البحث

عبارات مقترحة:

القهار

كلمة (القهّار) في اللغة صيغة مبالغة من القهر، ومعناه الإجبار،...

المجيب

كلمة (المجيب) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أجاب يُجيب) وهو مأخوذ من...

الغفور

كلمة (غفور) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعول) نحو: شَكور، رؤوف،...

صفة التعجُّب

لفظ التعجب في اللغة مصدر من الفعل (تعجَّبَ)، وهو يعني استعظام الشي، وفي الاصطلاح هو صفة فعليَّة خبريَّة لله تعالى، وهي ثابتة له بالقرآن الكريم والسنة النبوية، وعليها إجماع سلف الأمة. وخالف فيها المتكلمون فنفوها وأولوها بتأويلاتٍ فاسدة.

التعريف

التعريف لغة

التعجب مصدر من الفعل (تعجَّبَ يتعجَّبُ) وهو مشتق من العجب، ومعناه استعظام الشيء، قال ابن فارس: «العين والجيم والباء أصلان صحيحان، يدل أحدهما على كِبْر واستكبار للشيء» "المقاييس" (4 /243)، والمقصود هنا الثاني: وهو استكبار الشيء، يقول أيضًا: «عَجِبَ يَعْجَبُ عَجَبًا، وَأَمْرٌ عَجِيبٌ، وذلك إذا اسْتُكْبِرَ وَاسْتُعْظِمَ». "المقاييس" (4/244).

التعريف اصطلاحًا

هي صفةٌ من صفاتِ الله تعالى الفعليَّة التي تتعلق بالمشيئة، الخبريَّة التي لا شأن للعقل في إثباتها، بل هي ثابتة له بالخبر. وتتضمن صفة التعجب استعظامَ الله عز وجل للشيء المتعجب منه، لا بسبب الجهل بالشيء، وإنما بسبب خروج الشيء عن نظائره، فإن الأول لا يليق بالله سبحانه وتعالى، لأن الله علام الغيوب. انظر للاستزادة "الرسالة الأكملية" لابن تيمية (ص57).

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

العلاقة بينهما واضحة، فلا اختلاف بين اللغة والاصطلاح، إلا في أن الوصف في الاصطلاح لا يكون إلا صفة كمال، وفي غير هذا الاصطلاح يكون كمالًا ويكون نقصًا بحسب حال المتعجِّب والمتعجّب منه وسبب التعجب.

الأدلة

القرآن الكريم

صفة التعجُّب في القرآن الكريم
جاءت صفة التعجب لله تعالى في قوله جل وعلا: ﴿وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قولهمْ أَءِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾ [الرعد: 5 ]. وقال تعالى: ﴿ بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ﴾ [الصافات: 12] قال الطبري في "تفسيره": «قوله: ﴿بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ﴾ اختلفت القرَّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قرَّاء الكوفة ﴿بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ﴾ بضم التاء من ﴿عَجِبْتَ﴾ بمعنى: بل عَظُم عندي وكبُر اتخاذهم لي شريكاً وتكذيبهم تَنْزيلي وهم يسخرون، وقرأ ذلك عامة قرَّاء المدينة والبصرة وبعض قرَّاء الكوفة ﴿عَجِبْتَ﴾ بفتح التاء؛ بمعنى: بل عجبت أنت يا محمد ويسخرون من هذا القرآن». "جامع البيان" (19/513).

السنة النبوية

صفة التعجُّب في السنة النبوية
وردت صفة التعجب في سياقات عدة، أذكر منها: حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «أَتى رَجُلٌ رَسولَ اللَّهِ ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أصابَنِي الجَهْدُ، فأرْسَلَ إلى نِسائِهِ فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُنَّ شيئًا، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ : ألا رَجُلٌ يُضَيِّفُهُ هذِه اللَّيْلَةَ، يَرْحَمُهُ اللَّهُ؟ فَقامَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصارِ فَقالَ: أنا يا رَسولَ اللَّهِ، فَذَهَبَ إلى أهْلِهِ، فَقالَ لِامْرَأَتِهِ: ضَيْفُ رَسولِ اللَّهِ لا تَدَّخِرِيهِ شيئًا، قالَتْ: واللَّهِ ما عِندِي إلّا قُوتُ الصِّبْيَةِ، قالَ: فَإِذا أرادَ الصِّبْيَةُ العَشاءَ فَنَوِّمِيهِمْ، وتَعالَيْ فأطْفِئِي السِّراجَ ونَطْوِي بُطُونَنا اللَّيْلَةَ، فَفَعَلَتْ، ثُمَّ غَدا الرَّجُلُ على رَسولِ اللَّهِ فَقالَ: لقَدْ عَجِبَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ - أوْ ضَحِكَ - مِن فُلانٍ وفُلانَةَ فأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: ﴿وَيُؤْثِرُونَ على أنْفُسِهِمْ ولو كانَ بهِمْ خَصاصَةٌ﴾. البخاري (4889) ومسلم (2054). حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقد حدث عنه علي بن ربيعة قال: «رأيتُ علِيًّا أُتِيَ بدابَّةٍ ليَركبَها، فلمّا وضع رجلَه في الرِّكابِ قال: بسْمِ اللَّهِ، فلمّا استَوى عليها قال: الحمدُ للهِ، سُبحانَ الذي سخَّر لنا هذا وما كنّا لهُ مُقْرِنِينَ، وإنّا إلى ربِّنا لَمُنْقَلِبونَ، ثمُّ حَمِد اللهَ ثلاثًا، وكبَّر ثلاثًا، ثمَّ قال: سُبْحانَك لا إله إلا أنت، قد ظلَمْتُ نفسِي فاغفِرْ لي. ثمَّ ضحِك، فقلتُ: ممَّ ضحِكتَ يا أميرَ المؤمنينَ؟ قال: رأيتُ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فعَل مثْلَ ما فعَلْتُ، ثمَّ ضَحِك، فقلْتُ: ممَّ ضَحِكْتَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: يَعْجَبُ الرَّبُّ من عبْدِه إذا قال: ربِّ اغْفرْ لي، ويقولُ: عَلِم عبْدِي أَنَّه لا يَغفرُ الذُّنوبَ غَيْرِي». أبو داود (2602)، والترمذي (3446)، وأحمد (753)، والنسائي في «السنن الكبرى» (8799) باختلاف يسير.

أقوال أهل العلم

«لا يمتنع إطلاق ذلك عليه وحمله على ظاهره؛ إذ ليس في ذلك ما يحيل صفاته، ولا يخرجها عما تستحقه؛ لأنا لا نثبت عَجَباً هو تعظيم لأمر دَهَمَه استعظمه لم يكن عالماً به؛ لأنه مما لا يليق بصفاته، بل نثبت ذلك صفة كما أثبتنا غيرها من صفاته». أَبو يَعْلى "إبطال التأويلات" (ص 245)
«وقال قوم: لا يوصف الله بأنه يَعْجَبُ؛ لأن العَجَب ممَّن يعلم ما لم يكن يعلم، واحتج مثبت هذه الصفة بالحديث، وبقراءة أهل الكوفة : بَلْ عَجِبْتُ وَيَسْخَرُونَ؛ على أنه إخبار من الله عزَّوجلَّ عن نفسه». قِوَام السُّنَّة "الحجة" (2/457)
بوّب بن أبي عاصم في كتابه "السنة" فقال: «باب في تعجب ربنا من بعض ما يصنع عباده مما يتقرب به إليه» ثم أورد جملة من الأحاديث الدالة على ذلك. ابن أَبي عَاصِم "السنة" (1/249).