البحث

عبارات مقترحة:

القدير

كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...

الأكرم

اسمُ (الأكرم) على وزن (أفعل)، مِن الكَرَم، وهو اسمٌ من أسماء الله...

الحافظ

الحفظُ في اللغة هو مراعاةُ الشيء، والاعتناءُ به، و(الحافظ) اسمٌ...

حبه صلى الله عليه وسلم لبعض الأماكن والبقاع

كان النبي يحب بعض الأماكن والبقاع ومن هذه الأماكن: مكة المكرمة فهي أم القرى، والبلد الحرام، والبلد الأمين، وبكة، خير أرض الله على الإطلاق، وأحب الأرض إلى النبي ، وكان يحب المدينة أيضًا، فقال: «اللَّهُمَّ حَبِّبْ إلَيْنا المَدِينَةَ كما حَبَّبْتَ إلَيْنا مَكَّةَ أوْ أشَدَّ». أخرجه البخاري (6372)، وورد أنه كان يحب جبل أحد.

التعريف

التعريف لغة

«الحبُّ: مأخوذ من مادّة (ح ب ب) وهو نقيضُ البغْضِ. وأصل هذه المادة يدلُّ على اللُّزوم وَالثَّبات، واشتقاقه من أحَبَّه إذا لزمه، تقول: أحبَبْتُ الشَّيْء فَأنا مُحِبٌّ وَهو مُحَبٌّ». انظر: "تهذيب اللغة" للأزهري (8/4)، "مقاييس اللغة" لابن فارس (26/2)، "لسان العرب" لابن منظور (290/1).

التعريف اصطلاحًا

قال الكفويّ: «المحبّة إفراط الرّضا، وهو قسمان: قسم يكون لكلّ مكلّف، وهو ما لا بدّ منه في الإيمان، وحقيقته قبول ما يرد من قبل الله من غير اعتراض على حكمه وتقديره، وقسم لا يكون إلّا لأرباب المقامات وحقيقته ابتهاج القلب وسروره بالمقضيّ، والرّضا فوق التّوكّل لأنّه المحبّة في الجملة». "الكليات" للكفوي (ص478). وقال الراغب: «المحبَّة: ميل النفس إلى ما تراه وتظنه خيرًا». "الذريعة إلى مكارم الشريعة" (ص256). وقال الهروي: «المحبَّة: تعلق القلب بين الهمة والأنس، فِي البَذْل وَالمنْع على الإِفْرَاد». "منازل السائرين" للهروي (ص 88).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

«العلاقة بين المعنى اللغوي والاصطلاحي علاقة اللازم بالملزوم، فالمحبة انفعال نفسي يلزم منه ويعقبه الميل والانجذاب إلى المحبوب». "التحرير والتنوير" لابن عاشور (225/3).

الأدلة

القرآن الكريم

حبه صلى الله عليه وسلم لبعض الأماكن والبقاع في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي اْلسَّمَآءِۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةٗ تَرْضَىٰهَاۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ اْلْمَسْجِدِ اْلْحَرَامِۚ ﴾. [البقرة: 144]. قال مجاهد بن جبر: «إنما كان يحب أن يتحول إلى الكعبة لأن اليهود قالوا: يخالفنا محمد ويتبع قبلتنا فنزلت: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وجْهِكَ في السَّمَاءِ﴾. [البقرة: 144]». " فتح الباري" لابن حجر (502/1). وجاء أيضًا: «كان رسول الله يحب أن يستقبل قبلة إبراهيم، فكان يدعو وينظر إلى السماء، فنزلت: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وجْهِكَ في السَّمَاءِ﴾. [البقرة: 144]. قال تعالى: ﴿ سُبْحَٰنَ اْلَّذِيٓ أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِۦ لَيْلٗا مِّنَ اْلْمَسْجِدِ اْلْحَرَامِ إِلَى اْلْمَسْجِدِ اْلْأَقْصَا اْلَّذِي بَٰرَكْنَا حَوْلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنْ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ اْلسَّمِيعُ اْلْبَصِيرُ ﴾. [الإسراء: 1]. قال تعالى: ﴿ وَقَالُوٓاْ إِن نَّتَّبِعِ اْلْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَآۚ أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا ءَامِنٗا يُجْبَىٰٓ إِلَيْهِ ثَمَرَٰتُ كُلِّ شَيْءٖ رِّزْقٗا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾. [القصص: 57].

السنة النبوية

حبه صلى الله عليه وسلم لبعض الأماكن والبقاع في السنة النبوية
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي قال: «ما أطيبَكِ من بلدٍ وأحبَّكِ إليَّ ولولَا أنَّ قومِي أخرجُوني مِنكِ ما سَكَنْتُ غيرَكِ». أخرجه الترمذي (3926). عن عائشة رضي الله عنها أن النبي قال: «اللَّهُمَّ حَبِّبْ إلَيْنا المَدِينَةَ كما حَبَّبْتَ إلَيْنا مَكَّةَ أوْ أشَدَّ، وانْقُلْ حُمَّاها إلى الجُحْفَةِ، اللَّهُمَّ بارِكْ لنا في مُدِّنا وصاعِنا». أخرجه البخاري (6372). عن أنس بن مالك رضي الله عنه: «أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طَلَعَ له أُحُدٌ، فقالَ: هذا جَبَلٌ يُحِبُّنا ونُحِبُّهُ، اللَّهُمَّ إنَّ إبْراهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وإنِّي أُحَرِّمُ ما بيْنَ لابَتَيْها». أخرجه البخاري (7333). قال النووي: «في قول النبي عن أحد يحبنا ونحبه: الصحيح المختار أن معناه أن أحدًا يحبنا حقيقة، جعل الله تعالى فيه تمييزًا يحب به، كما قال سبحانه: ﴿وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾. [البقرة: 74]». "شرح صحيح مسلم" للنووي (9 /139-140). وقال السهيلي: «وفي قوله: "أُحُدٌ يُحِبّنَا وَنُحِبّهُ" فقَدْ كَانَ عَلَيْهِ السّلَامُ يُحِبّ الِاسْمَ الْحَسَنَ وَلَا أَحْسَنَ مِنْ اسْمٍ مُشْتَقّ مِنْ الْأَحَدِيّةِ، وَقَدْ سَمّى اللهُ هَذَا الْجَبَلَ بِهَذَا الِاسْمِ، تَقْدِمَةً لِمَا أَرَادَهُ سُبْحَانَهُ مِنْ مُشَاكَلَةِ اسْمِهِ». "الروض الأنف" للسهيلي (449/5).

قصص من حياة النبي صلى الله عليه وسلم

حبه لمكة المكرمة

قال عبد الله بن عدي بن الحمراء: «رأيتُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، وَهوَ على ناقتِهِ، واقفٌ بالحَزوَرَةِ يقولُ: واللَّهِ إنَّكِ، لخيرُ أرضِ اللَّهِ، وأحبُّ أرضِ اللَّهِ إليَّ، واللَّهِ لولا أنِّي أُخرِجتُ منكِ، ما خَرجتُ». أخرجه ابن ماجه (3108).

حبه للتوجه إلى الكعبة في الصلاة

عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى نَحْوَ بَيْتِ المَقْدِسِ، سِتَّةَ عَشَرَ أوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ أنْ يُوَجَّهَ إلى الكَعْبَةِ، فأنْزَلَ اللَّهُ: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وجْهِكَ في السَّمَاءِ﴾ [البقرة: 144]». أخرجه البخاري (399).

حبه للمدينة

عن عائشة رضي الله عنها قالت: «قَدِمْنَا المَدِينَةَ وَهي وَبِيئَةٌ، فَاشْتَكَى أَبُو بَكْرٍ، وَاشْتَكَى بلَالٌ، فَلَمَّا رَأَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ شَكْوَى أَصْحَابِهِ، قالَ: اللَّهُمَّ حَبِّبْ إلَيْنَا المَدِينَةَ كما حَبَّبْتَ مَكَّةَ، أَوْ أَشَدَّ، وَصَحِّحْهَا، وَبَارِكْ لَنَا في صَاعِهَا وَمُدِّهَا، وَحَوِّلْ حُمَّاهَا إلى الجُحْفَةِ». أخرجه مسلم(1376).

يحرك دابته عند رؤية منازل المدينة

ومن حب النبي للمدينة أنه كان يحرك دابته عند رؤية منازل المدينة إذا ظهرت له من الطريق، ففي البخاري عن أنس رضي الله عنه: «أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانَ إذَا قَدِمَ مِن سَفَرٍ، فَنَظَرَ إلى جُدُرَاتِ المَدِينَةِ، أوْضَعَ رَاحِلَتَهُ وإنْ كانَ علَى دَابَّةٍ حَرَّكَهَا مِن حُبِّهَا». أخرجه البخاري برقم (1886).