الطيب
كلمة الطيب في اللغة صيغة مبالغة من الطيب الذي هو عكس الخبث، واسم...
«لأن يضعني الصدق- وقلما يضع- أحب إلي من أن يرفعني الكذب، وقلما يفعل». العَدَوِي "أدب الدنيا والدين" للماوردي (1 /263).
«أعظم الخطايا الكذب، ومن يعف يعف الله عنه». ابن مَسْعُود أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1 /138).
«الكذب فجور، والنميمة سحرٌ، فمن كذب فقد فجر، ومن نم فقد سحر». ابن عبَّاس "عيون الأخبار" لابن قتيبة (2 /31).
«زعموا زاملة الكذب». عَبْد الله بن عُمَر "عيون الأخبار" لابن قتيبة (2 /32).
حَذَارِكَ مِنْ كَذْبِ اليمينِ فإنَّهُ*****لَيُوجِبُ سُخْطَ اللَّهِ إنْ يُتَعَمَّدِ وأَوْجِبْ لِإِنْجَا هالِكٍ مِنْ ظَلَامَةٍ*****ونَدْبٍ لمندوبٍ لإصلاحِ مُفْسِدِ المَرْداوي "الألفية في الآداب الشرعية" (ص63).
«إنما يضرُّ الإنسانَ الكذبُ، والإصرار على كثرة الخطأ، والتجرِّي على تدليس الباطل، فإنه خيانة وجناية، والمرء المسلم يُطبَع على كل شئ إلا الخيانة والكذب». الذَّهَبي "ميزان الاعتدال" (1/3).
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".