البحث

عبارات مقترحة:

المجيد

كلمة (المجيد) في اللغة صيغة مبالغة من المجد، ومعناه لغةً: كرم...

الله

أسماء الله الحسنى وصفاته أصل الإيمان، وهي نوع من أنواع التوحيد...

المحيط

كلمة (المحيط) في اللغة اسم فاعل من الفعل أحاطَ ومضارعه يُحيط،...

تكريم النبي صلى الله عليه وسلم للنساء

لقد كرم الإسلام المرأة ورفع من شأنها،فما نعلَم دِينًا كرَّم المرأة، وأنصفَها،كالإسلام، أنزل الله أحكامًا خاصَّة بالنِّساء، وأنزل سورةً باسمها، وما ذاك إلا ليُعليَ مِن شأنِها،وما أجملَ قولَ أمير المؤمنين الفاروق عمرَ بن الخطَّاب رضي الله عنه: «والله إنْ كنَّا في الجاهلية ما نعدُّ للنساء أمرًا، حتى أنزل الله فيهنَّ ما أنزل، وقسم لهنَّ ما قسم» أخرجه البخاري(4913)، والمتأمل لسيرة النبي ، يجدها حافلة بالمشاهد والمواقف التي تؤكد عظمته في التعامل مع المرأة وتكريمها.

التعريف

التعريف لغة

«مصدر قولهم: كرّمته أكرّمه، وهو مأخوذ من مادّة (ك ر م) الّتي تدلّ على معنيين: أحدهما: شرف الشّيء في نفسه، أو شرف في خلق من الأخلاق، يقال: رجل كريم، ونبات كريم، وأكرم الرّجل: إذا أتى بأولاد كرام، واستكرم: اتّخذ عرقا كريما. والكرم في الخلق: يقال: هو الصّفح عن ذنب المذنب. والآخر: الكرم، وهو القلادة، وسمّي العنب كرما لأنّه مجتمع الشّعب، منظوم الحبّ» "مقاييس اللغة" لابن فارس(5 /171- 172). وذكر الرّاغب: «الفضل والفضيلة من معاني الكرم، وأنّ من ذلك قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ﴾. [الإسراء: 70]. "المفردات" للراغب(ص46)، وقال الجوهريّ: «التّكريم والإكرام بمعنى واحد، والاسم منه الكرامة». الصحاح (5 /2021).

التعريف اصطلاحًا

قال القرطبيّ: «تكريم الإنسان هو ما جعله الله له من الشّرف والفضل وهذا هو كرم نفي النقصان لا كرم المال». انظر: "تفسير القرطبي" (10 /293). قال الطّبريّ: «تكريم الإنسان (بني آدم) هو تسليط الله عزّ وجلّ إيّاهم على غيرهم من الخلق، وتسخيره سائر الخلق لهم». "تفسير الطبري" (15 /85). وقال ابن كثير: «تكريم الله للإنسان يتجلّى في خلقه له على أحسن الهيئات وأكملها، وفي أن جعل له سمعًا وبصرًا وفؤادًا، يفقه بذلك كلّه، وينتفع به، ويفرّق بين الأشياء، ويعرف منافعها وخواصّها ومضارّها في الأمور الدّينيّة والدّنيويّة». "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير (3 /55).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

المعنى الاصطلاحي لا يخرج عن المعنى اللغوي في دلالته عل الشرف والتفضيل.

الأدلة

القرآن الكريم

تكريم النبي صلى الله عليه وسلم للنساء في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا اْلنَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَٰجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اْلْحَيَوٰةَ اْلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحٗا جَمِيلٗا﴾. [الأحزاب: 28]. قالت تعالى: ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِيٓ أَنْعَمَ اْللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاْتَّقِ اْللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اْللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى اْلنَّاسَ وَاْللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَىٰهُۖ﴾. [الأحزاب: 37] قال تعالى: ﴿لَّا يَحِلُّ لَكَ اْلنِّسَآءُ مِنۢ بَعْدُ وَلَآ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَٰجٖ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَۗ﴾. [الأحزاب: 52]. قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا اْلنَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ اْلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰٓ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَۗ وَكَانَ اْللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا﴾. [الأحزاب: 59]. قال تعالى: ﴿قَدْ سَمِعَ اْللَّهُ قَوْلَ اْلَّتِي تُجَٰدِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِيٓ إِلَى اْللَّهِ وَاْللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَآۚ إِنَّ اْللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ﴾. [المجادلة: 1]. قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا اْلنَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ اْلنِّسَآءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُواْ اْلْعِدَّةَۖ وَاْتَّقُواْ اْللَّهَ رَبَّكُمْۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنۢ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّآ أَن يَأْتِينَ بِفَٰحِشَةٖ مُّبَيِّنَةٖۚ﴾. [الطلاق: 1].

السنة النبوية

تكريم النبي صلى الله عليه وسلم للنساء في السنة النبوية
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «تُوُفِّيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ في بَيْتِي، وفي نَوْبَتِي، وبيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي، وَجَمع اللَّهُ بيْنَ رِيقِي وَرِيقِهِ، قالَتْ: دَخَلَ عبدُ الرَّحْمَنِ بِسِوَاكٍ، «فَضَعُفَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ عنْه، فأخَذْتُهُ، فَمَضَغْتُهُ، ثُمَّ سَنَنْتُهُ بِهِ». أخرجه البخاري(3100). عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: «اللَّهمَّ إنِّي أحرِّجُ حقَّ الضَّعيفينِ : اليتيمِ ، والمرأَةِ». صحيح سنن ابن ماجه (2982). عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أَبُوكَ» أخرجه البخاري(5971)، ومسلم(2548).

قصص من حياة النبي صلى الله عليه وسلم

أول من آمن وصدق الرسول

اقتضت حكمة الله ومشيئته أن تكون أولية الإخبار بالدعوة موجهة لامرأة متمثلةً في شخص أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، تقول أم عائشة رضي الله عنها: «لما فَرَجَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى خَدِيجَةَ فَقالَ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي..». أخرجه البخاري(4957). لقد كان بإمكان الرسول أن يخبر أحدًا من الرجال، لكن الله أراد أن يرفع مكانة المرأة وأن تكون المرأة في موضع التكريم، وموضوع الأولوية في الإخبار بالدعوة، ثم تكون خديجة أول من آمن وصدق الرسول واتبعه، وهذا تكريم ثان للمرأة بعد التكريم الأول.

النبي يجلي قبيلة من أرضها بسبب التعدي على امرأة

ومن التكريم: أن رسول الله طرد قبيلة كاملة من أرضها بسبب التعدي على امرأة. «كَانَ مِنْ أَمْرِ بَنِي قَيْنُقَاعَ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ الْعَرَبِ قَدِمَتْ بِجَلَبٍ لَهَا [بِضاعة لها]، فَبَاعَتْهُ بِسُوقِ بَنِي قَيْنُقَاعَ، وَجَلَسَتْ إلَى صَائِغٍ بِهَا، فَجَعَلُوا يُرِيدُونَهَا عَلَى كَشْفِ وَجْهِهَا، فَأَبَتْ، فَعَمِدَ الصَّائِغُ إلَى طَرَفِ ثَوْبِهَا فَعَقَدَهُ إلَى ظَهْرِهَا، فَلَمَّا قَامَتْ انْكَشَفَتْ سَوْأَتُهَا - أي : عَورتها -، فَضَحِكُوا بِهَا، فَصَاحَتْ. فَوَثَبَ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الصَّائِغِ فَقَتَلَهُ، وَكَانَ يَهُودِيًّا، وَشَدَّتْ الْيَهُودُ عَلَى الْمُسْلِمِ فَقَتَلُوهُ، فَاسْتَصْرَخَ أَهْلُ الْمُسْلِمِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْيَهُودِ، فَغَضِبَ الْمُسْلِمُونَ، فَوَقَعَ الشَّرُّ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ بَنِي قَيْنُقَاعَ». "السيرة" لابن هشام(48/2).

رسول الله يسمع لشكوى خولة بت ثعلبة رضي الله عنها

عن عائشة رضي الله عنها قالت: «تبارَكَ الَّذي وسِعَ سمعُهُ كلَّ شيءٍ ، إنِّي لأسمعُ كلامَ خَولةَ بنتِ ثَعلبةَ ويخفَى علَيَّ بعضُهُ ، وَهيَ تشتَكي زَوجَها إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وَهيَ تقولُ : يا رسولَ اللَّهِ ، أَكَلَ شَبابي ، ونثرتُ لَهُ بَطني ، حتَّى إذا كبُرَتْ سِنِّي ، وانقطعَ ولَدي ، ظاهرَ منِّي ، اللَّهمَّ إنِّي أشكو إليكَ ، فما برِحَتْ حتَّى نزلَ جِبرائيلُ بِهَؤلاءِ الآياتِ: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ﴾. [المجادلة: 1]». صحيح ابن ماجه(1691).

تكريم المرأة كأم

عن أبي هريرة رضي الله عنه ﴿أن النبي زار قبر أمه وقد قبرت أمه بـالأبواء زار قبر أمه فبكى بكاءً طويلاً، وأبكى من حوله، وقال لأصحابه: «اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أنْ أسْتَغْفِرَ لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، واسْتَأْذَنْتُهُ أنْ أزُورَ قَبْرَها فأذِنَ لِي». أخرجه مسلم (976).

تكريم المرأة كبنت

عن عائشة رضي الله عنها: «أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ دَعَا فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ فَسَارَّهَا فَبَكَتْ، ثُمَّ سَارَّهَا فَضَحِكَتْ فَقالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلتُ لِفَاطِمَةَ: ما هذا الذي سَارَّكِ به رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَبَكَيْتِ، ثُمَّ سَارَّكِ فَضَحِكْتِ؟ قالَتْ: سَارَّنِي فأخْبَرَنِي بمَوْتِهِ، فَبَكَيْتُ، ثُمَّ سَارَّنِي، فأخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ مَن يَتْبَعُهُ مِن أَهْلِهِ فَضَحِكْتُ». أخرجه مسلم(2450).

تكريم النبي للمرأة في قبوله لإجارة امرأة

عن أم هانئ قالت: «ذَهَبْتُ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَامَ الفَتْحِ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ وفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ، فَسَلَّمْتُ عليه، فَقَالَ: مَن هذِه؟، فَقُلتُ: أنَا أُمُّ هَانِئٍ بنْتُ أبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بأُمِّ هَانِئٍ، فَلَمَّا فَرَغَ مِن غُسْلِهِ، قَامَ فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ مُلْتَحِفًا في ثَوْبٍ واحِدٍ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ زَعَمَ ابنُ أُمِّي عَلِيٌّ أنَّه قَاتِلٌ رَجُلًا قدْ أجَرْتُهُ فُلَانُ بنُ هُبَيْرَةَ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قدْ أجَرْنَا مَن أجَرْتِ يا أُمَّ هَانِئٍ ، قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ: وذلكَ ضُحًى». أخرجه البخاري(3171).

تكريمه لابنته زينب في فداء زوجها ورد القلادة عليها وفاء لخديجة

حينما أرسلت قريش الأموال لفداء أسراها الذي أسروا في غزوة بدر، يتوقف النبي أمام فداء لأحد الأسرى، وهو أبو العاص بن الربيع رضي الله عنه فقد أسلم بعد ذلك ومات مسلمًا، وهو من خيرة الصحابة، إنه زوج ابنته الكبرى زينب رضي الله عنها التي كانت معه في مكة، فلم تكن آية التفريق قد نزلت بعد، فاختارت زينب أن ترسل في فداء زوجها أغلى ما تمتلك، وهو الشئ الذي لم تكن لتفرط فيه أبدا إلا فداء ووفاء لمن تحب، فما أشبه الفرع النبيل بالأصل الكريم، فما أشبهها بأمها رضي الله عنهما، فأرسلت زينب تلك القلادة التي أهدتها إياها أمها خديجة من قلائدها يوم زفافها، فقبل النبي الفداء ورد القلادة عليها تكريما لها ووفاء لزوجته خديجة. عن عائشَةَ قالت: «لمَّا بعثَ أَهْلُ مَكَّةَ في فداءِ أسراهُم بعثَتْ زينبُ في فداءِ أبي العاصِ بمالٍ، وبعثَت فيهِ بقلادةٍ لَها كانت عندَ خديجةَ أدخلَتها بِها علَى أبي العاصِ قالَت: فلمَّا رآها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ رقَّ لَها رقَّةً شديدةً، وقالَ: إن رأيتُمْ أن تُطلقوا لَها أسيرَها، وتردُّوا علَيها الَّذي لَها. فقالوا: نعَم. وَكانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ أخذَ علَيهِ أو وعدَهُ أن يخلِّيَ سبيلَ زينبَ إليهِ، وبعثَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ زيدَ بنَ حارثةَ ورجلًا مِنَ الأنصارِ، فقالَ: كونا ببطنِ يأجَجَ حتَّى تمرَّ بِكُما زينبُ فتَصحباها حتَّى تأتيا بِها». صحيح أبي داود (2692).

عدم إجبار بريرة في البقاء مع زوجها وترك الاختيار لها

عن ابن عباس رضي الله عنه قال: «أنَّ زَوْجَ بَرِيرَةَ كانَ عَبْدًا يُقَالُ له: مُغِيثٌ، كَأَنِّي أنْظُرُ إلَيْهِ يَطُوفُ خَلْفَهَا يَبْكِي ودُمُوعُهُ تَسِيلُ علَى لِحْيَتِهِ، فَقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِعبَّاسٍ: يا عَبَّاسُ، ألَا تَعْجَبُ مِن حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ، ومِنْ بُغْضِ بَرِيرَةَ مُغِيثًا! فَقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لو رَاجَعْتِهِ، قالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ؛ تَأْمُرُنِي؟ قالَ: إنَّما أنَا أشْفَعُ، قالَتْ: لا حَاجَةَ لي فِيهِ». أخرجه البخاري(5283). وفي قول النبي "إنما أنا شافع" وعدم إجبارها على مراجعة مغيث تكريمٌ لبريرة رضي الله عنها.

قبول النبي لمشورة زوجته

روى الإمام أحمد بسنده من طريق المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم رضي الله عنهما قصة صلح الحديبية في حديث طويل، ذكر فيه: «أنه لما تم الصلح بين النبي ومشركي قريش قام رسول الله فقال: «أيها الناس انحروا واحلقوا»، قال: فما قام أحد، قال: ثم عاد بمثلها، فما قام رجل حتى عاد بمثلها، فما قام رجل، فرجع رسول الله فدخل على أم سلمة فقال: (يا أم سلمة ما شأن الناس؟ قالت: يا رسول الله قد دخلهم ما قد رأيت، فلا تكلمن منهم إنساناً، واعمد إلى هديك حيث كان فانحره، واحلق فلو قد فعلت ذلك فعل الناس ذلك، فخرج رسول الله لا يكلم أحدا حتى أتى هديه فنحره ثم جلس فحلق، فقام الناس ينحرون ويحلقون». فكان رأي أم سلمة رضي الله عنها رأياً موفقا ومشورة مباركة، وفي قبول النبي لمشورة زوجته أم سلمة تكريم للزوجة خاصة والمرأة عامة، التي يزعم أعداء الإسلام أن الإسلام لم يعطها حقها وتجاهل وجودها، وهل هناك اعتراف واحترام لرأي المرأة أكثر من أن تشير على نبي مرسل؟! ويعمل النبي بمشورتها

أقوال أهل العلم

«مَا كَانَ أَحَدٌ أَحْسَنُ خُلُقًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ما دعاه أحد من أصحابه، ولا أَهْلِ بَيْتِهِ إِلَّا قَالَ: لَبَّيْكَ». عائِشَة أم المُؤْمِنِين "الشفا" للقاضي عياض(247/1).
«كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُبَايِعُ النِّسَاءَ بالكَلَامِ بهذِه الآيَةِ: ﴿لَا يُشْرِكْنَ باللَّهِ شيئًا﴾. [الممتحنة: 12]، قالَتْ: وما مَسَّتْ يَدُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَ امْرَأَةٍ إلَّا امْرَأَةً يَمْلِكُهَا» عائِشَة أم المُؤْمِنِين أخرجه البخاري(7214).
«ما ضَرَبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ شيئًا قَطُّ بيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إلَّا أَنْ يُجَاهِدَ في سَبيلِ اللهِ، وَما نِيلَ منه شيءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِن صَاحِبِهِ، إلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شيءٌ مِن مَحَارِمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ». عائِشَة أم المُؤْمِنِين أخرجه البخاري (2328).
«كَانَ يُمَازِحُ أَصْحَابَهُ، وَيُخَالِطُهُمْ، وَيُحَادِثُهُمْ، وَيُدَاعِبُ صِبْيَانَهُمْ، وَيُجْلِسُهُمْ فِي حِجْرِهِ، وَيُجِيبُ دَعْوَةَ الْحُرِّ وَالْعَبْدِ وَالْأَمَةِ وَالْمِسْكِينِ، وَيَعُودُ الْمَرْضَى فِي أَقْصَى المدينة». القاضي عِيَاض "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" للقاضي عياض (248/1).