البحث

عبارات مقترحة:

الخالق

كلمة (خالق) في اللغة هي اسمُ فاعلٍ من (الخَلْقِ)، وهو يَرجِع إلى...

الحق

كلمة (الحَقِّ) في اللغة تعني: الشيءَ الموجود حقيقةً.و(الحَقُّ)...

الآخر

(الآخِر) كلمة تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...

صفة التجلِّي

لفظ (التجلّي) في اللغة مصدر من الفعل (تجلّى يتجلّى) ويعني الظهور والانكشاف، وهو في الاصطلاح بهذا المعنى، إذ يعني ظهور الله عز وجل وإمكان رؤيته، وهي صفة فعلية خبرية ثابتة لله تعالى في الكتاب والسنة. وخالف فيها الجهمية والمعتزلة فأولوها بظهور الآثار والآيات، وهو تأويل فاسد بلا ريب.

التعريف

التعريف لغة

التجليّ في اللغة مصدر من الفعل (تجلَّى يتجلَّى)، ويعني الظهور والانكشاف، وجذره (جلو)، قال ابن فارس فيه: «الجيم واللام والحرف المعتل أصل واحد، وقياس مطرد، وهو انكشاف الشيء وبروزه. يقال جَلَوْتُ العروسَ جلوة وجلاءً، وجلوتُ السيف جَلاءً، وقال الكسائي: السماء جَلوَاءُ أي مُصْحِيَة، ويقال: تَجَلَّى الشيءُ إذا انكشف». "المقاييس" (1 /468). وقال الخليل بن أحمد: «قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ﴾ [الأعراف: 143] أي ظهر وبان». "العين" (6/180).

التعريف اصطلاحًا

التجلّي صفة من صفات الله تعالى الفعلية الخبريَّة الثابتة له عَزَّ وجَلَّ بالكتاب والسنة، ومعناها: الظهور للعيان، لا كما تقول الصوفية: التَّجَلِّي: ما ينكشف للقلوب من أنوار الغيوب. انظر "الصفات الواردة في الكتاب والسنة" للشيخ علوي السقاف (ص 92).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بينهما بيّنة، فإن ما تدل عليه اللغة موافق لما في الاصطلاح بلا اختلاف.

الأدلة

القرآن الكريم

صفة التجلِّي في القرآن الكريم
وردت صفة التجلي لله تعالى في موضع واحد في القرآن الكريم، بصيغة الفعل المضارع، وهو قوله تعالى: ﴿ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً﴾ [الأعراف: 143].

السنة النبوية

صفة التجلِّي في السنة النبوية
ثبتت صفة التجلي لله تعالى في حديث جابر بن عبد الله في وصف يوم القيامة، جاء فيه: «فتدعى الأمم بأوثانها، وما كانت تعبد الأول فالأول، ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول: من تنظرون؟ فيقولون ننظر ربنا، فيقول: أنا ربكم، فيقولون حتى ننظر إليك، فيتجلى لهم يضحك». مسلم (191). وورد بها حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي : «إذا كان يومُ القيامةِ جمع اللهُ الأَوَّلِينَ والآخِرينَ فيَجيءُ اللهُ تبارك وتعالى والمؤمنون على قومٍ فيَقِفُ عليهم فيقولُ هل تعرِفون ربَّكم فيقولون إن عَرَّفَنا نفسَه عَرَفْناهُ ويَرُدُّ عليهم ثلاثًا ويَرُدُّونَ عليه ثلاثًا إن عَرَّفَنا نفسَه عَرَفْناهُ فَيَتَجَلّى لهم يَضحكُ». أخرجه ابن أبي عاصم في «السنة» (631) واللفظ له، وابن خزيمة في "التوحيد" (2/575)، والدارقطني في "رؤية الله" (22). وجاءت كذلك في حديث ابن عباس رضي الله عنه، فعن أبي نَضْرةَ، قال: خَطَبَنا ابنُ عباسٍ، فقال: قال رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «ما من نَبيٍّ إلّا له دَعوةٌ يُعجِّلُها في الدُّنيا، وإني اختَبَأتُ دَعوتي شَفاعةً لأُمَّتي يومَ القيامَةِ، فآتي بابَ الجَنَّةِ، فآخُذُ بحَلْقةِ البابِ، فأَقرَعُ البابَ، فيُقالُ: مَن أنتَ؟ فأقولُ: أنا مُحمَّدٌ، فآتي ربي وهو على كُرسِّيه أو سَريرِه، فيتجلّى لي ربي، فأخِرُّ له ساجِدًا». أحمد (2692)، والطيالسي (2834) مطولاً باختلاف يسير.

أقوال أهل العلم

«وهو الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش، وهو الذي كَلَّم موسى تكليماً، وتَجَلَّى للجبل فجعله دكاً، ولا يماثله شيءٌ من الأشياء في شيءٍ من صفاته» الإمام ابن حَنْبَل " مجموع الفتاوى" (5/257) لابن تيمية
«إن الله يتجلى لعباده كيف شاء» ابن مَنْدَه كتاب التوحيد (3/40)
«كلهم يقول يَنْزِل ويَتَجَلَّى ويجيء، بلا كيف، لا يقولون: كيف يجيء وكيف يَتَجَلَّى وكيف يَنْزِل، ولا من أين جاء ولا من أين تَجَلَّى ولا من أين يَنْزِل، لأنه ليس كشيءٍ من خلقه، وتعالى عن الأشياء، ولا شريك له، وفي قول الله عزَّ وجلَّ فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ دلالةٌ واضحةٌ أنه لم يكن قبل ذلك متجلِّياً للجبل» ابن عَبْد البَر "التمهيد" (7/153) ابن عبد البر

مذاهب المخالفين

خالف في هذه الصفة الجهمية والمعتزلة وغيرهم من المعطلة، بل أوّلوا تجلي الله تعالى بتجلي قدرته وسلطانه وآياته، وذلك تبعًا لاعتقادهم أن رؤية الله تعالى غير جائزة، وهو قول باطل ورأي فاسد، لكونه مخالفًا لنصوص الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة، وأما آيات الله وسلطانه وقدرته فهي واضحة ظاهرة بادية في كل وقت وحين لدى جميع أولي الأبصار والنهى، وليس ذلك مقصورًا على المؤمنين، ولا خاصًّا بيوم القيامة كما هو الحال في تجلّي الله عز وجل. انظر "موسوعة العقيدة والأديان والفرق" لمجموعة من العلماء (2/577-578).