البحث

عبارات مقترحة:

الواحد

كلمة (الواحد) في اللغة لها معنيان، أحدهما: أول العدد، والثاني:...

الوتر

كلمة (الوِتر) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل، ومعناها الفرد،...

المنان

المنّان في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من المَنّ وهو على...

آداب المشاورة

المشاورة أصل الدين، وسنة الله في العالمين، وهي حق على عامة الخليقة من الرسول إلى أقل خلق بعده في درجاتهم، وهي اجتماع على أمر يشير كل واحد برأيه، مأخوذ من الإشارة. فالمشاورة أصل من أصول الحكم في الإسلام، وهي شعار لأمة محمد ، وتطبيقها عبادة من العبادات التي يتقرب بها إلى الله تعالى. وفيها يتم تقليب أوجه الرأي، واستلهام الرأي السديد. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف

التعريف لغة

آدَابُ جمع أَدَبُ. والأدب: حسن الأخلاق وفعل المكارم. يقال: أَدَّبْته أَدَبًا أي: عَلَّمْته رياضة النفس ومحاسن الأخلاق، والأدب يقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل، وهو ملكة تعصم من قامت به عما يشينه، والأدب كذلك استعمال ما يحمد قولًا وفعلًا، أو الأخذ أو الوقوف مع المستحسنات، أو هو: تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك. "المصباح المنير"، للفيومي: (9/1)، "تاج العروس"، للزبيدي: (12/2). المشاورة: مصدر مأخوذ من الفعل "ش و ر"، وأصل المشاورة يدل على أخذ شيء من شيء. يقال: شاورت فلانًا في أمري مشاورة أي: طلبت منه المشورة، وأشار عليه فلان بكذا أي: أمره وارتآه له، وبين له وجه المصلحة، ودله على الصواب، واستشرته راجعته لأرى رأيه. والمشاورة مشتقة من شور العسل، كأن المستشير يأخذ الرأي من غيره. فمعنى المشاورة: استخراج الرأي. ومنه سمي أهل المشورة، ومجلس الشورى. "مقاييس اللغة"، لابن فارس: (226/3)، "الصحاح"، للجوهري: (704/2)، "المصباح المنير"، للفيومي: (170). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

التعريف اصطلاحًا

المشاورة هي: «استنباط المرء الرأي من غيره فيما يعرض له من مشكلات الأمور، ويكون ذلك في الأمور الجزئية التي يتردد المرء فيها بين فعلها وتركها». " الذريعة إلى مكارم الشريعة"، للراغب الأصفهاني (ص 210). وأما آداب المشاورة فنعرفها بأنها: التزام مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب في استنباط المرء الرأي من غيره فيما يعرض له من مشكلات الأمور، مع اجتناب كل ما يشين الإنسان من الأقوال والأعمال. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العلاقة بين التعريفين اللغوي والاصطلاحي

من خلال التعريف اللغوي والاصطلاحي للمشاورة يتبين لنا أن التعريف الاصطلاحي مبني على التعريف اللغوي، وأن المعنى الاصطلاحي لا يخرج عن المعنى اللغوي في الجملة. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الفضل

1- جعل الله تعالى المشاورة قبل العزم على الأمر والتبين. قال تعالى: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ﴾. [آل عمران: (159)]، ثم قال: ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾ [آل عمران: (159)]. 2- أخبر النبي أن المستشار الذي طُلب منه المشورة أمين فيما يُسأل عنه من الأمور؛ فلا ينبغي أن يخون المستشير بكتمان مصلحته. قال : «الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ». [أخرجه أبو داود: (5128)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الأدلة

القرآن الكريم

آداب المشاورة في القرآن الكريم
1- أمر الله سبحانه وتعالى نبيه بالمشاورة مع أنه أكمل الخلق، فما الظن بغيره؟، قال تعالى: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾. [آل عمران: (159)]. 2- أشار الله تعالى إلى أهمية المشاورة حينما ذكرها بين فريضتين عظيمتين هما الصلاة والزكاة. قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾. [الشورى: (38)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

السنة النبوية

آداب المشاورة في السنة النبوية
1- عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه «أَنَّ رَسُولَ اللهِ شَاوَرَ حِينَ بَلَغَهُ إِقْبَالُ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ عُمَرُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَقَالَ: إِيَّانَا تُرِيدُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نُخِيضَهَا الْبَحْرَ لَأَخَضْنَاهَا، وَلَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نَضْرِبَ أَكْبَادَهَا إِلَى بَرْكِ الْغِمَادِ لَفَعَلْنَا». [أخرجه مسلم: (1779)]. 2- عن ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: فَلَمَّا أَسَرُوا الْأُسَارَى، قَالَ رَسُولُ اللهِ لِأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ: «مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ الْأُسَارَى؟» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا نَبِيَّ اللهِ، هُمْ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةِ، أَرَى أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُمْ فِدْيَةً فَتَكُونُ لَنَا قُوَّةً عَلَى الْكُفَّارِ، فَعَسَى اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ لِلْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : «مَا تَرَى يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟» قُلْتُ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَرَى الَّذِي رَأَى أَبُو بَكْرٍ، وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تُمَكِّنَّا فَنَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ، فَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ، وَتُمَكِّنِّي مِنْ فُلَانٍ نَسِيبًا لِعُمَرَ، فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَصَنَادِيدُهَا». [أخرجه البخاري: (1763)]. 3- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : «الْبِكْرُ تُسْتَأْمَرُ، وَالثَّيِّبُ تُشَاوَرُ»، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْبِكْرَ تَسْتَحِي قَالَ: «سُكُوتُهَا رِضَاهَا». [أخرجه أحمد: (7131)]. 4- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كَانَ المُسْلِمُونَ حِينَ قَدِمُوا المَدِينَةَ يَجْتَمِعُونَ فَيَتَحَيَّنُونَ الصَّلاَةَ لَيْسَ يُنَادَى لَهَا، فَتَكَلَّمُوا يَوْمًا فِي ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: اتَّخِذُوا نَاقُوسًا مِثْلَ نَاقُوسِ النَّصَارَى، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ بُوقًا مِثْلَ قَرْنِ اليَهُودِ، فَقَالَ عُمَرُ: أَوَلاَ تَبْعَثُونَ رَجُلًا يُنَادِي بِالصَّلاَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا بِلاَلُ قُمْ فَنَادِ بِالصَّلاَةِ». [أخرجه البخاري: (604)]. 5- عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال: «مَا تُشِيرُونَ عَلَيَّ فِي قَوْمٍ يَسُبُّونَ أَهْلِي، مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُوءٍ قَطُّ». [أخرجه البخاري: (7370)]. 6- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: «مَا رَأَيْتُ مِنَ النَّاسِ أَحَدًا أَكْثَرَ مَشُورَةٍ لِأَصْحَابِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ». "الجامع في الحديث" لابن وهب (ص 288). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الإجماع

Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

العقل

Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحكم

قال النووي: «واعلم أنه يستحب لمن هَمَّ بأمر أن يشاور فيه من يثق بدينه وخبرته وحذقه ونصيحته وورعه وشفقته، ويستحب أن يشاور جماعة بالصفة المذكورة ويستكثر منهم، ويعرفهم مقصوده من ذلك الأمر، ويبين لهم ما فيه من مصلحة ومفسدة إن علم شيئًا من ذلك، ويتأكد الأمر بالمشاورة في حق ولاة الأمور العامة، كالسلطان، والقاضي، ونحوهما». "الأذكار" للنووي (324). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

أقوال أهل العلم

«الرجال ثلاثة: رجلٌ ترد عليه الأمور فيسددها برأيه، ورجلٌ يشاور فيما أشكل عليه وينزل حيث يأمره أهل الرأي، ورجلٌ حائر بأمره لا يأتمر رشدًا ولا يطيع مرشدًا». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA عُمَر بن الخَطَّاب "أدب الدنيا والدين"، للماوردي: (300)
«إن المشورة والمناظرة بابا رحمة، ومفتاحا بركة، لا يضل معهما رأي، ولا يفقد معهما حزم». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA عُمَر بن عبد العَزِيز "أدب الدنيا والدين"، للماوردي: (300)
«المشاورة حصن من الندامة وأمن عن الملامة». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA علي بن أبي طالِب "الذريعة إلى مكارم الشريعة"، للراغب الأصفهاني: (210)
«ما علم أنه مصلحة راجحة فلا مشاورة في فعله، وما علم أنه مفسدة راجحة فلا مشاورة في تركه، وما التبس أمره ففيه المشاورة؛ فإن الله لم يجمع الصواب كله لواحد، ولذلك شرعت المشاورة؛ فإن الصواب قد يظهر لقوم وقد يغيب عن اخرين». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الحسن البَصْري "أحكام الجهاد وفضائله"، للعز بن عبد السلام: (95).
«فينبغي لمن تولى أمور المسلمين أن يقتدي بسيد المرسلين في ذلك، فيشاور في كل تصرف من كان عارفًا بذلك التصرف، ولا يشاور في كل فن إلا أربابه، مقدمًا لأفاضلهم وأماثلهم على من دونهم». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الإِمَام الشَّافِعي "أحكام الجهاد وفضائله"، للعز بن عبد السلام: (96).
«والله ما استشار قوم قط إلا هدوا لأفضل ما بحضرتهم». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA المَاورْدي "الأدب المفرد"، للبخاري: (258)
«إنما يؤمر الحاكم بالمشورة لكون المشير ينبهه على ما يغفل عنه، ويدله على مالا يستحضره من الدليل، لا ليقلد المشير فيما يقوله، فإن الله لم يجعل هذا لأحد بعد رسول الله ». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA الحسن البَصْري " فتح الباري"، لابن حجر: (342/13)
«اعلم أن من الحزم لكل ذي لب أن لا يبرم أمرا ولا يمضي عزما إلا بمشورة ذي الرأي الناصح، ومطالعة ذي العقل الراجح». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA أَبُو الفَتح البُسْتي "أدب الدنيا والدين"، للماوردي: (300).
«ما أمر الله تعالى نبيه بالمشاورة لحاجة منه إلى رأيهم، وإنما أراد أن يعلمهم ما في المشاورة من الفضل، ولتقتدي به أمته من بعده». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن عبد السَّلام "الجامع لأحكام القرآن"، للقرطبي: (250/4)
«واجب على الولاة مشاورة العلماء فيما لا يعلمون، وفيما أشكل عليهم من أمور الدين، ووجوه الجيش فيما يتعلق بالحرب، وجوه والناس فيما يتعلق بالمصالح، ووجوه الكتاب والوزراء والعمال فيما يتعلق بمصالح البلاد وعمارتها». Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA ابن خويز منداد "الجامع لأحكام القرآن"، للقرطبي: (250/4)
لا تستشِرْ غيرَ ندبٍ حازمٍ يَقِظٍ*****قد استَوَى فيه إسرارٌ وإعلانُ فللتدابير فُرسانٌ إذا ركضوا*****فيها أبرُّوا كما للحربِ فرسانُ "قصيدة عنوان الحكم"

الآداب

آداب المُشَاوِر

1- أن يكون هينًا لينًا سمحًا في أخلاقه؛ لقول الله تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ [آل عمران: (159)]. وقوله تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾. [الأعراف: (199)]. وفي الحديث: «لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ فَاحِشاً وَلا مُتَفَحِّشاً، وَكَانَ يَقُولُ: ﴿إِنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أحْسَنَكُمْ أخْلاقاً». [أخرجه البخاري: (3559)، ومسلم: (3759)]. 2- أن يشاور قبل العزم على الأمر والتبين؛ لقول الله تعالى: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ﴾. [آل عمران: (159)]، فقد قال الله بعدها: ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ﴾ [آل عمران: (159)]. 3- أن يختار الأكفأ من الناس من أصحاب العلم والعبادة والخوف من الله تعالى لمشاورته؛ لقول الله تعالى: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾. [الزمر: (9)]. وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه «أَنَّ رَسُولَ اللهِ شَاوَرَ حِينَ بَلَغَهُ إِقْبَالُ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ تَكَلَّمَ عُمَرُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَقَالَ: إِيَّانَا تُرِيدُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نُخِيضَهَا الْبَحْرَ لَأَخَضْنَاهَا، وَلَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نَضْرِبَ أَكْبَادَهَا إِلَى بَرْكِ الْغِمَادِ لَفَعَلْنَا». [أخرجه مسلم: (1779)]. 4- أن يبدأ بأخذ الرأي من العالم والكبير ثم مَنْ على يمينه، فعَنْ أَبِي لَيْلَى عنْ سَهْلِ بْنِ أبِي حَثْمَةَ رضي الله عنه أنَّهُ أخْبَرَهُ هُوَ وَرِجَالٌ مِنْ كُبَرَاءِ قَوْمِهِ: أنَّ عَبْدَاللهِ بْنَ سَهْلٍ وَمُحَيِّصَةَ خَرَجَا إِلَى خَيْبَرَ مِنْ جَهْدٍ أصَابَهُمْ، فَأُخْبِرَ مُحَيِّصَةُ أنَّ عَبْدَاللهِ قُتِلَ وَطُرِحَ فِي فَقِيرٍ أوْ عَيْنٍ، فَأتَى يَهُودَ فَقَالَ: أنْتُمْ وَاللهِ قَتَلْتُمُوهُ، قَالُوا: مَا قَتَلْنَاهُ وَاللهِ، ثُمَّ أقْبَلَ حَتَّى قَدِمَ عَلَى قَوْمِهِ فَذَكَرَ لَهُمْ، وَأقْبَلَ هُوَ وَأخُوهُ حُوَيِّصَةُ، وَهُوَ أكْبَرُ مِنْهُ، وَعَبْدُالرَّحْمَنِ ابْنُ سَهْلٍ، فَذَهَبَ لِيَتَكَلَّمَ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ بِخَيْبَرَ، فَقَالَ النَّبِيُّ لِمُحَيِّصَةَ: «كَبِّرْ كَبِّرْ». يُرِيدُ السِّنَّ، فَتَكَلَّمَ حُوَيِّصَةُ ثُمَّ تَكَلَّمَ مُحَيِّصَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : «إِمَّا أنْ يَدُوا صَاحِبَكُمْ، وَإِمَّا أنْ يُؤْذِنُوا بِحَرْبٍ». [أخرجه البخاري: (7192)، ومسلم: (1669)]. وحديث عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي تَنَعُّلِهِ وَتَرَجُّلِهِ، وَطُهُورِهِ، وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ». [أخرجه البخاري: (168)، ومسلم: (268)]. 5- أن لا يتعصب لرأي أحدٍ، فإن التعصب يقود إلى الضلال والانحراف. قال تعالى: ﴿ ﴿يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾. [ص: (26)]. وقال أيضًا: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ﴾. [المائدة: (49)]. 6- أن يشاور في أموره كلها صغيرها وكبيرها؛ فكما شاور النبي أصحابه في الأمور العظيمة كأمور الغزو شاورهم في الأمور الصغيرة التي تهم آحاد المسلمين، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها حِينَ قَالَ لَهَا أهْلُ الإفْكِ مَا قَالُوا، قَالَتْ: «وَدَعَا رَسُولُ اللهِ عَلِيَّ بْنَ أبِي طَالِبٍ وَأسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ رضي الله عنهما حِينَ اسْتَلْبَثَ الوَحْيُ، يَسْألُهُمَا وَهُوَ يَسْتَشِيرُهُمَا فِي فِرَاقِ أهْلِهِ. [أخرجه البخاري: (7369)، ومسلم: (2770)]. وعَنْ أُمِّ خَالِدٍ بِنْتُ خَالِدٍ رضي الله عنها قَالَتْ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ بِثِيَابٍ فِيهَا خَمِيصَةٌ سَوْدَاءُ، قال: «مَنْ تَرَوْنَ نَكْسُوهَا هَذِهِ الخَمِيصَةَ». فَأُسْكِتَ القَوْمُ، قَالَ: «ائْتُونِي بأُمِّ خَالِدٍ». فأُتِيَ بِي النَّبِيُّ فَألْبَسَنِيهَا بِيَدِهِ، وَقَالَ: «أبْلِي وَأخْلِقِي». مَرَّتَيْنِ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَى عَلَمِ الخَمِيصَةِ وَيُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَيَّ وَيَقُولُ: «يَا أُمَّ خَالِدٍ هَذَا سَنَا». [أخرجه البخاري: (5845)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

آداب المُشَاوَر

1- أن يتأدب بآداب المجلس؛ لقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا ﴾. [المجادلة: (11)]. 2- أن يعطي الرأي إذا طلب منه ، فعن ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: فَلَمَّا أَسَرُوا الْأُسَارَى، قَالَ رَسُولُ اللهِ لِأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ: «مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ الْأُسَارَى؟» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا نَبِيَّ اللهِ، هُمْ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةِ، أَرَى أَنْ تَأْخُذَ مِنْهُمْ فِدْيَةً فَتَكُونُ لَنَا قُوَّةً عَلَى الْكُفَّارِ، فَعَسَى اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ لِلْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : «مَا تَرَى يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟» قُلْتُ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَرَى الَّذِي رَأَى أَبُو بَكْرٍ، وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تُمَكِّنَّا فَنَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ، فَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ، وَتُمَكِّنِّي مِنْ فُلَانٍ نَسِيبًا لِعُمَرَ، فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَصَنَادِيدُهَا». [أخرجه البخاري: (1763)]. 3- أن يعطي الرأي السديد؛ لأن الله تعالى أمر عباده المؤمنين بالقول السديد. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾. [الأحزاب: (70)]، ولأن المستشار الذي طُلب منه المشورة أمين فيما يُسأل عنه من الأمور؛ فلا ينبغي أن يخون المستشير بكتمان مصلحته. قال : «الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ». [أخرجه أبو داود: (5128)]، وقال أيضًا: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ». قُلْنَا: لِمَنْ؟ قال: «للهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ». [أخرجه مسلم: (55)]. 4- أن لا يشير على صاحبه بالأمر بعد انقضائه وفوات إمكانية تلافي الخطأ: ف متى أخبرك صاحبُك أو غيره أنه أوقع تصرفًا أو عقدًا أو عملًا من الأعمال وكان قد مضى وتم؛ فينبغي أن تبارك له وتدعو له بالخير والبركة، وتصوِّبَه له إذا كان باعتقادك صوابًا، فإن هذا يؤنسه ويشرح صدره. وإياك في هذه الحال أن تخطئه فتحدث له الحسرة والندامة، وقد فات الاستدراك، إلا إذا كان غرضك تعليمه ونصيحته النافعة للمستقبل. وأما إذا أخبرك بشيء مما سبق، وهو كالمستشير لك، ولم يتمّ الأمر، فعليك في هذه الحال أن تبديَ له ما عندك من الرأي، وتُمحِّض له النصيحة، ففرق بين ما أمكن استدراكه وتلافيه، وبين ما ليس كذلك، والله أعلم. "الرياض الناضرة" للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله (ص233)، "موسوعة الفقه الإسلامي" لمحمد التويجري: (192-186/2). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

الحقوق

شروط المشير

العقل الوافر: لأنه النور الذي يهديه. المودة: حتى تنبعث الفكرة. وأن يكون سعيدًا: لأن الذي في خمولةٍ رأيُه من جنس حالِه. وأن يكون من أهل شيعتك: فإنك إن استشرت في القضاء من يحبه أشار عليك به، كما يشير به على نفسه، وكذلك المكاس يشير بالمكس. وأن يكون عارفًا بتلك القضية: حتى يتمكنَ من تحصيل مفاسِدِها ومصالِحِها، ويُرجِّحَ بينهَا. وأن لا يكون ضَجِرًا: لأن الضَّجِر لا يطُولُ فكرُه، فلا يطلع على جميع جهات المستشار فيه. وأن يكون دَيِّنًا: لأن الدين ملاك الأمر، ونظام المصالح. "الذخيرة" للقرافي (13 /349-350).

الحكمة

1- الأمن من ندم الاستبداد بالرأي الظاهر خطأه فقد قيل: «ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار». 2- إحراز الصواب غالبًا، فقد كان يقال: «من أعطى أربعًا لن يمنع أربعًا، من أعطى الشكر لم يمنع المزيد، ومن أعطى التوبة لم يمنع القبول، ومن أعطى الاستخارة لم يمنع الخيرة، ومن أعطى المشورة لم يمنع الصواب». 3- ازدياد العقل بها واستحكامه، فالمستشير وإن كان أفضل رأيًا من المستشار فإنه يزداد برأيه رأيًا كما تزداد النار بالسليط ضوءً، والمشاورة لقاح العقل ورائد الصواب ومن شاور عاقلًا أخذ نصف عقله. 4- ا لفوز بالمدح عند الصواب، وقبول العذر عند الخطأ، فمن آثر المشورة لم يعدم عند الصواب قادحًا وعند الخطأ عاذرًا. 5- استعانة التدبير بها عند التقصير عنه ولا خفاء بتأكيد الحاجة إليها في هذه الحالة؛ لأن القدرة عليه إذا كانت لا تنفك عن غرر الخطأ ما لم تتأيد بها فما أحرى أن تتحقق عند الاستبداد لما لا تنتهض البتة، قال بعض الحكماء: «حق على العاقل الحازم أن يضيف إلى رأيه آراء العقلاء فإذا فعل أمن من عثاره ووصل إلى اختياره». 6- التجرد بها عن الهوى الساترة حجبه لوجود الصواب وإن كان هناك عقل ورشاد، قال بعض الحكماء: «إنما يحتاج اللبيب ذو التجربة إلى المشاورة ليتجرد له رأيه من هواه». 7- بناء التدبير بها على أرسخ أساس والعكس بالعكس ومن ثم قيل: «إنقاذ الملك للأمور من غير روية كالعبادة بغير نية». 8- استمناح الرحمة والبركة قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: «المشورة والمناظر بابا رحمة ومفتاحا بركة لا يضل معهما رأي ولا يفقد معهما حزم». 9- دلالة العمل بها على الهداية والسداد. قال علي رضي الله عنه: «الاستشارة عين الهداية وقد خاطر من استغنى برأيه». 10- الصواب يكون بها عند إشكاله. قيل: «إذا أشكل الرأي على الحازم كان بمنزلة من أضل لؤلؤة فجمع ما حول مسقطها فالتمسها فوجدها كذلك الحازم يجمع وجوه الرأي في الأمر المشكل ثم يضرب بعضها ببعض حتى يخلص له الصواب». "بدائع السلك في طبائع الملك"، لابن الأزرق: (305-303/1).

الفوائد والمصالح

في المشاورة مصالح وفوائد عديدة من أهمها: 1- المشاورة تحقق السماحة في نظام الحكم الإسلامي. 2- المشاورة تطيب قلوب المؤمنين وتشجعهم على المضي في نشر الدين والدعوة إلى الله- عز وجل-. 3- المشاورة تحقق الفوز بثناء الله تعالى على المؤمنين الذين ينتهجون مبدأ الشورى بينهم. 4- المشاورة تبعث في الناس حب التعاون مع المسئولين وتشجعهم على تحمل مسئولياتهم أمام مجتمعهم. 5- المشاورة تعتمد رأي العلماء الأتقياء المخلصين من رجال الأمة. 6- المشاورة كما تكون في الأمور العامة بين الحاكم والمحكومين تكون أيضًا في الأمور الخاصة بين أفراد الأسرة في المجتمع. 7- المشاورة تكون لمن عرف بالأمانة والإخلاص والعلم. 8- المشاورة توجب علو شأن المشاور، ورفعة درجته. 9- المشاورة تُبين مقادير عقول الناس وأفهامهم، ومقدار حبهم للدين، ومقدار استعدادهم للقيام بأمره. 10- المشاورة في أمور الدين تشعر المسلمين بأن لهم قدرًا عند الله تعالى، وعند الخلق، وأنهم مسؤولون عن الدين، وبذلك تجود عقولهم بأنفس الآراء وأصوبها. 11- المشاورة تزيل ما يصير في النفوس من آثار سوء الفهم، فإن من له الأمر على الناس إذا جمع أهل الرأي والفضل وشاورهم في حادثة من الحوادث اطمأنت نفوسهم وأحبوه، وعلموا أنه ليس بمستبد عليهم، فبذلوا جهدهم ومقدورهم في طاعته، لعلمهم بسعيه في مصالح المسلمين. 12- المشاورة تنور الأفكار بسبب إعمالها فيما وضعت له، فصار في ذلك زيادة للعقول. 13- المشاورة تنتج الرأي المصيب، فإن المشاوِر لا يكاد يخطئ في فعله، وإن أخطأ أو لم يتم له مطلوب فليس بملوم؛ لأنه فعل ما يمكنه. "موسوعة فقه القلوب"، لمحمد التويجري: (2451/3)، "نضرة النعيم"، لصالح بن حميد: (2440/6). Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA

نماذج وقصص

1- عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «أَتَانِي نَبِيُّ اللهِ ، فَقَالَ: «إِنِّي سَأَعْرِضُ عَلَيْكِ أَمْرًا، فَلَا عَلَيْكِ أَنْ لَا تَعْجَلِي حَتَّى تُشَاوِرِي أَبَوَيْكِ» فَقُلْتُ: وَمَا هَذَا الْأَمْرُ؟ قَالَتْ: فَتَلَا عَلَيَّ: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا﴾. [الأحزاب: (29)] قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَفِي أَيِّ ذَلِكَ تَأْمُرُنِي أَنْ أُشَاوِرَ أَبَوَيَّ؟ بَلْ أُرِيدُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، قَالَتْ: فَسُرَّ بِذَلِكَ النَّبِيُّ وَأَعْجَبَهُ، وَقَالَ: «سَأَعْرِضُ عَلَى صَوَاحِبِكِ مَا عَرَضْتُ عَلَيْكِ» فَكَانَ يَقُولُ لَهُنَّ كَمَا قَالَ لِعَائِشَةَ، ثُمَّ يَقُولُ: «قَدْ اخْتَارَتْ عَائِشَةُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ». [أخرجه أحمد: (26271)]. 2- عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ، «أَنَّ جُلَيْبِيبًا كَانَ امْرَأً يَدْخُلُ عَلَى النِّسَاءِ، يَمُرُّ بِهِنَّ وَيُلَاعِبُهُنَّ فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي: لَا يَدْخُلَنَّ عَلَيْكُمْ جُلَيْبِيبٌ؛ فَإِنَّهُ إِنْ دَخَلَ عَلَيْكُمْ، لَأَفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَنَّ. قَالَ: وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ إِذَا كَانَ لِأَحَدِهِمْ أَيِّمٌ لَمْ يُزَوِّجْهَا حَتَّى يَعْلَمَ هَلْ لِلنَّبِيِّ فِيهَا حَاجَةٌ؟ أَمْ لَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: «زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ». فَقَالَ: نِعِمَّ وَكَرَامَةٌ يَا رَسُولَ اللهِ وَنُعْمَ عَيْنِي. قَالَ: «إِنِّي لَسْتُ أُرِيدُهَا لِنَفْسِي». قَالَ: فَلِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «لِجُلَيْبِيبٍ» : قَالَ: فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُشَاوِرُ أُمَّهَا فَأَتَى أُمَّهَا فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ يَخْطُبُ ابْنَتَكِ. فَقَالَتْ: نِعِمَّ. وَنُعْمَةُ عَيْنِي. فَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ يَخْطُبُهَا لِنَفْسِهِ إِنَّمَا يَخْطُبُهَا لِجُلَيْبِيبٍ. فَقَالَتْ: أَجُلَيْبِيبٌ إنية؟ أَجُلَيْبِيبٌ إنية؟ أَجُلَيْبِيبٌ إنية؟ لَا. لَعَمْرُ اللهِ لَا نُزَوَّجُهُ. فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ لِيَأْتِيَ رَسُولَ اللهِ فِيُخْبِرَهُ بِمَا قَالَتْ أُمُّهَا: قَالَتِ الْجَارِيَةُ: مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمْ؟ فَأَخْبَرَتْهَا أُمُّهَا فَقَالَتْ: أَتَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ أَمْرَهُ؟ ادْفَعُونِي؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُضَيِّعْنِي. فَانْطَلَقَ أَبُوهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: شَأْنَكَ بِهَا فَزَوَّجَهَا جُلَيْبِيبًا قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ فِي غَزْوَةٍ لَهُ. قَالَ: فَلَمَّا أَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟ قَالُوا»نَفْقِدُ فُلَانًا وَنَفْقِدُ فُلَانًا. قَالَ: «انْظُرُوا هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟» قَالُوا: لَا. قَالَ: «لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا». قَالَ: «فَاطْلُبُوهُ فِي الْقَتْلَى». قَالَ: فَطَلَبُوهُ فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ هَا هُوَ ذَا إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ فَقَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «قَتَلَ سَبْعَةً وَقَتَلُوهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ. هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ» مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ وَضَعَهُ رَسُولُ اللهِ عَلَى سَاعِدَيْهِ وَحُفِرَ لَهُ مَا لَهُ سَرِيرٌ إِلَّا سَاعِدَا رَسُولِ اللهِ ، ثُمَّ وَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ، وَلَمْ يُذْكَرْ أَنَّهُ غَسَّلَهُ. قَالَ ثَابِتٌ: فَمَا كَانَ فِي الْأَنْصَارِ أَيِّمٌ أَنْفَقَ مِنْهَا. وَحَدَّثَ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ثَابِتًا قَالَ: هَلْ تَعْلَمْ مَا دَعَا لَهَا رَسُولُ اللهِ ؟ قَالَ: «اللهُمَّ صُبَّ عَلَيْهَا الْخَيْرَ صَبًّا، وَلَا تَجْعَلْ عَيْشَهَا كَدًّا كَدًّا». قَالَ فَمَا كَانَ فِي الْأَنْصَارِ أَيِّمٌ أَنْفَقَ مِنْهَا». [أخرجه أحمد: (19784)]. 3- عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ: «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شَاوَرَ الْهُرْمُزَانَ فِي أَصْبَهَانَ وَفَارِسَ وَأَذْرَبِيجَانَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَصْبَهَانُ الرَّأْسِ، وَفَارِسُ وَأَذْرَبِيجَانَ الْجَنَاحَانِ، فَإِذَا قَطَعْتَ إِحْدَى الْجَنَاحَيْنِ، فَالرَّأْسُ بِالْجَنَاحِ، وَإِنْ قَطَعْتَ الرَّأْسَ، وَقَعَ الْجَنَاحَانِ، فَابْدَأْ بأَصْبَهَانَ». [أخرجه الحاكم، المستدرك: (5346)]. 4- عن عكرمة: «أن عمر بن الخطاب، شاور الناس في جلد الخمر، وقال: ﴿إن الناس قد شربوها واجترءوا عليها﴾. فقال له علي: ﴿إن السكران إذا سكر هذى، وإذا هذى افترى﴾، فاجعله حد الفرية، فجعله عمر حد الفرية ثمانين». [أخرجه عبد الرزاق الصنعاني، المصنف: (13542)]. 5- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: «أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، خَرَجَ إِلَى الشَّأْمِ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ لَقِيَهُ أُمَرَاءُ الأَجْنَادِ، أَبُوعُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِأَرْضِ الشَّأْمِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقَالَ عُمَرُ: ادْعُ لِي المُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ، فَدَعَاهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ، وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّأْمِ، فَاخْتَلَفُوا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَدْ خَرَجْتَ لِأَمْرٍ، وَلاَ نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّه ، وَلاَ نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الوَبَاءِ، فَقَالَ: ارْتَفِعُوا عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: ادْعُوا لِي الأَنْصَارَ، فَدَعَوْتُهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ، فَسَلَكُوا سَبِيلَ المُهَاجِرِينَ، وَاخْتَلَفُوا كَاخْتِلاَفِهِمْ، فَقَالَ: ارْتَفِعُوا عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: ادْعُ لِي مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الفَتْحِ، فَدَعَوْتُهُمْ، فَلَمْ يَخْتَلِفْ مِنْهُمْ عَلَيْهِ رَجُلاَنِ، فَقَالُوا: نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ وَلاَ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الوَبَاءِ، فَنَادَى عُمَرُ فِي النَّاسِ: إِنِّي مُصَبِّحٌ عَلَى ظَهْرٍ فَأَصْبِحُوا عَلَيْهِ. قَالَ أَبُوعُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ: أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللَّهِ؟ فَقَالَ عُمَرُ: لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ؟ نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ إِبِلٌ هَبَطَتْ وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ، إِحْدَاهُمَا خَصِبَةٌ، وَالأُخْرَى جَدْبَةٌ، أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ، وَإِنْ رَعَيْتَ الجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ؟ قَالَ: فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ - وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ - فَقَالَ: إِنَّ عِنْدِي فِي هَذَا عِلْمًا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: ﴿إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ﴾ قَالَ: فَحَمِدَ اللَّهَ عُمَرُ ثُمَّ انْصَرَفَ». [أخرجه البخاري: (5729)]. Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA