البحث

عبارات مقترحة:

القهار

كلمة (القهّار) في اللغة صيغة مبالغة من القهر، ومعناه الإجبار،...

المتين

كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...

الرحيم

كلمة (الرحيم) في اللغة صيغة مبالغة من الرحمة على وزن (فعيل) وهي...

غَيرة النبي صلى الله عليه وسلم

إن الغيرة خلق كريم جبل عليه الإنسان السوي الذي كرمه ربه وفضله، وقد أعلى الإسلام قدرها وأشاد بذكرها ، ورفع شأنها، وهي تغير القلب وهيجان الغضب بسبب الإحساس بمشاركة الغير فيما هو حق الإنسان، و أشد ما يكون ذلك بين الزوجين. ولقد كان النبي أعظم الناس غيرة لله، فكان يغضب إذا انتهكت حرمات الله، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «ما انتقم رسول الله لنفسه في شيء يؤتى إليه، حتى ينتهك من حرمات الله، فينتقم لله».أخرجه البخاري (2647)، ومسلم (1455).

التعريف

التعريف لغة

«الغَيْرة بالفتح المصدر من قولك: غار الرجل على أَهْلِه والمرأَة على بَعْلها تَغار غَيْرة وغَيْرًا وغارًا وغِيارًا والغَيْرة هي الحَمِيَّة والأنَفَة». انظر: "مختار الصحاح" للرازي (ص 232). و"لسان العرب" لابن منظور (5/34). قال ابن فارس: «مصدر قولهم: غرت على أهلي غيرة، وهو مأخوذ من مادّة (غ ي ر) الّتي تدلّ على صلاح وإصلاح ومنفعة، ومن هذا الباب: الغيرة؛ لأنّها صلاح ومنفعة» "مقاييس اللغة" لابن فارس(403/4-404). «يقال: غار الرّجل على أهله يغار غيرا وغيرة وغارا وغيارا ورجل غيور وغيران، وجمع غيور: غير، وجمع غيران: غيارى وغيارى، ويقال (في الوصف أيضا) : رجل مغيار وقوم مغايير، وامرأة غيرى ونسوة غيارى، وامرأة غيور ونسوة غير، وفعول من الغيرة وهي الحميّة والأنفة، يقال رجل غيور وامرأة غيور بلا هاء، لأنّ فعولا يستوي فيه المذكّر والمؤنّث، والمغيار الشّديد الغيرة، وفلان لا يتغيّر على أهله أي لا يغار، وأغار أهله: تزوّج عليها فغارت، والعرب تقول: أغير من الحمّى أي أنّها تلازم المحموم ملازمة الغيور لبعلها». انظر: "النهاية" لابن الأثير (3 /400- 401)، و"لسان العرب" لابن منظور(5 /41- 42). وقال الحافظ ابن حجر- رحمه الله-: «الغيرة مشتقّة من تغيّر القلب وهيجان الغضب، بسبب المشاركة فيما به الاختصاص، وأشدّ ما يكون ذلك بين الزّوجين». "فتح الباري" لابن حجر (9 /320).

التعريف اصطلاحًا

قال الكفويّ: «الغيرة: كراهة الرّجل اشتراك غيره فيما هو من حقّه»، وذكر الرّجل هنا على سبيل التّمثيل، وإلّا فإنّ الغيرة غريزة تشترك فيها الرّجال والنّساء، بل قد تكون من النّساء أشدّ. وقال الراغب الأصفهاني: «الغَيْرة ثوران الغضب حماية على أكرم الحرم، وأكثر ما تراعى في النساء». "الذريعة إلى مكارم الشريعة" للراغب (ص 347).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

المعنى اللغوي والاصطلاحي يدوران حول الحمية والأنفة.

الأدلة

القرآن الكريم

غَيرة النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ اْلْجَٰهِلِيَّةِ اْلْأُولَىٰۖ وَأَقِمْنَ اْلصَّلَوٰةَ وَءَاتِينَ اْلزَّكَوٰةَ وَأَطِعْنَ اْللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اْللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ اْلرِّجْسَ أَهْلَ اْلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرٗا ﴾. [الأحزاب: 33]. قال تعالى: ﴿ تُرْجِي مَن تَشَآءُ مِنْهُنَّ وَتُـْٔوِيٓ إِلَيْكَ مَن تَشَآءُۖ وَمَنِ اْبْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰٓ أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَآ ءَاتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ ﴾. [الأحزاب: 51]. قال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ ﴾. [القلم: 4].

السنة النبوية

غَيرة النبي صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية
عن المسور بن مخرمة- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول وهو على المنبر: «إنّ بني هشام بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم عليّ ابن أبي طالب. فلا آذن، ثمّ لا آذن، ثمّ لا آذن. إلّا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلّق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنّما هي بضعة منّي، يريا بني ما أرابها ، ويؤذيني ما آذاها» أخرجه البخاري (5230)، ومسلم (2449). عن المغيرة؛ قال: قال: «سعد بن عبادة: لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسّيف غير مصفح» فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقال: «تعجبون من غيرة سعد، والله لأنا أغير منه، والله أغير منّي، ومن أجل غيرة الله حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحبّ إليه العذر من الله، ومن أجل ذلك بعث المبشّرين والمنذرين، ولا أحد أحبّ إليه المدحة من الله، ومن أجل ذلك وعد الله الجنّة». أخرجه البخاري (7416)، ومسلم (1499).

قصص من حياة النبي صلى الله عليه وسلم

غيرته على أهل بيته

وعن أم سلمة رضي الله عنها: «أنَّ النبي كان عندها، وفي البيت مخنث، فقال المخنث لأخي أم سلمة عبد الله بن أبي أمية: إن فتح الله لكم الطائف غدًا، أدلك على بنت غيلان، فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان، فقال النبي : لا يدخلنَّ هذا عليكنَّ». أخرجه البخاري (5235)، ومسلم (2180).

أعدل البشر غيرة على نسائه

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «دخل علي رسول الله وعندي رجل قاعد، فاشتدَّ ذلك عليه، ورأيت الغضب في وجهه، قالت: فقلت: يا رسول الله، إنَّه أخي من الرضاعة، قالت: فقال: انظرن إخوتكن من الرضاعة، فإنما الرضاعة من المجاعة». أخرجه البخاري (2647)، ومسلم (1455).

الغيرة على أصحابه

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «بيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذْ قَالَ: بيْنَا أنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي في الجَنَّةِ، فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إلى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلتُ: لِمَن هذا القَصْرُ؟ قالوا: لِعُمَرَ، فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ، فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا. فَبَكَى عُمَرُ، وقَالَ: أعَلَيْكَ أغَارُ يا رَسولَ اللَّهِ». أخرجه البخاري (3680).

أقوال أهل العلم

«ما انتقم رسول الله لنفسه في شيء يؤتى إليه، حتى ينتهك من حرمات الله، فينتقم لله». عائِشَة أم المُؤْمِنِين أخرجه البخاري(6853).
«حدثني من لا أتهم أن رسول الله كان يغار لبناته غيرة شديدة، وكان لا ينكح بناته على ضرة». ابن إِسْحَاق "السير والمغازي" لابن إسحاق(ص 253).
«وكان شديد الغيرة» ابن حَجَر العَسْقَلَاني "فتح الباري" لابن حجر(468/8).