البحث

عبارات مقترحة:

الحكيم

اسمُ (الحكيم) اسمٌ جليل من أسماء الله الحسنى، وكلمةُ (الحكيم) في...

الكبير

كلمة (كبير) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، وهي من الكِبَر الذي...

الحفيظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحفيظ) اسمٌ...

غضب النبي صلى الله عليه وسلم

الغضب هو: ثوَرَان في النفس، وهو قسمان؛ محمود، ومذموم: أما الغضب المحمود؛ فهو ما كان لله ولِحُرُماته، ولم يكن للنفس فيه نصيب؛ فالمؤمن يغضب إذا انتهكت حرمات الله، واعتدي على حقوقه، وتعدى الناس حدوده، ففي مثل هذه الحالات يكون الغضب واجبًا ومحمودًا؛ إذ هو الدليل على إيمان العبد وغيرته على دين الله وحرماته، مع وجوب الالتزام بآداب الإسلام وأخلاقه وأحكامه في حالة الغضب، وهكذا كان غضب النبي ، تقول عائشة رضي الله عنها: « وما انْتَقَمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِنَفْسِهِ في شيءٍ قَطُّ، إلَّا أنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ بهَا لِلَّه» أخرجه البخاري(6126). . وأما الغضب المذموم؛ فهو ما كان في غير الحق ولغير الله، وإنما انتقاما للنفس في أمور تافهة وحظوظ دنيوية زائلة، مما تترتب عليه نتائج خطيرة ومفاسد عظيمة، وهو الذي حذرنا منه الرسول الأمين في أحاديث كثيرة.

التعريف

التعريف لغة

قال ابن فارس: «الغين، والضاد، والباء، أصل صحيح يدل على شدة وقوة. يقال: إن الغضبة: الصخرة الصلبة. قالوا: ومنه اشتق الغضب، لأنه اشتداد السخط». "مقاييس اللغة"، لابن فارس (428/4). وعرف ابن منظور الغضب: بـأنه «نقيض الرضا». "لسان العرب" لابن منظور(648/1). «يقال: رجل غضوب: شديد الغضب. والغضوب: الحية الخبيثة. والغضوب: الناقة العبوس. والمغضوب: الذي ركبه الجدري، فإذا غطى الجدري جلد المجدور، قيل: أصبح جلده غضبة واحدة. والغضابي: الكدر في معاشرته، مأخوذ من الغضاب، وهو: القذى في العينين». انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري (48/3)، و"الصحاح" للجوهري (214/1).

التعريف اصطلاحًا

«غليان دم القلب بطلب الانتقام». "إحياء علوم الدين" للغزالي (224/3). وعرفه الثعالبي بأنه: «غليان القلب بسبب ما يؤلم». "الجواهر الحسان" للثعالبي(ص54) وقال الجرجاني: «الغضب تغير يحصل عند غليان دم القلب ليحصل عنه التشفي للصدر». "التعريفات" للجرجاني(ص209).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

اختلفت عبارات العلماء في تعريف الغضب، لكنها جميعًا تدور حول فكرة واحدة ومعنى واحد، وهي تتقارب كثيرًا مع معنى هذه اللفظة في معاجم اللغة.

الأدلة

القرآن الكريم

غضب النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ اْلسَّٰجِدِينَ﴾. [الحجر: 97-98]. قال تعالى: ﴿وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٖ مِّمَّا يَمْكُرُونَ﴾. [النمل: 70]. قال تعالى: ﴿فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَٰتٍۚ﴾. [فاطر: 8] قال تعالى: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ﴾. [عبس: 1]. قال تعالى: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾. [الشرح: 1].

السنة النبوية

غضب النبي صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية
عن عائشة- رضي الله عنها- أنّها قالت: «رخّص رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أمر فتنزّه عنه ناس من النّاس. فبلغ ذلك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فغضب حتّى بان لغضب في وجهه. ثمّ قال: «ما بال أقوام يرغبون عمّا رخّص لي فيه. فو الله لأنا أعلمهم بالله وأشدّهم له خشية». أخرجه البخاري (6101)، ومسلم (2356). عن أبي مسعود- رضي الله عنه- قال: «قال رجل: يا رسول الله. إنّي لأتأخّر عن الصّلاة في الفجر ممّا يطيل بنا فلان فيها. فغضب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما رأيته غضب في موضع كان أشدّ غضبا منه يومئذ. ثمّ قال: «يا أيّها النّاس إنّ منكم منفّرين فمن أمّ النّاس فليتجوّز، فإنّ خلفه الضّعيف والكبير وذا الحاجة» أخرجه البخاري (704)، ومسلم (466). عائشة رضي الله عنها قالت: «دخل عليَّ النَّبي ، وفي البيت قرام فيه صور، فتلوَّن وجهه، ثم تناول الستر فهتكه، وقالت قال النَّبي : من أشد النَّاس عذابًا يوم القيامة الذين يصورون هذه الصو» رواه البخاري (6109)، ومسلم (2107).

قصص من حياة النبي صلى الله عليه وسلم

غضبه لغضب أبي بكر رضي الله عنه

عن أبي الدّرداء- رضي الله عنه- أنّه قال: «كانت بين أبي بكر وعمر محاورة فأغضب أبو بكر عمر فانصرف عنه مغضبا فأتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له فلم يفعل حتّى أغلق بابه في وجهه فأقبل أبوبكر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال أبو الدّرداء: ونحن عنده، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمّا صاحبكم فقد غامر، وندم عمر على ما كان منه، فأقبل حتّى سلّم وجلس إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقصّ على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الخبر. قال أبو الدّرداء: وغضب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وجعل أبو بكر يقول: والله يا رسول الله، لأنا كنت أظلم. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «هل أنتم تاركو لي صاحبي، هل أنتم تاركو لي صاحبي؟ إنّي قلت: «يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً فقلتم: كذبت» ، وقال أبو بكر: صدقت» أخرجه البخاري (4640).

غضبه للأنبياء عليهم الصلاة والسلام

عن أبي هريرة رضي الله عنه: «أنَّه قال: بينما يهوديٌّ يعرض سلعة له أعطي بها شيئا، كرهه أو لم يرضه، قال: لا: والذي اصطفى موسى عليه السَّلام على البشر، فسمعه رجل من الأنصار فلطم وجهه، قال: تقول: والذي اصطفى موسى عليه السَّلام على البشر، ورسول الله بين أظهرنا؟ قال: فذهب اليهوديُّ إلى رسول الله ، فقال: يا أبا القاسم، إنَّ لي ذمَّةً وعهدًا، وقال: فلان لطم وجهي، فقال رسول الله : لم لطمت وجهه؟ قال: قال يا رسول الله: والذي اصطفى موسى عليه السَّلام على البشر، وأنت بين أظهرنا؛ قال: فغضب رسول الله ، حتَّى عُرف الغَضَب في وجهه، . ثمَّ قال: لا تفضِّلوا بين أنبياء الله، فإنَّه ينفخ في الصُّور، فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلَّا من شاء الله، ثمَّ ينفخ فيه أخرى، فأكون أوَّل من بعث، أو في أوَّل من بعث، فإذا موسى عليه السَّلام آخذ بالعرش، فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطُّور، أو بعث قبلي، ولا أقول: إنَّ أحدًا أفضل من يونس بن متَّى عليه السَّلام». أخرجه البخاري (3414)، ومسلم (2373).

غضبه في الموعظة والتعليم إذا رأى ما يكرَهُ

عن زيد بن خالد الجهني، أنَّ رجلًا سأل رسول الله ، عن اللقطة فقال: «عرِّفها سنة، ثُمَّ اعرف وكاءها وعفاصها ، ثُمَّ استنفق بها، فإن جاء ربها فأدها إليه. قال: يا رسول الله، فضالة الغنم؟ قال: خذها فإنَّما هي لك، أو لأخيك، أو للذئب. قال: يا رسول الله فضالة الإبل؟ قال: فغضب رسول الله حتى احمرت وجنتاه، أو احمر وجهه، ثم قال: ما لك ولها، معها حذاؤها، وسقاؤها، حتى يلقاها ربها». أخرجه البخاري (2436)، ومسلم (1722).

غضب النبي من كثرة الأسئلة

عن أبي قتادة رضي اللّه عنه، أنَّه قال: «رجل أتى النَّبيَّ ، فقال: كيف تصوم؟ فغضب رسول الله ، فلمَّا رأى عمر رضي الله عنه غضبه، قال: رضينا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمَّد نبيًّا، نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله. فجعل عمر رضي اللّه عنه يردِّد هذا الكلام حتَّى سكن غضبه». أخرجه مسلم (1162).

غضب النبي إذا رأى ما يكرهه

عن مسروقٍ قال: قالت عائشة: «دخَل عليَّ رسولُ الله وعندي رجلٌ قاعدٌ، فاشتدَّ ذلك عليه، ورأيت الغضب في وجهه، قالت: فقلت: يا رسول الله، إنه أخي مِن الرضاعة، قالت: فقال: «انظُرْنَ إخوتَكن من الرضاعة؛ فإنما الرضاعة مِن المجاعة» أخرجه البخاري(2647).

أقوال أهل العلم

كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا خطب احمرّت عيناه وعلا صوته واشتدّ غضبه حتّى كأنّه منذر جيش يقول: «صبّحكم ومسّاكم». ويقول: «بعثت أنا والسّاعة كهاتين» ويقرن بين إصبعيه السّبابة والوسطى. ويقول: «أمّا بعد فإنّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمّد وشرّ الأمور محدثاتها وكلّ بدعة ضلالة» ، ثمّ يقول: «أنا أولى بكلّ مؤمن من نفسه. من ترك مالا فلأهله. ومن ترك دينا أو ضياعا فإليّ وعليّ» جابِر بن عبد الله أخرجه مسلم (867).
«كَانَ إِذا غضب وَهُوَ قَائِم جلس وَإِذا غضب وَهُوَ جَالس اضْطجع فَيذْهب غَضَبه» أَبُو هُرَيْرَة "بهجة المحافل" للعامري ().
«ما خُيِّرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ أمْرَيْنِ قَطُّ إلَّا أخَذَ أيْسَرَهُمَا، ما لَمْ يَكُنْ إثْمًا، فإنْ كانَ إثْمًا كانَ أبْعَدَ النَّاسِ منه، وما انْتَقَمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِنَفْسِهِ في شيءٍ قَطُّ، إلَّا أنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ بهَا لِلَّهِ». عائِشَة أم المُؤْمِنِين أخرجه البخاري(6126).