَالله تَعَالَى ولي ذَلِك كُله يجريها على الْأَسْبَاب فَإِذا قبض أَبوهُ فَهُوَ الْوَلِيّ لذَلِك الْيَتِيم فِي جَمِيع أُمُوره يَبْتَلِي بِهِ عبيده لينْظر أَيهمْ يتَوَلَّى ذَلِك». "نوادر الأصول"، للحكيم الترمذي: (54/2). وفي رواية عند أحمد: «كافِلُ اليتيمِ، له أو لغيره، أنا وهو كهاتينِ في الجنةِ، إذا اتقى الله». وعن بِشر بن عقربة، قال: استُشهِدَ أبي مع النبيِّ في بعضِ غزواتِهِ، فمرَّ بي النبيُّ وأنا أبكي، فقال لي: «اسكُتْ أما ترضى أن أكونَ أنا أبوكَ، وعائشةُ أمُّكَ». أخرجه البخاري في "التاريخ" وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3249). وعن مالك بن الحارث، أنه سمعَ النبيَّ يقول: «مَن ضَمَّ يتيماً بين أبوين مسلمين إلى طعامِه وشَرابِه حتى يستغني عنه؛ وجَبَت له الجنَّةُ». أخرجه أحمد، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (1895). وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : «إن هذا المالَ خَضِرٌ حُلوٌ، ونِعمَ صاحِبُ المسلمِ هو لمن أعطَى منه المسكينَ واليتيمَ وابنَ السبيلِ، وإنه من يأخُذُه بغيرِ حقِّهِ كان كالذي يأكُلُ ولا يَشبَعُ، ويكونُ عليهِ شهيداً يومَ القيامةِ» متفق عليه. وعن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله : «السَّاعي على الأرملَةِ والمِسْكِينِ كالمجاهدِ في سبيلِ الله، وكالقائمِ لا يَفْتُرُ، وكالصَّائمِ لا يُفْطِرُ» متفق عليه. وعن أبي بكر بن حَفْص: "أنَّ عبدَ الله ـ أي ابن مسعود ـ كان لا يأكلُ طعاماً إلا وعلى خِوانِه يَتيم" صحيح الأدب المفرد (103). خوانه، المجلس أو الشيء الذي يوضع عليه الطعام. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الإجماع

أجمع العلماء على حرمة أكل مال اليتيم ظلمًا وعدوانًا وعدوا ذلك من كبائر الذنوب وهذه بعض أقوالهم في ذلك: 1- قال أبو بكر الجصاص: «لا خلاف بين المسلمين أن أكل مال اليتيم ظلمًا محظور». "أحكام القرآن"، للجصاص: (94/2). 2- وقال ابن عبد البر: «اختلف أهل العلم في ما يحل لوالي اليتيم من ماله بعد إجماعهم أن أكل مال اليتيم ظلمًا من الكبائر». "الاستذكار"، لابن عبد البر: (386/8). 3- وقال ابن رشد: «اتفق أهل العلم جميعًا على تحريم أكل مال اليتيم ظلمًا وإسرافًا وعلى أن ذلك من الكبائر». "البيان والتحصيل"، لابن رشد: (457/12). 4- وقال الحطاب: «أجمع أهل العلم أن أكل مال اليتيم ظلمًا من الكبائر لا يحل ولا يجوز». "مواهب الجليل"، للحطاب: (399/6). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحكم

ذهب العلماء إلى وجوب العناية باليتيم والإحسان إليه والعطف عليه والرأفة به؛ لقول النبي : «أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلًا». [أخرجه مسلم: (2983)]. كما أن الله تعالى نهى عن إذلال اليتيم وظلمه ونهره وشتمه والتسلط عليه بما يؤذيه لقوله تعالى: ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ﴾. [الضحى: (9)]. "الجامع لأحكام القرآن"، للقرطبي: (100/20). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أقوال أهل العلم

«إِنِّي أَنْزَلْتُ نَفْسِي مِنْ مَالِ اللهِ بِمَنْزِلَةِ وَالِي الْيَتِيمِ، إِنِ احْتَجْتُ أَخَذْتُ مِنْهُ، فَإِذَا أَيْسَرْتُ رَدَدْتُهُ، وَإِنِ اسْتَغْنَيْتُ اسْتَعْفَفْتُ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA عُمَر بن الخَطَّاب "السنن الكبرى"، للبيهقي: (11001).
Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الحَكِيم التِّرْمِذِي
Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA
Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA
Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA
Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA
«فاليتيم: كافله خالقه؛ لأنه قد قطع عنه من كان قيض له، وطوى عنه أسبابه، فمن مد يده إلى كفالة هذا اليتيم، فإنما ذلك عمل يعمله عن الله، لا عن نفسه، والرسل من شأنهم أنهم يعملون عن الله، يؤدون عن الله حججه إلى خلقه، وبيانه، وهدايته، والذي يكفل اليتيم، يؤدي عن الله ما تكفل به، فلذلك صار بالقرب منه في الدرجة، وبالقرب منه في الموقف، وليس في الموقف بقعة أروح، ولا أنور، ولا أطيب، ولا آمن من البقعة التي يكون بها محمد ، وسائر الرسل -صلوات الله عليهم-، فإذا نال كافل اليتيم القرب من تلك البقعة، فقد سعد جده». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA "نوادر الأصول"، للحكيم الترمذي: (191/3).

الآداب

آداب التعامل مع اليتيم

التعامل مع اليتيم له آداب عدة من أبرزها ما يأتي: 1- الرحمة والرأفة باليتيم؛ لوصية الله تعالى بالعناية بهم وبأموالهم، لأن اليتيم فقد كافله وكاسبه، فهو مكسور الخاطر مهيض الجناح. 2- تعظيم حق اليتيم الذي بلغ الغاية في الضعف لفقد أبيه الذي يحوطه، ويكتسب له، وينفق عليه، ويعلمه، ويؤدبه، ويعطف عليه، ويرحمه، ولأن تعظيم حق اليتيم دليل على تقوى الله تعالى، فقد قرن الله تعالى حق اليتيم بحقه سبحانه فقال: ﴿ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾. 3- العمل على إصلاح أموال اليتيم والحفاظ عليها؛ لأن ذلك من تمام إيتائهم أموالهم الذي أمر الله به في قوله: ﴿ وَآَتُوا الْيَتَامَى أموالهُمْ﴾. [النساء: (2)]، فقد قدم الله تعالى في هذه الآية الأمر بإيتاء اليتامى أموالهم قبل الأمر باختبارهم وتحقق بلوغهم ورشدهم، تأكيدًا على وجوب إصلاحها وحفظها والاحتياط في ذلك. 4- أن يتعفف الولي عن مال اليتيم إن كان غنيًّا، وإن كان فقيرًا جاز له أن أكل بالمعروف. 5- خلط مال اليتيم مع مال الولي إذا كان ذلك لقصد الإصلاح كالاتجار به أو المحافظة عليه ونحو ذلك. بل قد يتعين ذلك أحيانًا جلبًا لمصلحة مال اليتيم ودفعًا للمشقة عن الولي في عزل مال اليتيم عن ماله، لكن ينبغي على الولي إذا خلط مال اليتيم بماله أن يحتاط بكتابة ذلك والإشهاد عليه. 6- الاحتياط عندما يخاف الوقوع في المحرم فإذا كان فعل الشيء قد يؤدي إلى الوقوع في المحرم وجب ترك ذلك الفعل درءًا للمفسدة وإيثارًا للسلامة والعافية. 7- أن لا يأكل أموال اليتامى أو يستبدلها بأمواله، سواء كان ذلك بأخذ أموال اليتامى دون مقابل والاستغناء بها وتوفير أمواله، أو بإعطاء اليتامى الرديء وأخذ الجيد من أموالهم أو العكس بإعطائهم الجيد وأخذ الرديء. 8- ترك الزواج من اليتيمة إذا خاف الولي عدم العدل معها في أداء حقها من المهر والنفقة والوطء، أو غير ذلك من حقوقها فيتركها إلى سواها، وفي هذا سلامه اليتامى من الظلم، والأولياء من الإثم. 9- تأديب اليتيم عند اختباره إذا دعت الحاجة إلى ذلك. 10- اختبار اليتيم عند مقاربته البلوغ والرشد، وكونه ممكنًا منه، وذلك ليتبين بالاختبار والتجربة مدى حسن تصرفهم في الأموال. 11- المسارعة إلى رد المال إلى اليتامى إذا بلغوا ورشدوا دون مماطلة، ودون تكليفهم المطالبة بها. بل على الولي أن يوصلها إليهم. 12- الإشهاد عند دفع الأموال إلى اليتامى. "حقوق اليتامى كما جاءت في سورة النساء"، لسليمان اللاحم: (11 وما بعدها). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحقوق

قال الماوردي: «اعلم أن ولي اليتيم مندوب إلى القيام بمصالحه، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾. والذي يلزمه في حق اليتيم أربعة أشياء: أحدها: حفظ أصول أمواله. والثاني: تمييز فروعها. والثالث: الإنفاق عليه منها بالمعروف. والرابع: إخراج ما تعلق بماله من الحقوق». "الحاوي"، للماوردي: (344/8).

الفوائد والمصالح

الإحسان إلى اليتيم له فوائد ومصالح متعددة منها: 1- صحبة الرسول في الجنة، وكفى بذلك شرفًا وفخرًا. 2- مضاعفة الأجر والثواب إن كان اليتيم من الأقارب. 3- سلامة الطبع ونقاء الفطرة. 4- ترقيق القلب وإزالة القساوة منه. 5- نيل الخير العميم في الدنيا فضلًا عن الآخرة. 6- المساهمة في بناء مجتمع سليم خال من الحقد والكراهية، وتسوده روح المحبة والمودة. 7- إكرام لمن شارك رسول الله في صفة اليتم، وهو دليل على محبته . 8- تزكية المال وتطهيره، وحلول البركة والنماء فيه. 9- من الأخلاق الحميدة التي أقرها الإسلام وامتدح أهلها. "نضرة النعيم"، لصالح ابن حميد: (3264/8). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

نماذج وقصص

1- «عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: " كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُ غُلَامٌ، فَقَالَ: بِأَبِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، غُلَامٌ يَتِيمٌ أُمُّهُ أُمٌّ أَرْمَلَةٌ، وَأُخْتٌ يَتِيمَةٌ أَطْعِمْنَا مِمَّا أَطْعَمَكَ اللَّهُ، أَعْطَاكَ اللَّهُ مِمَّا عِنْدَهُ حَتَّى تَرْضَى، قَالَ: مَا أَحْسَنُ مَا قُلْتَ. بِأُخْرَى، فَلَمَّا انْصَرَفَ الْغُلَامُ، قَامَ إِلَيْهِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، فَوَضَعَ يَدُهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَالَ: يَا غُلَامٍ، جَبَرَ اللَّهُ يُتْمَكَ، وَجَعَلَكَ خَلَفًا مِنْ أَبِيكَ، وَكَانَ مِنْ أَوْلَادِ الْمُهَاجِرِينَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأَيْتُكَ يَا مُعَاذُ وَمَا صَنَعْتَ. قَالَ: رَحْمَةٌ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا يَلِي مُسْلِمٌ يَتِيمًا يُحْسِنُ وِلايَتَهُ، وَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ، إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ دَرَجَةً، وَكَتَبَ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةِ حَسَنَةً، وَمَحَى عَنْهُ بِكُلِّ شَعْرَةِ سَيِّئَةً». "البر والصلة"، لابن الجوزي: (401). 2- «عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ الْأَسْوِيِّ، قَالَ: " كَتَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى سَلْمَانَ: يَا أَخِي، ادْنُ الْيَتِيمَ مِنْكَ وَأَلْطِفْهُ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ يَشْكُو إِلَيْهِ قَسْوَةَ قَلْبِهِ، فَقَالَ لَهُ: أَدْنِ الْيَتِيمَ مِنْكَ، وَأَلْطِفْهُ وَامْسَحْ بِرَأْسِهِ، وَأَطْعِمْهُ مِنْ طَعَامِكَ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُلِينُ قَلْبَكَ، وَتُدْرِكُ حَاجَتَكَ». "البر والصلة"، لابن الجوزي: (404). 3- جاء رجل إلى ابن عبّاس فقال: «إنّ في حجري أيتامًا، وإنّ لهم إبلا فماذا يحلّ لي من ألبانها؟ فقال: إن كنت تبغي ضالّتها، وتهنا جرباها، وتلوط حوضها، وتسعى عليها فاشرب غير مضرّ بنسل ولا ناهك في الحلب». "الدر المنثور"، للسيوطي: (437/2). 4- روِيَ أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: عِنْدِي يَتِيمٌ، فَمِمَّ أَضْرِبُهُ؟ قَالَ: «مِمَّا تَضْرِبُ بِهِ وَلَدَكَ». يَعْنِي لَا بَأْسَ أَنْ تَضْرِبَهُ لِلتَّأْدِيبِ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ مِثْلَ مَا يَضْرِبُ الْوَالِدُ وَلَدَهُ». "تنبيه الغافلين"، للسمرقندي: (521). 5- «روِيَ عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، أَنَّهُ قَالَ: رُبَّ لَطْمَةٍ أَنْفَعُ لِيَتِيمٍ مِنْ أَكْلَةِ خَبِيصٍ، إِنْ كَانَ يَقْدِرُ أَنْ يُؤَدِّبَهُ بِغَيْرِ ضَرْبٍ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ , وَلَا يَضْرِبُهُ، فَإِنَّ ضَرْبَ الْيَتِيمِ أَمْرٌ شَدِيدٌ». "تنبيه الغافلين"، للسمرقندي: (521). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA