البحث

عبارات مقترحة:

الخبير

كلمةُ (الخبير) في اللغةِ صفة مشبَّهة، مشتقة من الفعل (خبَرَ)،...

القابض

كلمة (القابض) في اللغة اسم فاعل من القَبْض، وهو أخذ الشيء، وهو ضد...

الظاهر

هو اسمُ فاعل من (الظهور)، وهو اسمٌ ذاتي من أسماء الربِّ تبارك...

إفشاء السر

لقد نهى الشارع الكريم عن إفشاء أسرار المسلمين وأمر بسترها وكتمانها، لما في ذلك من حفظ لأعراضهم، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنَّ رسول الله قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة». أخرجه البخاري (2442)، ومسلم (2580).

التعريف

التعريف لغة

معنى الإفشاء: «الإفشاء من فَشا الخبر يَفْشو فُشُوًّا وفُشِيًّا، أي: انتشر وذاع، وأفْشاهُ غيره، وتَـفَشَّى الشيء، أي: اتسع، وفشا الشيء: ظهر». "مقاييس اللغة" لابن فارس (3/69)، "الصحاح" للجوهري (6/2455)، "لسان العرب" لابن منظور (15/155). معنى السر لغة: «السِّرُّ: هو ما يكتم وهو خلاف الإعلان، يقال: أسررت الشيء إسرارًا، خلاف أعلنت». انظر: "الكليات" للكفوي (ص 415)، "مقاييس اللغة" لابن فارس (4/504). قال الكفوي: «هو ما يسرُّه المرء في نفسه من الأمور التي عزم عليها». "الكليات" للكفوي (ص415). و«السِّرُّ هو الحديث المكتم في النفس، وسارَّه: إذا أوصاه بأن يُسرَّه، وتَسارَّ القومُ. وكنَّي عن النكاح بالسِّرِّ من حيث إنه يخفى». "المفردات" للراغب (1/404).

التعريف اصطلاحًا

هُوَ إظهارُ كُلِّ ما حُدِّثتَ به مما تظُنُّ إفرادَك به. "اللآلىء الحسان" لولد الخديم (ص23-24). وعرفه بعض المعاصرين بقوله: «إفشاء السر هو: تعمد الإفضاء بسرٍّ من شخص اؤتمن عليه، في غير الأحوال التي توجب فيها الشريعة الإسلامية الإفضاء، أو تجيز». "كتمان السر وإفشاؤه في الفقه الإسلامي" لشريف بن أدول (ص 20).

الأدلة

القرآن الكريم

إفشاء السر في القرآن الكريم
قال تعالى: ﴿وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ [النساء: 83]. وقال سبحانه: ﴿وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ﴾[التحريم: 3]. وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [الأنفال: 27-28].

السنة النبوية

إفشاء السر في السنة النبوية
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إنَّ مِن أشرِّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرَّها». أخرجه مسلم (1437). وقال : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت». أخرجه البخاري (6018)، ومسلم (47). وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «حين تأيمت حفصة، قال عمر: لقيت أبا بكر فقلت: إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله ، فلقيني أبو بكر فقال: إنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت، إلا أني قد علمت أنَّ رسول الله قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سرَّ رسول الله ، ولو تركها لقبلتها». أخرجه البخاري (5145). وعن أنس، قال: أتى علي رسول الله ، وأنا ألعب مع الغلمان، قال: فسلم علينا، فبعثني إلى حاجة، فأبطأت على أمي، فلما جئت قالت: ما حبسك؟ قلت بعثني رسول الله لحاجة، قالت: ما حاجته؟ قلت: إنها سر، قالت: لا تحدثن بسر رسول الله أحدا قال أنس: والله لو حدثت به أحدا لحدثتك ‌يا ‌ثابت. أخرجه مسلم (2482). وقال رسول الله : «لا يتجالس قوم إلا بالأمانة». رواه أبو طاهر المخلص في "المخلصيات" (1/192) (210) من حديث مروان بن الحكم. وحسنه الألباني في"صحيح الجامع" (7604). وعن جابرِ بنِ عبدْ الله، قال: قال رسولُ الله : «إذا حدَّث الرجلُ بالحديثِ ‌ثمَّ ‌التفتَ فهيَ أمانةٌ». أخرجه أبو داود (4868). قال ابن رسلان: «ومعنى الحديث أن الرجل إذا تحدث بشيء ثم التفتَ فإنَّ التفاتَه قرينةٌ في أنه يتوقى أحدًا يسمع حديثه، فيدل هذا على أنه لا يحب اطلاع أحد على ذلك الحديث غير الذي حدثه، وكأنه يستكتم الحديث ممن يحدثه، وحينئذٍ تكون أمانة عند المحدث». "شرح سنن أبي داود" لابن رسلان (14/527).

أقوال أهل العلم

«يا بني (المقصود عبد الله بن العباس)، إن أمير المؤمنين يدنيك -يعني عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه- فاحفظ عني ثلاثًا: لا تفشينَّ له سرًّا، ولا تغتابنَّ عنده أحدًا، ولا يطَّلعنَّ منك على كذبة». العَبَّاس رواه أحمد في "فضائل الصحابة" (2/957)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (5/229).
«ما أفشيت سرِّي إلى أحد إلا أعقبني طول الندم، وشدة الأسف، ولا أودعته جوانح صدري فحكمته بين أضلاعي، إلا أكسبني مجدًا، وذكرًا، وسناء، ورفعة. فقيل: ولا ابن العاص. قال: ولا ابن العاص. وكان يقول: ما كنت كاتمه من عدوِّك، فلا تظهر عليه صديقك» معاوية بن أبي سُفْيَان "المحاسن والأضداد" للجاحظ (ص 46).
«ما استودعت رجلًا سرًّا فأفشاه فلمته؛ لأني كنت أضيق صدرًا منه حيث استودعته إيَّاه» عمرو بن العاص "عيون الأخبار" لابن قتيبة (1/98).
«إنَّ من الخيانة أن تحدِّث بسرِّ أخيك». الحَسن بن علي "إحياء علوم الدين" للغزالي (3/132).
«ومن حق الأخ أن ‌يسكت ‌عن ‌إفشاء ‌سره الذي استودعه، وله أن ينكره وإن كان كاذبًا، فليس الصدق واجبًا في كل مقام، فإنه كما يجوز للرجل أن يخفي عيوب نفسه وأسراره وإن احتاج إلى الكذب؛ فله أن يفعل ذلك في حق أخيه، فإن أخاه نازل منزلته، وهما كشخص واحد لا يختلفان إلا بالبدن». الغَزالي "إحياء علوم الدين"

الصور

1- إفشاء أسرار المسلمين. 2- إفشاء أسرار الدولة، وهو ما يعرف في كتب الفقه بمسألة الجاسوس المسلم، ف إذا كان إفشاء أسرار الأفراد مذمومًا، فإفشاء أسرار الدولة أشدُّ ذمًّا، وأعظم جرمًا، ويترتب عليه من المفاسد الشيء الكثير الذي يزعزع أمن البلد واستقرارها، ويمكن أعداءها منها. 3- إفشاء الأسرار الزوجية: فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إنَّ مِن أشرِّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة، وتفضي إليه ثم ينشر سرَّها» أخرجه مسلم(1437). و نص بعض الفقهاء على أن مفشي سر الجماع تُرَدُّ شهادته. انظر "الألفية في الآداب الشرعية" لابن عبد القوي (ص60). 4- إفشاء وإعلان الذنوب التي يرتكبها: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: «كلُّ أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملًا ثم يصبح وقد ستره الله؛ فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه». أخرجه البخاري (6069).

الأقسام والأنواع

لا يخلو إفشاء السر من حالين: الأولى: أن يترتب عليه إضرار بمن أفشي سره، فهو حينئذ محرم، لحرمة إيذاء المسلم. الثانية: أن لا يترتب عليه إضرار، فهو وإن لم يكن محرمًا، إلا أن ذلك يُعد لُؤمًا. انظر "إحياء علوم الدين" للغزالي (5 /472-473). ‌

العقوبة

1- تتبع الله عورته وفضحه: في الحديث الشريف: «يا مَعشرَ مَن آمَنَ بلِسانِه، ولم يُفضِ الإيمانُ إلى قلبِه: لا تَغتابوا المُسلمينَ، ولا تتَّبِعوا عَوراتِهم؛ فإنَّه مَن تتبَّعَ عَوراتِ المُسلمينَ، تتبَّعَ اللهُ عَورتَه، ومَن تتبَّعَ اللهُ عَورتَه، فيَفضَحُه ولو في جَوفِ رَحلِه». أخرجه الترمذي (2032). 2-أن يكون من شرار الخلق عند الله: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «إنَّ مِن أشرِّ الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة، وتفضي إليه ثم ينشر سرَّها» أخرجه مسلم (1437). 3- العذاب الأليم يوم القيامة: قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ [النور: 19].

وسائل الاجتناب

1- كثرة ذكر الله تعالى: قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾[البقرة: 152] 2- معرفة حكم إفشاء السر وتغليظ حرمته: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾. [النور: 19]. 3- تذكر قرب الأجل والبعث والنشور: ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾[الكهف: 49]. 4- صحبة الأخيار: قال تعالى: ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾. [الزخرف: 67]. 5- معرفة حقوق الصحبة، وأن إفشاء الأسرار يناقض ذلك، إذ فيه إيذاء للصديق، وتهاون بحقه. "إحياء علوم الدين" للغزالي (5 /472).