البحث

عبارات مقترحة:

الجبار

الجَبْرُ في اللغة عكسُ الكسرِ، وهو التسويةُ، والإجبار القهر،...

المجيب

كلمة (المجيب) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أجاب يُجيب) وهو مأخوذ من...

الواسع

كلمة (الواسع) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَسِعَ يَسَع) والمصدر...

وقار النبي صلى الله عليه وسلم

خلق الوقار من مكارم الأخلاق التي يجدر بالمسلم أن يتحلى بها، وهي صفة تنتج عن التحلي بمجموعة من الأخلاق الكريمة الأخرى كالحلم والسكينة والرزانة والوداعة والثبات، وقد كان أشد الناس وقارًا وسكينة في مجلسه، وأحسن الناس خُلقاً وأدباً وأكرمهم وأتقاهم وأنقاهم معاملة. قال عنه ربه عز وجل مادحًا وواصفًا خُلُقَه الكريم : ﴿وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾. [القلم: 4].

التعريف

التعريف لغة

«مصدر قولهم: وقر يقر وقارا وهو مأخوذ من مادّة (وق ر) الّتي تدلّ على ثقل في الشّيء، ومن ذلك الوقار: الحلم والرّزانة، ورجل ذو قرة أي وقور، ورجل موقّر: مجرّب، وقال الرّاغب: الوقار: السّكون والحلم، يقال: هو وقور ووقار، ومتوقّر، وفلان ذو قرة أي وقار، وقول الله تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾. [الأحزاب: 33] ، قيل: هو من الوقار، وقال بعضهم: هو من قولهم: وقرت أقر وقرا: أي جلست، والتّوقير: التّعظيم والتّرزين، وقول الله تعالى: ﴿ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً﴾. [نوح: 13]، أي لا تخافون لله عظمة». انظر: "لسان العرب" لابن منظور (8 /4889-4891)، "مفردات القرآن" للراغب (ص880)، "المصباح المنير" للفيومي (ص668). وقال الجوهريّ: «الوقار: الحلم والرّزانة، وقد وقر الرّجل يقر وقارا وقرة إذا ثبت، فهو وقور». " الصحاح" للجوهري(2 /848).

التعريف اصطلاحًا

«هو التّأنّي في التّوجّه نحو المطالب». "التعريفات" للجرجاني (ص205)، وانظر: "التوقيف" للمناوى (ص338). وقال الجاحظ: «الوقار هو الإمساك عن فضول الكلام والعبث، وكثرة الإشارة والحركة، فيما يستغنى عن التّحرّك فيه، وقلّة الغضب، والإصغاء عند الاستفهام، والتّوقّف عن الجواب والتّحفّظ من التّسرّع، والمباكرة فى جميع الأمور». "تهذيب الأخلاق" للجاحظ (ص22).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

يلاحظ أن كلا المعنين: اللغوي والاصطلاحي يدوران حول التأني والحلم إلا أن المعنى الاصطلاحي أشمل وأعم.

الأدلة

القرآن الكريم

وقار النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ * وَمَا يَنطِقُ عَنِ اْلْهَوَىٰٓ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٞ يُوحَىٰ ﴾. [النجم: 2-4]. قال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ﴾. [القلم: 4]. قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا اْلْمُزَّمِّلُ * قُمِ اْلَّيْلَ إِلَّا قَلِيلٗا * نِّصْفَهُۥٓ أَوِ اْنقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ اْلْقُرْءَانَ تَرْتِيلًا﴾. [المزمل: 1-4].

السنة النبوية

وقار النبي صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية
عن عائشة رضي الله عنها قالت : «ما رأيت رسول الله مستجمعًا قطُّ ضاحكًا، حتى تُرى منه لهواته، وإنَّما كان يتبسَّم». أخرجه البخاري(6092)، ومسلم(899). عن عبد الله بن مسعود: «إنَّ أحسنَ الهَدْي هَدْيُ محمد ». أخرجه البخاري (6098). عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسولُ الله يحدِّث حديثاً لو عَدَّهُ العادُّ أحصاه». أخرجه مسلم (2493). عن عبد الله بن عبَّاس رضي الله عنهما أنَّ النَّبي قال: «إنَّ الهَدي الصَّالح والسَّمت الصَّالح والاقتصاد جُزءٌ من خمسة وعشرين جزءًا من النُّبوَّة». أخرجه أبو داود (4776)، وأحمد (2698).

قصص من حياة النبي صلى الله عليه وسلم

وقاره وثباته في المواقف الشديدة

عن جَابِرَ بنَ عبدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا: «أنَّهُ غَزَا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قِبَلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَفَلَ معهُ، فأدْرَكَتْهُمُ القَائِلَةُ في وادٍ كَثِيرِ العِضَاهِ، فَنَزَلَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وتَفَرَّقَ النَّاسُ يَسْتَظِلُّونَ بالشَّجَرِ، فَنَزَلَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَحْتَ سَمُرَةٍ وعَلَّقَ بهَا سَيْفَهُ، ونِمْنَا نَوْمَةً، فَإِذَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْعُونَا، وإذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقالَ: إنَّ هذا اخْتَرَطَ عَلَيَّ سَيْفِي، وأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وهو في يَدِهِ صَلْتًا، فَقالَ: مَن يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ فَقُلتُ: اللَّهُ، - ثَلَاثًا - ولَمْ يُعَاقِبْهُ وجَلَسَ». أخرجه البخاري (2910).

وقاره مع أصحابه

وروى ابن عدي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: «كنا نجلس عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم كأنما على رؤوسنا الطير، ما يتكلم منا أحد، إلا أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما». "الكامل" لابن عدي (5 /1817).

وقاره وهيبته .

روى يعقوب بن سفيان عنه أيضاً قال: «انطلقت مع أبي نحو رسول الله ، فلما رأيته، قال: هل تدري من هذا؟ قلت: لا! قال: هذا رسول الله ، واقشعررت حين قال ذلك، وكنت أظن رسول الله شيئًا لا يشبه الناس، فإذا هو بشر». "دلائل النبوة" للبيهقي(237/1)|.

وقاره في عيون أصحابه

عن سلمان رضي الله تعالى عنه: «أنه كان في عصابة يذكرون الله تعالى، فمر بهم رسول الله فقام بعضهم، فجاء نحوهم قاصدًا، حتى دنا منهم، فكلفوا عن الحديث إعظامًا لرسول الله ». " أخرجه الحاكم في المستدرك (419). وانظر: الخصائص الكبرى" للسيوطي(144/2).

عليك بالسكينة

وروى ابن سعد، وابن جرير عن قيلة بنت مخرمة قالت: «لما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم متخشعا في الجلسة أرعدت من الفرق، فقال جليسه: يا رسول الله أرعدت المسكينة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم- «ولم ينظر إلي، وأنا عند ظهره- يا مسكينة، عليك بالسكينة» ، فلما قالها رسول الله أذهب الله تعالى ما دخل قلبي من الرعب». "الشفا" للقاضي عياض(199/1).

أقوال أهل العلم

«إن صَمَت فعليه الوَقَار، وإن تكلَّم سَمَاه وعلاه البهاء، أجمل النَّاس وأبْهَاه من بعيد، وأحسنه وأجمله من قريب، حُلْو المنْطِق، فصلًا لا نَزْر ولا هَذَر ، كأن مَنْطِقه خرزات نظمٍ يتحدَّرن، رَبْعة». القاضي عِيَاض عاتكة بنت خالد بن منقذ بن ربيعة بن أصرم الخزاعية
«كان أوقر الناس في مجلسه- أكثر جلوسه محتبيا- كان كثير السكوت- ضحكه التبسم- كان سكوته على أربع حالات- كلامه- ما حبب اليه من الدنيا- استعماله خِصَالِ الْفِطْرَةِ.» "الشفا" للقاضي عياض(753/1).
«كان النبيُّ أَوْقَر الناسِ في مجلسه، لا يكادُ يُخْرِجُ شيئاً من أطرافه». "إمتاع الأسماع" للمقريزي(259/2).
«كان من خُلُقِه السَّكِينَة الباعثة على الهيبة والتَّعظيم، الدَّاعية إلى التَّقديم والتَّسليم، وكان من أعظم مَهِيب في النُّفوس، حتَّى ارْتَاعت رُسُل كسرى من هيبته حين أتوه، مع ارتياضهم بصَوْلة الأكَاسِرة، ومكاثرة الملوك الجبابرة، فكان في نفوسهم أهيب، وفي أعينهم أعظم، وإن لم يتعاظم بأهبة، ولم يتطاول بسطوة، بل كان بالتَّواضع موصوفًا، وبالوِطاء معروفًا». انظر: "أعلام النُّبوَّة" للماوردي(254/1).
«وكان أعلم الخلق بالله، وأفصح الخلق نطقاً، وأنصح الخلق للخلق، وأحلم الناس، وكان أشد الناس تواضعاً في وقار، صلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين». "الفصول في السيرة" لابن كثير (ص265).
«رأيت رسول الله ، بفِناء الكعبة، مُحْتَبِياً بيده هكذا». أخرجه البخاري (6272).
عَبْد الله بن عُمَر
خارِجة بن زَيْد
المَاورْدي
ابن كَثِير