البحث

عبارات مقترحة:

الوتر

كلمة (الوِتر) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، ومعناها الفرد،...

الأكرم

اسمُ (الأكرم) على وزن (أفعل)، مِن الكَرَم، وهو اسمٌ من أسماء الله...

آداب المناظرة

المناظرة تميز الحق، وتدحض الباطل، وتنشط الذهن، وتدرب على الملكة لمعرفة مآخذ الأحكام، وتحرر من قيود التقليد الذي يغبن العقل. وفيها الحرص على هداية المناظِر إلى الصواب، وحمله من حاجز الباطل إلى طور الحق. وحتى تؤتي المناظرة أكلها ينبغي على كل من المناظرين امتثال آدابها. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف

التعريف لغة

آدَابُ جمع أَدَبُ. والأدب: حسن الأخلاق وفعل المكارم. يقال: أَدَّبْته أَدَبًا أي: عَلَّمْته رياضة النفس ومحاسن الأخلاق، والأدب يقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل، وهو ملكة تعصم من قامت به عما يشينه، والأدب كذلك استعمال ما يحمد قولًا وفعلًا، أو الأخذ أو الوقوف مع المستحسنات، أو هو: تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك. "المصباح المنير"، للفيومي: (9/1)، "تاج العروس"، للزبيدي: (12/2). المناظرة : المباحثة والمباراة في النظر واستحضار كل ما يراه ببصيرته. والمناظرة: أن تناظر أخاك في أمرٍ إذا نظرتما فيه معًا كيف تأتيانه. والمناظرة: المجادلة. يقال: ناظرَه: أي جادله؛ لأنهما ينظران أي القولين أصوب. وناظره به: أي جعله نظيرًا له، وتناظروا فيما بينهم: أي تجادلوا. وناظرت فلانًا إذا صرت له نظيرًا في المخاطبة. "العين"، للفراهيدي: (156/8)، "شمس العلوم"، للحميري: (6656/10)، " المفردات"، للراغب الأصفهاني: (518). قال ابن فارس: «النون والظاء والراء أصل صحيح يرجع فروعه إلى معنى واحد وهو تأمل الشيء ومعاينته ثم يستعار ويتسع فيه». "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (444/5). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

المناظرة هي: النظر بالبصيرة من الجانبين في النسبة بين الشيئين إظهارًا للصواب. "التعريفات"، للجرجاني: (298). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال التعريف اللغوي والاصطلاحي للمناظرة يتبين لنا الترابط بين المعنيين من حيث أن المناظرة يحصل فيها التدبر والتفكر والبحث كما أن فيها معنى التقابل بين المتناظرين وبين أدلتهما وقوليهما، وفيها معنى الانتظار لكون كلٍ من المتناظرين ينتظر صاحبه حتى يتم كلامه، ثم يجيب عنه، ويناظره فيه. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفضل

عدَّ النبي بيان الحق وإزهاق الباطل باللسان نوع من الجهاد وهذا يشمل المناظرة وغيرها من الوسائل الشرعية، فقال : «جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ». أخرجه أبو داود: (2504). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

آداب المناظرة في القرآن الكريم
1- أمر الله تعالى رسوله بمجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن من الرفق واللين. قال تعالى: ﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾. [النحل: (125)]. 2- نهى الله تعالى المؤمنين عن مجادلة اليهودِ والنصارَى إلا بالأسلوب الحسن، والقول الجميل، والدعوة إلى الحق بأيسر طريق موصل لذلك، إلا الذين حادوا عن وجه الحق وعاندوا وكابروا. قال تعالى: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ﴾. [العنكبوت: 46 ]. 3- ذم الله تعالى المجادلة بغير علم. قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ﴾. [الحج: (3)]. 4- أخبر الله تعالى بالمناظرة التي حاجج فيها إبراهيم عليه السلام النمرود حيث أثبت نبي الله إبراهيم عليه السلام انفراد اللّه تعالى بالربوبية ونفيها عن النمرود. قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾. [البقرة: (258)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

آداب المناظرة في السنة النبوية
1- أخبر النبي أن أبغض الرجال إلى الله تعالى هو الألد وهو شديد الخصومة والحاذق بها وهو الذي كلما احتج عليه بحجة أخذ في جانب. قال : «إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ». [أخرجه البخاري: (2457)، ومسلم: (2668)]. 2- أخبر النبي بمناظرة جرت بين أبينا آدم وموسى عليهما السلام، فقال : «احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنَ الْجَنَّةِ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى، اصْطَفَاكَ اللهُ بِكَلَامِهِ، وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ " فَقَالَ النَّبِيُّ : «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى». [أخرجه البخاري: (3409)، ومسلم: (2652)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الإجماع

قال ابن القصار: «أجمع الصحابة على جوازه وفعله، فانتشر ذلك منهم، ومن الخلف بعدهم، إلى هلم جرًا». "اللآلىء الحسان" لولد الخديم (ص48). وقال ابن رجب: «قد أجمع العُلَمَاء عَلَى جواز تبيين خطأ من أخطأ في فهم معاني الكتاب والسنة وتأوَّل شيئًا منها عَلَى غير تأويله، وتمسَّك بما لا يتمسَّك به؛ ليحذر من الاقتداء به فيما أخطأ فيه. ولهذا تجد كتبهم المصنَّفة في أنواع العلوم الشرعية من التفسير، وشرح الحديث، والفقه، واختلاف العُلَمَاء وغير ذلك ممتلئة من المناظرات، وردوا أقوال من تضعَّف أقواله من أئمة السلف والخلف، من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، ولم ينكر ذلك أحدٌ من أهل العِلْم». "مجموع رسائل ابن رجب" (2 /403-404).

الحكم

الأصل في حكم المناظرة الإباحة؛ لأنها وسيلة لإظهار الحق ودحض الباطل، وقد يتغير حكم الإباحة بحسب ما يعرض لها؛ فقد تصير واجبة، وقد تصير مستحبة، وقد تصير مباحة، وقد تصير مكروهة، وقد تصير محرمة. قال الكرماني: «الجدال هو الخصام، ومنه قبيح وحسن وأحسن، فما كان للفرائض فهو أحسن، وما كان للمستحبات فهو حسن، وما كان لغير ذلك فهو قبيح، أو هو تابع للطريق، فباعتباره يتنوع أنواعًا وهذا هو الظاهر». "فتح الباري" لابن حجر (314/13). وقال القرطبي: «والجدل في الدين محمود، ولهذا جادل نوح والأنبياء قومهم حتى يظهر الحق، فمن قبله أنجح وأفلح، ومن رده خاب وخسر. وأما الجدال لغير الحق حتى يظهر الباطل في صورة الحق فمذموم، وصاحبه في الدارين ملوم». "الجامع لأحكام القرآن (28/9). وقال ابن تيمية: «بل الجدال قد يكون واجبًا أو مُستحبًّا كما قال تعالى: ﴿وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: (125)]، وقد يكون الجدال مُحرَّمًا في الحج وغيره؛ كالجدال بغير علم، وكالجدال في الحق بعد ما تبين». "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (107/26). وقال: «والمقصود أن السلف نهوا عن المناظرة من لا يقوم بواجبها، أو من لا يكون في مناظرته مصلحة راجحة، أو فيها مفسدة راجحة، فهذه أمور عارضة تختلف باختلاف الأحوال. وأما جنس المناظرة بالحق فقد تكونُ واجبةً تارةً، ومُستحبَّةً تارةً أخرى. وفي الجملة جنس المناظرة والمجادلة فيها محمودٌ ومذموم، ومفسدةٌ ومصلحةٌ، وحق وباطل». "درء تعارض العقل والنقل" (7/174). وقال ابن حجر: «فإذا كان الجدال فيما لا بد له منه تعين نصر الحق بالحق، فإن جاوز الذي ينكر عليه المأمور نسب إلى التقصير، وإن كان في مباح اكتفى فيه بمجرد الأمر، والإشارة إلى ترك الأولى». "فتح الباري" لابن حجر (314/13). وقال الشيخ المختار بن بونا الشنقيطي: وشرع الجدال وهو أن يقع *****خوض من اثنين لتحقيق لمع للحق والظن ونفي الباطل *****جرى عليه عمل الأفاضل كالأنبياء وله وجوه *****فمع نفي مقصد مكروه وقصد إظهار لباطل على *****حق وإخفا ظاهر قد حظلا وحظ نفس مع علو القدر *****لجلب خير أو لدفع ضر وأوجبوه لابتغاء المعرفه *****عند ظهور الشبه المختلفه ولكتشحيذ الذكا مندوب *****وجائز في غير ذا مطلوب كمثل تمرين لفهم المختبر *****وشرطه ضبط قوانين النظر وعلم ذا الحكم، وما تعلقا *****به وصون نفسه ويصدقا وقال الشيخ محمد سالم بن عبد الودود الهاشمي الشنقيطي: أمَّا الجدالُ فهُوَ التَّخَاوضُ*****من مُتنازِعَينِ والتَّفَاوُضُ لدمغِ باطلٍ أو احقاقٍ لحقّْ *****أو دعم ظن، وعلى هذا الفِرَقْ ليسُوا يُنَاظَرُونَ، أمَّا بينَنَا *****فحُكمُهُ ما الموُسَوِيُّ بيَّنَا: «وللجِدَالِ تعترِيْ الأحْكَامُ *****يحرُمُ إن يُقصَدْ بِهِ الإفْحَامُ لجلبِهِ غَوائِلَ المناهِيْ *****كالحِقْدِ، والعُجبِ، وَحُبِّ الجاهِ وإن يُرِد مَنفعةً فهُو عَلَى *****حَسَبِها، وكرِهُوا ما لا، وَلا» "التذليل والتذييل للتسهيل والتكميل" (ص9-10). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أقوال أهل العلم

«المناظرة في العلم نوعان: أحدهما: للتمرين والتدرُّب على إقامة الحجج ودفع الشبهات. والثاني: لنصر الحق، وكسر الباطل. والأول: يشبه السباق والنضال، والثاني: يشبه الجهاد وقتال الكفار». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن قَيِّم الجَوْزِيَّة "الفروسية المحمدية"، لابن قيم الجوزية: (119/1).
«أما المناظرة في الحق، فإنها نعمة، إذ المناظرة الحقة فيها إظهار الحق على الباطل، والراجح على المرجوح فهي مبنية على المناصحة، والحلم، ونشر العلم». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الإِمَام الشَّافِعي بكر بن عبد الله أبو زيد
«مَا نَاظَرْتُ أَحَدًا قَطُّ فَأَحْبَبْتُ أَنْ يَخْطَأَ، وَمَا فِي ظَنِّي عِلْمٌ إِلَّا وَدِدْتُ أَنَّهُ عِنْدَ كُلِّ أَحَدٍ، وَلَا يُنْسَبُ إِلَيَّ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن عَبْد البَر "الإبانة الكبرى"، لابن بطة: (689)
«وأما الفقه فأجمعوا على الجدال فيه والتناظر؛ لأنه علم يحتاج فيه إلى رد الفروع على الأصول للحاجة إلى ذلك». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الإِمَام الشَّافِعي "جامع بيان العلم وفضله"، لابن عبد البر: (929/2).
آدابه الإنصاتُ بالإنصافِ ***** لخصمِهِ، وتركُ الاعتسافِ ورفعِ صوتِهِ، مع الوقارِ ***** وعدمُ الطرب بالإظهارِِ وفي السؤال الضبطُ والتحسينُ ***** وفي الجواب الطِّبْق والتبيينُ وكل ما اعتبر في المناظرهْ ***** معتبر أيضًا لدى المذاكرهْ Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA محمَّد عَبْد الحَيّ المختار بن بونة
«ما ناظرت أحدًا قط إلا أحببت أن يوفق ويسدد ويعان، ويكون عليه رعاية من الله وحفظ. وما ناظرت أحدا إلا ولم أبال بين الله الحق على لساني أو لسانه». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA "حلية الأولياء"، للأصبهاني: (118/9).
«ومن عاداتهم الخبيثة أنهم كلموا ناظروا واحدًا من الأفاضل في مسألة من المسائل، توجَّهُوا الى جرحه بأفعاله الذاتية، وبحثوا عن أعمالِه العرَضِيَّة، وخلطوا ألف كذبات بصدق واحد، وفتحوا لسان الطعن عليه بحيث يتعجب منه كل ساجد، وغرضُهم منه إسكات مخاصِمِهم بالسب والشتم، والنجاة من تعقُّب مُقابلهم بالتعدي والظلم، بجعل المناظرة مشاتمة، والمباحثة مخاصمة». "الرفع والتكميل" (ص67).

الآداب

آداب قبل المناظرة

1- أن يصحح النية بأن يقصد من المناظرة النصح وإظهار الحق، وليس للمغالبة. 2- أن يقصد بمناظرته كشف الباطل، ودفع الشبه والشكوك، وإزالة الإشكال عن دين الله تعالى. 3- أ ن لا يشتغل بالمناظرة من لم يتفرغ من فروض الأعيان. 4- أن لا يشتغل بالمناظرة، وهناك من الفروض ما هو أهم منها. 5- أن يكون المناظر عالمًا أو مُلِمًّا بالمسألة التي يناظر فيها، أو يكون قد بلغ رتبة علية في العلم كالمجتهد الذي يفتي برأيه لا بمذهب أحد. 6- أن يناظر من يتوقع الاستفادة منه ممن هو مشتغل بالعلم. 7- أن يتجنب المناظرة مع من هو من أهل المهابة العظيمة والاحترام العظيم؛ كيلا تدهشه وتذهله جلالة خصمه عن القيام بحجته كما ينبغي. 8- ألا يحتسب خصمه حقيرًا قليل الشأن؛ لأن ذلك يؤدي إلى عدم الجد والاجتهاد في القيام بحجته فيكون ذلك سببًا لغلبة الخصم الضعيف له، وغلبة القرن الحقير أشنع من غلبة القرن العظيم. "الإبانة الكبرى"، لابن بطة: (545/2)، "إحياء علوم الدين"، للغزالي: (44-42/1). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

آداب أثناء المناظرة

1- أن تكون المناظرة في الخلوة أحب إليه وأهم من المحافل؛ فإن الخلوة أجمع للفهم وأحرى بصفاء الذهن والفكر ودرك الحق، وفي حضور الجمع ما يحرك دواعي الرياء، ويوجب الحرص على نصرة كل واحد نفسه محقًا كان أو مبطلًا. 2- أن لا يناظر إلا في مسألة واقعة أو قريبة الوقوع غالبًا. 3- أن يُظهر روح المودة والأخوة قبل وأثناء وبعد المناظرة؛ كمناظرة المشاورة والمناصحة، وحتى تستمر الألفة والعصمة وأخوة الدين. 4- أن يكون المرجع في المناظرة إلى الكتاب والسنة؛ لقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾. [النساء: (59)]. 5- أن يذكر المناظر ما له وما عليه، وليس له أن يخفي أدلة الفريق الآخر، فإنه ليس من الإنصاف، بل هو من اللبس والتلبيس. 6- أن لا يمنع معينه في النظر من الانتقال من دليل إلى دليل ومن إشكال إلى إشكال. 7- أن يضبط نفسه عند المناظرة، فلا ينفعل. 8- أن يتحرز عن إطالة الكلام في غير فائدة وعن اختصاره اختصارًا يخل بفهم المقصود من الكلام. 9- أن يتجنب الألفاظ الغريبة والمجملة. 10- أن يكون كلامه ملائمًا للموضوع ليس فيه خروج عما هو بصدده. 11- أن ينتظر كل واحد منهما صاحبه حتى يفرغ من كلامه، ولا يقطع عليه كلامه قبل أن يتمه. 12- ألا يتعرض أحدهما لكلام الآخر حتى يفهم مراده من كلامه. 13- أن يحب ظهور الصواب من مناظره، ويكره خطأه، كما يحب الصواب من نفسه ويكره الخطأ منها. 14- أ ن يكون المناظر في طلب الحق؛ كناشد ضالة لا يفرق بين أن تظهر الضالة على يده أو على يد من يعاونه ويرى رفيقه معينًا لا خصمًا ويشكره إذا عرفه الخطأ وأظهر له الحق. 15- أن يترك المناظرة إذا رأى من خصمه عنادًا وتعنتًا. "الإبانة الكبرى"، لابن بطة: (545/2)، "إحياء علوم الدين"، للغزالي: (44-42/1). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

آداب بعد المناظرة

1- أن يلتزم بالعدل والإنصاف. 2- أن لا يستهزئ بخصمه ويسخر منه. 3- أن لا يحتال لإفساد صواب خصمه، وتصويب خطأ نفسه وجحد الحق. 4- أن يقبل بالحق ويبادر بالرجوع إليه عند ظهوره مع صاحبه، فالرجوع إلى الحق وترك ما سواه من خصال أهل الحق. والحق قديم لا يبطله شيء، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل. 5- أن يشكر مناظره على إظهاره الحق. 6- أن لا يُشَهِّر بخصمه عند غلبته في مجلس المناظرة. "الإبانة الكبرى"، لابن بطة: (545/2)، "إحياء علوم الدين"، للغزالي: (44-42/1). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفوائد والمصالح

للمناظرة فوائد ومصالح يمكن تحصيلها منها: 1- القيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 2- بناء ملكة المناظرة والمجادلة والبحث والاستنباط والفهم والتعليل وتقوية الذهن وفتح نوافذ العقل في فهم المسائل. 3- الوصول إلى الحق في المسائل العلمية والعملية. 4- إحقاق الحق وإبطال الباطل وبيان الخطأ من الأقوال والمرجوح منها. 5- رفع الإشكال واللبس والاشتباه الواقع في الأدلة عند المناظر أو الشبه التي يستدل بها المخالف. 6- تبادل الفوائد ودقائق المسائل بين المتناظرين. 7- تقليل فجوة الخلافات بين المسلمين في المسائل العلمية والعملية. 8- مذاكرة المسائل العلمية وتثبيتها وتثبيت الإيمان بها واعتقادها. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

نماذج وقصص

1- عن الحسن بن خضر قَالَ: «سمعت ابن أبي دؤاد يقول: أُدخل رجل من الخوارج على المأمون فَقَالَ: ما حملك على خلافنا؟ قَالَ: آية في كتاب الله عز وجل. قَالَ: وما هِيَ؟ قَالَ: قوله: ﴿ وَمن لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ﴾ [المائدة: (44)]. قال له المأمون: ألك علم بأنها منزلة؟ قال: نعم. قال: وما دليلك؟ قَالَ: إجماع الأمة. قَالَ: فكما رضيت بإجماعهم في التنزيل فارض بإجماعهم في التأويل. قَالَ: صدقت، السلام عليك يا أمير المؤمنين. "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم"، لابن الجوزي: (56/10). 2- عن ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنه، قَالَ: «لَمَّا اجْتَمَعَتِ الْحَرُورِيَّةُ يَخْرُجُونَ عَلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: جَعَلَ يَأْتِيهِ الرَّجُلُ يَقُولُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ الْقَوْمُ خَارِجُونَ عَلَيْكَ، قَالَ: دَعْهُمْ حَتَّى يَخْرُجُوا، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَبْرِدْ بِالصَّلَاةِ فَلَا تَفُتْنِي حَتَّى آتِيَ الْقَوْمَ قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِمْ وَهُمْ قَائِلُونَ فَإِذَا هُمْ مُسْهَمَةٌ وُجُوهُهُمْ مِنَ السَّهَرِ، قَدْ أَثَّرَ السُّجُودُ فِي جِبَاهِهِمْ كَأَنَّ أَيْدِيَهُمْ ثَفِنُ الْإِبِلِ عَلَيْهِمْ قُمُصٌ مُرَحَّضَةٌ فَقَالُوا: مَا جَاءَ بِكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ وَمَا هَذِهِ الْحُلَّةُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: مَا تَعِيبُونَ مِنِّي فَلَقَدْ رَأَيْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ أَحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنْ ثِيَابِ الْيَمَنِيَّةِ، قَالَ: ثُمَّ قَرَأْتُ هَذِهِ الْآيَةَ ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لَعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾ [الأعراف: (32)]. فَقَالُوا: مَا جَاءَ بِكَ؟ قُلْتُ: جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ وَلَيْسَ فِيكُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَمِنْ عِنْدِ ابْنِ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ وَعَلَيْهِمْ نَزَلَ الْقُرْآنُ، وَهُمْ أَعْلَمُ بِتَأْوِيلِهِ جِئْتُ لِأُبَلِّغَكُمْ عَنْهُمْ وَأُبَلِّغَهُمْ عَنْكُمْ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَا تُخَاصِمُوا قُرَيْشًا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ﴾ [الزخرف: (58)] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلَى فَلَنُكَلِّمَنَّهُ قَالَ: فَكَلَّمَنِي مِنْهُمْ رَجُلَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ قَالَ: قُلْتُ: مَاذَا نَقَمْتُمْ عَلَيْهِ؟ قَالُوا: ثَلَاثًا فَقُلْتُ: مَا هُنَّ؟ قَالُوا: حَكَّمَ الرِّجَالَ فِي أَمْرِ اللَّهِ وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ﴾ [الأنعام: (57)] قَالَ: قُلْتُ: هَذِهِ وَاحِدَةٌ وَمَاذَا أَيْضًا؟ قَالَ: فَإِنَّهُ قَاتَلَ فَلَمْ يَسْبِ وَلَمْ يَغْنَمْ، فَلَئِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ مَا حَلَّ قِتَالُهُمْ وَلَئِنْ كَانُوا كَافِرِينَ لَقَدْ حَلَّ قِتَالُهُمْ وَسِبَاهُمْ، قَالَ: قُلْتُ: وَمَاذَا أَيْضًا؟ قَالُوا: وَمَحَا نَفْسَهُ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَهُوَ أَمِيرُ الْكَافِرِينَ، قَالَ: قُلْتُ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ مَا يَنْقُضُ قَوْلَكُمْ هَذَا، أَتَرْجِعُونَ؟ قَالُوا: وَمَا لَنَا لَا نَرْجِعُ؟ قُلْتُ: أَمَّا قَوْلُكُمْ: حَكَّمَ الرِّجَالَ فِي أَمْرِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ فِي كِتَابِهِ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ﴾ [المائدة: (95)] وَقَالَ فِي الْمَرْأَةِ وَزَوْجِهَا ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا﴾ [النساء: (35)] فَصَيَّرَ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ إِلَى حُكْمِ الرِّجَالِ فَنَشَدْتُكُمُ اللَّهَ أَتَعْلَمُونَ حُكْمَ الرِّجَالِ فِي دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَفِي إِصْلَاحِ ذَاتِ بَيْنِهِمْ أَفْضَلَ أَوْ فِي دَمِ أَرْنَبٍ ثَمَنُ رُبْعِ دِرْهَمٍ، وَفِي بُضْعِ امْرَأَةٍ؟ قَالُوا: بَلَى هَذَا أَفْضَلُ، قَالَ: أَخَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: وَأَمَّا قَوْلُكُمْ: قَاتَلَ فَلَمْ يَسْبِ وَلَمْ يَغْنَمْ، أَفَتَسْبُونَ أُمَّكُمْ عَائِشَةَ؟ رضي الله عنها، فَإِنْ قُلْتُمْ: نَسْبِيهَا فَنَسْتَحِلَّ مِنْهَا مَا نَسْتَحِلُّ مِنْ غَيْرِهَا فَقَدْ كَفَرْتُمْ وَإِنْ قُلْتُمْ: لَيْسَتْ بِأُمِّنَا فَقَدْ كَفَرْتُمْ فَأَنْتُمْ تَرَدَّدُونَ بَيْنَ ضَلَالَتَيْنِ، أَخَرَجْتُ مِنْ هَذِهِ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: وَأَمَّا قَوْلُكُمْ: مَحَا نَفْسَهُ مِنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَأَنَا آتِيكُمْ بِمَنْ تَرْضَوْنَ، إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ حِينَ صَالَحَ أَبَا سُفْيَانَ وَسُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «اكْتُبْ يَا عَلِيُّ: هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ.. . .» فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو: مَا نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَلَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا قَاتَلْنَاكَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أنِّي رَسُولُكَ، امْحُ يَا عَلِيُّ وَاكْتُبْ: هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو سُفْيَانَ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو» قَالَ: فَرَجَعَ مِنْهُمْ أَلْفَانِ وَبَقِيَ بَقِيَّتُهُمْ فَخَرَجُوا فَقُتِلُوا أَجْمَعِينَ». "جامع بيان العلم وفضله"، لابن عبد البر: (962/2). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA