البحث

عبارات مقترحة:

الباسط

كلمة (الباسط) في اللغة اسم فاعل من البسط، وهو النشر والمدّ، وهو...

المتعالي

كلمة المتعالي في اللغة اسم فاعل من الفعل (تعالى)، واسم الله...

الكريم

كلمة (الكريم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل)، وتعني: كثير...

آداب عيادة المريض

رغب النبي في عيادة المريض؛ لما فيها من جبر لخاطره، وتطييب لنفسه، كما عدَّها النبي حقًا للمسلم على أخيه المسلم، وله فيها عظيم الأجر والثواب. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف

التعريف لغة

آدَابُ جمع أَدَبُ. والأدب: حسن الأخلاق وفعل المكارم. يقال: أَدَّبْته أَدَبًا أي: عَلَّمْته رياضة النفس ومحاسن الأخلاق، والأدب يقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل، وهو ملكة تعصم من قامت به عما يشينه، والأدب كذلك استعمال ما يحمد قولًا وفعلًا، أو الأخذ أو الوقوف مع المستحسنات، أو هو: تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك. "المصباح المنير"، للفيومي: (9/1)، "تاج العروس"، للزبيدي: (12/2). عيادة: مصدر عاد، يقال: عاد المريض يعوده عيادة، وأصلها مادة "ع ود" والتي تدل على التثنية في الأمر. والعيادة: أن تعود مريضًا. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (181/4)، "الصحاح"، للجوهري: (513/2)، "تاج العروس"، للزبيدي: (433/8). المرض: السقم وهو يدل على ما يخرج به الإنسان عن حد الصحة في أي شيء كان، يقال: مرض فلان أي: أصابه المرض، والمرض نقيض الصحة، وأصله النقصان أو الضعف. يقال: بدن مريض أي ناقص القوة، وقلب مريض: ناقص الدين. والمرض: كل شيء خرج به الإنسان عن حد الصحة. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (311/5)، "الصحاح"، للجوهري: (1106/3). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

العيادة هي: الزيارة. "الإفصاح"، لحسين موسى وعبد الفتاح الصعيدي: (288/1). المرض هو ما يعرض للبدن فيخرجه عن الاعتدال الخاص. "التعريفات"، للجرجاني: (211). والمريض: هو الذي أصيب بمرض يضعف جسمه ويؤثر في نفسه، فيحتاج إلى من يواسيه ويطيب نفسه ويقوم على خدمته وتمريضه. "الموسوعة الفقهية الكويتية" وزارة الأوقاف الكويتية: (9/35). عيادة المريض هي: زيارة المرء لأخيه وتفقده إذا أصابته علّة، أو ضعف يخرج به جسمه عن حدّ الاعتدال والصّحّة. "نضرة النعيم"، لصالح بن حميد: (3055/7). وأما آداب عيادة المريض فنعرفها بأنها: التزام مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب في زيارة المرء لأخيه، وتفقده إذا أصابته علّة، أو ضعف يخرج به جسمه عن حدّ الاعتدال والصّحّة، مع البعد عن كل ما يشين الإنسان من الأقوال والأفعال. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال التعريف اللغوي والاصطلاحي لعيادة المريض يتبين لنا أن التعريف الاصطلاحي مبني على التعريف اللغوي، وأن المعنى الاصطلاحي لا يخرج عن المعنى اللغوي في الجملة. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفضل

1- جعل النبي مرض المسلم سببًا يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الذهب والفضة. فعَنْ أُمِّ الْعَلَاءِ، قَالَتْ: عَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَا مَرِيضَةٌ، فَقَالَ: «أَبْشِرِي يَا أُمَّ الْعَلَاءِ، فَإِنَّ مَرَضَ الْمُسْلِمِ يُذْهِبُ اللَّهُ بِهِ خَطَايَاهُ، كَمَا تُذْهِبُ النَّارُ خَبَثَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ». [أخرجه أبو داود: (3092)]. 2- أخبر النبي أن من عاد مريضًا استمر في التمتع بثمار الجنة وجناها حتى يرجع. قال : «مَنْ عَادَ مَرِيضًا، لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ». [أخرجه مسلم: (2568)]. 3- شبه النبي من يعود مريضًا كمن خاض في رحمة الله فإذا قعد عن المريض فقد استنقع فيها. قال : «مَنْ عَادَ مَرِيضًا خَاضَ فِي الرَّحْمَةِ، فَإِذَا جَلَسَ عِنْدَهُ اسْتَنْقَعَ فِيهَا، وَقَدِ اسْتَنْقَعْتُمْ إِنْ شَاءَ اللهُ فِي الرَّحْمَةِ». [أخرجه أحمد: (15797)]. 4- بيَّن النبي عظم الأجر المترتب على عيادة المريض فذكر أن من عاد مسلمًا غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريف في الجنة. قال : «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الجَنَّةِ». [أخرجه الترمذي: (969)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

آداب عيادة المريض في القرآن الكريم
1- أثنى نبي الله إبراهيم -عليه السلام- على ربه سبحانه وتعالى بأنه إذا أصابه مرض فهو الذي يَشْفيه ويعافيه منه قال تعالى: ﴿وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾. [الشعراء: (80)]. 2- نفى الله سبحانه وتعالى الإثم عن المريض الذي لا يقدر على القيام بالأمور الواجبة عليه بسبب مرضه. قال تعالى: ﴿لَيسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ﴾. [النور: (61)]. 3- سمى القرآن ما يصيب بدن الإنسان مَرَضًا، قال تعالى: ﴿ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ ﴾. [البقرة: (196)]. 4- وسمى القرآن الكريم النفاق والشك في دين الله تعالى مرضًا. قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ ﴾. [التوبة: (125)]. 5- وسمى القرآن الكريم الفجور والفسوق مَرضًا. قال تعالى: ﴿فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾. [الأحزاب: (32)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

آداب عيادة المريض في السنة النبوية
1- أمر النبي بعيادة المريض، قال : «فُكُّوا العَانِيَ، وَأَطْعِمُوا الجَائِعَ، وَعُودُوا المَرِيضَ». [أخرجه البخاري: (3046)]. 2- عدَّ النبي عيادة المريض حقًّا للمسلم على أخيه المسلم، فقال : «حَقُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ خَمْسٌ: رَدُّ السَّلاَمِ، وَعِيَادَةُ المَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الجَنَائِزِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَتَشْمِيتُ العَاطِسِ». [أخرجه البخاري: (1240)، ومسلم: (2162)]. 3- أخبر النبي أن الله تعالى يعاتب عبده يوم القيامة عتابًا شديدًا لتقصيره في عيادة أخيه المسلم. قال : «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟». [أخرجه البخاري: (1240)، ومسلم: (2569)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الإجماع

أجمع العلماء على أن عيادة المرضى فيها فضل كثير، وهي سنة مسنونة لا خلاف بين العلماء فيها. "مراتب الإجماع"، لابن حزم: (157)، "الإقناع"، لابن القطان: (189/1). قال النووي: «أَمَّا عِيَادَةُ الْمَرِيضِ فَسُنَّةٌ بِالْإِجْمَاعِ وَسَوَاءٌ فيه من يعرفه ومن لا يعرفه وَالْقَرِيبُ وَالْأَجْنَبِيُّ وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الْأَوْكَدِ وَالْأَفْضَلِ مِنْهَا» "شرح مسلم"، للنووي: (31/14). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحكم

ذهب جمهور العلماء إلى أن عيادة المريض سنة، وذهب بعض المالكية إلى أنها فرض كفاية، وصرح البخاري بوجوبها. واستدل القائلون بالوجوب بقوله : «حَقُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ خَمْسٌ» وغيره من الأحاديث والتي تأمر بعيادة المريض وتجعله حقًا للمسلم على أخيه المسلم، وأجاب القائلون بعدم الوجوب بأن الأمر بذلك محمول على مزيد الترغيب في عيادة المريض والاعتناء بها والاهتمام بشأنها. "غذاء الألباب"، للسفاريني: (6/2). قال ابن حجر: «قَالَ ابن بَطَّالٍ: يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْأَمْرُ عَلَى الْوُجُوبِ بِمَعْنَى الْكِفَايَةِ كَإِطْعَامِ الْجَائِعِ، وَفَكِّ الْأَسِيرِ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ لِلنَّدْبِ لِلْحَثِّ عَلَى التَّوَاصُلِ وَالْأُلْفَةِ، وَجَزَمَ الدَّاوُدِيُّ بِالْأَوَّلِ، فَقَالَ هِيَ فَرْضٌ يَحْمِلُهُ بَعْضُ النَّاسِ عَنْ بَعْضٍ، وَقَالَ الْجُمْهُورُ: هِيَ فِي الْأَصْلِ نَدْبٌ، وَقَدْ تَصِلُ إِلَى الْوُجُوبِ فِي حَقِّ بَعْضٍ دُونَ بَعْضٍ، وَعَنِ الطَّبَرِيِّ تَتَأَكَّدُ فِي حَقِّ مَنْ تُرْجَى بَرَكَتُهُ، وَتُسَنُّ فِيمَنْ يُرَاعَى حَالُهُ، وَتُبَاحُ فِيمَا عَدَا ذَلِكَ». "فتح الباري"، لابن حجر: (113/10). وقال ابن مفلح: «تستحب العيادة بكرة وعشية لما فيه من تكثير صلاة الملائكة». "الآداب الشرعية"، لابن مفلح: (200/2). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أقوال أهل العلم

«امْشِ مِيلًا وَعُدْ مَرِيضًا، وَامْشِ مِيلَيْنِ وَأَصْلِحْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، وَامْشِ ثَلَاثَةً وَزُرْ فِي اللَّهِ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA عَطَاء بن دِينار حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ
«مِنْ تَمَامِ الْعِيَادَةِ أَنْ تَضَعَ يَدَكَ عَلَى الْمَرِيضِ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA طاوُوس بن كَيْسَان "شعب الإيمان"، للبيهقي: (8771)
«خَيْرُ الْعِيَادَةِ أَخَفُّهَا» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الغَزالي "شعب الإيمان"، للبيهقي: (8787)
«مَا أَرْفَقَ الْعَرَبَ، لَا تُطِيلُ الْجُلُوسَ عِنْدَ الْمَرِيضِ، فَإِنَّ الْمَرِيضَ قَدْ تَبْدُوَ لَهُ الْحَاجَةُ فَيَسْتَحِي مِنْ جُلَسَائِهِ» Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA المَرْداوي أبو العالية
«المريض يعاد، والصحيح يزار». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA بكر بن عبد الله المزني "بستان العارفين"، للسمرقندي: (329/1).
«وَأَدَبُ الْعَائِدِ خِفَّةُ الْجِلْسَةِ، وَقِلَّةُ السُّؤَالِ، وَإِظْهَارُ الرِّقَّةِ، وَالدُّعَاءُ بِالْعَافِيَةِ، وَغَضُّ الْبَصَرِ عَنْ عَوْرَاتِ الْمَوْضِعِ. وَعِنْدَ الِاسْتِئْذَانِ لَا يُقَابِلُ الْبَابَ، وَيَدُقُّ بِرِفْقٍ، وَلَا يَقُولُ أَنَا إِذَا قِيلَ لَهُ من، ولا يقول يا غلام، ولكن يحمد ويسبح». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA "إحياء علوم الدين"، للغزالي: (209/2)
ويُشْرَعُ للمَرْضَى العِيادةُ فَأْتِهِمْ*****تَخُضْ رَحمةً تَغْمُرْ مجالِسَ عُوَّدِ فسَبعونَ ألفًا مِنْ ملائكةِ الرِّضَى*****تُصَلِّي على مَنْ عادَ مَرْضَى إلى الْغَدِ وإنْ عادَهُ في أَوَّلِ اليومِ واصَلَتْ*****عليهِ إلى الليلِ الصلاةَ فأسْنِدِ فمِنهم مُغِبًّا عُدْ وخَفِّفْ ومِنْهُمُ الـ*****ذي يُؤْثِرُ التطويلَ مِنْ مُتَوَدِّدِ ففَكِّرْ وراعِ في العِيادةِ حالَ مَنْ*****تَعودُ ولا تُكْثِرْ سُؤالًا تُنَكِّدِ "الألفية في الآداب الشرعية" (ص45).
وَأن يَعودَهُ إذا مَرِضَ سَا*****ئلِا لَهُ عافِيَةً مُنفِّسا مُؤنِّسًا مُحتَرِسًا من الضَّجَرْ*****رُبَّ ثقيلٍ عادَ ليتَهُ هَجَرْ محمد سالم بن عبد الودود (ولد عدود) الشنقيطي "التسهيل والتكميل"

الآداب

آداب عيادة المريض

لعيادة المريض آداب عديدة ينبغي أن تراعى عند زيارته منها: 1- أن يلتزم بالآداب العامة للزيارة كأن يدق الباب برفق، وألا يبهم نفسه، وأن يغض بصره، وألا يقابل الباب عند الاستئذان. 2- أن يبكر بالزيارة؛ فيعود المريض في أول المرض؛ لحديث: ﴿وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ﴾. [أخرجه مسلم: (2162)]. 3- أن يختار الوقت المناسب للعيادة؛ فلا تكون في وقت الظهيرة صيفًا ولا في شهر رمضان نهارًا، وإنما تستحب بكرة وعشية وفي رمضان ليلًا. 4- أن يدنو من المريض، ويقعد عند رأسه، ويضع يده على جبهته، ويسأله عن حاله وعمَّا يشتهيه. 5- أن يدعو للمريض بالعافية والصلاح؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كَانَ النَّبِيُّ إِذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ قَالَ: «لاَ بَأْسَ، طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ». [أخرجه البخاري: (3616)]. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كَانَ رَسُولُ الله ، إِذَا اشْتَكَى مِنَّا إِنْسَانٌ، مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَذْهِبِ الْبَاسَ، رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا». [أخرجه البخاري: (5675)، ومسلم: (2191)] 6- أن يقرأ عليه شيئًا من القرآن لحديث عائشة رضي الله عنها: «أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ، يَمْسَحُ بِيَدِهِ اليُمْنَى». [أخرجه البخاري: (5743)]. وعند مسلم: «كَانَ رَسُولُ اللهِ إِذَا مَرِضَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ نَفَثَ عَلَيْهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا مَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، جَعَلْتُ أَنْفُثُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُهُ بِيَدِ نَفْسِهِ، لِأَنَّهَا كَانَتْ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْ يَدِي». [أخرجه مسلم: (2192)]. 7- أن يذكره بالله تعالى، ويبشره بتكفير خطاياه، ويوسع له في الأمل، ويشير عليه بالصبر لما فيه من جزيل الأجر، ويدفع عنه اليأس والجزع لما فيهما من الوزر. 8- أن لا يطيل الزيارة مراعاة لحال المريض؛ كأن يتفقده يومًا ويترك يومًا إلا إذا كان المريض لا يتضجر من طول الزيارة، فالأمر يختلف باختلاف الأحوال بالنسبة للعائد والمريض. قال : «زُرْ غِبًّا، تَزْدَدْ حُبًّا». [أخرجه الطبراني، المعجم الأوسط: (1754)]. 9- أن لا يكثر من سؤال المريض؛ لأن في ذلك ثقل على المريض وإضجار له. 10- أن لا يتحدث أمام المريض بما يقلقه ويزعجه، وأن يُظهر له من الرقة واللطف ما يُطيِّبُ به خاطره. 11- أن لا يكثر من اللغط والاختلاف بحضرته لما في ذلك من إزعاجه. 12- أن يسأله الدعاء له؛ لأن المريض أحرى بإجابة الدعاء. "إحياء علوم الدين"، للغزالي: (209/2)، "غذاء الألباب"، للسفاريني: (11-7/2)، "نضرة النعيم"، لصالح ابن حميد: (3057/7). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحقوق

حقوق المريض

ذكر العلماء أن للمريض حَقَّين: الحَقُّ الأول: هو العيادة. الحقُّ الثاني: وهو التمريض، وهو فرض كفاية، يقول به القريب، ثم الصاحب، ثم الجار، ثم سائر الناس. انظر "القوانين الفقهية" لابن جزي (ص662)، "الجامع" لخليل بن إسحاق (ص70).

الفوائد والمصالح

لعيادة المريض فوائد ومصالح عديدة منها: 1- نيل رضوان الله تعالى، والتمتع بمعيته طيلة مدة العيادة. 2- الفوز بالثواب العظيم، والجزاء الجزيل للعائد ما يجعله كأنه في خرفة الجنة يريح شذاها رضى وحبورًا. 3- الفوز بصلاة الملائكة عليه واستغفارها له إلى ثاني أيام العيادة. 4- تذكير للعائد بالآخرة، وترقيق للقلب. 5- تحقيق اتباع النبي والتزام أمره والسير على هديه. 6- حصول البركة للمريض بدعاء العائد له، وللعائد بدعاء المريض له فإنه ممن تجاب دعوتهم. 7- تقوية أواصر المودة والمحبة بين المسلمين ودوام الألفة بينهم. 8- جبر خاطر المريض وأهله، وبث روح الأمل في نفسه، مما يعجل له بالشفاء. 9- التخوض في الرحمة والاستقرار فيها. 10- تغمره الرّحمة ويخوض فيها. "نضرة النعيم"، لصالح بن حميد: (3068/7). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

نماذج وقصص

1- عن أنسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ غُلاَمٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبيَّ فَمَرِضَ، فَأتَاهُ النَّبيُّ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأسِهِ، فَقَالَ لَهُ: «أسْلِمْ» فَنَظَرَ إِلَى أبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ؟ فَقَالَ: أَطِعْ أَبَا القَاسِمِ، فَأسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبيُّ وَهُوَ يَقُولُ: «الحَمْدُ للهِ الَّذِي أنْقَذَهُ منَ النَّارِ». [أخرجه البخاري: (1356)]. 2- عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ النَّبيَّ كَانَ إِذَا اشْتَكى الإنْسَانُ الشَّيْءَ مِنْهُ، أَوْ كَانَتْ بِهِ قَرْحَةٌ أَوْ جُرْحٌ، قَالَ النَّبيُّ بِأُصْبُعِهِ هكَذا - وَوَضَعَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَة الرَّاوي سَبَّابَتَهُ بِالأَرْضِ ثُمَّ رَفَعَها - وقال: «بِسمِ اللهِ، تُرْبَةُ أرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا، بإذْنِ رَبِّنَا». [أخرجه البخاري: (7545)، ومسلم: (2194)]. 3- عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: «عَادَنِي النَّبِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ فِي بَنِي سَلِمَةَ مَاشِيَيْنِ، فَوَجَدَنِي النَّبِيُّ لاَ أَعْقِلُ شَيْئًا، فَدَعَا بِمَاءٍ، فَتَوَضَّأَ مِنْهُ، ثُمَّ رَشَّ عَلَيَّ فَأَفَقْتُ»، فَقُلْتُ: مَا تَأْمُرُنِي أَنْ أَصْنَعَ فِي مَالِي يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَنَزَلَتْ: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ﴾ [النساء: (11)]. 4- «مرض قَيْس بْن سَعْد بْن عُبَادَة، فاستبطأ إخوانه، فسأل عَنْهُم فقيل: إنهم يستحيون مِمَّا لَك عَلَيْهِم من الدين، فَقَالَ: أخزى اللَّه تَعَالَى مالا يمنع الإخوان من الزيارة، ثُمَّ أمر من ينادي من كَانَ لقيس عَلَيْهِ دين فَهُوَ منه فِي حل فكسرت عتبته بالعشى لكثرة من عاده». "الرسالة القشيرية"، للقشيري: (406/2). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA