البحث

عبارات مقترحة:

المتين

كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...

الأول

(الأوَّل) كلمةٌ تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...

اللطيف

كلمة (اللطيف) في اللغة صفة مشبهة مشتقة من اللُّطف، وهو الرفق،...

مزاح النبي صلى الله عليه وسلم وملاطفته ولين جانبه

المزاح وسيلة يراد بها المباسطة؛ بحيث لا يفضي إلى أذى، ولا شك أن من مكارم الأخلاق إدخال السرور على المسلم، ومن ثم فقد كان مزاحه ـ ـ تأليفًا ومداعبةً، وتفاعلًا مع أهله وأصحابه، وإدخالًا للسرور عليهم، وكان مشتملاً على كل المعاني الجميلة، والمقاصد النبيلة، فصار من شمائله الحسنة، وصفاته الطيبة .

التعريف

التعريف لغة

«المزاح: الدُّعابة، وهو نقيضُ الجِدِّ، من مزَح يمزَح مَزحًا ومِزاحًا ومُزاحًا ومُزاحة، وقد مازحه ممازحة ومِزاحًا، والاسم المزاح، والمزاحة أيضًا». "لسان العرب" لابن منظور (593/2).

التعريف اصطلاحًا

«المبَاسطة إلى الغير على جهة التَّلطُّف والاستعطاف، دون أذيَّة». "تاج العروس" للزبيدي (7/117).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

المعنى الاصطلاحي لا يخرج عن أصله اللغوي في دلالته على التلطف.

الأدلة

القرآن الكريم

مزاح النبي صلى الله عليه وسلم وملاطفته ولين جانبه في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٖ مِّنَ اْللَّهِ لِنتَ لَهُمْۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ اْلْقَلْبِ لَاْنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَۖ﴾. [آل عمران: 159]. وقال تعالى: ﴿لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٞ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِاْلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ﴾. [التوبة: 128].

السنة النبوية

مزاح النبي صلى الله عليه وسلم وملاطفته ولين جانبه في السنة النبوية
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : «إنِّي لأمزح، ولا أقول إلَّا حقًّا». "المعجم الصَّغير" للطَّبراني (779). عن أنس: «أن رجلاً استحمل رسول الله ، فقال : «إني حاملك على ولد ناقة". فقال: يا رسول الله، ما أصنع بولد الناقة؟ فقال : "وهل تلد الإبل إلا النوق؟». صحيح الترمذي(1991). عن عائشة رضي الله عنها: «أنها كانت مع رسول الله في سفر وهي جارية، قالت: لم أحمل اللحم ولم أبدن. فقال لأصحابه: "تقدموا". فتقدموا، ثم قال: "تعالي أسابقك". فسابقته، فسبقته على رجلي، فلما كان بعد - وفي رواية: فسكت عني، حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت - خرجت معه في سفر، فقال لأصحابه: "تقدموا". فتقدموا، ثم قال: "تعالي أسابقك". ونسيت الذي كان وقد حملت اللحم، فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله، وأنا على هذا الحال؟! فقال: "لتفعلن". فسابقته فسبقني، فجعل يضحك ويقول: هذه بتلك السبقة». أخرجه أبو داود (2578).

قصص من حياة النبي صلى الله عليه وسلم

مزاحه مع رجل من أهل البادية

عن أنس رضي الله عنه: «أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهر بن حرام، وكان يهدي للنبي الهدية من البادية، وكان النبي يحبه، وكان دميمًا، فأتاه النبي يومًا وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره، فقال: أرسلني من هذا؟ فالتفت، فعرف النبي ، فجعل لا يألو ما ألزق ظهره بصدر النبي حين عرفه، وجعل النبي يقول: مَن يشتري العبد؟ فقال: يا رسول الله، إذن والله تجدني كاسدًا، فقال النبي : "لكن عند الله لست بكاسد، أنت غال". وفى رواية: "أنت عند الله رابح». الشمائل المحمدية " للترمذي (ص143).

إرشاده الصحابة إلى التلطف مع بعضهم البعض

عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: «حدثنا أصحاب رسول الله : أنهم كانوا يسيرون مع رسول الله في مسير فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى نبل معه، فأخذها، فلما استيقظ الرجل فزع، فضحك القوم، فقال: ما يضحككم؟ فقالوا: لا إلا أنَّا أخذنا نبل هذا ففزع، فقال رسول الله : لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا» أخرجه أحمد(23114).

ملاطفته للأطفال

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: «كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحسنَ الناسِ خُلُقًا، وكان لي أخٌ يُقالُ له أبو عُمَيرٍ -قال: أحسِبُه- فَطيمٌ، وكان إذا جاء قال: «يا أبا عُمَيرٍ، ما فعَل النُّغَيرُ؟ نُغَرٌ كان يَلعَبُ به». أخرجه البخاري (6129)، ومسلم (2510).

مزاحه مع كبار السن

عن الحسن قال: «أتت عجوز إلى النبي فقالت: يا رسول الله أدع الله أن يدخلني الجنة. فقال يا أم فلان! انّ الجنة لا تدخلها عجوز. قال: فولت تبكي فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز إن الله تعالى يقول: إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً عُرُباً أَتْراباً». "الشمائل المحمدية" للترمذي(ص144).

مزاحه مع محمود بن الربيع وهو طفل

في الصحيح أنَّ محمودًا بن الربيع «عَقَلَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعَقَلَ مَجَّةً مَجَّها في وجْهِهِ مِن بئْرٍ كانَتْ في دارِهِمْ». يقول الملا علي القاري: «وَمِمَّا وَقَعَ مِنْ مُزَاحِهِ مَعَ الصِّغَارِ أَنَّهُ مَجَّ مَجَّةً فِي وَجْهِ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، وَهُوَ ابْنُ خَمْسَةِ سِنِينَ يُمَازِحُهُ، فَكَانَ فِيهِ مِنَ الْبَرَكَةِ إِنَّهُ لَمَّا كَبُرَ لَمْ يَبْقَ فِي ذِهْنِهِ مِنَ الرِّوَايَةِ غَيْرُهَا، فَعُدَّ بِهَا مِنَ الصَّحَابَةِ وَرُوَاتِهِمْ، وَجُعِلَ عُمُرُهُ أَقَلَّ زَمَانِ التَّحَمُّلِ». "جمع الوسائل" للهروي (24/2).

أقوال أهل العلم

«وَكَانَ يُمَازِحُ أَصْحَابَهُ، وَيُخَالِطُهُمْ، وَيُحَادِثُهُمْ، وَيُدَاعِبُ صِبْيَانَهُمْ، وَيُجْلِسُهُمْ فِي حِجْرِهِ، وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْحُرِّ وَالْعَبْدِ وَالْأَمَةِ وَالْمِسْكِينِ، وَيَعُودُ الْمَرْضَى فِي أَقْصَى المدينة، ويقبل عذر المعتذر» القاضي عِيَاض "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" للقاضي عياض(247/1).
«كان رسول الله من أفكه الناس». أَنَس بن مالِك "دلائل النبوة" للبيهقي (331/1).
«وكان يمازح، ويقول في مزاحه الحقَّ». المُلَّا علي القاري
«ما رأيت أحدا أكثر تبسمًا من رسول الله ». عَبْد الله بن الحارِث "الشفا" للقاضي عياض(249/1).
يَمزَحُ لكن لا يَقُولُ إلاحقًا وَكَمْ مَنقبةٍ وَفَضْلا
ابن الجَزَري "ذات الشفا" (ص228).