البحث

عبارات مقترحة:

اللطيف

كلمة (اللطيف) في اللغة صفة مشبهة مشتقة من اللُّطف، وهو الرفق،...

الكريم

كلمة (الكريم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل)، وتعني: كثير...

آداب مواقع التواصل الاجتماعي

الإنسان مدني بطبعه لا يستغني عن التواصل الاجتماعي مع الآخرين، لكن التقدم الهائل في مجال الاتصالات أتاح للفرد فضاءً افتراضيًا مفتوحًا يستطيع من خلاله التواصل مع ملايين من البشر حول العالم. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف

التعريف لغة

آدَابُ جمع أَدَبُ. والأدب: حسن الأخلاق وفعل المكارم. يقال: أَدَّبْته أَدَبًا أي: عَلَّمْته رياضة النفس ومحاسن الأخلاق، والأدب يقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل، وهو ملكة تعصم من قامت به عما يشينه، والأدب كذلك استعمال ما يحمد قولًا وفعلًا، أو الأخذ أو الوقوف مع المستحسنات، أو هو: تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك. "المصباح المنير"، للفيومي: (9/1)، "تاج العروس"، للزبيدي: (12/2). مواقع: صيغة جمع لاسم مكان من الفعل وقع، فالواو والقاف والعين يدل مكان الشيء أو موضعه الذي يوجد فيه الشيء. يقال: وقع الشيء موقعه، ومواقع الغيث أي: مساقطه، وموقعة الطائر أي: موضعه الذي يقع عليه، ومِيقَعَةُ البازي أي: الموضع الذي يألفه فيقَع عليه. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (133/6)، "الصحاح"، للجوهري: (1301/3). التواصل: صيغة تفاعل من الفعل وصل بمعنى الاتصال والوصل والاقتران، فالواو والصاد واللام أصل واحد يدلُّ على ضمِّ شيءٍ إلى شيءٍ حَتّى يَعْلَقَه، والوَصْلُ ضِدُّ الهِجْران، يقال: وصل فلان رحمه يصلها صلة. ووصل الشيء بالشيء يصله وصلاً، وواصلت الصيام بالصيام إذا لم تفطر أياماً تباعًا. والتواصل: ضد التصارم، والوصل: الرسالة ترسلها الى صاحبك. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (115/6)، "تاج العروس"، للزبيدي: (86/31). الاجتماعي: اسم من الفعل جمع، فالجيم والميم والعين أصلٌ واحد، يدلُّ على تَضَامِّ الشِّيء، يقال: جَمَعْتُ الشيءَ جَمْعًا، والجُمَّاع الأُشَابَةُ من قبائلَ شتَّى، وفلان جماع لبني فلان؛ يأوون إليه ويعتمدون على رأيه. والجمع ضم الشيء بتقريب بعضه من بعض، يقال جمعته فاجتمع أي أن هناك أمر خطير اجتمع له الناس، فكأن الأمر جمعهم. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (479/1)، "المعجم الوسيط"، لمصطفى إبراهيم وآخرون: (135/1). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

التواصل الاجتماعي هو: «نقل الأفكار والتجارب وتبادل الخبرات والمعارف بين الذوات والأفراد والجماعات بتفاعل إيجابي وبواسطة رسائل تتم بين مرسل ومتلقي، وهو جوهر العلاقات الإنسانية ومحقق تطورها». "التواصل الاجتماعي: أنواعه، ضوابطه، آثاره، معوقاته"، لماجد سكر: (10). مواقع التواصل الاجتماعي هي: «شبكات إلكترونية اجتماعية تفاعلية افتراضية، ظهرت على شبكة الإنترنت، تتيح لمستخدميها التواصل بغض النظر عن مكان وجود كلٍ منهم». "أثر مواقع التواصل الاجتماعي في تنمية المسؤولية المجتمعية لدى الشباب"، لحسني عوض: (15). وأما آداب مواقع التواصل الاجتماعي فنعرفها بأنها: التزام مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب في نقل الأفكار والتجارب وتبادل الخبرات والمعارف بين الذوات والأفراد والجماعات بتفاعل إيجابي مع البعد عن كل ما يشين الإنسان من الأقوال والأفعال. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال المعنيين اللغوي والاصطلاحي لمواقع التواصل الاجتماعي تبين لنا أن المعنيين مترابطين وأن المعن الاصطلاحي لا يخرج عن المعنى اللغوي فمواقع اسم مكان يدل على مكان الشيء وموضعه، والتواصل يدل على الاقتران والوصل الذي هو ضد الهجران والتصارم، والاجتماعي يدل على التضام والجمع والتقارب بين الأشياء بعضها ببعض. وهذه المعاني كلها متحققة في المعنى الاصطلاحي لمواقع التواصل الاجتماعي والتي تشكل شبكات إلكترونية تتيح لمستخدميها التواصل ونقل الأفكار والتجارب بين والأفراد والجماعات مما يقارب ويجمع بين الناس. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفضل

1- أخبر الله تعالى أنه خلق الناس من أب واحد، وأُم واحدة، فلا تفاضل بينهم في النسب، وجعلهم بالتناسل شعوبًا وقبائل متعددة؛ ليتعرف بعضهم على بعض، ومواقع التواصل الاجتماعي وسيلة من وسائل التعارف، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: (13)]. 2- لقد تطورت وسائل الاتصال الحديثة في العقد الماضي تطوراً يكاد يعادل تطورها عبر القرون منذ أن هدى الله تعالى الإنسان للكتابة والخط، فبعد أن كانت الرسالة تستغرق أسابيع وربما شهوراً لتصل من يد كاتبها إلى يد المرسل له، أصبحت تصل في طرفة عين، وبعد أن كانت المحادثة الشفوية لا تتم إلا باللقاء وجهاً لوجه في مكان واحد، صار الاتصال الشفوي والرؤية البصرية في متناول اليد بسهولة ويسر، وكل ذلك بفضل ما منح الله الإنسان من عقل وفكر، وما سخر له من ملكوت السموات والأرض، فتوصل في عصرنا الحالي إلى إنشاء الشبكة المعروفة بالانترنت، والتي أزالت الحواجز التي كانت قائمة في ميادين المعرفة والاتصال، فصارت المعلومات طوع بنان الصغير والكبير والغني والفقير، وأصبح الهاتف في كل يد لا يكاد يتخلف عن اقتنائه أحد. وقد أخبر الله تعالى أنه سخر لعباده كل ما في السموات والأرض من النعم ووهبهم إياها، وأنعم عليهم بها بفضله وكرمه، ومن هذه النعم مواقع التواصل الاجتماعي، قال تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الجاثية: (13)]. وقد تطور جهاز الهاتف من أداة اتصال إلى أداة متعددة الوظائف تقوم باتصالات متعددة الوجوه، ويدخل المرء من خلالها إلى عالم الشبكة الرحيب، إلى جانب استخدامها في التصوير والكتابة والتخزين وجدولة المهام والمواعيد والتنبيه عند حلول موعدها، إلى غير ذلك مما هو معروف أو سيجِدُّ في المستقبل. انظر: "آداب وسائل الاتصال الحديثة" لمحمد زاهد أبو غدة. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

آداب مواقع التواصل الاجتماعي في القرآن الكريم
1- أخبر الله تعالى أنه ما يلفظ الإنسان من قول فيتكلم به أو يكتبه إلا كان لديه مَلَك يرقب قوله، وما يكتبه، ويحصيه عليه، هو مَلَك حاضر مُعَدٌّ لذلك. قال تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: (18)]. 2- حذر الله تعالى الإنسان من كل ما تكتسبه جوارحه من أفعال وأقوال وإشارات وغيرها، قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: (24)]. 3- حذر الله تعالى الإنسان من أن يكون سببًا في نشر الشر والفساد بين الناس؛ فيحمل من أوزارهم بقدر ما أفسدهم وأغواهم، قال تعالى: ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾ [النحل: (25)]. 4- حذر الله تعالى من التسرع في نشر الأخبار الكاذبة، أو غير الموثوقة، ونشر الإشاعات المدمرة، وما يزعزع الأمان المجتمعي، ويثير الشك والريب والبغضاء بين الناس، قال تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [النساء: (83)]، وقال تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: (36)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

آداب مواقع التواصل الاجتماعي في السنة النبوية
1- أخبر النبي أن الرجل على دين صديقه، فليبحث كل واحد عمن يصادقه، قال : «الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ» [أخرجه أبو داود: (4833)]. 2- أخبر النبي أن من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، وأن من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، وفي هذا الحديث دعوة صريحة لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الدعوة إلى كل خير مفيد، والبعد عن كل شر ، قال : «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا» [أخرجه مسلم: (2674)]. 3- بيَّن النبي أن الرجل قد يتكلم بالكلمة مما يرضي الله تعالى لا يبالي بها ولا يلتفت إلى معناها خاطره، ولا يعتد بها، ولا يعيها بقلبه، فتكون سببًا في رفعته إلى درجات العلا. وأن الرجل قد يتكلم بالكلمة مما يُغضب الله ولا يرضيه، فتكون سببًا في سقوطه. قال : «إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ» [أخرجه البخاري: (6478)]. 4- أخبر النبي أنه لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يحاسب ويسأل عما فعله في حياته، قال : «لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلاَهُ» [أخرجه الترمذي: (2417)]. 5- حذر النبي الإنسان من نشر كل ما يسمعه، ويدخل في ذلك أن يحدث بكل ما يقرؤه من منشورات وتغريدات وغيرها، دون التأكد منها، قال : «كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ» [أخرجه أبو داود: (4992)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أقوال أهل العلم

«احْفَظْ لِسَانَكَ، وَأَقْبِلْ عَلَى شَأْنَكَ، وَاعْرِفْ زَمَانَكَ، وَأَخْفِ مَكَانَكَ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الفُضَيْل بن عِيَاض "حلية الأولياء"، للأصبهاني: (94/8)
«وَاللَّهِ، إِنَّ عَلَيْكَ يَا ابْنَ آدَمَ لَشُهُودًا مِنْ رَبِّكَ، فَرَاقِبْهُمْ، وَآثِرِ اللَّهَ فِي سَرَائِرِكَ وَعَلَانِيَتِكَ، فَإِنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ، الظُّلْمَةٌ عِنْدَهُ ضَوْءٌ، وَالسِّرُ عِنْدَهُ عَلَانِيَةٌ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA قَتَاَدة بن دعامة "العظمي"، لأبي الشيخ الأصبهاني: (520/2).
«إِذَا تَوَاضَعْتَ فَقَدْ أَدْرَكْتَ جَمِيعَ الْفَضَائِلِ، وَإِذَا حَفِظْتَ لِسَانَكَ فَقَدْ حَفِظْتَ جَمِيعَ جَوَارِحِكَ، وَإِذَا أَخْلَصْتَ الْأَعْمَالَ فَقَدْ أَحْكَمْتَ جَمِيعَ عَمَلِكَ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA النَّوَوِي سَعِيدَ بْنَ الْعَبَّاسِ
«من دعا إلى هدي كان له مثل أجور متابعيه، أو إلى ضلالة كان عليه مثل آثام تابعيه، سواء كان ذلك الهدي والضلالة هو الذي ابتدأه أم كان مسبوقًا إليه، وسواء كان تعليم علم أو عبادة أو أدب، أو غير ذلك» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA "شرح مسلم"، للنووي: (227/16)

الآداب

آداب مواقع التواصل الاجتماعي

1- أن يخلص النية لله تعالى في استخدام هذه المواقع؛ فيقصد بما ينشره فيها وجه الله تعالى؛ لينال الأجر والثواب. 2- أن يستشعر المسلم أن هذه المواقع نعمة من نعم الله تعالى، تستوجب شكره، وعدم معصيته ومخالفة أمره، فهو الواهب المنعم الذي سخرها له بفضله وكرمه، ومن مقتضيات شكر النعمة أن يستخدمها فيما يرضي الله تعالى، ويتجنب استخدمها في معصيته ومساخطه. قال تعالى: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الجاثية: (13)]. 3- أن لا يتعدى المسلم حدود الشرع في استخدام هذه المواقع؛ بل ينبغي أن يكون وقافًا عند حدود الله تعالى لا يتجاوزها، قال تعالى: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ ([البقرة: (229)]، وقال تعالى: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [النساء: (14-13)]، وقال تعالى: ﴿ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ﴾ [الطلاق: (1)] 4- أن ينتبه المسلم عند استخدام هذه المواقع لمسؤوليته عما تكتسبه جوارحه من أفعال وأقوال؛ فيتقي الله في كل ما يتكلم به، أو يكتبه، أو ينظر إليه، أو ينشره، وليحذر من نشر السوء والفاحشة، وإقامة العلاقات غير المشروعة ، قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: (24)]. 5- أن ينشر المفيد النافع؛ كالدعوة إلى الخير والهداية والإصلاح، فيكون له من الأجر والثواب بقدر ما انتفع به مَنْ تواصل معهم، ونشر الخير بينهم، قال : «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا» [أخرجه مسلم: (2674)]. 6- أن يبتعد عن حشو الكلام وما لا فائدة فيه، وأن يحذر من نشر الشر والمعصية والإفساد، فيكون عليه من الوزر بقدر ما أفسد وأغوى. قال تعالى: ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾ [النحل: (25)]. 7- أن يتجنب المسلم التسرع في نشر الأخبار الكاذبة أو غير الموثوقة ونشر الإشاعات المدمرة، وإثارة الشك والريب والبغضاء بين أفراد المجتمع. وأن يتثبت من كل ما ينشره قبل نشره، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾. [الحجرات: (6)]، وقال تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [النساء: (83)]، وقال تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: (36)]. 8- أن يتأنى في التعليق على ما ينشر، وأن لا ينافق الناس. 9- أن يحصن نفسه باستشعار رقابة الله تعالى عند استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. 10- أن يتحلى بالصدق عند استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وأن يتجنب الكذب والخداع. 11- أن يتميز بالوعي، فلا ينشر خصوصياته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتجتنب النساء نشر صورهن لما في ذلك من المفسدة، ويحذر من التباهي بنشر صور الطعام والشراب بما يحصل فيه كسر لقلوب الفقراء. 12- أ ن لا يُفرط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وأن يحذر من الإدمان على استخدامها على حساب الواجبات البيتية في الحياة. 13- أن يحرص على التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع أهل التقوى والصلاح، قال : «الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ» [أخرجه أبو داود: (4833)]. 14- أن يحذر من العزلة عن المجتمع القريب؛ كالأهل، والجيران، والأصدقاء؛ لضعف التواصل الفعلي معهم، والانشغال عنهم بهذه المواقع. 15- أ ن يحذر من تعريض نفسه للخطر؛ كالتعرض للنصب والاحتيال، أو الإسقاط الأمني والأخلاقي. 16- أن يحذر من الانجرار خلف الثقافات الغربية القائمة على الإباحية والمجون. 17- أن يحقق ما ينشره، ويدقق ألفاظه، ويعزو نقولاته التي ينشرها إلى أصحابها؛ فبركة العلم نسبته إلى قائله. 18- أ ن يعزو الآيات إلى مواطنها من السور القرآنية، ويحرص على ضبطها بالشكل الصحيح، ويُخَرِّج الأحاديث والآثار التي ينشرها، ويحذر من نشر الأحاديث الضعيفة والمكذوبة. 19- أن تكون منشوراته موجزة مختصرة، بعيدة عن التطويل الممل، إذا كان الاختصار وافيًا بالمقصود. 20- أن يحافظ دائمًا على تقديم النصيحة لإخوانه ما استطاع، ويحرص على الكتابة بالفصحى، ويبتعد عن فاحش الكلام وساقطه، ووحشي الكلام وغريبه. وقد كشفت هذه الرسائل لمن تأملها عن بلاء عمَّ جمهور هذه الأمة في الابتعاد عن اللغة العربية في قواعد الإملاء والكتابة وغلبة العامية الركيكة عليها، فعلى المسلم أن يحرص على استعمال لغة القرآن والسنة وأن يبذل جهده لإحياء اللغة العربية الفصحى المبسطة في هذه المراسلات لتعود للأمة روحها العربية وثقافتها الإسلامية، وذلك أمر ليس بالعسير على من قصده وأراده بعون الله عز وجل، وأنت إذا فعلته احتسابًا وتقربًا إلى الله عزوجل كان لك فيه الأجر والثواب، فمن سنَّ سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة. 21- أن يتجنب طرح القضايا الخطيرة التي تحتاج إلى مزيد تفصيل وشرح وبيان. 22- أن يجتنب آفات اللسان كالكذب والغيبة والنميمة، والمزاح المذموم، والمراء والخصام. 23-أن يجتنب نشر المحرمات كالمقاطع التي تشتمل على صور محرمة، أو معازف. 24- تجنب إرسال الرسائل التي تحتوي نكات تسخر من أناس معينين كأهل بلد أو دولة أو مهنة، فقد قال الله تعالى في سورة الحجرات: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾، وتجنب النكات الباردة التي تصف النساء بالغفلة، أو تصِمُ الحموات بالشر والكيد، أو تلك التي تشجع على تعدد الزوجات، فكل هذا من اللغو الذي لا خير فيه، ومما يهبط بالأمة إلى مستوى سوقي متدن، وأنت إن فعلت فإنما تسيء إلى جمهور النساء وفيهن زوجتك وابنتك وأختك وقريباتك. 25- إذا كتبت رسالة فراجعها قبل إرسالها لتتأكد من خلوها من الأخطاء الإملائية والتصحيحات الآلية التي يقوم بها الهاتف فيضع كلمة مكان أخرى، وكذلك لتتأكد من أنها ستكون واضحة مفهومة للمتلقي، وإذا أردت تصدير رسالة قد وصلتك فتأمل محتوياتها وصدقها وأهميتها ووقعها عند من ترسلها إليه، ثم قرر إرسالها إن وجدت في ذلك خيراً ومنفعة. 26- كثيراً ما يقوم بعض الأشخاص بتكوين مجموعات يشترك عدد من معارفهم وأصدقائهم، يتبادلون فيها ما يهمهم من مواضيع وقضايا وأخبار، وقد يدرجون فيها من أحبوا دون استئذان أو سؤال، ويستحسن لمن أراد إنشاء مجموعة أن يسأل نفسه عن الفائدة المتحققة من ورائها، وكيفية التحكم فيما ينشر فيها، وتوفر الوقت اللازم لمتابعتها وضبطها، وعلى من أُدخِلوا فيها أن يخرجوا منها إن لم يجدوا من ورائها فائدة ملموسة تزيد على ما سيضيع من وقتهم في متابعتها والمشاركة فيها، وقد لوحظ أن كثيراً من هذه المجموعات إنما هي منبر لبضعة أشخاص في حين أن باقي أفراد المجموعة هم في موقع المتلقي لا يشاركون ولا يتفاعلون إلا في النادر، فهي قليلة الفائدة ضعيفة المحتوى، يحقق من خلالها هؤلاء النشطين ذاتهم وتطلعاتهم الشخصية. انظر: "النظم المنساب في آداب الوتساب"، لأحمد الشنقيطي، "ضوابط استخدام وسائل الاتصال الحديثه"، لإسماعيل نواهضه ومأمون نواهضه: (43-41)، "التواصل الاجتماعي أنواعه ضوابطه آثاره معوقاته"، لماجد سكر: (129-109)، "آداب وسائل التواصل الحديثة" لمحمد زاهد أبو غدة. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفوائد والمصالح

1 - أن يُسَخِّر هذه المواقع في الدعوة إلى الله تعالى، وأن يجعل منها منبرًا إعلاميًا للدفاع عن الإسلام وأصوله، ونشر الفوائد والحكم والأحكام الشرعية، والأفكار البناءة، وأن يوظفها توظيفًا إيجابيًا لنشر المعارف والتجارب والخبرات. 2- أن يستعمل مواقع التواصل الاجتماعي في اكتساب معارف وخبرات وتجارب جديدة، فيعلم أن كل ما يصدر عنه من كلام سواء كان مكتوبًا أو مسموعًا، بل كل ما يطلع عليه نظرًا واستماعًا مدون عند رب العالمين، قال تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ [ق: (18)]. 3- أن يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي في التعلم والتعليم وتطوير الذات. 4- أن يتابع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أخبار العالم الإسلامي وآخر المستجدات.

نماذج وقصص

عن مُحَمَّد بْن الْحُسَيْنِ، قال: «سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ السَّرِيَّ، يَقُولُ: مَنْ أَدَّى الْفَرَائِضَ، وَاجْتَنَبَ الْمَحَارِمَ، وَشَكَرَ النِّعْمَةَ عِنْدَهُ، فَمَا عَلَيْهِ لأَحَدٍ سَبِيلٌ، وَقَالَ: الشُّكْرُ عَلَى ثَلاَثَةِ أَوْجُهٍ: شُكْرُ اللِّسَانِ، وَشُكْرُ الْبَدَنِ، وَشُكْرُ الْقَلْبِ، فَشُكْرُ الْقَلْبِ: أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ النِّعَمَ كُلَّهَا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَشُكْرُ الْبَدَنِ: أَنْ لاَ تَسْتَعْمِلَ جَارِحَةً مِنْ جَوَارِحَكَ إِلاَّ فِي طَاعَتِهِ, بَعْدَ أَنْ عَافَاهُ اللهُ، وَشُكْرُ اللِّسَانِ: دَوَامُ الْحَمْدِ عَلَيْهِ». "الجامع لشعب الإيمان"، للبيهقي: (4246) Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA