البحث

عبارات مقترحة:

الحق

كلمة (الحَقِّ) في اللغة تعني: الشيءَ الموجود حقيقةً.و(الحَقُّ)...

الغفور

كلمة (غفور) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) نحو: شَكور، رؤوف،...

الأول

(الأوَّل) كلمةٌ تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...

تفاؤل النبي صلى الله عليه وسلم

التفاؤل هدي نبوي، وصفة إيجابية للنفوس السوية، يظهر أثره على تصرفات العبد ومواقفه، ويجعله سليم النفس ذا همة عالية، ويزرع فيه الأمل، ويحفزه على الهمة والعمل، والتفاؤل ما هو إلا تعبير صادق عن الرؤية الطيبة والإيجابية للحياة، وهو من الصفات النبيلة والخصال الحميدة التي حبا الله بها نبيه الكريم ورسوله العظيم، إذ كان متفائلاً في جميع شؤونه وأحواله، في حلِّه وترحاله، في حربه وسلمه، في جوعه وعطشه، والمتأمل في السيرة يجد هذا واضحًا جليًّا، إذ كان في أشد الظروف والأحوال يُبَشِّرُ أصحابَه بالفتح والنصر على الأعداء.

التعريف

التعريف لغة

«ضدّ الطّيرة، والجمع فئول، وتفاءلت به» انظر "الصحاح" (2 /728)، والفأل: «أن يكون الرّجل مريضًا فيسمع آخر يقول يا سالم، أو يكون طالب ضالّة فيسمع آخر يقول يا واجد فيقول تفاءلت بكذا، ويتوّجه له في ظنّه كما سمع أنّه يبرأ من مرضه أو يجد ضالّته. والفأل يكون فيما يحسن وفيما يسوء». "لسان العرب" لابن منظور (11 /513). قال الماورديّ: «فأمّا الفأل ففيه تقوية للعزم، وباعث على الجدّ، ومعونة على الظّفر». "أدب الدنيا والدين" للماوردي (ص20).

التعريف اصطلاحًا

الفأل هو الكلمة الصّالحة أو الكلمة الطّيّبة أو الكلمة الحسنة مصداق ذلك ما جاء في الحديث الشّريف من أنّه صلّى الله عليه وسلّم سئل: ما الفأل؟ فقال: «الكلمة الصّالحة يسمعها أحدكم». أخرجه البخاري (5755)، ومسلم (2223)، وجاء في حديث أنس- رضي الله عنه-: «أنّ الفأل: الكلمة الحسنة والكلمة الطّيّبة». أخرجه البخاري (5756)، ومسلم (2224)،

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

المعنى اللغوي والاصطلاحي متفقان ويدوران حول الكلمة الطيبة.

الأدلة

القرآن الكريم

تفاؤل النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾. [التوبة: 40]. قال تعالى: ﴿فَعَسَى اْللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِاْلْفَتْحِ أَوْ أَمْرٖ مِّنْ عِندِهِۦ فَيُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَآ أَسَرُّواْ فِيٓ أَنفُسِهِمْ نَٰدِمِينَ﴾. [المائدة: 52]. قال تعالى: ﴿ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اْللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرٗا﴾. [الطلاق: 1].

السنة النبوية

تفاؤل النبي صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، سمع كلمة فأعجبته فقال: «أخذنا فألك من فيك». أخرجه أبو داود (3917)، وأحمد (9028). عن أنس رضي الله عنه أنّ نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: «لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل: الكلمة الحسنة، والكلمة الطّيّبة». أخرجه البخاري(5756). عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال: «يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وبَشِّرُوا، ولا تُنَفِّرُوا». أخرجه البخاري(69).

قصص من حياة النبي صلى الله عليه وسلم

تفاؤله في الهجرة

يقول أبو بكر رضي الله عنه: «كُنْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الغَارِ فَرَأَيْتُ آثَارَ المُشْرِكِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، لو أنَّ أحَدَهُمْ رَفَعَ قَدَمَهُ رَآنَا، قالَ: ما ظَنُّكَ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا». أخرجه البخاري (4663).

تفاؤله بانتشار الإسلام

عن عدي بن حاتم قال: «بينما أنا عند رسول الله إذ أتاه رجل، فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل، فقال: يا عدي! هل رأيت الحيرة؟، قلتُ: لم أرها، وقد أنبئت عنها، فقال: إن طالت بك حياة لترين الظعينة -المرأة- ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدًا إلا الله، قلتُ في نفسي: فأين دعّار طيئ الذين سعروا في البلاد؟!، ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى، قلتُ: كسرى بن هرمز؟! قال: كسرى بن هرمز!!، ولئن طالت بك حياة، لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة، يطلب من يقبله فلا يجد أحدًا يقبله منه». أخرجه البخاري (3595).

تفاؤل النبي بقرب الفرج وانتشار الإسلام

وعن خَباب بْنِ الأَرَتِّ ـ رضي الله عنه ـ قال: «شَكَوْنا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً له في ظِلِّ الكَعْبَةِ فَقُلْنا: ألا تَسْتَنْصِرُ لنا ألا تَدْعُو لَنا؟ فقالَ: قدْ كانَ مَن قَبْلَكُمْ، يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فيُحْفَرُ له في الأرْضِ، فيُجْعَلُ فيها، فيُجاءُ بالمِنْشارِ فيُوضَعُ علَى رَأْسِهِ فيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، ويُمْشَطُ بأَمْشاطِ الحَدِيدِ، ما دُونَ لَحْمِهِ وعَظْمِهِ، فَما يَصُدُّهُ ذلكَ عن دِينِهِ، واللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هذا الأمْرُ، حتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِن صَنْعاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ، لا يَخافُ إلَّا اللَّهَ، والذِّئْبَ علَى غَنَمِهِ، ولَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ». أخرجه البخاري(6943). هذه البشارات التي يبشر بها النبي أصحابه تبين تفاؤل النبي وحسن ظنه بربه.

تفاؤله في شدة الخوف

عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله بحفر الخندق، قال وعرض لنا فيه صخرة لم تأخذ فيها المعاول، فشكوناها إلى رسول الله ، فجاء فأخذ المعول ثم قال: باسم الله، فضرب ضربة ، فكسر ثلث الحجر، وقال : الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا، ثم قال : باسم الله، وضرب أخرى، فكسر ثلث الحجر، فقال : الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر المدائن، وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا، ثم قال: باسم الله، وضرب ضربة أخرى، فقلع بقية الحجر، فقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا». "الروض الأنف" للسهيلي (201/6).

تفاؤله بالنصر في غزوة بدر، وإخباره بمصرع رؤوس الكفر وصناديد قريش

«مع أن المعادلة العسكرية في غزوة بدر لم تكن متكافئة، فقريش كان عددها ألفاً، معهم مائتا فرس، في حين كان عدد المسلمين ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، وما كان معهم إلا فرَسان، ومع ذلك يقول النبي لأصحابه غارساً فيهم الأمل والتفاؤل والوثوق واليقين بنصر الله عز وجل لهم، رغم أنهم أقل في العدد والعدة من عدوهم: سيروا وأبشروا، فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم». انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري (11/220).

تفاؤله في غزة خيبر

عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه و سلم: «أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ إلى خَيْبَرَ، فَجَاءَهَا لَيْلًا، وكانَ إذَا جَاءَ قَوْمًا بلَيْلٍ لا يُغِيرُ عليهم حتَّى يُصْبِحَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ خَرَجَتْ يَهُودُ بمَسَاحِيهِمْ ومَكَاتِلِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قالوا: مُحَمَّدٌ واللَّهِ، مُحَمَّدٌ والخَمِيسُ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ إنَّا إذَا نَزَلْنَا بسَاحَةِ قَوْمٍ، فَسَاءَ صَبَاحُ المُنْذَرِينَ». أخرجه البخاري(4197). قال ابن حجر في فتح الباري: «قال السهيلي: يؤخذ من هذا الحديث التفاؤل، لأنه لما رأى آلات الهدم أَخذ منه أن مدينتهم ستَخرب». فتح الباري(468/7).

الفأل بالرؤية الحسنة

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال عن رسول الله (رَأَيْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّا فِي دَارِ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعٍ فَأُتِينَا بِرُطَبٍ مِنْ رُطَبِ ابْنِ طَابٍ فَأَوَّلْتُ الرِّفْعَةَ لَنَا فِي الدُّنْيَا وَالْعَاقِبَةَ فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ دِينَنَا قَدْ طَابَ». أخرجه مسلم(2270).

تفاؤله بالاسم الحسن

وفي صلح الحديبية، أرسلت قريش عروة بن مسعود مندوباً عنها للتفاوض مع النبي ، ثم أرسلت سهيل بن عمرو لعقد الاتفاق والصلح، فلما رآه النبي قال: «لقد سَهُلَ لكم مِن أمركم»أخرجه البخاري(2731).

أقوال أهل العلم

«أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان لا يتطيّر من شيء وكان إذا بعث عاملا سأل عن اسمه: فإذا أعجبه اسمه فرح به، ورؤي بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمه، رؤي كراهية ذلك في وجهه، وإذا دخل قرية سأل عن اسمها، فإن أعجبه اسمها فرح بها، ورؤي بشر ذلك في وجهه، وإن كره اسمها، رؤي كراهة ذلك في وجهه». أَبُو هُرَيْرَة "فتح الباري" لابن حجر(215/10).
«كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يعجبه الفأل الحسن، ويكره الطّيرة». الحَلِيمي صحيح ابن ماجه (2864).
«كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يعجبه الفأل؛ لأنّ التّشاؤم سوء ظنّ بالله تعالى بغير سبب محقّق. والتّفاؤل حسن ظنّ به، والمؤمن مأمور بحسن الظّنّ بالله تعالى على كلّ حال». "فتح الباري" لابن حجر (215/10).